كنت مع إمام فتسليمتين » (١).
وإطلاقه بالإضافة إلى اليمين والشمال مقيّد بالمصرّح بهما ، كالصحيح : « إذا كنت في صفّ فسلّم تسليمة عن يمينك وتسليمة عن يسارك ، لأنّ عن يسارك من يسلّم عليك » (٢).
وإطلاقهما بالإضافة إلى التسليم على اليسار وإن شمل ما لو لم يكن فيه أحد ، لكن مقيّد بما دلّ على اشتراطه من المعتبرة ، كالصحيح : « الإمام يسلّم واحدة ، ومن وراءه يسلّم اثنتين ، فإن لم يكن على شماله أحد سلّم واحدة » (٣) ونحوه الموثق وغيره المتقدمان (٤) ، وغيرهما (٥).
مضافا إلى عدم معلومية انصراف إطلاق الصحيحين إلى من عدا محل المقيّد ، سيّما مع ما في ثانيهما من التعليل الظاهر في اختصاصه بالمقيّد ، فتدبّر.
ومنه يظهر عدم استقامة ما في العبارة من الإطلاق. كما لا استقامة لما فيها من التسليم بالوجه يمينا وشمالا ، الظاهر في تمامه لا صفحته خاصة ، لأن ذلك وإن كان أظهر من يتبادر من لفظ عن يمينك وعن يسارك كما مرّ ، إلاّ أنه مستلزم للالتفات المكروه بلا خلاف ، بل المحرّم كما قيل (٦) ، ففيما ذكره المشهور احتراز عن ذلك ، كما في الإمام.
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٩٢ / ٣٤٥ ، الاستبصار ١ : ٣٤٦ / ١٣٠٣ ، الوسائل ٦ : ٤١٩ أبواب التسليم بـ ٢ ح ٣.
(٢) الكافي ٣ : ٣٣٨ / ٧ ، الوسائل ٦ : ٤١٩ أبواب التسليم بـ ٢ ح ١.
(٣) التهذيب ٢ : ٩٣ / ٣٤٦ ، الاستبصار ١ : ٣٤٦ / ١٣٠٤ ، الوسائل ٦ : ٤٢٠ أبواب التسليم بـ ٢ ح ٤.
(٤) في ص : ٢٤٦.
(٥) الوسائل ٦ : ٤٩١ أبواب التسليم بـ ٢.
(٦) كشف اللثام ١ : ٢٣٤.