عهد المهدي
وبعدما توفي المنصورُ |
|
تغيّرت من بعده الامورُ |
وانتقل العهد الى المهديِّ |
|
خليفة بحكمه الغويِّ |
فلم يكن بقسوة المنصورِ |
|
ولم يكن ببخله المشهورِ |
وهو الذي قد أطلق الرجالا |
|
من سجنه وأرجع الاموالا |
مقرباً منه جواري الغنا |
|
ومبعداً عنه التقي المؤمنا |
ولم يرث من شرف الاسلافِ |
|
سوى هوى الحقد على الأشرافِ (١) |
__________________
(١) لم يطرأ على سياسة الخلفاء العبّاسي المهدي أي تغيير يعول عليه ، التزم بالنهج العباسي كخط ثابت واستوحى منه ما يجب أن يعمله من تفصيلات قد تستحدث أثناء سلطته ، وسار على ما سار عليه الخلفاء العبّاسيون من قبله ، نعم طرأ بعض التغيير لصالح العلويين بعد ذلك التضييق الشديد من المنصور على العلويين فكانت مصلحة الحكم تقتضي شيئاً من المرونة ، الأمر الذي دعا الامام عليهالسلام أن يستغل هذه المرونة التي اتخذها المهدي العبّاسي لصالح اتباعه وتوسعة نشاطه ومحاور تحرّكه.
بعد هلاك المنصور عام ١٤٨ هـ بويع لولده محمد المهدي وامتدت خلافته عشر سنوات وقليل ، وفور تسلمه الحكم حاول ان يخفّف عن كاهل الرعية في مطلع حكمه فأطلق سراح السجناء ، وردّ ما صادره ابوه المنصور من اموالهم وقد شمل هذا القرار جماعة من آل ابي طالب وبعض شيعتهم وكان الإمام الكاظم عليهالسلام احد مَنْ رُدت اموال ابيه اليه.
وهنا يذكر اليعقوبي : وحال اخذه الحكم امر بأخراج من في المحابس من العلويين وغيرهم من سائر الناس وامر لهم بجوائز وصلات. تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٩٤.
وقال السيوطي : وكان ابو محمد بن المنصور جواداً محبباً الى الرعية ، ولما صارت خزائن الدولة بيده اخذ في ردّ المظالم. تاريخ الخلفاء / ٢٧١ ـ ٢٧٢.
ويبدو من خلال استقراء الروايات
انها ضرب من السياسة الماكرة قام بها الخليفة لتهدئة الوضع السياسي المضطرب والظلم الفاحش ايام حكم ابيه ، فحاول فعل هذا السلوك من
=