وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (٨٩) إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠))
٨٩ ـ (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) ... أي من الأئمة (عَلى هؤُلاءِ) أي على قومك وأمّتك ، وإنما أفرده بالذكر تكريما وتشريفا له ، وقيل إن الأئمة شهداء على الناس ونبيّنا صلىاللهعليهوآله شهيد على الأئمة ، والأنبياء يكونون شهداء على أممهم (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) أي القرآن (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) أي بيانا بليغا لكلّ أمر ومشكل ممّا يحتاج الخلق إليه في أمر دينهم إمّا بالتنصيص عليه تفصيلا أو إجمالا ، وإما بالإحالة إلى ما يوجب العلم من بيان نبيّ أو من يقوم مقامه من الأوصياء ، أو إجماع الأمّة فيكون حكم الجميع مستفادا من القرآن (وَهُدىً وَرَحْمَةً) أي القرآن دالّ على الرّشد والنّعمة (وَبُشْرى) أي بشارة لهم بالثواب الدّائم.
٩٠ ـ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) ... أي الإنصاف التامّ (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) لعلّ المراد به صلة الرّحم (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) أي ما جاوز حدود الله (وَالْبَغْيِ) أي التطاول على الناس بغير حق ، أو الكبر كما في المعاني عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، والعدل والإنصاف والإحسان : التّفضّل ، وروي أن الفحشاء والمنكر والبغي فلان وفلان وفلان ، وقيل لو لم يكن في القرآن غير هذه الآية لصدق عليه أنّه تبيان لكلّ شيء.
* * *
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ