القول يكون المراد : عند خروجهم إلى الدنيا يتعارفون فيها ويتزاوجون وينتظرون خروج إمامهم. وفي كلّ حال تعد هذه الآية الشريفة من علائم ساعة القيامة للحساب ، وعدّوها من علائم قرب الفرج وظهور الإمام عجّل الله تعالى فرجه لأنه يسبق يوم القيامة ، فيكون فتح سدّ يأجوج ومأجوج من علامات الظهور بدليل الآية الكريمة التالية التي تنذر بقرب يوم القيامة حيث قال سبحانه وتعالى :
٩٧ ـ (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) ... أي دنا الوعد الصّدق وهو قيام الساعة (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعني : فإذا القصة التي تلي ذلك أن أبصار الكافرين تشخص : تنظر ولا تكاد تطرف من شدّة أهوال ذلك اليوم وتبقى مفتوحة من الدهشة وهم يقولون : (يا وَيْلَنا) والقول مقدّر ، فإنهم يدعون بالويل والثبور قائلين : (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) أي كنّا في دار الدنيا ساهين وغافلين عن هذا اليوم وتلك الأهوال (بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) لأنفسنا بعبادة غير الله تعالى ، أو بترك النظر في البراهين والحجج التي جاء بها المرسلون. فيقال لهم بلسان الحال :
٩٨ ـ (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) ... أي أنتم بالتأكيد وجميع ما عبدتموه غير الله (حَصَبُ جَهَنَّمَ) يعني حطبها ووقودها ترمون فيها كصغار الأحجار وكالحصى ، و (أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) داخلون إليها لأنها مقرّكم الذي تخلدون في عذابه وويلاته. كما أنه يقال لهم بلسان الحال ، أو أنهم هم يقولون فيما بينهم عن أصنامهم ومعبوداتهم :
٩٩ ـ (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها) ... أي لو كان ما عبدتموه من دون الله تعالى أربابا ما دخلوا جهنّم (وَكُلٌ) من العبدة والمعبودين (فِيها) في جهنّم (خالِدُونَ) باقون إلى أبد الأبد.
١٠٠ ـ (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ :) الزفير : قذف النفس بشدّة من الغيظ ، فلهم في جهنم زفير وشهيق (عكسه) وأنين وبكاء