والقاسم (٣٥) ابني إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو إمام لجميع المسلمين ، لا يسعهم عصيانه ، ولا يحل لهم خذلانه ، بل يجب عليهم موالاته وطاعته ، ويعذب الله من خذله ، ويثيب من نصره ، ويتولى من يتولاه ، ويعادي من عاداه.
ذكر الإمام زيد بن علي صلوات الله تعالى عليه وقصته مع الرافضة
ومما روى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : أخبرني أبي ، قال : قال جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : «إنه سيخرج منا رجل يقال له زيد ، فينتهب ملك السلطان ، فيقتل ، ثم يصعد بروحه إلى السماء الدنيا ، فيقول له النبيون : جزى الله نبيك عنا أفضل الجزاء كما شهد لنا بالبلاغ ، وأقول أنا : أقررت عيني يا بني ، وأديت عني ، ثم يذهب بروحه من سماء إلى سماء حتى ينتهي به إلى الله عزوجل ، ويجيء أصحابه يوم القيامة يتخللون أعناق الناس بأيديهم أمثال الطوامير ، فيقال : هؤلاء خلف الخلف ، ودعاة الحق إلى رب العالمين.».
وفيه ، عن محمد بن الحنفية ، أنه قال : «سيصلب منا رجل يقال له زيد في هذا الموضع
__________________
لليلة خلت من رجب وعمره ٢٦ سنة. انظر ترجمته في التحف شرح الزلف ط / ٣ / ١٤٤.
(٣٥) هو الإمام أبو محمد نجم آل الرسول وإمام المعقول والمنقول القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط صلوات الله عليهم وسلامه. قام لما سمع بموت أخيه الإمام محمد بن إبراهيم بمصر سنة ١٩٩ ه ، ولبث في دعائه الخلق إلى الله إلى سنة ٢٤٦ ه ، ورد فيه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «يا فاطمة إن منك هاديا ومهديا ومستلب الرباعيتين ، لو كان بعدي نبي لكان إياه.». له المؤلفات العظيمة والكثيرة ، وتخرّج عليه كثير من أصحابه العلماء ، وتوفي عليهالسلام وله ٧٧ سنة في الرس التي انتقل إليها آخر أيامه ، وهي أرض اشتراها عليهالسلام وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة. انظر ترجمته في التحف شرح الزلف ط / ٣ / ١٤٥.