قيل له : هو قول الله سبحانه : (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح : ٨ ـ ٩] ، وقوله : (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف : ١٥٨] ، ويقول : (آمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) [البقرة : ٤١]. فكل هذا القول الذي في الكتاب الذي لم تجد بدا أن تقر به أنه من عند الله ، فإن بطل منه حرف بطل كله ، وإن ثبت أنه من الله ثبت كله ، ووجب عليك ما أمرك الله به فيه ، ولزمك الإيمان به والتصديق ، إذ قد أقررت بنبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلا يجد حينئذ الذمي بدا أن ينصف فيقر بالحق ، أو يكابر بعد ثبات الحق وبيانه ، فيستدل بمكابرته على جهله وحمقه ، ويستغنى بظهور جهله عن مناظرته ؛ لأن الجاهل المكابر محيل ، وصاحب المحال لا حجة معه.