صلىاللهعليهوآله ، توجّه سبحانه في خطابه إلى نبيّنا الكريم ، رسوله العظيم فقال له عزّ من قائل :
* * *
(ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢) وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (١٠٤) وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (١٠٥) وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦) أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (١٠٧) قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨))
١٠٢ ـ (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ) ... أي أن بيان قصة يوسف من أولها إلى آخرها هو من الأخبار الغيبية ومن الغيب الذي كنت تجهله ونحن نوحيه إليك فننزله عليك ونلهمك إياه ، وهي الآن بين يديك مفصلة لتكون من دلائل نبوّتك وإعجازك .. وسبب نزول هذه القصة بهذا الشكل ، أن جماعة من اليهود طلبوها من رسول الله (ص) لأنها مذكورة في توراتهم. وظنّ رسول الله (ص) أنهم يؤمنون بعد سماعها منه ولكنهم ـ بعد أن بيّنها ـ بقوا على كفرهم وإصرارهم ، ولذلك قال سبحانه : (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ) أي اتفقوا على هذا الأمر (وَهُمْ يَمْكُرُونَ)