٦ ـ روى زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما» (١).
إنّ حديث الثقلين من أروع الأحاديث النبويّة وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً بين المسلمين ، وقد تكرّر هذا الحديث من النبي (صلّى الله عليه وآله) في مواضع كثيرة نشير إلى بعضها :
أ ـ أعلن (صلّى الله عليه وآله) ذلك وهو في حجّة يوم عرفة فقد روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب ، فسمعته يقول : «يا أيها الناس ، إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي» (٢).
ب ـ إنّه (صلّى الله عليه وآله) أدلى بذلك في يوم الغدير ، فقد روى زيد بن أرقم قال : نزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (الجحفة) ، ثمّ أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : «إنّي لا أجد النبي إلاّ نصف عمر الذي قبَله ، وإنّي اُوشك أن اُدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون؟».
قالوا : نصحت.
قال : «أليس تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وأنّ الجنّة حقّ ، وأنّ النار حق؟».
قالوا : نشهد.
__________________
بيتي أمان لاُمّتي». ورواه المناوي في فيض القدير ٦ / ٢٩٧ ، والهيثمي في مجمعه ٩ / ١٧٤.
(١) صحيح الترمذي ٢ / ٣٠٨ ، اُسد الغابة ٢ / ١٢.
(٢) كنز العمال ١ / ٤٨ ، صحيح الترمذي ٢ / ٣٠٨.