الله منه أنه سيغير ويبدل ، وينتقل من الإيمان إلى الكفر ، ومن هدى إلى ضلالة أنه في حال إيمانه وطاعته مستوجب لثوابه وجنته ، فإن الله محب له راض عنه ، ما دام متمسكا كذلك ، فإذا بدل وغيّر وانتقل من الإيمان إلى الكفر ، صار عند الله عدوا لله ملعونا ، مستوجبا لسخطه وناره. فلو (٥٢) أن عبدا كفر بالله وعمل بمعصيته ، وترك طاعته ، وفي علم الله أنه سيتوب ويؤمن أنه في حال كفره ومعصيته عدو لله ملعون مستوجب لسخط الله وناره ، فإذا تاب وآمن صار وليا لله مستوجبا لثوابه وجنته ؛ لأن الله جل جلاله لا يعادي على العلم ، ولا يوالي عليه ، ولا يثيب به (٥٣) ولا يعاقب عليه ، ولا يسخط على من لم يسخطه ، ولا يغضب على من لم يغضبه ، ولا يرضى على من لم يرضه.
تم الكتاب والحمد لله
__________________
(٥٢) في (ب) : ولو.
(٥٣) في (ب) : عليه.