من معصيته؟
فبيّن بهذه الكلمات الآخرات في المعصية ـ على ما تكلم به في كلمات الطاعة ـ من فظيع ما جاء به من الكفر في قوله ، والتظليم لله ربه. وبين جهله لتباعه دون غيرهم ممن هو على خلاف رأيه ورأيهم ، حين يقول : هل يثيب الله خلقه على ما عملوا به من الطاعة مما لم يجعل لهم السبيل إلى تركه؟ ثم قال : وهل يعاقبهم على ما عملوا به من المعصية؟ فبين مسألته الثانية في المعصية ، ولم يتمها ، كما أتم المسألة في الطاعة ، خوفا من أن يشهد وينطق على نفسه بالكفر والفضيحة ، وذلك أنه كان يجب عليه أن يتم الثانية كما أتم الأولى ، فيقول : وهل يعاقبهم على ما عملوا به من معصيته مما لم يجعل لهم السبيل إلى تركه؟ ولو كان ذلك في الله سبحانه كذلك لكان الله سبحانه المدخل للعاصين في المعصية ، المكره لهم عليها ، ولو كان ذلك كذلك تعالى الله عن ذلك لم يكن في الخلق لله عاص ، بل كان كلهم في أمر الله نافذا ماضيا ، ولم يكن إبليس عند الله بمذموم ، ولا محمد صلىاللهعليهوآله بمحمود ، ولم تكن الملائكة المقربون بأحمد عند الله من مردة الشياطين ، إذ كل لا سبيل له إلى غير ما يفعل ، ولا حيلة له من العمل في غير ما يعمل ، لحتم الله وقضائه بذلك عليهم ، وإدخالهم بقضائه فيه ، وحملهم وجبرهم وقسرهم عليه ، فتعالى الله عما يشركون ، وتقدس عما يقول المبطلون.
تمت مسائل الحسن بن محمد بن الحنفية في تثبيت الجبر والتشبيه والإلحاد
ورد الهادي إلى الحق ـ أمير المؤمنين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ـ عليه ، ونفى ذلك
عن الله سبحانه ، وإثبات العدل والتوحيد ، وتصديق الوعد والوعيد
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله
الطيبين وسلم