تزعمون البعث بعد الموت؟ قال : نعم. فقال : أحلف بإلهك أنني يوم القيامة (لَأُوتَيَنَ) لأعطينّ (مالاً وَوَلَداً) فأعطيك هناك بأزيد ممّا تطلبني هنا إذا بعثنا. وقد قال له ذلك مستهزئا بالبعث والحساب والثواب والعقاب ومنكرا لكلّ ما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله .. فقال سبحانه مستهزئا به :
٧٨ و ٧٩ ـ (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) : وهذه همزة الاستفهام التي دخلت على همزة الوصل (أَطَّلَعَ) ومعناه : أعلم الغيب حتى يعرف أنه سيكون في الجنّة أم لا ، وأنه لو بعث رزق مالا وولدا ، أم هل بيده عهد من الله تعالى بذلك؟ (كَلَّا) هذه كلمة ردع وتنبيه إلى أنه مخطئ فيما تصوّره لنفسه ، وإننا (سَنَكْتُبُ) نسجّل عليه (ما يَقُولُ) من الخطل (وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) ونطيل زمن عذابه فنخلّده فيه تخليدا ، جزاء استهزائه بالبعث والحساب :
٨٠ ـ (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً) : أي أننا نرث قوله من بعد أن نهلكه ، ونرث كذلك ما له وولده (وَيَأْتِينا) يجيء إلينا يوم القيامة (فَرْداً) وحده لا يصحبه مال ولا ولد ولا ناصر ولا معين.
* * *
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤))
٨١ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) : أي جعل هؤلاء الكافرون لأنفسهم أربابا من دون الله تعالى وادّعوا أن هذه الأرباب تقرّبهم