هم بها لشهرتها ولوفرة النعيم الذي كانوا يعيشون فيه. و (إِنْ) مخفّفة ، والأصل : إنّ أهل الأيكة ـ أي قوم شعيب ـ لظالمين لأنفسهم إذ بعث الله تعالى لهم رسوله شعيبا عليهالسلام ليهديهم إلى الدين والتوحيد فكذّبوه ، وزاد في الجهد معهم فازدادوا كفرا وعنادا وأمعنوا في التكذيب (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) أحللنا بهم نقمتنا وسخطنا وعذابنا فأهلكناهم. وكان هلاكهم بالحرّ ، وهو عذاب يوم الظّلة ـ والعياذ بالله منه ـ إذ دهمهم حرّ محرق لا يطاق ، ثم بدت سحابة لجأوا إليها ليستظلّوا بها من شدّة الحرّ فأحرقتهم بصاعقة بعد أن عاقبهم بالحرّ سبعة أيام ، ثم لمّا أووا إلى ظلّ الغيمة يلتمسون روحها وبردها أرسل الله عليهم الصاعقة ، فبعدا للقوم الظالمين.
أما قوله سبحانه : (وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) فإن ضمير التّثنية في (إِنَّهُما) يعني سدوم والأيكة ، فهما آيتان موجودتان بإمام ، طريق ، مبين : واضح للساكنين. وقد سمّى الطريق إماما لأنه يؤمّ ويتّبع ويهتدى به كما أن الإمام كذلك. وقيل معناه أن حديث مدينتيهما ، أي مدينتي قوم لوط وشعيب مكتوب في اللوح المحفوظ نظير قوله : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) ، فأطلق الإمام على اللوح بذلك الاعتبار المذكور.
* * *
(وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١) وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤))
٨٠ ـ (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) : أي ثمود كذبوا صالحا.