إذا قطعته ؛ يقال : قرّت الدجاجة تقرّ قرّا وقريرا ، فإن ردّدته قلت : قرقرت قرقرة وقريرا (١). وفي المثل : «حرّة تحت قرّة» (٢) يضرب لمن يظهر أمرا ويخفي غيره. وقال عمر لأبي مسعود البدري ـ رضي الله عنهما ـ «إنك تفتي ، ولّ حارّها من تولّى قارّها» (٣) ؛ قال شمر : معناه يتولّى شديدها من يتولّى هينها. قال ابن الأعرابيّ : يقال : حرّ يومنا فهو حارّ ، وقرّ يومنا فهو قرّ ، ولا أقول قارّ ، وفي المثل : «وقعت بقرّك» وأصله أنهم يقولون لمن أدرك ثأره أي أصاب قلبك مطلوبه فقرّ ، إمّا بمعنى ثبت واستكنّ من قلقه ، وإمّا من القرّ والبرودة. وفي شعر الشمّاخ (٤) : [من البسيط]
كأنّها وابن أيام تؤبّنه |
|
من قرّة العين مجتابا ديابوذ |
أي من طيب مرتعهما ورضاهما. وفي الحديث أنه قال لأنجشة (٥) وهو يحدو بالنساء : «رفقا بالقوارير» (٦) شبّه النساء بالقوارير من الزجاج لضعف عزائمهنّ ، والقوارير أقرب شيء إلى الكسر ، فخاف عليه الصلاة والسّلام من حصول الفتنة لهن ، لأنه روي أن أنجشة كان يشبّب في حداثته. قال الهرويّ : والظاهر أنه أراد بالقوارير نفس الإبل شبّهت بذلك لضعفها ، وأنّ الحداء إذا سمعته جهدت أنفسها في السّير فتهلك.
والقرقرة : الضّحك العالي ، وهي ـ أيضا ـ فروة الوجه ، وفي الحديث : «إذا قرّب منه المهل سقطت قرقرة وجهه» (٧). وفي الحديث : «ركبوا القراقير» (٨) وهي جمع قرقور ، وهو
__________________
(١) وزاد الهروي : «وقر قريرا». وفي الأصل : «قرت الزجاجة».
(٢) مجمع الأمثال : ١ / ١٩٧. الحرة : مأخوذة من الحرارة وهي العطش ، والقرة : البرد. ويقول الميداني : يضرب لمن يضمر حقدا وغيظا ويظهر مخالصة.
(٣) النهاية : ٤ / ٣٨. وفي مجمع الأمثال : قاله لعتبة بن غزوان أو لأبي مسعود الأنصاري ، أي احمل ثقلك على من انتفع بك (مجمع الأمثال : ٢ / ٢٦٩).
(٤) اللسان ـ مادة قرر.
(٥) وفي رواية للبراء بن مالك.
(٦) النهاية : ٤ / ٣٩.
(٧) النهاية : ٤ / ٤٨. ويروى : « .. فروة وجهه».
(٨) المصدر السابق ، والحديث لموسى عليهالسلام.