أين الخلائف من بني |
|
العبّاس والبر القسامه |
أين الرشيد وأهله |
|
وبنوه أصحاب الشّهامه |
ووزيره يحيى وجعفر |
|
ابنه الراوي احتشامه |
والفضل مدني من يقو |
|
ل لمن يلوم على الندى مه (١) |
أم أين عنترة الشجا |
|
ع وذو الجدا كعب بن مامه (٢) |
والزّاعمون بجهلهم |
|
أن القبور صدى وهامه (٣) |
والمكثرون من المجو |
|
ن إذا شكا الفكر اغتمامه |
أين الغريض ومعبد |
|
أو أشعب وأبو دلامه (٤) |
أين الألى هاموا بسع |
|
دى أو بثينة أو أمامه |
وبكوا لفرط جواهم |
|
والليل قد أرخى ظلامه (٥) |
وتتبّعوا آثار من |
|
عشقوا بنجد أو تهامه |
وتعلّلوا ، والشّوق يغ |
|
لب ، بالأراكة والبشامه (٦) |
أضنى النّوى قيسا فقا |
|
سى لاعجا أغرى غرامه |
وغوى هوى غيلان مذ |
|
أبدى بميّته هيامه (٧) |
أين الأكاسر والقيا |
|
صرة المجلّون الغمامه |
أين الّذي الهرمان من |
|
بنيانه الحاكي اعتزامه (٨) |
أم أين غمدان وسي |
|
ف والوفود به أمامه (٩) |
__________________
(١) يحيى وجعفر والفضل : هم أهم رجال البرامكة وقد فتك بهم الرشيد كما يذكر التاريخ.
(٢) كعب بن مامة الإيادي : مضرب المثل في الإيثار.
(٣) الصّدى والهامة : من خرافات العرب في الجاهلية.
(٤) الغريض ومعبد : مغنيان في العصر الأموي ، وأشعب : مضرب المثل في النهم والتطفل.
(٥) الجوى : شدة الوجه والاحتراق من حزن أو عشق.
(٦) الأراكة : واحدة الأراك ، وهو شجر كبير ملتف. والبشامة : واحدة البشام ، وهو شجر طيّب الرائحة.
(٧) غيلان : هو الشاعر ذو الرمة. وميّة : محبوبته.
(٨) الحاكي اعتزامه : المظهر عزيمته وكأنه يتكلم عنها ويصفها.
(٩) غمدان : قصر كان باليمن. وسيف : هو ابن ذي يزن أحد ملوك اليمن المشهورين.