الفوائد الأصوليّة

الشيخ مرتضى الأنصاري

الفوائد الأصوليّة

المؤلف:

الشيخ مرتضى الأنصاري


المحقق: حسن المراغي « غفارپور »
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: شمس تبريزي
المطبعة: ايران يكتا
الطبعة: ١
ISBN: 969-94215-0-5
الصفحات: ٧٧٠

قالوا : كان مجلس درس السيد دائرا والبحث يدور حول مسألة غامضة!!

وكثر فى جوانبها البحث والمحادثة والشيخ الاعظم كان حاضرا فى مجلس الدرس لم يقدر احد على الجواب وحلّها ، فالتفت الشيخ الاعظم الى احد من التلامذة كان فى جنبه وقال له : هذا جواب السيد وحلّ المسألة به ، بعد يوم قدّم التلميذ جواب المسألة الى السيد الرشتى فتعجب منه واستعلم من مصدره وقال من اين لك هذا الجواب؟

حيث كان يعرف اهلية تلميذه ومرتبة علمه ويعلم ان الجواب ليس فى وسعه ، بعد اصرار السيد اعترف التلميذ بانه من افادات الشيخ الاعظم فامر السيد احد اصحابه بالفحص عنه ووجد شيخ الاعظم فى مستقره واخبره بالسيد ، اراد السيد ملاقات الشيخ الاعظم لكنه سبق السيد فالتقيا فى الزقاق وبعد التعانق والترحيب ، اكرم السيد الشيخ الاعظم واخاه وبقيا فى داره وضيافته شهرا وايام الاقامة جرى البحث والتحقيق حول المسائل الاصولية والفقهية بينهما فعرف السيد مدى علميته ونبوغه وكثرة احاطته وأصرّ في بقائه فى اصفهان ، اجابه : لنا دويرة فى دزفول لا بد لنا من الرجوع ان الوالدة بالانتظار ولو اردنا البقاء فى ايران لاخترنا اصفهان.

فخرج الشيخ الاعظم واخوه منها قاصدين كاشان فحلّا فى مدرسة علمية ثم ذهب الشيخ الاعظم الى مدرسة المولى احمد النراقى (ره) وعرف نفسه ورحبه النراقى واكرمه ، وكان النراقى يبحث عن مسائل فقهية والشيخ الاعظم يصغى الى درسه فوجده بحرا زاخرا وفقيها جامعا لعلوم شتى ودار البحث والنقاش بينهما واختاره الشيخ الاعظم بعد السيد المجاهد وشريف العلماء

٢١

استاذا لنفسه لا علميته وللاستفادة من علومه الجمّة وبقى فى مدينة كاشان اربعة اعوام مستفيدا منه ، كذا عرف المولى النراقى مقام علمية الشيخ الاعظم ومرتبته فى العلوم وتحقيق المسائل وغور فهمه وقوته فى اقامة الحجة والبرهان عليها وقال ـ ره ـ فى حقه : «لقيت فى اسفارى الى الاقطار ـ خصوصا فى سفرى الى مجاهدة بنى الاصفر ـ خمسين عالما ومجتهدا لم يكن احدهم مثل الشيخ المرتضى» (١).

بعد تكميل دراسته العليا والعروج الى ذروة العلم والاجتهاد اراد مغادرة كاشان واستجاز من استاذه فاجازه المولى النراقى فى الرواية والاجتهاد كما نقل نصّها فى كتب التراجم ، فبلغ الشيخ الاعظم مرتبة الاجتهاد.

ثم خرج مع اخيه من كاشان قاصدين محافظة خراسان لزيارة الامام الرضا ـ عليه‌السلام ـ دخلا المشهد واقاما بها اشهرا ـ او اربعة اشهر على قول ـ لم يسجل خبر من ايام اقامة الشيخ الاعظم فى كتب التراجم.

مهما يكن من شيء بعد الزيارة قصدا دزفول فدخلا طهران زمن السلطان محمد شاه القاجارى وبقيا اياما فخرجا طرف اصفهان ـ وكذلك لا يفوتنا التنبيه على ان اصحاب التراجم لم يذكروا شيئا فى ورود الشيخ الاعظم لمدينة قم ونظن انه دخل مع اخيه فيها لمعرفة هذه المدينة ومركز العلم والدراسة وعلمائها الاعلام.

نقل بعضهم انه عاد الى اصفهان واقام بها خمسة وعشرين يوما ايام رئاسة السيد محمد باقر الرشتى صاحب «مطالع الانوار» والشيخ محمد

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٤٠١.

٢٢

ابراهيم الكلباسى صاحب «الاشارات» وان الكلباسى الحّ عليه بالاقامة فيها فاجابه بان لى ضالّة فى العراق فان لم اظفر بها رجعت الى بلدكم هذا وكانت ضالته تحصيل الاجتهاد.

وحدث بعض زملائنا الرشتى انه حضر على السيد محمد باقر وطلب الاجازة منه وامتنع الرشتى لعدم احاطته على علم الرجال بعد الامتحان ، ثم خرج منها وبعد مدة عاد اليها لذلك ولم يذكر الراوى انه اجازه بعد رجوعه أم لا؟!

بعد الخروج عن اصفهان عاد الى دزفول اطلع اهلها واستقبلوه وصار الشيخ الاعظم زعيم الحوزة العلمية ورئيسا دينيا واشتغل بالتدريس والتحقيق والتأليف وعلاج مشاكل الناس خمس سنين.

ثم قصد المهاجرة الى العراق سنة ١٢٤٩ ه‍ (١) للبحث والتحقيق ومنعوه اهالى دزفول فخرج مختفيا الى تستر واطلع مواطنوه فعزموا على انصرافه واصرّوا فيه لكنه ابى فخرج منها ، اتفق اصحاب الرجال انه دخل النجف سنة ١٢٤٩ ه‍ وكان رئاسة الحوزة العلمية آنذاك للعلمين الفقيهين : الشيخ على كاشف الغطاء والشيخ محمد حسن النجفى صاحب الجواهر وكان ابرزهما فى المرجعية هو الشيخ على فحضر درس الاخير الى ان توفى الشيخ على سنة ١٢٥٣ ه‍ فى الحائر الحسينى ـ عليه‌السلام ـ.

ونلاحظ على هذا القول ـ كما سيجيء فى ترجمة الشيخ على ـ انه خرج

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٤٠٢ ـ مكارم الآثار : ٢ / ٤٩٥.

٢٣

من النجف سنة ١٢٤٧ ه‍ (١) هاربا من الوبا وترك تدريسه والشيخ الاعظم دخل النجف سنة ١٢٤٩ ه‍ وما كان للشيخ على مجلس درس فى هذه السنة فى النجف ، من المحتمل عزيمة الشيخ الاعظم الى كربلا وحضوره فى مجلس درسه.

على أي حال ، بعد فوت الشيخ على بزغ نجم الشيخ الاعظم وبلغ قمّة التحقيق والاجتهاد فى علوم الشيعة ، اما بعد ان مرض صاحب الجواهر (فى مرضه الاخير) اجتمعت العلماء فى دار الشيخ محمد حسن النجفى وانتخبوا لجنة تحت نظره لتعيين زعيم المرجعية من بعده لكن الشيخ الاعظم لم يحضر فيها فلم يره صاحب الجواهر بينهم واحضره وقربه وخاطب الجمهور وقال :

«هذا مرجعكم من بعدى ثم خاطب الشيخ الاعظم وقال : قلل من احتياطاتك يا شيخ فان الشريعة سمحة سهلة» لان الشيخ الاعظم كان كثير الاحتياط فى المسائل الشرعية.

امّا بعد فوت صاحب الجواهر (ره) قال الشيخ الاعظم : لست اهلا للتقليد وتقليد الاعلم فى نظرى واجب ومن زملائنا فى درس شريف العلماء كان محمد سعيد العلماء وهو كان أدقّ منى فى فهم المسائل الاصولية والفقهية وحاز مرتبة الاجتهاد ، وبعد اصرار القوم لم يقبل الشيخ الاعظم المرجعية واضطر الى مراسلة محمد سعيد العلماء وكتبه :

«قد علمت نبأ وفاة الشيخ صاحب الجواهر فاصبحت الطائفة فى حيرة من امر التقليد وقد راجعنى فيه فابيت حيث ارى وجوب تقليد الاعلم واعتقد

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ١ / ٢٩٦.

٢٤

فيك حسب معلوماتى عنك حين كنت تحضر معنا بحث الاستاذ شريف العلماء انك الاعلم فالواجب على الطائفة تقليدك.»

فاجاب سعيد العلماء :

«اجل ، الامر كما تفضلتم وذكرتم وكنت اعلم وادقّ حينما كنت هناك ومشغولا بالدراسات. لكن هناك شيء ميزك عنى : وهو استمرارك فى الاشتغال والبحث والتدريس والتاليف والتصنيف وتركى البحوث والدروس لاشتغالى بمهامّ الامور من حلّ القضايا وفصلها فانت اعلم منى فالواجب على الطائفة تقليدك وتسلّمك امور الزعامة والمرجعية». (١) وصار الشيخ الاعظم زعيما دينيا وانتهت اليه رئاسة الامامية على الاطلاق واطبقت الشيعة على تقليده فى شرق الارض وغربها الّا نادرا.

فاشتغل بالزعامة والتدريس وتربية التلامذة وافاضة علومه والتأليف والتصنيف وبالغ فيها ولكثرة تحقيقه وتعميقه فى المسائل العلمية وتأسيساته اجتمعت عليه طائفة كبيرة من العلماء والمجتهدين واستمر نشاطه العلمى والثقافى والدينى الى سنة ١٢٨١ ه‍ وفيها مرض وابتلى بالاسهال واشتد مرضه وطويت راية العلم والتحقيق وعطل معهده العلمى وبقى فى داره فى النجف الاشرف فى محلة الحويش فتوفى ـ قدس سرّه ـ فيها فى منتصف ليلة السبت الثامن عشر من جمادى الثانية ووفى ربّه وانتشر خبره فى مدينة النجف واجتمع اهلها على اختلاف طبقاتهم ، وقد سرى بين الناس الحزن والبكاء وقال بعض المترجمين له :

__________________

(١) ـ الكرام البررة : ١ / ٣١٣ و ٢ / ٥٩٩ للشيخ آغا بزرگ الطهرانى.

٢٥

وغسل على ساحل بحر النجف غربى البلد نصبت له خيمة هناك وهى اوّل خيمة رايناها نصبت فى هذا الشأن وهاج الناس بجميع طبقاتهم من كل جانب ومكان لتشييع جثمانه حتى اتصل السواد من سور النجف الى ساحل البحر ولم يكن له (قده) قرابة وجيه فى البلد سوى تقاه وعلمه الجمّ الذى كان يضيء لمثل هذا فليعمل العاملون وكان عقبه بنتين لا ولد له.

ودفن يوم السبت فى دكة الحجرة التى دفن بها الشيخ حسين نجف والشيخ محسن خنفر العفكاوى على يسار الداخل الى الصحن من الباب القبلى المعروفة بباب السوق الصغير ورثته الشعراء واهل الفضل ورثاه وارخ عام وفاته بعض من حاز مرتبتى الفضيلة والادب بقوله :

رعاك الهدى ايها المرتضى

وقل بانى اقول رعاك

اقمت على باب صنو النبي

وجبرئل قد خط فيه ثراك

فأصبحت بابا لعلم الوصى

وهل باب علم الوصى سواك

طوى الشرع من يوم تاريخه «حوى الدين قبرك اذ قد حواك» (١)

وقيلت فيه اشعار اخرى يطول ذكرها.

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٤٠٤

٢٦

الفصل الثانى

اساتذة الشيخ الاعظم

١ ـ الشيخ حسين الانصارى

هو الشيخ حسين بن مرتضى بن شمس الدين الدزفولى التسترى الانصارى عمّ الشيخ الاعظم كان من اجلّاء علماء تستر وافاضلها فى عصره.

بعد دراسته الاولى فى وطنه هاجر الى كربلا وحضر درس السيد على الطباطبائى صاحب «رياض المسائل» ثم تتلمذ على نجله السيد محمد المجاهد الكربلائى وحاز مرتبة سامية فرجع الى مسقط رأسه وصار من المدرسين ويبدو من كتب التراجم انه كان يدرس دروس مرتبة السطح واجتمع عليه طلاب وطنه ومنهم ابن اخيه الشيخ الاعظم وقرأ عليه المقدمات واوليات الفقه والاصول. توفى الشيخ حسين الانصارى عام ١٢٥٣ ه

٢ ـ السيد محمد المجاهد الكربلائى

هو السيد محمد بن على بن محمد على الطباطبائى الكربلائى الشهير بالمجاهد او صاحب «المفاتيح» وصاحب «المناهل» ولد سنة ١١٨٠ ه‍ فى كربلا كان اكبر انجال السيد على الطباطبائى (المتوفّى سنة ١١٢٣ ه‍) صاحب «رياض المسائل» وسبط الآغا محمد باقر البهبهانى المشهور

٢٧

بالمجدد فى زمن شوكة الاخباريين.

قال السيد محمد شفيع تلميذ السيد المجاهد فى «الروضة البهية» فى ترجمته : «سيدنا واستاذنا وشيخنا المعظم وملاذنا المقدم آغا السيد محمد بن آغا السيد على الطباطبائى سيد الاساتيد الذين ياتى ذكرهم وهو اكبر من اخيه آغا السيد محمد مهدى المتقدم ذكره ، قرء على والده اكثر ايام استفادته وقرء على بحر العلوم الآتى ذكره وكان صهره على ابنته وتولد منها ثلاثة اولاد ذكورا واكبرهم الفاضل العامل الكامل ذو الصفات الحسنة آغا السيد حسين وكان فاضلا عالما مجتهدا بصيرا بالقواعد الاصولية خبيرا بطريقة علمائنا الامامية وسخيا غاية السخاوة وكان عند السيد الاستاذ اعزّ ساير اولاده وزوج بنت شيخ الملوك ابن السلطان فتحعلى شاه القاجارى فى سفر الجهاد وبقى بعد والده مدة قليلة.

وثانيهم السيد حسن المشهور فى هذا الزمان بحاجى آقا.

وثالثهم السيد جعفر مات بعد الوالد بقليل من الزمان فى ليلة الزفاف فى ايام الطاعون ، وللسيد حسين المذكور ابن يقال له «آغا ميرزا زين العابدين» من أئمة الجماعة فى القبة المباركة الحائرية فوق الرأس انه عالم فاضل ازهد ، ولحاجى آقا المتقدم ذكره ، ابن يقال له ميرزا على نقى (المتوفى فى صفر سنة ١٢٨٩ ه‍) وكان عالما وفاضلا مجتهدا بصيرا قاضيا مدرسا رئيسا فى الحائر على مشرفه السلام وكان بينى وبينه مراودة وخلطة ومودّة ادام الله بقائه ـ حيث كان جارا لنا فى الحائر حين تشرفى بالزيارة ... فوا اسفا على الاستاذ الشريف (يريد شريف العلماء) حيث انقطع نسله فى الطاعون الّا ان

٢٨

اولاده الروحانيين كثيرون والسيد الاستاذ (يعنى السيد محمد المجاهد) المذكور بعد هجوم الجماعة الوهابية على الحائر وعلى اهله وقتلهم اياهم جاء بديار العجم وتوطن فى اصفهان وحضرت مجلسه فى اصفهان ولعمرى انه كان احسن بيانا من كل احد ويبين المسائل الغامضة والمطالب الدقيقة باحسن بيان ويفهم درسه كل طالب وان كان مبتدئا وبعد فوت والده السيد على الطباطبائى ارتحل الى الحائر وكان مفتيا وحاكما وقاضيا ورئيسا فى الدين والدنيا ومرجعا للعرب والعجم رئاسة الامامية اليه فى عصره وكان سلطان العصر فتحعلى شاه القاجارى فى نهاية التلطف والاعتناء به ويطيعه فى كل الامور فلذا جمع العساكر وتهيأ للجهاد مع الجماعة الروسية بامر السيد الاستاد لما استولى على ولاية المسلمين فى بلاد دربند وقبة وگنجه وشيروان وغيرها من ولايات الاطراف وكتب المسلمون الى جناب السيد الاستاد احوالهم : وان الكفار قد غلبوا علينا وامرونا بارسال الاطفال الى معلمهم لتعليم رسوم دينهم وشريعتهم ويجسرون بالنسبة الى القرآن والمساجد وساير شعاير الاسلام ، لذا امر بالجهاد وذهب السيد الاستاد نفسه مع جمع كثير من العلماء والطلاب والمتدينين واتفق فوته فى هذا السفر ـ ولعله فى دار السلطنة قزوين ـ همّا وحزنا واسفا لغلبة عسكر الروس على المسلمين وفتح لسان المنافقين ورجوع الضعفة الى المسلمين عن الاعتقاد بجنابه وعدم الاعتناء به من السلطان واتباعه كما هو سجية آبائه ـ عليهم‌السلام ـ ونقل الى الكربلاء المشرفة وله قبة معروفة رضى الله عنه وارضاه.

وله كتب جيدة كثيرة فى الفقه والاصول منها : كتاب «المفاتيح فى

٢٩

الاصول» قريب من اربعين الف بيت او اكثر ـ وكتاب «الوسائل فى الاصول» ايضا ـ وكتاب «المناهل» فى الفقه وهو كتاب حسن قريب من مائتي الف بيت او اكثر لم يكتب مثله جامع للادلة والاقوال والفروع ـ وكتاب «المصابيح» فى الفقه ـ وكتاب «الاصلاح» فى الفقه مقصور على الفتاوى والاشارة الى الخلاف ، سمعت منه (ره) : ان مؤلفاتى قريب من سبعمائة الف بيت او اكثر» (١)

قال صاحب الفوائد الرضوية : «رأيت كتاب مصابيحه بخطه (ره) وهو مشتمل على احكام الجهاد ...».

ونقول ان السيد المجاهد ـ كما مرّ تتلمّذ على والده والسيد محمد مهدى بحر العلوم وبرع فى الفقه والاصول وكان فى كربلا حتى هجوم الجماعة الوهابية سنة ١٢١٦ ه‍ ، فدخلوا كربلا وارتكبوا الفضائح والقبائح والقتل والجرح وهدم الحائر الحسينى ـ عليه‌السلام ـ وقصة اعمالهم الشنيعة باسم الاسلام والتوحيد طويلة ومشهورة ثم هاجر السيد المجاهد الى ايران وبعد زيارة الامام الثامن عليه‌السلام عاد الى اصفهان وفى طريقه دخل قم واضافه الميرزا ابو القاسم القمى صاحب «القوانين المحكّمة» وكان شيخا معمّرا.

اجتمع العلماء فى مجلس الضيافة ودار البحث بينهم فى مسائل علمية ، قال المحقق القمى للسيد المجاهد : غرضى من اقامة هذا المجلس والبحث العلمى اخذ رأيكم فى ان ملكة الاستنباط ـ مع شيخوختى ـ موجودة فينا ام

__________________

(١) ـ هذا آخر ما فى الروضة البهية نقلا عن الفوائد الرضوية : صص ٨٢ و ٥٨١ للشيخ عباس القمى.

٣٠

لا؟ اجاب السيد ان كانت هذه ملكة الاستنباط فيكم كما ارى ، فليست لى ولمثلى ملكة الاستنباط» (١)

بعد مغادرة قم دخل اصفهان بقى فيها ثلاثة عشر عاما اشتغل بالتدريس والتأليف الى ان جاءه نعى والده عام ١٢٣٢ ه‍ فى كربلا فرجع وصار زعيما ومرجعا فى العلم والدين واشتهر.

طيلة حيات السيد المجاهد وقعت حوادث ثلاثة مهمّة :

إحداها ـ هجوم الجماعة الوهابية على كربلا ، كما مرت قصّته.

ثانيتها ـ قتل الميرزا محمد الاخبارى (١٢٣٣ ـ ١١٧٨ ه‍) قال فى معارف الرجال :

«... ثم ضايقه (يعنى الميرزا محمد الاخبارى) الناس فى ايران بالتهديد والتوعيد مع افتاء المفتى بقتله ، فقدم العراق واقام فى بلد الكرخ وصارت له المنزلة العظمى عند والى بغداد قيل هو داود باشا ثم اصبح الميرزا بوجوده امنع من عقاب الجو ولما نقل الوالى وجاء غيره دبروا قتله ، وقد قصده من النجف ستة عشر رجلا يريدون قتله يقدمهم رجل من اعيان بيوت النجف لا يحسن ذكره وكان قاصدا بقتله التقرب الى الله تعالى ولما وصلوا الكرخ استمالوا المجاورين له بالمال ثم تسلّقوا عليه ليلا واضرموا عليه النار لإرهابه لكى يخرج من غرفته ويقتلوه ، قيل : وتقدم اليه رجل وجيه فصاح فى وجهه الميرزا الاخبارى وجنّ من وقته ودخل غرفته ، ثم ثقبوا عليه سطح الغرفة والقوا فيها نفطا ونارا وخرج مرعوبا اليهم وقتلوه سنة

__________________

(١) ـ قصص العلماء : صص ١٢٦ ـ ١٢٥ محمد التنكابنى

٣١

١٢٣٣ ه‍ واستبيح جميع ما فى داره من الكتب ....) (١)!!

وقال صاحب الروضات فى ترجمة الميرزا محمد الاخبارى : «... وكانه بقى بعد هذا نحوا من خمس عشرة سنة آخر الى آل الامر بسبب غروره الخارج عن حدّ الامر من الخطر والضرر والسلامة من آفات الغير ومكافات الغرر الى مرحلة صدور الامر بقتله ـ وهو فى مشهد الكاظمين عليهما‌السلام ـ من مصدر الحكومة المطلقة فى تلك الايام وذلك المقام المفترض الاكرام وهو قدوتنا الجليل الاوّاه الآقا سيد محمد الطباطبائى الكربلائى الآتى ذكره فقتل وهو فى درجة خمس وخمسين تقريبا بهجوم العامة عليه دفعة لا ترتيبا واخذ كل منهم من قوده قسمة ونصيبا وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا ....!! (٢)» وقيل قتل فى هذه الواقعة ايضا ولد الميرزا الاخبارى.

ثالثتها ـ وقوع الحرب بين ايران والروس زمن السلطان فتحعلى شاه القاجارى عام ١٢٤١ ه‍ وصدور حكم الجهاد من السيد المجاهد وخروجه مع عدد من العلماء منهم :

المولى محمد جعفر الاسترآبادى ـ السيد نصر الله الاسترآبادى ـ السيد محمد تقى القزوينى ـ السيد عزيز الله طالش ـ المولى عبد الوهاب القزوينى ـ المولى احمد النراقى ونجله محمد النراقى والطلبة الى الجهاد ، عزم السيد على الحرب مع عسكر السلطان وكان السيد المجاهد رئيس العلماء وقالوا : دخل قزوين وقد توضأ يوما للصلاة فى حوض ، اخذ الناس ماء

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٣٣٦ ـ الفوائد الرضوية : ص ٥٥٥.

(٢) ـ روضات الجنات : ٧ / ١٢٩ محمد باقر الخوانسارى

٣٢

الحوض فى قوارير للتبرك حتى نضب ماء الحوض ، ووقع الملاقاة بين السيد والعلماء وبين السلطان فتحعلى شاه فى زنجان وكان السيد المجاهد يجلس فى طريق جيش ايران ويرشدهم ويقوى عزيمتهم على مقابلة جيش الروس وبعد مجاهدات كثيرة غلبت الروس وقيل فيه ما قيل ... ومرض السيد حين الرجوع وتوفى فى قزوين عام ١٢٤٢ ه‍ ونقل جثمانه الى كربلا. (١)

تتلمذ على السيد المجاهد طول دراسته وتدريسه طائفة من العلماء اشهرهم الشيخ الاعظم الانصارى وكان هذا فى سفره الاول الى العراق.

ترك السيد اعمالا فى الفقه والاصول منها :

١ ـ مفاتيح الاصول : الفه فى اصفهان وهو يشتمل على مقالات فى المسائل الاصولية ويبدو من اسلوب تدوين الكتاب ان المؤلف كان يكتبه بصورت مقالات مستقلة وينتشرها ويفقد الكتاب بعض المباحث الاصلية ، وجمع فيه اكثر اقوال الاصوليين من المذاهب المختلفة ، ومع انه قليل التحقيق لكنه يعدّ اوّل عمل فى علم الاصول المقارن فى عالم الشيعة ، وهو المطبوع.

٢ ـ الوسائل الى النجاة فى علم الاصول.

٣ ـ حجية الشهرة

٤ ـ حجية المظنّة وقيل ذهب فيها الى حجيّة الظن المطلق وهذا مذهب موهون.

٥ ـ الاستصحاب.

__________________

(١) ـ قصص العلماء : صص ١٢٨ ـ ١٢٩ ـ مكارم الآثار : ٤ / ١١٦٠ ـ رجال بامداد : ٣ / ٢٨٤ و ٢٨٥.

٣٣

٦ ـ جامع العبائر فى الفقه اسلوبه كمفاتيح الاصول.

٧ ـ المناهل فى الفقه ، المطبوع.

٨ ـ جامع المسائل فى مسائل شتّى فى الفقه.

٩ ـ الوسائل الى النجاة وهى رسالته العملية.

١٠ ـ الجهادية.

١١ ـ اصلاح العمل.

١٢ ـ المصابيح فى الفقه.

١٣ ـ الاغلاط المشهورة.

٣ ـ الشيخ محمد شريف الحائرى المازندرانى

هو الشيخ المولى محمد شريف بن المولى حسن على الآملى المازندرانى الحائرى الشهير بشريف العلماء ولد فى الحائر الحسينى ونشأ بها من اعاظم العلماء فى عصره العالم المحقق والاصولى القدير المدقق المدرس الاول فى كربلا كان من رؤساء الدين وسدنة المذهب وابطال العلم وعمد الشريعة ومن الحجج الاثبات وشيوخ الاجتهاد.

تتلمذ على السيد على الطباطبائى صاحب «رياض المسائل» وولده السيد محمد المجاهد الكربلائى تسع سنين والميرزا ابو القاسم الجيلانى القمى صاحب «القوانين المحكّمة» سنة واحدة ، ثم هاجر مع والده الى ايران لزيارة الامام الثامن ـ عليه‌السلام ـ وتحصيل الكتب والمكنة ولم يتمكن

٣٤

منها شيئا.

قال صاحب معارف الرجال : «... سمعنا ان المترجم له ارتحل الى اصفهان فاستقبله الجم الغفير من اهالى اصفهان وكان يومئذ فيها الشيخ محمد ابراهيم الكلباسى (المتوفى سنة ١٢٦٢ ه‍) وحصل له من الاقبال والحفاوة من وجوهها شيء عظيم ويروى ان سأله بعض العوام من الدهاة عن جواز الربا بين الزوج وزوجته فافتى بحرمته فبلغ ذلك الشيخ الكلباسى ولما غادر اصفهان لم يشيعه احد من اهلها ، اقول المحكى عن الشيخ فى الفتيا ان صح فهو من خطأ غير المعصومين من المفتين ، واعراض العامة عنه لا يجدى شيئا فى توهينه ، حيث ان السواد ينعق مع كل ناعق سيما بعد تلقين بعض الحاسدين بمقدمات لا ينبغى ان ندون هنا». (١)

ونقل السيد حسن الصدر : «حدثنى شيخنا الفقيه الشيخ محمد حسن آل يس وكان احد تلامذة شريف العلماء قال كان يدرسنا فى علم الاصول فى المدرسة المعروفة بحسن خان وكان يحضر منبره الف من المشتغلين وفيهم المئات من العلماء الفاضلين ومن تلامذته شيخنا العلامة الانصارى وهو منقح تلك التحقيقات الانيقة وكفى بذلك فخرا وفضلا وكان بعض تلامذته كالفاضل الدربندى يفضله على جميع العلماء المتقدمين.

وبالجملة صرف عمره الشريف فى تربية الفضلاء فلهذا كان قليل التصنيف ومصنفاته مع قلتها لم تخرج من السواد الى البياض ، وقيل له فى ذلك فاجاب بان تكليفى تربية الطالبين وتعليم المتعلمين وما ألفتموه و

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٢٩٨

٣٥

صنفتموه فهو منى ، وكان (ره) مع ذلك اعجوبة فى الحفظ والضبط ودقة النظر وسرعة الانتقال فى المناظرات وطلاقة اللسان لم يباحث مع احد الّا وقد غلب عليه وكان له يد طولى فى علم الجدل. توفى فى كربلا المشرفة فى الطاعون الواقع فى سنة ١٢٤٥ ه‍ ، وقبره الشريف قرب باب القبلة فى زقاق مسدود وكان له ولد توفى ايضا فى تلك السنة وانقطع نسله الشريف ولكن اولاده الروحانيين كانوا كثيرين» (١)

ولشدّت رأفته وعنايته بتلاميذه واهتمامه لهم فى التدريس والتربية اتجه الطلاب والعلماء اليه من كل صوب واجتمعوا عليه وحرص على تفهيم الدرس باساليب راقية وقيل كان يرفع تلاميذه الى اوج الاجتهاد بمدة قصيرة لغزارة علمه وحسن تدريسه ، والمشهور انه كان لا يفتر عن التدريس والمذاكرة ليلا ونهارا حتى فى شهر رمضان الذى جرت العادة على التعطيل فيه ولذلك كان نتاجه العلمى قليلا ولم يكن له فى عالم التأليف ما يتناسب عظيم مكانته كما انه لم يخرج ما كتبه الى البياض. (٢)

ذكر الشيخ حرز الدين : «... حدثنا بعض المعاصرين ممن يعتمد على حديثه ان الشيخ [شريف العلماء] توفى وهو مقلّد يرجع اليه فى الفتيا والحقّ انه بارع فى الاصول فحسب كما دل عليه الاثر والنقل ولا ينكر انه تربى عليه العلماء العظام هذا ، ولعلم الاصول عنده طريقة خاصة فلسفية اخذ بعض مواده منها يعرف ذلك المحيط بالعلمين وغير خفى ان ذلك بعيد الانتاج

__________________

(١) ـ تكملة امل الآمل مأخوذ من الفوائد الرضوية : صص ٥٤٠ و ٥٤١.

(٢) ـ الكرام البررة : ٢ / ٦٢٠

٣٦

لمن اراد الفقاهة واستنباط الاحكام الشرعية ، نعم علم الفلسفة والاصول بهذا النحو بحدّ ذاتهما عظيمان جليلان جدّا» (١)

وقيل كان اهتمامه لعلم الاصول ولهذا ذهب تلميذه السيد ابراهيم القزوينى صاحب «ضوابط الاصول» الى النجف وحضر درس الشيخ على كاشف الغطاء فى الفقه واطلع عليه شريف العلماء وتكدر منه وقالوا : ليس لك درس الفقه وهذا هو الاصل وعلم الاصول مقدمته ، قال شريف العلماء سأشرع درسا فى الفقه غدا وقام بتدريس «بيع الفضولى» واطال ثمانية اشهر واجتهد فيه وبلغ غاية القصوى. (٢)

ذكر صاحب قصص العلماء نوادر فى تدريسه وتلاميذه واخلاقه ليس هنا محل ذكرها.

للمترجم له تلاميذ كثيرة اشهرهم :

١ ـ السيد ابراهيم القزوينى (المتوفى سنة ١٢٦٦ ه‍) صاحب «ضوابط الاصول» وقيل هذا الكتاب من دروس استاذه واشار اليه ناشر الكتاب فى الصفحة الاولى والمؤلف فى مقدمته.

٢ ـ المولى آغا بن عابد بن رمضان الفاضل الدربندى (المتوفى سنة ١٢٨٦ ه‍) صاحب «خزائن الاصول» و «خزائن الاحكام» و «الجوهرة» وغيرها من اجلّاء العلماء المشهورين كان كثير الاشكال والتنقيد على استاذه وقصته مشهورة. وهو فى غضون «خزائن الاصول» يذكر اقوال استاذه تأييدا او تنقيدا.

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٢ / ٢٩٩

(٢) ـ قصص العلماء : ص ١١٣

٣٧

٣ ـ السيد محمد الشفيع الجابلقى (المتوفّى ١٢٨٠ ه‍) صاحب «الروضة البهية» و «مناهج الاحكام» و «القواعد الشريفية» كتب ترجمة استاذه فى الروضة ، وكتاب «القواعد الشريفية» كما صرح فى مقدمته ـ تقريرات دروس شريف العلماء والسيد محمد المجاهد الطباطبائى الكربلائى كما مرّ بنا.

٤ ـ الشيخ الاعظم الانصارى مرّ حضوره فى درس شريف العلماء ، ولكن مع شهرة استاذه قلّت اشارة الشيخ الاعظم الى اقوال وانظار استاذه فى «فرائد الاصول» و «فوائد الاصول» وكتبه الفقهية جدّا.

٥ ـ محمد سعيد العلماء (المتوفّى حدود سنة ١٢٧٠ ه‍ ـ) كان من اجلّاء تلاميذ شريف العلماء ومرّت قصة اعلميته من الشيخ الاعظم.

٦ ـ المولى اسماعيل اليزدى (المتوفى ١٢٤٩ ه‍) قالوا انه كان اجلّ واعظم تلامذة شريف العلماء ورجح على استاذه فى العلم والفقاهة وحلّ مقامه فى التدريس واقامة الجماعة وتصدى للمرجعية.

٧ ـ السيد حسين الترك الكوه كمري (المتوفى سنة ١٢٩٩ ه‍) من العلماء المشهورين.

٨ ـ المولى حسين الاردكانى (١٣٠٢ ـ ١٢٣٥) المشهور بالفاضل الاردكانى من كبار العلماء والمدرسين فى كربلاء له حوزة درس وقرأ عليه العلماء وكان الفاضل الاردكانى من تلامذة شريف العلماء وكتب دروسه فى بيع الفضولى.

اتفق اصحاب التراجم على ان شريف العلماء لم يصنف كتابا وكان هدفه

٣٨

الاصلى التدريس وتربية العلماء ووفق فيه لكن نسب فى الذريعة رسالة «جواز امر الآمر مع علمه بانتفاء الشرط» اليه وقال فى تعريفه :

«رسالة مبسوطة لشريف العلماء المولى محمد شريف بن المولى حسنعلى الآملى المازندرانى الحائرى المتوفى بها بالطاعون فى (١٢٤٦ ه‍) ودفن فى داره ، توجد نسخته عند شيخ الاسلام الزنجانى بزنجان». (١)

اختلفوا فى سنة وفاته ذهب الاكثر الى انه توفى عام ١٢٤٥ ه‍ بمرض الطاعون مع زوجته وولده لكن صاحب الذريعة ذكر سنة فوته ١٢٤٦ ه‍.

اورد السيد عبد العزيز الطباطبائى فى تعليقاته على «الكرام البررة» ان احد تلاميذ صاحب الفصول كتب بخطه كتاب «مشارع الاحكام» لاستاذه واثبت فيه تاريخ موت جماعة منها وفاة شريف العلماء فى ٢٤ ذى القعدة ١٢٤٦ ه‍ بالطاعون وقال : فى هذا اليوم توفى شريف العلماء وزوجته وبنته وابنه ويهلك بالطاعون فى كل يوم بين المائتين وخمسين الى الثلاثمائة نفس وامّا بغداد فجرفها الطاعون عن آخرها» (٢)

٤ ـ الشيخ موسى كاشف الغطاء

هو الشيخ موسى بن الشيخ جعفر النجفى صاحب «كشف الغطاء» ولد فى النجف سنة ١١٨٠ ه‍ ونشأ فى حجر ابيه وقرء المقدمات على الشيخ اسد الله التسترى وحضر فى دروسه العالية على والده وبرع وصار فقيها اصوليا مدقّقا.

__________________

(١) ـ الذريعة : ٥ / ٢٤٢

(٢) ـ الكرام البررة : تعليقات ٢ / ٤

٣٩

وقيل : سئل عن والده الشيخ الاكبر من مرتبة علميته وافقه العلماء فاجاب قائلا : انا وو لدى موسى والشهيد الاوّل!! (١) بعد فوت والده قام مقامه ونقل انه يحضر حدود الالف رجل بين عالم وفاضل فى مجلس درسه وتدخل فى السياسة واصلح بين دولتين ايران والعثمانى واشتهر بالمصلح بين الدولتين.

هكذا حدثوا فى نشاطه السياسية والاجتماعية قصصا منها تسجيل جميع ما فى خزانة امير المؤمنين عليه‌السلام بخطه وحملها الى خزائن حكومة بغداد خوفا عليها من غارات آل سعود الوهابيين وارجاعها اليها بعدا.

كان الشيخ موسى اديبا وشاعرا وقف والده مكتبته الى اولاده نسلا بعد نسل.

تتلمذ عليه كثير من العلماء منهم الشيخ الاعظم مدة قصيرة ، وشريف العلماء ومير فتاح الحسينى المراغى صاحب «العناوين فى قواعد الفقه».

من آثاره : كتاب الصلاة لم يتم ـ منية الراغب فى شرح بغية الطالب لوالده ـ الدماء الثلاثة. قال الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فى «العبقات العنبرية» انه توفى فى النجف سنة ١٢٤٤ ه‍ قد قارب عمره الستين ودفن فى مقبرة والده ، ورثته الشعراء.

٥ ـ المولى احمد النراقى

هو الشيخ احمد بن محمد مهدى بن ابى ذر النراقى الكاشانى فقيه اصولى

__________________

(١) ـ معارف الرجال : ٣ / ٢٦ و ٢٧

٤٠