خطبتها واحتجاجها
فخطبت خطبتها الملتهبه |
|
على الصحاب ثمّ عادت غضبه (١) |
__________________
(١) لما بلغ فاطمة اجماع أبي بكر على منعها فدك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت جلبابها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملاءة ثم أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء وارتجّ المجلس ، ثمّ أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت كلامها بالحمد لله عزّ وجلّ والثناء عليه ، والصلاة على رسول الله ، ثم قالت : اعلموا أي أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عوداً على بدء ، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم ، وأخا ابن عمّي دون رجالكم ...
ثم استرسلت في خطبتها إلى قولها :
ثم أنتم الان ، تزعمون أن لا إرث لنا ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) يا ابن أبي قحافة ! أترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئاً فريّا ، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد صلىاللهعليهوآله والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون. ثم انكفأت إلى قبر أبيها صلىاللهعليهوآله تقول :
قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطبُ |
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
وغاب مذ غبت عنّا الوحيُ والكتبُ |
أبدى رجالٌ لنا نجوى صدورهمُ |
|
لما مضيت وحالت دونك التربُ |
تجهمتنا أناسٌ واستُخفّ بنا |
|
لما فقدت وكلّ الأرث مغتصبُ |
وكنت بدراً ونوراً يستضاء به |
|
عليك تنزلُ من ذي العزة الكتبُ |
وكان جبريل بالآيات يؤنسنا |
|
فقد فقدت وكل الخير محتجبُ |
فليت قلبك كان الموت صادفنا |
|
لما مضيت وحالت دونك الكثبُ |