بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المقدّمة
وهذا هو الجزء الرابع من كتابنا «الجديد في تفسير القرآن المجيد» نضعه بين أيدي القراء الأفاضل راجين من الله سبحانه وتعالى أن يقبل ما مضى منه وأن يوفّق لما بقي ، وأن لا يؤاخذنا بما أخطأنا أو نسينا فإن كتابه الكريم معجزة الدهر التي تبقى إلى يوم الحشر تتحدّى القرائح والعبقريّات ، إذ يبدو لمجيل الفكر فيها كلّ يوم شيء جديد ، وينكشف له في كلّ مرة عجب عجيب ، ولا غرور فالقرآن لا تنقضي عجائبه ، ولا يعلم تفسيره ولا تأويله إلا الله تعالى والراسخون في العلم كنبيّنا وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
أما نحن ، فنحاول كما حاول غيرنا ، راجين الفائدة وتعميم النّفع ، ولم نأت ببدع ما سبقنا إليه أحد ، ولكننا بذلنا الطاقة وغاية المجهود بقصد تقريب فهمّ ما استعصى من آياته الكريمات ، وجلاء شيء من المبهمات التي لا تحيط بها العقول القاصرة ، وقد اعتمدنا السهولة في الأسلوب ، والتبسيط في التعبير ، وتقسيم الآيات بحسب مواضيعها ، ليبقى القارئ مع كل موضوع في جوّه ، ومع كل قصة في مسارها ، وليتمكّن من الإلمام