الله عليه وآله ـ : إنّ آية المنافق بغض عليّ ـ عليه السّلام ـ [قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (١) فكان قوم يظهرون المودّة لعليّ ـ عليه السّلام ـ عند النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
ويسرّون (٢) بغضه.
(أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ) : ألا حين يأوون إلى فراشهم يتغطّون (٣) ثيابهم كراهة استماع كلام الله ، كقوله : (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ).
وقيل (٤) : يتغطّون بثيابهم.
(يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) : في قلوبهم.
(وَما يُعْلِنُونَ) : بأفواههم. يستوي في علمه سرّهم وعلتهم ، فكيف يخفى عليه ما عسى يظهرونه.
(إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٥) : بالأسرار ذات الصّدور ، أو بالقلوب وأحوالها.
(وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) : غذاؤها ومعاشها ، لتكفّله إيّاه تفضّلا ورحمة. وإنّما أتى بلفظ الوجوب ، تحقيقا لوصوله ، وحملا على التّوكّل فيه.
(وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها) : أماكنها في الحياة والممات. أو الأصلاب والأرحام. أو مساكنها من الأرض حين وجدت بالفعل ، ومودعها من الموادّ والمقارّ حين كانت بعد بالقوة.
(كُلٌ) كلّ واحد من الدّوابّ وأحوالها.
(فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٦) : مذكور في اللّوح المحفوظ. وكأنّه أريد بالآية : بيان كونه عالما بالمعلومات كلّها وبما بعدها بيان كونه قادرا على الممكنات بأسرها ، تقريرا للتّوحيد ولما سبق من الوعد الوعيد.
وفي نهج البلاغة (٥) : قال ـ عليه السّلام ـ : قسّم أرزاقهم ، وأحصى آثارهم وأعمالهم ، وعدّد أنفسهم (٦) وخائنة أعينهم وما تخفي صدورهم من الضّمير ، ومستقرّهم
__________________
(١) من الهامش وليس في المصدر.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : يسترون.
(٣) أ ، ب ، ر : يقطعون.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٤٦١ ، وتفسير الصافي ٢ / ٤٣١.
(٥) نهج البلاغة / ١٢٣ ، ضمن خطبة ٩.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : قسّم أرزاقهم ، وأعمارهم ، وعدّد أنفاسهم.