« أبلغ أبا بكر إذا الأمر انبرى |
|
وانحطت الرّايات من وادي القرى |
أجمعُ سكران من القوم ترى |
|
أم جمعُ يقظان نفى عنه الكرى » |
فحاصروا مدينة الرسولِ |
|
ومهبط الآيات والتنزيلِ |
فحفر الثوار فيها خندقا |
|
ليضمنوا لثورة الحق البقا |
لكنّما الحرب استطالت نارها |
|
واتقدت في يثرب جمارهها |
حيث التقى الجمعان عند الحرَّه |
|
« ومسرفٌ » صبَّ عليها شرَّه |
فيا لها من وقعةٍ معابه |
|
عضت ثمانينَ من الصحابه |
لم يبق « بدريٌّ » بُعيدَ الوقعه |
|
عشرةُ الآف بها أو تسعه |
قد سالت الدماء دون رحمه |
|
وانتهكت فيها نساء الأُمه |
أباحها ثلاثةً للقتلِ |
|
مشتتاً فيها لكل شملِ |
وأجبر الناسَ على المبايعه |
|
إلى يزيد خُولاً وطائعه |
منتهكاً قبر النبيّ الأطهرِ |
|
بخيله وجندهِ والعسكرِ |
لكنّما السجّادُ لم يعطِ يدا |
|
أو أن يخافَ منه أو يؤيدا |
وبقي الإمام منه حذرا |
|
لمّا رآهُ طاغياً مستهترا |
وعانت المدينة العذابا |
|
عاشت ولكن فقدت أحبابا |
فالثكل والحزن وظلم الوالي |
|
ومقتل الأبناء والرجالِ |
قد ترك الأجواء فيها مظلمه |
|
مذ أسرفت فيها أكفُّ الظلمه |
* * *