عودة الامام الجواد عليهالسلام
حتى غدا في سادس الاعوامِ |
|
مبرزاً في خيرة الاعمامِ |
جاء بشيرُ الخير بالبشاره |
|
ان جوادَ العلم حلَّ داره |
فعمت الافراحُ كل دارِ |
|
لا سيما بدارةِ المختارِ |
وفزع الهادي الى اللقاءِ |
|
بالشوق والدموعِ والدعاءِ |
معتنقاً اباهُ باشتياقِ |
|
ومطفئاً لحرقةِ الفراقِ |
وضمّهُ الجوادُ في حنانِ |
|
وحيثُ منه تدمعُ العينانِ |
ويحمدُ الله على نعمائه |
|
لما رأى وريث اوصيائهِ (١) |
* * *
__________________
(١) تُشير المصادر التاريخية الى أن الامام الجواد عليهالسلام بعد زواجه من « أم الفضل » ابنة المأمون العباسي لم يسمح له المأمون بالخروج من بغداد حتى جاءت سنة ٢١٨ هـ حيث قرّر المأمون أن يغزو الروم في هذه السنة ، حينئذ أستأذنه الامام الجواد عليهالسلام بالتوجه مع « أم الفضل » الى المدينة ، حيث ترك هناك ولده الهادي عليهالسلام مع والدته « سمانة » ولمّا وصلها كان عمر الهادي عليهالسلام حوالي ست سنوات.
وكان للإمام الجواد من أبيه الرضا عليهالسلام جملة من الاخوان هم أعمام الامام الهادي عليهالسلام وكانوا معروفين بالتقوى ، والوقار ، وشرف النسب ، وكانوا مع ابن اخيهم الهادي يجلّونه ويعرفون فضله.
وعلى كل حال فبعودة الامام الجواد عليهالسلام الى المدينة عمّتْ الافراح هناك برجوعه ثانيةً ، حيث عانق ولده الهادي عليهالسلام بعد غيبةٍ طويلة ، لكن سرعان ما يستدعيه طاغية العصر الجديد « المعتصم » الى بغداد ، وذلك في أوائل سنة ٢٢٠ هـ وهناك أوصى بالامامة من بعده لولده الهادي ، وما أن حلّ أخر ذي القعدة عام ٢٢٠ هـ أستشهد الامام الجواد عليهالسلام مسموماً على يد المعتصم ، وكان الامام الهادي عليهالسلام لا يتجاوز العاشرة من عمره الشريف ليتولى منصب الامامة بعد رحيل والده الجواد عليهالسلام.