وعويل ، ولا يسمعون فيها شيئا يسرّهم لشدّة العذاب واستمراره بل لا يقع في آذانهم إلّا لعن بعضهم بعضا ، وهم لا يمهلون لسماع أي صوت أو أي نداء لأنهم في شغل شاغل.
وقيل إنه لما نزلت هذه الآية الكريمة قال ابن الزبعرى : قد عبد عزير ، وعيسى ، والملائكة فهم في النار؟. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّما عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك. ثم نزل القول الكريم الآتي الذي ردّ الله تعالى به قول هذا السفيه ، فقال سبحانه :
* * *
(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (١٠١) لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ (١٠٢) لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (١٠٣) يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ (١٠٤))
١٠١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) ... أي أن الذين تمتّعوا بالخصال الكريمة وآمنوا وعملوا الصالحات ـ والرّسل منهم بصورة خاصة ـ وكانوا من عبادنا حقّا وحقيقة ، قد (سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) وهو الوعد بالجنّة ، ف ـ (أُولئِكَ) الصالحون (عَنْها) عن جهنّم (مُبْعَدُونَ) في مكان بعيد أمين من أن يروها أو يذوقوا عذابها ، بل إنهم :