موقفُ سليمان
فهرعت شيعته اليهِ |
|
حتى سليمان بكى عليهِ |
وارسل الغلمان للجموعِ |
|
لياخذوا التابوت في خشوعِ |
ففرقوا الحُرّاس في شجاعة |
|
ولم تخفهم تلكم الجماعة |
ورفعوا قبل أذان المغربِ |
|
جنازةً للطيب ابن الطيب |
فخرجت بغداد بالاحزانِ |
|
تبكي على الاسلام والقرآنِ |
نادبةً إمامها العظيما |
|
لتستعيدُ حزنها القديما |
فيا له من موكب فجيعِ |
|
سار وراء ذلك التشييعِ (١) |
* * *
__________________
(١) نقل الطبري : ان سليمان بن ابي جعفر المنصور عم هارون اخذه مع اتباعه بالقوة من شرطة هارون ثم تولى تغسيله عليهالسلام وتكفينه ومشى في جنازته حافياً الى مقابر قريش فدفنه هناك.
كان سليمان بن ابي جعفر المنصور رجلاً محنّكاً وذا عقل متزن. وقد رأى أن الاعمال التي قام بها هارون ما هي إلا لطخة سوداء في جبين العباسيين ؛ فإن هارون لم يكتف باغتيال الإمام ودسّ السمّ إليه بل ارتكب جملة من الأعمال الوحشية التي تدل على أنه لا عهد له بالشرف والنبل والمعروف والانسانية من هنا بادر سليمان حين سمع نبأ اخراج جنازة الإمام الى الجسر والنداء الفظيع على جثمانه الطاهر ، وحاول ان يتلاقى الموقف بالتي هي احسن. وانطلق أبناء سليمان وغلمانه الى الشرطة فأخذوا جثمان الإمام عليهالسلام منهم ، ولم تبد الشرطة معهم أية معارضة ، فسليمان عم الخليفة وأهم شخصية لامعة في الاسر العباسية وأمره مطاع عند الجميع ، وحمل الغلمان نعش الإمام عليهالسلام فجاءوا به الى سليمان فأمر في الوقت ان ينادى في شوارع بغداد : ألا من أراد ان يحضر جنازة الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فاليحضر. عيون الاخبار ١ / ٩٩.