نبيّا ، ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقرّ بي من جحدك ، ولا آمن بالله من كفر بك.
وأنّ فضلك لمن فضلي ، وأنّ فضلي لفضل الله ـ عزّ وجلّ ـ. وهو قول ربّي ـ عزّ وجلّ ـ : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) (١) (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). «ففضل الله» نبوة نبيّكم. و «رحمته» ولاية عليّ بن أبي طالب. «فبذلك» قال : بالنّبوة والولاية.
«فليفرحوا» ، يعني : الشّيعة. (هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ، يعني : مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدّنيا.
وفي تفسير العيّاشي (٢) : عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في قول الله : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا).
قال : فليفرح (٣) شيعتنا. «هو خير ممّا» أعطي عدوّنا من الذّهب والفضّة.
عن أبي حمزة (٤) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال قلت : (بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). قال : الإقرار بنبوّة محمّد ـ عليه وآله السّلام ـ.
والائتمام (٥) بأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ. هو خير ممّن يجمع هؤلاء في دنياهم.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ) : جعل الرّزق منزّلا ، لأنّه مقدّر في السّماء محصّل بأسباب منها.
و «ما» في موضع النّصب «بأنزل» ، أو ب «أرأيتم» فإنّه بمعنى : أخبر وفي.
و «لكم» دلّ على أنّ المراد منه : ما حلّ.
(فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً) ، مثل (هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ) (٦) (ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) (٧).
(قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ) : في التّحريم والتّحليل ، فتقولون ذلك بحكمه.
(أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (٥٩) : في نسبة ذلك إليه.
ويجوز أن تكون المنفصلة متّصلة «ب أرأيتهم». و «قل» مكرّر للتّأكيد. والمعنى : أخبروني آلله إذن لكم في التّحليل والتّحريم ، فأنتم تفعلون ذلك بإذنه ، أم تكذبون على
__________________
(١) أ ، ب ، ر : فليفرحوا يعني الشيعة.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ١٢٤ ، ح ٢٨.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : فليفرحوا.
(٤) نفس المصدر والموضع ، ح ٢٩.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : الائتمار.
(٦) الأنعام / ١٣٨.
(٧) الأنعام / ١٣٩.