وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (١١١) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢))
١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ) ... حكي أن كفّار قريش أو نفرا من ثقيف سألوا النبيّ صلىاللهعليهوآله عن الجبال وما يصيبها يوم القيامة على ثقلها وصلابتها وعظمتها ، فنزلت هذه الآية الكريمة : ويسألونك عن حال الجبال ومآلها وما يحلّ بها (فَقُلْ) يا محمد لهم : (يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) أي يدكّها ربّي تعالى دكّا ويهدمها ويقلبها من أصلها ويصيّرها كالرمال الناعمة ويأمر الريح الدّبور فتفرّقها على وجه البسيطة وسطح الأرض وتصير أمكنتها سهولا مستوية بعد أن كانت جبالا راسية (فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً) فيدعها أرضا منبسطة كبقية السهول ، ف (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) فلا تنظر فيها التواء من انخفاض أو ارتفاع بقدرته العزيزة جلّت قدرته.
١٠٨ ـ (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) ... أي في ذلك اليوم يلحقون بداعي الله عزوجل الذي يدعوهم للمحشر ، وهو إسرافيل عليهالسلام ، يدعوهم بأمر ربّه عزّ وعلا فيقبلون من كل أوب إلى صوبه (لا عِوَجَ لَهُ) أي ليس لأحد أن ينحرف عنه ولا يعدل عمّا أشار إليه من خطة السير. والفرق بين العوج والاعوجاج أن الاعوجاج هو الانحراف الفاحش من الشيء بحيث يلتفت إليه من يراه في بادئ الأمر ولأول وهلة ، أما العوج فإنه الانحراف اليسير الذي لا تدركه النظرة الخاطفة لخروجه عن إدراك البصر السريع لدقّته ، ولا يدركه إلّا الحاذق الدقيق والمهندس المختص بالمقاييس الهندسية اللازمة ، ولذا لا يستعمل لفظ العوج ، إلّا في الأمور المعنوية للطافته وكمال دقّته كالأمور المعنوية ، في حين أن الاعوجاج يستعمل في الأعيان المادية. فاستعمال لفظ : العوج في المقامين اللذين مرّا