__________________
=
٢٨ سنة ، فأستمرّ في حكمه حتى عام ٢٥١ هـ حيث قام بقتل جماعة من الاتراك مثل « وصيفا » و « بغا » ونفى قاتل أخيه المتوكل « باغر » ممّا حفّز الاتراك على عداوته ، فشعر بذلك فترك سامراء ذاهباً الى بغداد ، ورفض الرجوع الى هناك حينئذ عمد الاتراك الى خلعه واخرجوا المعتز بالله العباسي من سجنه وبايعوه خليفةً ، وحالاً جهّز المعتز بالله جيشاً لمحاربة المستعين في بغداد ودام القتال عدة شهور ، حيث حلّ البلاء في بغداد من قتلٍ وقحط وغلاء.
وأخيراً تمَّ الصلح بأن خلع المستعين نفسه من الخلافة ، ثم إنحدر الى واسط ، وحُبس هناك لمدة تسعة أشهر ، ثم جلب قسراً الى سامراء ، حتى انبرى له رجل اسمه سعيد الحاجب فقتله بأمر المعتز ذبحاً وله من العمر ٣١ سنة.
وقد عُرف المستعين بالبلاغة ، والادب ، وغرامه بالنساء ، وكثرة النكاح ، والاسراف في المال ، وفي ايامه كثرت ثورات وانتفاضات العلويين عليه في كل مكان ، بحيث قتل منهم جماعة كثيرة ، كما كثر في عصره الشغب والتمرد.
وبعد تولّي المعتز العباسي ، وقد بويع له فور خلع المستعين سنة ٢٥٢ هـ وله من العمر ١٩ سنة ، وقد عُرف بلبس الذهب حال خروجه مع جيشه ، وفوراً خلع أخاه المؤيد ثم ضربه حتى مات ، وعُرف عنه بسوء السيرة مع العلويين ومع الامام الهادي خاصةً ، كما كان ابوه المتوكل ، وتشير المصادر أنه قد عمد في أوائل حكمه الى قتل كبار رؤسا الاتراك وقطع رواتب آخرين منهم ، ممّا دعاهم الى خلعه ومبايعة محمد بن الواثق بن المعتصم الذي أبعده المعتز الى بغداد ، ثم قاموا بعد ذلك بقتل المعتز بالله عطشاً فمات سنة ٢٥٥ هـ بعد حكم دام ثلاثة سنوات وسبعة أشهر.
وفي عهده قتل جماعة من ثوّار العلويين الذين ثاروا عليه ، وفي أخر حكمه وبتاريخ ٢٦ جمادي الثاني عام ٢٥٤ هـ عمد المعتز بالله الى قتل الامام الهادي عليهالسلام سمّاً ودفن في داره في سامراء.