قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

تحمیل

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

298/708
*

إذا الكذوب المبطل ، الظالم المتعدي ، الغشوم المدغل (٢٥٣)؟ من قال وفعل؟ أم من لم يقل ولم يفعل؟ أما سمع الحسن بن محمد قول الجليل ، وما حكى في أوضح التنزيل ، عمن ظلم وجار وأساء ، وفعل فعلا ثم رمى به إلهه واعتدى من قصي بن كلاب (٢٥٤) ، ومن به اقتدى ممن سلك مسلكه وتبعه ، وشرع في ذلك مشرعه ، فسنّ لقريش سنة اتبعتها ، واقتدى جميع العرب بها ، فبحر لهم البحائر ، وسيب لهم السوائب ، ووصل لهم الوصائل ، وحمى لهم الحام ، فكانوا على ذلك حتى ظهر الإسلام ، وأكرمهم الله بمحمد عليه‌السلام ، فقال الله سبحانه في ذلك ، ونفى عن نفسه ما رموه به من ذلك ، وألزمهم فعله ، وبرأ منه تبارك وتعالى نفسه ، فقال : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) [المائدة : ١٠٣].

أفترى الحسن بن محمد ، ومن استجهله فقال بقوله وذهب مذهبه ، يقولون لله إذ نفى ذلك من فعلهم عن نفسه : بل أنت فعلته فيهم وخلقته وركبته (٢٥٥) لديهم ، وأدخلتهم فيه ، وقضيته عليهم؟ لقد كذبوا إذا الرحمن العلي الأعلى ، وصدقوا قريشا الجاهلية الجهلاء ، وكفروا بالله كفرا يقينا ، واحتملوا بهتانا وإثما مبينا.

ففي هذا والحمد لله من الحجة كفاية لمن كانت له بالحق من الخلق عناية.

ومما نحتج به على الحسن بن محمد من المقال ، وندحض به قوله المحال ، أن يقال له : إذا كنت تزعم أن الله خلق هذه الحركات التي هي من أفعال العباد ، من أخذ وإعطاء ، وحذوا واحتذاء ، ولبس وارتداء ، وقول ومقال ، وزور ومحال ؛ فلا نشك نحن ولا أنت ولا أحد علم شيئا أو فهم أن قريشا بنت بنخلة العزى ، وثقيفا بالطائف اللات ، فزينوهما بالجواهر والعقيان ، ثم عبدوهما وجعلوهما قسما من دون الله الرحمن ؛ ومن ذلك ما جعلت ونحتت وأقامت ونصبت على الكعبة وفيها قريش من الأصنام ، وما كانوا يجلون ويعظمون

__________________

(٢٥٣) قال في اللسان : رجل مدغل : مخاب مفسد.

(٢٥٤) سيد مكة في الجاهلية.

(٢٥٥) في (ب) : تركته.