خلقتني من خير الثرى يا إلهي فأيّ نعمك أحصى عدداً وذكراً؟ أم أيّ عطاياك أقوم بها شكراً وهي يا ربِّ أكثر من أن يحصيها العادون ، أو يبلغ علماً بها الحافظون؟! ثمّ ما صرفت ودرأت (١) عنّي الّلهمّ من الضر والضراء أكثر مما ظهر لي من العافية والسرّاء.
وأنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني ، وعقد عزمات يقيني ، وخالص صريح توحيدي ، وباطن مكنون ضميري ، وعلائق مجاري نور بصري ، وأسارير صفحة جبيني (٢) ، وخرق مسارب (٣) نفسي ، وخذاريف (٤) مارن عريني ، ومسارب سماخ (٥) (صماخ ـ خ ل ـ) سمعي ، وما ضمّت وأطبقت عليه شفتاي ، وحركات لفظ لساني ، ومغرز (٦) حنك فمي وفكّي ، ومنابت (٧) أضراسي ومساغ (٨) مطعمي ومشربي ، وحمالة (٩) اُمّ رأسي ، وبلوغ فارغ حبائل (وبلوغ حبائل) عنقي ، وما اشتمل عليه تامور (١٠) صدري ، وحمائل
__________________
(١) الدرأ : الدفع.
(٢) أسارير (أسرار) : وهي جمع السر (بالكسر والضم) ، خطوط الجبهة.
(٣) مسارب النفس : مجاريها في العروق والأعضاء ، وخرقها : منافذها.
(٤) خذاريف : جمع خذروف ، القطعة. والمارن : ما لانَ من الأنف.
(٥) مسارب الصماخ : ملتوياتها وقنواتها التي تصل منها الهواء إلى السامعة.
(٦) المغرز : موضع الغرز ، ومغرز الفكين : محل اتصالهما بالجسم.
(٧) المنابت : جمع منبت محل النبت. والأضراس : جمع ضِرس (بالكسر) ، الأسنان الخمسة أو الأربعة من كل جانب من جوانب الفك.
(٨) مساغ : مصدر ميمي ، الذي سهل ولانَ وهنأ.
(٩) الحمالة : علاقة السيف ؛ لأنها تحمله. وحمالة اُمّ الرأس : الرابطة التي تربط اُمّ الرأس ـ وهو المخ ـ بالبدن حتّى لا يتزحزح عن محله.
(١٠) التامور : الوعاء.