دعاؤه في عرفات
وكان يوماً واقفاً في عرفه |
|
ينوي بأن يسيرَ للمزدلفه |
فقام يدعو والدموعُ تهطلُ |
|
يُمجّدُ الله ومنه يسألُ |
طأطأ رأسه حياءً وبكى |
|
ومدّ كفاً للسماء واشتكى |
ثم دعا بدعوة النبيّ |
|
وبدعاء المرتضى عليّ |
مردداً أضحتْ وربي هالكه |
|
فقيل مَنْ فتمتم « البرامكه » |
قد استجاب الله في دعائي |
|
فاصبحوا في الحبس والبلاء |
قال : الرواة ثم لم نلبث سوى |
|
يومين حتى مجدهم قد انطوى |
وهكذا كان دعاء البرره |
|
اذا دعوا على الطغاة الفجره (١) |
__________________
(١) أشرنا في القسم التاسع من حياة الامام الكاظم عليهالسلام ضمن هذه الملحمة المباركة الى دور البرامكة السلبي تجاه الامام الكاظم عليهالسلام سابقاً ، وتجاه ولده الرضا عليهالسلام فيما بعد ، وقد عُرف هؤلاء بالحقد ، والعداوة لأهل البيت عليهمالسلام وكان الامام الرضا عليهالسلام كثيراً ما يدعو عليهم حتى استجاب الله سبحانه دعائه ، فطوي مجدهم ، ومسحت آثارهم ، ومزقهم كل ممزق بين قتلٍ ، وسجنٍ ، وبلاءٍ ، وتعذيب ، وهذا يشير الى الحكمة القرآنية في قوله تعالى ( وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) إضافة الى اللطف الالهي في استجابته تعالى لدعاء الامام الرضا عليهالسلام عليهم ، حيث ذكر الشيخ الصدوق : بسندٍ متصل الى مسافر قال : كنتُ مع ابي الحسن الرضا عليهالسلام بمنى ، فمرَّ يحيى بن خالد البرمكي ، مع جماعة من قومه ، فقال الرضا عليهالسلام مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم هذه السنة ، ثم قال : واعجب من هذا انا وهارون كهاتين ، وضمَّ اصبعيه. قال مسافر : فو الله ما عرفتُ معنى حديثه حتى دُفن هو وهارون سوية.
ونقل كذلك الشيخ الصدوق بسندٍ متصل الى محمد بن الفضيل قال : كان ابو الحسن الرضا عليهالسلام واقفاً بعرفة ثم طأطأ رأسه فلما سُئل عن السبب قال : كنتُ ادعو الله تعالى على البرامكة بما فعلوا بأبي الكاظم عليهالسلام فأستجاب الله لي اليوم فيهم فما انصرف الا قليلا حتى بطش هارون بآل برمك مبتدأً بجعفر بن يحيى وحبس اباه ونزل بهم ما نزل.
عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٤٠.