بحجة رب العالمين ، ومثل ابنه يحيى (٢٩) المحتذي بفعله ، ومثل محمد بن عبد الله بن الحسن بن
__________________
دعا إلى الله في زمن هشام بن عبد الملك الأموي ، وبايعه جمهور أهل الكوفة وكثير من فقهائها ، وأنفذ الدعاة إلى البلدان ، واستجاب له عالم من الناس ، وكان وعد أصحابه للظهور ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر عام ١٢٢ ه ، وأحوج إلى الظهور قبل ذلك لوقوف يوسف بن عمر على أمره ، فظهر ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم ، ولم يف له إلا عدد يسير ممن كان بايعه ، فقاتل عليهالسلام حتى أصيب بسهم في جبينه عشية الجمعة لخمس بقين من المحرم سنة ١٢٢ ه على الأصح ، فدفن في مكان وأجري الماء عليه تعمية لقبره ، فدلّ عليه يوسف بن عمر فأخرجه وصلبه في الكناسة ، وبقي مصلوبا سنة وأشهرا ، وقيل سنتين ، ثم أحرق جسده الشريف وذروه في الفرات ، وإليه تنسب الفرقة الزيدية ، وبسبب رفضه سميت الفرقة الرافضة رافضة ، لرفضهم له ، قال الإمام عبد الله بن الحسن عليهالسلام : «العلم بيننا وبين الناس علي بن أبي طالب ، والعلم بيننا وبين الشيعة زيد بن علي.». وله عليهالسلام في حال صلبه الكرامات العجيبة المشهورة. انظر ترجمته في التحف شرح الزلف ط / ٣ / ٦٣.
(٢٩) هو الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي عليهمالسلام ، مولده عليهالسلام سنة ٩٧ ه على الأرجح ، وكان أبوه عليهالسلام قد أوصاه حين رمي بقتال الظالمين وأعداء الدين ، فخرج من الكوفة فدخل خراسان ، وانتهى إلى بلخ ، وكان قد أخذه نصر بن سيار فقيّده وحبسه ، وكتب إلى يوسف بن عمر بأمره ، وكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد بذلك ، فكتب الوليد يأمره بالإفراج عنه ، وترك التعرض له ولأصحابه ، فخرج من عنده إلى بيهق ، وأظهر الدعوة هناك ، ووقعت له مع الجيوش الأموية وقعات إلى أن اجتمع عليه الجيوش الذين أنفذهم نصر بن سيار لقتاله ، فقاتلهم عليهالسلام ثلاثة أيام حتى قتل أصحابه وأتته نشابة في جبهته ، وكان قتله عليهالسلام في شهر رمضان عشية الجمعة ١٢٦ ه ، وعمره ٢٨ سنة ، وصلب على باب مدينة الجوزجان ، فبقي إلى أن ظهر أبو مسلم فأنزله وغسله وكفنه بأمبير ، وقيل في قرية تقابلها ، ومشهده معروف بجوزجان مزور. انظر ـ