من شرح الله صدره للكفر؟ أو مثل من جعل الله صدره ضيّقا حرجا وقد مضى بيان شرح الصّدر في سورة الانعام عند قوله تعالى : يشرح صدره للإسلام (فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) والنّور هو الولاية الّتى هي الحافظة له عن اتّباع الشّيطان والأصل في ذلك النّور علىّ (ع) وبعد شيعته الّذين قبلوا ولايته بالبيعة الخاصّة ، ثمّ شيعته الّذين قد تنعّش فيهم الولاية التّكوينيّة وتنعّش تلك الولاية هو النّور الّذى يقذف في قلب العبد فيعبّر عنه بالعلم كما ورد ، انّ العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) في مقام كمن قسى قلبه لكنّه ادّاه هكذا لافادة هذا المعنى مع شيء آخر (مِنْ ذِكْرِ اللهِ) لأجل ذكر الله أو معرضين من ذكر الله (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) اى ولاية علىّ (ع) فانّها النّبأ العظيم وأحسن من كلّ حديث والقرآن صورتها فانّ أصل الولاية هي المشيّة وقد نزّلها الله عن مقامها العالي ومقام جمع الجمع على مراتب العقول والنّفوس وعالم المثال وعالم الطّبع ، وبعد نزولها على مراتب الإنسان صارت حروفا وأصواتا وكلمات وأقوالا فصارت كتبا سماويّة وأصل الكلّ هو القرآن وهو صورة الولاية فصحّ تفسيره بالقرآن (كِتاباً) بدل من أحسن الحديث أو حال أو تميز (مُتَشابِهاً) فانّ مراتب العالم كلّ مرتبة منها مشابه لعاليتها وسافلتها فانّ السّافلة صورة مفصّلة نازلة من العالية والعالية صورة مجملة بسيطة من السّافلة ، وصورة القرآن أيضا متشابهة من حيث دلالة كلّ اجزائه على مبدء قدير وصانع حكيم عليم ذي عناية بخلقه ومن حيث دلالته على صدق الآتي به ومن حيث ظهور تنزيله وبطون تأويله ومن حيث اشتماله على البطون ومن حيث اشتماله على الوجوه العديدة الصّحيحة بحسب مراتب الخلق ، ومن حيث فصاحته وبلاغته بحسب قد فاق كلّ خطاب وكلام ، أو المراد المتشابه في مقابل المحكم فانّ القرآن وكتاب الولاية بعد نزوله الى عالم الطّبع مخفىّ المقصود غير ظاهر المراد (مَثانِيَ) قد مضى بيان كون القرآن وكون فاتحة الكتاب مثاني في اوّل الفاتحة وفي سورة الحجر (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) وهم الّذين قبلوا ولاية علىّ (ع) بالبيعة الخاصّة أو ظهر فيهم ولايته التّكوينيّة الّتى هي ظهور العلم التّكوينىّ فيهم فانّ العلم التّكليفىّ محصور فيمن قبل الولاية التّكليفيّة ، والتّكوينىّ محصور فيمن ظهر فيه الولاية التّكوينيّة وخرج من حجب الاهوية وإليهما أشار النّبىّ (ص) حين سئل عنه : ما العلم؟ ـ فقال : الإنصات ، ثمّ سئل عنه ، فقال : الاستماع فانّ الإنصات اشارة الى ظهور العلم التّكوينىّ المعبّر عنه بالولاية التّكوينيّة ، والاستماع اشارة الى الولاية التّكليفيّة فانّ الاستماع ليس الّا بعد الانقياد والانقياد لا يحصل الّا بالبيعة الخاصّة الّتى هي الولاية بوجه وهي سبب حصول الولاية بوجه ، والخشية لا تكون الّا بعد العلم والخشية محصورة فيمن له العلم بنصّ الآية الشّريفة فلا تكون الخشية الّا لشيعة علىّ (ع) تكوينا أو تكليفا ، ومن قبل الولاية ودخل في الطّريقة يدرك اقشعرار الجلد من تذكّر الولاية ومشاهدة ولىّ امره وقراءة القرآن (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ) عطف على جلودهم (إِلى ذِكْرِ اللهِ) متعلّق بتلين بتضمين تسكن أو قلوبهم مبتدء وخبره الى ذكر الله والجملة حال يعنى تسكن جلودهم عن الاقشعرار والحال انّ قلوبهم مائلة أو ساكنة الى ذكر الله ، وذكر الله هو الولاية أو ولىّ الأمر أو الذّكر المأخوذ من ولىّ الأمر أو ملكوت ولىّ الأمر أو القرآن أو المراد تذكّرهم لله أو ذكر الله لهم الجنّة والنّار والثّواب والعقاب (ذلِكَ) الكتاب المفسّر بالولاية وولىّ الأمر والقرآن أو ذلك الاقشعرار ولين الجلود أو ذلك التّنزيل (هُدَى اللهِ) حمل الهدى من قبيل حمل المصدر على الذّات على بعض الوجوه (يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) اى من يخذله أو من لم يجده الله ، من اضلّ الدّابّة بمعنى لم يجدها كما قيل (فَما لَهُ مِنْ هادٍ أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ) الّذى هو أشرف أعضائه ويجعل سائر أعضائه جنّة له في كلّ حال (سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ) لشدّة العذاب بحيث لا يقدر على تحريك أعضائه ، أو لكون أعضائه مغلولة ، أو لدهشته