ثورة التوابين
لكنّما الكوفةُ باتت قلقه |
|
آلُ أُميّة بها مفترقه |
والشيعةُ الأبرارُ في عناءِ |
|
وندمٌ يموج في الأَحشاءِ (١) |
__________________
(١) بعد واقعة كربلاء بداء الشعور بالذنب والإحساس بالندم يتصاعد تدريجياً في نفوس شيعة أهل البيت عليهمالسلام وخصوصاً في أجواء الكوفة التي تنصر الحسين عليهالسلام وهي التي دعته إليها ولم توفق إلى نصرته وإغاثته يوم عاشوراء ، فبدأ الواعون من المجتمع الكوفي يتلاومون بألم وحسرة يتحدّثون سرّاً عن مشروع الثورة ، وقد رفعوا شعارهم : يا لثارات الحسين.
وعقد التوّابون أوّل لقاء لهم في دار الصحابي الجليل زعيم الشيعة آنذاك سلمان بن صرد الخزاعي ، وقد ألقيت في هذا اللقاء عدّة كلمات حماسية لاهبة بالدموع والأسف لعدم التوفيق لنصرة ريحانة رسول الله الإمام الحسين بن علي عليهالسلام وكان عدد الحضور أكثر من مائة رجل من فرسان الشيعة ووجهائهم ، وكان ذلك في سنة ٦١ هجرية وهي السنة التي استشهد فيها الامام الحسين عليهالسلام. واتّخذ المجتمعون في هذا المؤتمر الخطير عدّة قرارات سياسية وجهادية وهي :
ـ الاتفاق على سليمان بن صرد الخزاعي قائداً للثورة وقد أنيطت به مسؤولية الاتصال بالمناطق الأخرى ووضع الخطة العسكرية للثورة.
ـ التعهد على سرية العمل والتخطيط وإحاطة التحرك بالسرية خوفاً من افشال الحركة.
ـ جمع الأموال والأسلحة والمعدات الأخرى وقد اتفقوا على عبد الله بن وائل التميمي لجمع الأموال وشراء الأسلحة.
ـ تحديد الوقت المناسب للثورة ، واتفقوا على أن تكون الانطلاقة في مطلع ربيع الثاني سنة ٦٥ للهجرة وإنّ السنوات الأربع كافية للإعداد لهذه الثورة.
ـ أن يكون موقع النخيلة هو النقطة التي يجتمعون فيها ومنه تنطلق الثورة على النظام الأموي الفاسد.
=