ومن المنكرين على الأمويين عبد اللّه بن الزبير بقتلهم للامام الحسين فقد خطب في مكة فقال :
«ان أهل الكوفة شرارهم دعوا حسينا ليولي عليهم ، ويقيم أمرهم وبعيد معالم الاسلام ، فلما قدم عليهم ثاروا عليه فقتلوه ، وقالوا له :
أما أن تضع يدك في يد الفاجر الملعون ابن زياد فيرى فيك رأيه فاختار الوفاة الكريمة على الحياة الذميمة فيرحم اللّه حسينا وأخزى قاتله ، ولعن من رضي بذلك وأمر به» (١).
وانما أبدى ابن الزبير الأسى على قتل الامام تصنعا وتقربا لعامة المسلمين ، فقد كان في قرارة نفسه مسرورا لأنه تخلص من أعظم مناوئيه ولو كان مؤمنا بما قاله لما آواى قتلة الحسين فقد ركن إليه والتحق به كل من سلم من قبضة المختار كشبث بن ربعي وغيره ، وقد رحب بهم وزج بهم لقتال المختار.
ومن المنكرين على يزيد الصحابي أبو برزة الاسلمي حينما رآه ينكت بمخصرته رأس الامام ، وقد ألمعنا إلى حديثه في البحوث السابقة.
وتفاقم الأمر على يزيد ، وتوالت عليه صيحات المنكرين ، فقد نقمت عليه أسرته ومن بينها.
__________________
(١) الصراط السوي في مناقب آل النبي (ص ٩٤)