الأمور ؛ فهو عقيم القلب عن (٢٣) لقاح الهدى ، ظمآن إلى مرشد يحسن تبصرته ، ويريه الحق من وجوهه ، وليس على اليقين مما اعتقد ، والظن مستول على قلبه ، والشبهة دواؤه ، والحيرة ثمرته ، نتاج إرادته كثرة الاختلاط. ولكل أمر سبب ، والعلل كثيرة ، والأسباب متفاوتة مجتمعة ومفترقة ، لا يميزها إلا من وطي أوائل الأمور التي بها يهجم على معرفتها ، ولكل شيء منها حد متى تعدي سلّم متعديه إلى الهلكة ؛ لأنه جزع (٢٤) الحدود المضروبة له.
ذكر شروط النظر
فواجب على كل بالغ عاقل أن ينظر في نجاته ، ولن ينتفع ناظر بنظره إلا بسلامة قلبه من الزيغ ، وطهارته من الهوى ، وبرأته من إلف العادة التي عليها جرى. والقصد بإرادته ونيته إلى العدل والنّصفة ، وإعطائه كل أمر من الأمور بقسطه ، والحكم عليه بقدره ، وأخذ نفسه بالوظائف المؤدية له إلى النجاة ، وحراسة قلبه من الأمور المسلّمة له إلى الضلال ، والحائلة بينه وبين حسن الاصطفاء ، واختيار الصواب ، وترك التقليد ، ويكون طالبا لقيام الحجة لازما لمنازل القرآن ، متمسكا به ، مؤثرا له على ما سواه ، ملتمسا للهدي فيه ، فلن يعدم الهدى من قصد قصده ، لأن الله جل ذكره ضمن لمن اتبع هداه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
فبمثل هذه الشروط يستنير البرهان ، ويستشف (٢٥) الغامض من الصواب ، ويستبين (٢٦)
__________________
(٢٣) في (ب) : (من) مكان (عن).
(٢٤) جاز. نخ.
(٢٥) أي يلحظ بالاجتهاد ، وهو مأخوذ من الشف ، وهو الثوب الرقيق الغامط الذي يعد على الغير مبلغة من الصواب الذي أصيب به الحق. تمت من شرح الإمام أبي طالب عليهالسلام. ا ه
(٢٦) وتستبين. (ب).