قال لهم : إني (أَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ). قال : فقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : قرّب يعقوب لهم العلّة. فاعتلّوا (١) بها في يوسف.
وفي مجمع البيان (٢) : وروي عن النّبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : لا تلقّنوا الكذب ، فتكذبوا (٣). إنّ بني يعقوب لم يعلموا أنّ الذّئب يأكل الإنسان ، حتّى لقّنهم أبوهم.
(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ) : وعزموا على إلقائه فيها.
قيل (٤) : البئر بئر (٥) بيت المقدّس ، أو بئر بأرض الأردنّ ، أو بين مصر ومدين ، أو على ثلاثة فراسخ من مقام يعقوب.
وجواب «لمّا» محذوف ، مثل : فعلوا به ما فعلوا من الأذى.
فقد نقل (٦) أنّهم لمّا برزوا به إلى الصّحراء ، أخذوا يؤذونه ويضربونه ، حتّى كادوا يقتلونه. فجعل يصيح ويستغيث. فقال يهوذا : أما عاهدتموني أن لا تقتلوه!؟ فأتوا به إلى البئر ، فدلّوه فيها. فتعلّق بشفيرها. فربطوا يديه ، ونزعوا قميصه ليلطّخوه بالدّم ، ويحتالوا به على أبيهم. وقال : يا إخوتاه! ردّوا عليّ قميصي ، أتوارى به. فقالوا : ادع الأحد عشر كوكبا والشّمس والقمر يلبسوك ويؤنسوك. فلمّا بلغ نصفها ، ألقوه. وكان فيها ماء ، فسقط فيه. ثمّ آوى إلى صخرة كانت فيها ، فقام عليها يبكي. فجاءه جبرئيل بالوحي.
وفي علل الشّرائع (٧) : محمّد بن موسى بن المتوكّل ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا عبد الله بن جعفر الحميريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن (٨) بن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن الثّماليّ قال :
صلّيت مع عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ الفجر بالمدينة يوم الجمعة. فلمّا فرغ من صلاته وسبحته ، نهض إلى منزله وأنا معه. فدعا مولاة له تسمّى سكينة. فقال لها :
__________________
(١) أ ، ب : فاحتلوا.
(٢) المجمع ٣ / ٢١٦.
(٣) المصدر : فيكذبوا.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٤٨٩.
(٥) أ ، ب ، ر : من.
(٦) نفس المصدر والموضع.
(٧) العلل ١ / ٤٥ ـ ٤٧ باختلاف يسير.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : الحسين.