( مسألة ٤٥ ) : الإسراف في ماء الوضوء مكروه [١] ، لكن الإسباغ مستحب [٢] ، وقد مر [٣] أنه يستحب أن يكون ماء الوضوء بمقدار مد. والظاهر أن ذلك لتمام ما يصرف فيه من أفعاله ومقدماته من المضمضة ، والاستنشاق ، وغسل اليدين [٤].
______________________________________________________
[١] ففي خبر حريز عن أبي عبد الله (ع) : « إن لله تعالى ملكا يكتب سرف الوضوء كما يكتب عدوانه » (١).
[٢] بلا خلاف ولا إشكال ظاهر ، والنصوص به متواترة ، أو قريبة من التواتر ، ففي صحيح ابن جعفر (ع) عن أخيه (ع) عن أبيه (ع) : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أسبغ وضوءه ، وأحسن صلاته ، وأدى زكاة ماله ، وكف غضبه ، وسجن لسانه ، واستغفر لذنبه ، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه (ص) ، فقد استكمل حقيقة الايمان ، وأبواب الجنان مفتحة له » (٢).
[٣] ومر دليله (٣).
[٤] فإنه يبلغ حينئذ ثلاث عشرة أو أربع عشرة كفاً ، وهي تقارب المد ، كما في محكي الحبل المتين وغيره. ولا مجال لاحتمال حمله على أفعاله الواجبة ، ضرورة زيادته كثيراً. كما لا موجب لإدخال ماء الاستنجاء فيه ـ كما ارتكبه في محكي الذكرى ، وتبعه عليه غيره ـ فإنه خلاف ظاهر النصوص. وأما روايتا ابن كثير (٤) والحذاء (٥) الحاكيتان لوضوء علي
__________________
(١) الوسائل باب : ٥٢ من أبواب الوضوء حديث : ٢.
(٢) الوسائل باب : ٥٤ من أبواب الوضوء حديث : ٢.
(٣) تقدم في أول فصل مستحبات الوضوء.
(٤) الوسائل باب : ١٦ من أبواب الوضوء حديث : ١.
(٥) الوسائل باب : ١٥ من أبواب الوضوء حديث : ٨.