يميني (١) وعاقدتها. وقد قرىء : بما عقدتم (وعاقدتم) الأيمان (٢) أي أكّدتموها ، ولذلك سقط اللغو. وقد ينسب ذلك لنفس اليمين مبالغة كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ) (وعاقدتم) (٣).
والعقد : مصدر عقد الشيء يعقده : أكّده وبالكسر : القلادة وغلب في الجواهر النفيسة إذا نظمت. قوله : (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ)(٤) أي ما التزم وأكّد من التزام كلّ من الزوجين ما يجب عليه / لصاحبه. قوله : (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي)(٥) أي حبسة. قيل : كان به أثر من حرق أصابه فدعا الله بحلّها أي بإزالتها. والظاهر أنّه أراد إطلاق لسانه بما يعبّر به عما في نفسه. قوله : (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ)(٦) أي الساحرات. وكان الساحر يعقد عقدا وينفث في كلّ عقدة من رقاه ما يؤكّد ذلك كأنّه يخيل أنه شيء يعقد عليه ويربط ، ومن ثمّ قيل لها عزيمة. وفي التفسير : «أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثهم إلى بئر فاستخرجوا منها سحرا سحره به لبيد بن الأعصم اليهوديّ وبناته (٧) إحدى عشرة عقدة في مشط ومشاقة» (٨). وفي القصة طول. (ويروى أنه لما نزلت المعوّذة الأولى صار كلما قرأ آية منها انحلّت عقدة. وناقة عاقدة وعاقد : عقدت للّقاح. وتيس أعقد ، وكلب أعقد : ملتوي الذّنب) (٩). وفي الحديث : «فعدلت عن الطريق فإذا أنا بعقدة من شجر» (١٠) والعقدة : البقعة الكثيرة الشجر. وفي حديث آخر : «من عقد لحيته فإنّ محمدا صلىاللهعليهوسلم بريء منه» (١١) أي جعّدها. وقيل : كانوا
__________________
(١) في الأصل : عيني.
(٢) ٨٩ / المائدة : ٥.
(٣) ٣٣ / النساء : ٤.
(٤) ٢٣٥ / البقرة : ٢.
(٥) ٢٧ / طه : ٢٠.
(٦) ٤ / الفلق : ١١٣.
(٧) كذا في م ، وفي س : وهي ، وبياض موضع الكلمة في م. والخبر عند البخاري والثعلبي.
(٨) المشاقة : المشاطة ؛ الشعر. وفي البخاري وتفسير الثعلبي : « ... ومشاطة» بالطاء.
(٩) ما بين مقوستين إضافة من م.
(١٠) النهاية : ٣ / ٢٧١.
(١١) النهاية : ٣ / ٢٧٠ ، وفيه : « ... العقد».