قال : ذكر بني يعقوب قال : كانوا إذا غضبوا اشتدّ غضبهم حتّى تقطر جلودهم دما أصفر ، وهم يقولون : خذ أحدنا مكانه ، يعني : جزاؤه (١). فأخذ الّذي وجد الصّاع عنده.
وفي كتاب علل الشّرائع (٢) : أبي ـ رحمه الله ـ قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن محمّد بن أحمد عن أحمد بن محمّد اليساري (٣) ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن مهران الكوفيّ قال : حدّثني حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق اللّيثيّ قال : قلت لأبي جعفر ، محمّد بن عليّ الباقر ـ عليه السّلام ـ : يا ابن رسول الله ، إنّي لأجد من شيعتكم من يشرب الخمر ، ويقطع الطّريق ، ويخيف السّبيل ، ويزني ، ويلوط ، ويأكل الرّبا ، ويرتكب الفواحش ، ويتهاون بالصلاة والصّيام والزّكاة ، ويقطع الرّحم ، ويأتي الكبائر ، فكيف هذا ولم ذلك؟
فقال : يا إبراهيم ، هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟
قلت : [نعم] (٤) يا ابن رسول الله ، أخرى أعظم من ذلك.
فقال : وما هو ، يا أبا إسحاق؟
قال : فقلت : يا ابن رسول الله ، وأجد من أعدائكم ومن ناصبكم من يكثر من الصلاة والصّيام ، ويخرج (٥) الزّكاة ، ويتابع بين الحجّ والعمرة ، ويحضّ (٦) على الجهاد ، ويأثر على البرّ وعلى صلة الرّحم ، ويقضي حقوق إخوانه ويواسيهم (٧) من ماله ، ويجتنب شرب الخمر والزّنا واللّواط وسائر الفواحش ، فممّ ذلك ولم ذاك؟ فسّره لي ، يا ابن رسول الله ، وبرهنه وبيّنه ، فقد والله كثر فكري واسهر ليلي وضاق ذرعي.
قال : فتبسّم [الباقر] (٨) ـ صلوات الله عليه ـ ثمّ قال : يا إبراهيم ، خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت وعلما (٩) مكنونا (١٠) من خزائن علم الله وسرّه. أخبرني ، يا إبراهيم ، كيف تجد اعتقادهما؟
__________________
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : الحس.
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : جزاء.
(٢) العلل ١ / ٦٠٦ ـ ٦٠٩ ، ح ٨١.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ «بن اليساري» بدل «عن أحمد بن محمد اليساري»
(٤) من المصدر.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : ومخرج.
(٦) المصدر : يحرض.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : ويواسهم.
(٨) من المصدر.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : علمنا.
(١٠) ب : مكتوما.