بِمُصَيْطِرٍ) المسيطر بالسّين والصّاد الرّقيب والحافظ المتسلّط ، وقرئ بهما (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) استثناء مفرّغ من قوله ذكّر أو من قوله انّما أنت مذكّر ، أو استثناء متّصل في كلام تامّ من قوله : لست عليهم بمصيطر اى لست متسلّطا عليهم الّا على من تولّى وكفر يعنى لست مسلّطا عليهم لا بحسب أبدانهم فتقتلهم وتجبرهم على القبول ولا بحسب أرواحهم فتتصرّف فيهم بحسب مرتبة رسالتك وتغيّرهم عمّاهم عليه الّا من تولّى فانّك بحسب رسالتك مسلّط عليه بحسب بدنه ، فتقتله وتجبره على قبول التّذكير ، أو استثناء منقطع كأنّه قال : لكن من تولّى وكفر (فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) اى عذاب القتل والأسر والنّهب على يدك في الدّنيا ولا عذاب أكبر منه ، أو يعذّبه الله في الآخرة العذاب الأكبر وهو العذاب في النّار (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ) جواب لسؤال مقدّر عن حالهم في الآخرة على المعنى الاوّل وفي مقام التّعليل على المعنى الثّانى (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) عن الباقر (ع): إذا كان يوم القيامة وجمع الله الاوّلين والآخرين لفصل الخطاب دعا رسول الله (ص) ودعا أمير المؤمنين (ع) فيكسى رسول الله (ص) حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى علىّ (ع) مثلها ، ويكسى رسول الله (ص) حلّة ورديّة ويكسى علىّ (ع) مثلها ، ثمّ يصعد ان عندها ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب النّاس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار ، وعن الكاظم (ع): إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عزوجل حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا الى ذلك ، وما كان بينهم وبين النّاس استوهبناه منهم وأجابوا الى ذلك وعوّضهم الله عزوجل ، وعن الصّادق (ع): إذا كان يوم القيامة وكلّنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله ان يهبه لنا فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم ، ورزقنا الله ذلك.
سورة والفجر
مكّيّة كلّها ، اثنتان وثلاثون أو ثلاثون أو تسع وعشرون آية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالْفَجْرِ) اقسم الله بالفجر وهو بياض الصّبح ، أو صلوة الصّبح مطلقا ، أو فجر ذي الحجّة أو صلوته ، أو فجر يوم النّحر أو صلوته ، أو أراد بالفجر النّهار كلّه مطلقا ، أو نهار الايّام المذكورة (وَلَيالٍ عَشْرٍ) اى عشر ذي الحجّة ، وقيل : هي العشر من آخر رمضان ، وقيل : هي العشر الّتى أتمّ موسى (ع) بها ثلاثين (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) يعنى الزّوج والفرد من العدد والمعدود كلّها ، وقيل : الزّوج الخلق لانّ كلّا من الخلق زوج تركيبىّ ، والوتر الله ، وقيل : الشّفع والوتر الرّكعتان من صلوة اللّيل ، والرّكعة الواحدة منها ، وقيل : الشّفع يوم النّحر لانّه يشفع بيوم النّفر الاوّل ، والوتر يوم عرفة لانّه ينفرد بالموقف ، وقيل : الشّفع يوم التّروية ، والوتر يوم عرفة ، وقيل : الشّفع يوم النّفر الاوّل ، والوتر يوم النّفر الثّانى ، وقيل : الشّفع علىّ (ع) وفاطمة (ع) ، والوتر محمّد (ص) ، وقيل : الشّفع الرّوح الانسانيّة المنضمّة الى البدن ، والوتر الرّوح المجرّدة عن البدن (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) قرئ بحذف الياء وصلا ووقفا اجراء للوصل مجرى الوقف وتوفيقا للّفظ والمعنى ، فانّ السّير في الأغلب لا يتمّ في اللّيل بل يمتدّ الى النّهار ، وقرئ بإثبات الياء على الأصل ، وقرئ بالتّنوين المبدل من حرف المدّ ، ونسبة السّير الى اللّيل مجاز عقلىّ والمعنى إذا يسرى فيه ، أو المراد القسم باللّيل إذا أدبر مثل واللّيل إذا أدبر ، أو المراد القسم باللّيل إذا اقبل علينا ، ولذلك عدل عن إذ الى إذا ، وعن الماضي