بالدرجة الأولى عن صيانة الاسلام والحفاظ على مقدساته وقيمه.
واحمد شبلي من المسعورين في الدفاع عن يزيد والانكار على الامام في خروجه عليه قال : «نجيء إلى الحسين لنقر ـ مع الأسف ـ ان تصرفاته كانت في بعض نواحي هذه المشكلة غير مقبولة فهو ـ اولا ـ لم يقبل نصح الناصحين وخاصة عبد اللّه بن عباس ، واستبد برأيه و ـ ثانيا ـ نسي أو تجاهل خلق أهل الكوفة وما فعلوه مع أبيه وأخيه وهو ـ ثالثا ـ يخرج بنسائه وأطفاله كأنه ذاهب إلى نزهة خاوية أو زيارة قريب ويعرف في الطريق غدر أهل الكوفة ومع هذا يواصل السير إليهم وينقاد لرأي بني عقيل ويذهب بجماعة من الأطفال والنساء وقليل من الرجال ليأخذ بثأر مسلم يا للّه قد تكون ولاية يزيد العهد عملا خاطئا ، ولكن هل هذا هو الطريق لمحاربة الخطأ والعودة إلى الصواب؟» (١).
ولم ينظر شبلي بعمق ودراسة الى واقع الحياة الاسلامية في عهد يزيد وانما نظر إليها حسب ميوله التقليدية والعاطفية ، فراح يشذ ويسلك في المنعطفات فيما كتبه ، لقد كان الاسلام مهددا بالخطر والدمار في عهد يزيد وان خروج الامام كان من أجل اعادة الحياة إلى شرايين الأمة الاسلامية وقد أعلن (ع) أنه لم يخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا وانما خرج ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحطم معالم الحياة الجاهلية التي تبناها الحكم الأموي ، وقد ألمعنا في الجزء الثاني إلى أسباب نهضة الامام بما يوضح القصد وينفي الشبهات :
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن المنددين بخروج الامام على حكومة يزيد.
__________________
(١) التأريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية ٢ / ٢٠١