قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

تحمیل

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

515/708
*

إلا ما كان على جدي من قبلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرسول الأمين من التبليغ والاجتهاد في الدين ، (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ). فرحم الله من نظر في أمره ، وقاس شبره بفتره ، فقد أسفر الحق عن وجهه قناعه ، ونادى بأعلى صوته أتباعه ، وقامت الحجة للرحمن على كل من خلق من الإنسان ، (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) ، ولا دون المعتدل إلا المائل ، ولا بعد الجدة والشدة والقوة والشباب إلا الضعف والانبتات والزوال والذهاب ، ولا بعد دار الدنيا الفانية إلا الآخرة الدائمة الباقية ، وما بعد العمر إلا انقطاع الأجل ، وما بعد الموت إلا البلاء والامحاق ، ولا بعد الامحاق إلا يوم التلاق ، (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) [آل عمران : ٣٠] ، ذلك يوم وقوع الجزاء على ما تقدم من العمل في الدنيا ، فيفوز المحقون بأعمالهم ، ويخسر المبطلون ، ويهلك المسرفون بأفعالهم ، (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) [الفرقان : ٢٣] ، (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [الأنعام : ١٦٠] ذلك يوم الحسرة والندامة ، وطلب الإقالة حين لا إقالة ، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة : ٧ ـ ٨] ، ذلك يوم تشخص فيه الأبصار ، وتظهر فيه الأسرار ، ويحكم فيه بالحق الجبار ، (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) [الشعراء : ٨٨ ـ ٩١] ، وهم يصطرخون فيها نادمين ، يقولون : (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ) [المؤمنون : ١٠٧] فيقول لهم الجبار : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون : ١٠٨] ، فيطلبون حينئذ الرجوع إلى ما كانوا فيه من الفناء ، ويتمنون الموت والبلى ، ويقولون : (يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) [الزخرف : ٧٧] ، فحينئذ تقطع قلوبهم حسرات ، وتراكم (٥٠٣) عليهم الغموم والندامات على ما فرطوا فيه من العمل بما أمر هم الله به ، والقيام بأكبر فرائضه ، من الجهاد في سبيله ، والمعاداة لأعدائه ، والموالاة لأوليائه.

__________________

(٥٠٣) في (ج) : وتتراكم.