كلّها ، وإلى هذا الفقر أشار بقوله في وصف الإنسان : «وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام» (١). والثاني : عدم المقتنيات وهو المذكور في قوله : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)(٢). والثالث : فقر النّفس ، وهو الشّره المشار إليه بقوله صلىاللهعليهوسلم : «كاد الفقر أن يكون كفرا» (٣) وهو المقابل بقوله : «إنّما الغنى غنى النفس» (٤) وهو المعنيّ بقولهم : «من عدم القناعة لم يفده المال غنى». والرابع : الفقر إلى الله تعالى ، وهو المشار إليه بقوله : «اللهمّ أغنني بالافتقار إليك ولا تفقرني بالاستغناء عنك» وإياه عنى بقوله صلىاللهعليهوسلم : (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(٥). وقد ألمّ الشاعر بهذا المعنى فأجاد بقوله (٦) : [من الطويل]
ويعجبني فقري إليك ولم يكن |
|
ليعجبني ، لولا محبّتك ، الفقر |
ف ق ع :
قوله تعالى : (إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها)(٧) أي خالص ، يقال : أصفر فاقع أي صادق الصّفرة ، وأسود حالك وحانك من قولهم : أسود من حلك الغراب ومن حنك الغراب ـ باللام والنون ـ وأبيض يقق (٨) وأخضر ناصع وأحمر قانىء.
والفقع : ضرب من الكمأة ، وبه شبّه الذليل ، فيقال : أذلّ من فقع بقاع. وقال كعب ابن زهير (٩) قال الخليل بن أحمد : وسمي الفقّاع فقّاعا لما يرتفع من زبده.
وفقاقيع الماء : نقاطاته ـ على التشبيه ـ وفي حديث ابن عباس : «نهى عن التّفقيع في
__________________
(١) ٨ / الأنبياء : ٢١.
(٢) ٢٧٣ / البقرة : ٢.
(٣) المفردات : ٣٨٣.
(٤) رواه أحمد والترمذي و ... عن أبي هريرة (الفتح الكبير : ٢ / ٥٨) ، وهو جزء من حديث.
(٥) ٢٤ / القصص : ٢٨.
(٦) من شواهد الراغب في مفرداته : ٣٨٣.
(٧) ٦٩ / البقرة : ٢.
(٨) أبيض يقق : ناصع ، وترد بكسر العين.
(٩) يبدو أن المؤلف ـ أو الناسخ ـ سها عن ذكر شعر كعب ، ولم تذكره النسخ الثلاث.