(فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ) : فما نفعتهم ، ولا قدرت أن تدفع عنهم (آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) حين جاءهم عذابه ونقمته.
(وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (١٠١) : إهلاك ، أو تخسير (١).
(وَكَذلِكَ) : ومثل ذلك الأخذ (أَخْذُ رَبِّكَ) :
وقرئ (٢) : «أخذ ربّك» (٣) بالفعل. وعلى هذا يكون محلّ الكاف النّصب على المصدر.
(إِذا أَخَذَ الْقُرى) ، أي : أهلها.
وقرئ (٤) : «إذ» لأنّ المعنى على المضيّ.
(وَهِيَ ظالِمَةٌ) :
حال من «القرى». وهي في الحقيقة لأهلها ، لكنّها لمّا أقيمت مقامه ، أجريت عليها. وفائدتها الإشعار بأنّهم أخذوا بظلمهم ، وإنذار كلّ ظالم ظلم نفسه أو غيره من وخامة العاقبة.
(إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) (١٠٢) : وجيع غير مرجوّ الخلاص عنه.
وهو مبالغة في التّهديد والتّحذير.
وفي مجمع البيان (٥) : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ) ـ إلى قوله ـ : (أَلِيمٌ شَدِيدٌ). وفي الصّحيحين عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : [إنّ الله] (٦) يمهل الظّالم (٧) حتّى إذا أخذه لم يفلته (٨).
(إِنَّ فِي ذلِكَ) ، أي : فيما نزل بالأمم الهالكة. أو : فيما قصّه (٩) الله من قصصهم (لَآيَةً) لعبرة. (لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ) يعتبر به عظمته ، لعلمه بأنّ ما حاق بهم أنموذج ممّا أعدّ الله للمجرمين في الآخرة. أو : ينزجر به عن موجباته ، لعلمه بأنّها من إله مختار يعذّب من يشاء ، ويرحم من يشاء. فإنّ من أنكر الآخرة وأحال فناء هذا العالم ، لم
__________________
(١) أ ، ب ، ر : تحير.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٤٨١.
(٣) ليس في ب.
(٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) المجمع ٣ / ١٩١.
(٦) ليس في أ ، ب.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : الظالمين.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : لم يمهله.
(٩) أ ، ب : قصّهم.