لم تهتدِ إلى تأويلها ، فهرعت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قائلة له :
إنّي رأيت حلماً منكراً ؛ كأنّ قطعة من جسدك قُطعت ووضعت في حجري!
فأزاح النبي (صلّى الله عليه وآله) مخاوفها ، وبشّرها بخير قائلاً :
«خيراً رأيتِ ؛ تَلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك» ومضت الأيّام سريعة فوضعت سيّدة النساء فاطمة ولدها الحسين ، فكان في حجر اُمّ الفضل كما أخبر النبي (ص) (١).
وظلّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) يترقّب بزوغ نجم الوليد الجديد ، الذي تزدهر به حياة بضعته التي هي أعزّ الباقين والباقيات عنده من أبنائه وبناته.
__________________
وهي أوّل امرأة أسلمت بمكة بعد السيّدة خديجة بنت خويلد ، وكانت أثيرة عند النبي (صلّى الله عليه وآله) ؛ فكان يزورها ويقيل في بيتها. روت عنه أحاديث كثيرة. ولدت للعباس : الفضل ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وقثم ، وعبد الرحمن ، واُمّ حبيب.
وفيها يقول عبد الله بن يزيد الهلالي :
ما ولدت نجيبةٌ من فحلِ |
|
بجبلٍ نعلمُهُ أو سهلِ |
كستّةٍ من بطنِ اُمّ الفضلِ |
|
أكرمْ بها من كهلةٍ وكهلِ |
عمّ النبي المصطفى ذي الفضلِ |
|
وخاتمِ الرُّسل وخيرِ الرُّسل |
تُرجمت في كل من الطبقات الكبرى ٨ / ٢٧٨ ، والإصابة ٤ / ٤٦٤ ، والاستيعاب.
(١) مستدرك الصحيحين ٣ / ١٢٧ ، وفي مسند الفردوسي ، قالت اُمّ الفضل : رأيت كأن في بيتي طرفاً من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فجزعت من ذلك ، فأتيته فذكرت له ذلك ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : «هو ذلك». فولدت فاطمة حسين ، فأرضعته حتّى فطمته. وفي تاريخ الخميس ١ / ٤١٨ : إنّ هذه الرؤيا كانت قبل ولادة الإمام الحسن (ع).