درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

السّماء أنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه ، فيحبّه أهل السّماء ، ويوضع [له](٢) القبول في الأرض ، فيحبّه من سمع به في الأرض ، وإنّ الرّجل ليحبّه إذا سمع به وما رآه قطّ ، وهو قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦] ، يعني : المحبّة في الإسلام ، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبت الله له حسناته ، ومحا عنه سيّئاته ، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدّم من ذنبه ما عمل وهو عامله ، وشفّع في أهل بيته ، وكان (٣) اسمه في السّماء أسير الله في الأرض ، إن عمل خيرا كتب له ، وإن ضعف عن شيء محي عنه ، فإذا ذهب عقله وضعف عن العمل كتب له صاحب اليمين مثل ما كان يكتب له من صالح عمله ، وأمسك عنه صاحب الشّمال فلم يكتب عليه بسيئة» (٤) ، وهو قول الله : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) يعني : أرذل العمر ، فمن قرأ القرآن لم يرد في أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا.

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) : قبل ذلك.

(فَلَهُمْ (٥) أَجْرٌ) : إذا بلغوا ذلك.

(غَيْرُ مَمْنُونٍ) : ممّا يكتب لهم صاحب اليمين.

٧ ـ (فَما يُكَذِّبُكَ) : فمن الذي يكذبك على سبيل الإنكار على التّكذيب ، (٦) أو فأيّ معنى يدلّ على كذبك؟ على سبيل نفي الأدلّة ، أو فأيّة حجة تحملك على الكذب أيّها الكافر؟ (٧)

٨ ـ كان النّبيّ عليه‌السلام إذا قرأ : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) قال : «سبحانك ، فبلى» ، وإذا قرأ : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى) [القيامة : ٤٠] ، قال : «سبحانك ، فبلى». (٨)

__________________

(١) أ : فينادى.

(٢) زيادة من كتب التخريج.

(٣) أ : وهو.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٢١٧ ، وأبو يعلى في المسند (٣٦٧٨) مختصرا ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ٢٠٥ : «وفي احد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة وهما ضعيفان جدا وفي الآخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض وهو لين وبقية رجال هذه الطريق ثقات وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه».

(٥) الأصول المخطوطة : لهم.

(٦) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ٣١٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٧٣.

(٧) ينظر : زاد المسير ٨ / ٢٩٠ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٦٨.

(٨) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٢ / ٤٥٢ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥٥٤ بألفاظ متقاربة ، وفيه زيادة.

٧٢١

سورة العلق

مكيّة. (١)

وهي عشرون آية في عدد أهل الحجاز. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ عن أبي جعفر قال : نزل ملك على رسول الله يوم الاثنين نحو السّبع عشرة ليلة خلت من رمضان ، ورسول الله يومئذ ابن أربعين سنة ، وجبريل كان الذي ينزل عليه بالوحي ، قالوا : وكان قبل ذلك يرى ويسمع.

وعن عائشة قالت : كان أوّل ما بدئ (٣) بالنّبيّ عليه‌السلام بالوحي الرّؤيا الصّادقة ، فكان لا يرى (٤) رؤيا (٣٢٤ ظ) إلا كانت (٥) مثل فلق الصّبح ، قال : فمكث على ذلك ما شاء الله ، وحبّب إليه الخلوة ، فلم يكن شيء أحبّ إليه من الخلوة ، وكان يخلو بغار حراء ، وكان يتحنّث فيه ، وهو التّعبّد اللّيالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ، ثمّ يرجع إلى خديجة ، فيتزوّد لمثلها حتى جاءه (٦) الحقّ أو فجئه الحقّ ، وهو في غار حراء ، وفي رواية أخرى : فجاءه الملك ، قال : اقرأ ، فقال رسول الله : «فقلت له : ما أنا بقارئ» قال : «فأخذني فغطّني حتّى (٧) بلغ منّي الجهد ، ثمّ أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثّالثة حتى بلغ منّي الجهد ، ثمّ أرسلني ، فقال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) حتى بلغ (ما لَمْ يَعْلَمْ) [العلق : ٥]» ، فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة ، فقال : «زمّلوني زمّلوني» ، حتى ذهب عنه الرّوع ، فقال : «يا خديجة ، ما لي؟» ، وأخبرها الخبر ، وقال : «قد خشيت على [نفسي](٨)» ، فقالت له خديجة : كلا ، أبشر فو الله لا يخزيك الله أبدا ، إنّك لتصل الرّحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكلّ ، وتقري الضّيف ، وتعين على نوائب الحقّ.

ثمّ انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ ، وهو

__________________

(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٥٠٠ ، وزاد المسير ٨ / ٢٩١ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١١٧ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤١٢.

(٢) وعدد آيها عند أهل الشام ثماني عشرة آية ، وتسع عشرة آية عند الكوفيين والبصريين. البيان في عد آي القرآن ٢٨٠ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٧.

(٣) أ : ما بد.

(٤) أ : لا يترك.

(٥) الأصول المخطوطة : كان ، والتصويب من كتب التخريج.

(٦) الأصول المخطوطة : يجيها. والتصويب من كتب التخريج.

(٧) أزيادة : أخذه سنة ، وهي في الأصل لكنها مشطوب عليها.

(٨) زيادة من كتب التخريج.

٧٢٢

ابن عمّ خديجة أخي أبيها ، وكان امرأ قد تنصّر في الجاهليّة ، وكان يكتب الكتاب العربيّ ، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن عمّي ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له : ابن أخي ، ما ترى؟ فأخبره النّبيّ عليه‌السلام ، فقال ورقة : هذا النّاموس الذي أنزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعا (١) ، أكون حيّا حين يخرجك قومك ، وقال عليه‌السلام : «أمخرجيّ هم؟» ، قال ورقة : نعم ، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عودي (٢) وأوذي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا.

ثمّ لم ينشب ورقة أن توفّي ، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله ، فيما بلغنا ، حزنا شديدا غدا منه مرارا كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلّما أوفى ذروة لكي يلقي بنفسه منها تبدّى له جبريل عليه‌السلام ، فقال : يا محمد ، إنّك رسول الله حقّا ، يسكّن بذلك جأشه وتقرّ نفسه ، فيرجع ، فإذا طال ذلك فترة الوحي غدا بمثل ذلك ، فإذا أوفى ذروة جبل تبدّى له جبريل عليه‌السلام ، فقال له مثل ذلك. (٣)

٦ ـ (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) : ذكر الكلبيّ : أنّ أبا جهل لّما سمع بهذه الآيات أقبل إلى النّبيّ عليه‌السلام فقال : يا محمد ، فادع لنا ربّك يحوّل هذه الجبال ذهبا لعلّنا نستغني فنطغى في ديننا ، ونتّبعك في دينك ، فأذن الله لنبيّه أن يأخذ عليهم شرطا كشرط عيسى عليه‌السلام على أصحاب المائدة ، فأمسك رسول الله عن ذلك نظرا لقومه ، وشفقة وإبقاء عليهم. (٤)

١٦ و ١٧ ـ وعن ابن عبّاس قال : كان رسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّى (٥) فجاءه أبو جهل فقال : ألم أنهك (٣٢٥ و) عن هذا؟ فانصرف إليه النّبيّ عليه‌السلام ، فزجره (٦) ، فقال : والله إنّك لتعلم (٧) أنّ ما بها أكثر ناديا منّي ، فأنزل الله : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨)) ، قال ابن عبّاس : لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله سبحانه وتعالى. (٨)

١١ ـ الذي (كانَ عَلَى الْهُدى) : النّبيّ عليه‌السلام. (٩)

__________________

(١) الأصول المخطوطة : جزعا ، والتصويب من كتب التخريج.

(٢) ك : عودك.

(٣) أخرجه أحمد في المسند ٦ / ٢٣٢ ، والبخاري في الصحيح (٤٩٥٦ و ٦٩٨٢) ، وابن حبان في صحيحه (٣٣).

(٤) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٨٣ ، وتخريج الأحاديث والآثار ٤ / ٢٤٧ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٧٨.

(٥) الأصول المخطوطة : صلى ، والتصويب من كتب التخريج.

(٦) الأصول المخطوطة : فزجر. والتصويب من كتب التخريج.

(٧) (فقال : والله إنك لتعلم) مكرر في الأصل وك وع.

(٨) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٥٦ و ٣٢٩ ، والترمذي في السنن (٣٣٤٩) ، والنسائي في الكبرى (١١٦٨٤) ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب صحيح.

(٩) تفسير الطبري ١٢ / ٦٤٧ عن قتادة ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٧٥ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢٥٨ ،

٧٢٣

١٣ ـ والذي (كَذَّبَ وَتَوَلَّى) : أبو جهل. (١)

١٥ ـ (لَنَسْفَعاً) : لنأخذن. (٢)

(بِالنَّاصِيَةِ) : وهو شعر مقدّم الرّأس. (٣)

١٦ ـ (كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) : صاحب النّاصية. (٤)

١٨ ـ (الزَّبانِيَةَ) : مشتقّ من الزّبن وهو الدّفع والصّدم ، ورجل ذو زبّونة ، أي : مانع جانبه. (٥)

عن أبي هريرة : سجدنا مع رسول الله عليه‌السلام في : (اقْرَأْ بِاسْمِ ، إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ). (٦) وسجد فيها عمرو بن العاص ، فقيل له ذلك ، فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسجد فيهما.

__________________

(١) تفسير الثعلبي ١٠ / ٢٤٦ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٤٨٥ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢٥٨.

(٢) تفسير غريب القرآن ٥٣٣ ، ومفردات ألفاظ القرآن ٢٦٢ ، والكشاف ٤ / ٧٨٤ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣٢٦.

(٣) تفسير القرطبي ٢٠ / ١٢٥.

(٤) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٧٥ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣٢٦ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٢٦.

(٥) ينظر : المحكم والمحيط الأعظم ٩ / ٦٣ ، ولسان العرب ١٣ / ١٩٤.

(٦) أخرجه أبو داود في السنن (١٤٠٧) ، وابن ماجه في السنن (١٠٥٨) ، والترمذي في السنن (٥٧٣ و ٥٧٤) ، وابن خزيمة في صحيحه (٥٥٤) ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم.

٧٢٤

سورة القدر

مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢)

وهي خمس آيات في عدد أهل مكّة والشّام. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

عن أنس قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخبر بليلة القدر ، فرأى رجلين متلاحيين (٤) ، قال : «خرجت أخبركم بليلة القدر ، فتلاحيتم فرفعت» (٥).

قال الأمير : يعني : رفع حكمها أو تركتها. وعن أبيّ بن كعب قال : ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، وذلك أنّ الشّمس تطلع صبيحة ذلك وليس لها شعاع ، كأنها طست ترقرق. (٦)

١ ـ (أَنْزَلْناهُ) : الهاء عائد إلى القرآن. (٧)

(لَيْلَةِ الْقَدْرِ) : هي ليلة (٨) التي لها قدر وشرف ، (٩) أو اللّيلة التي يلتزم فيها التّقدير إلى سنة. (١٠)

٤ ـ وعن ابن عبّاس قال : العمل في ليلة القدر خير من العمل في ألف شهر لا يوافق ليلة القدر. (١١) وعن ابن [أبي](١٢) نجيح : أنّ النّبيّ عليه‌السلام ذكر أنّ رجلا من بني إسرائيل لبس السّلاح في سبيل الله ألف شهر ، قال : فتعجّب المسلمون من ذلك فأنزل : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ). (١٣)

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٨٩ وقال : في قول أكثر المفسرين ، وزاد المسير ٨ / ٢٩٥ عن ابن عباس ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٢٦ ، والدر المنثور ٨ / ٥١٩ عن ابن عباس وعائشة ،

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٤٨٩ عن الضحاك ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٤٧ وقال : في قول أكثر المفسرين ، وزاد المسير ٨ / ٢٩٥ عن الضحاك ومقاتل ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٥١٨ عن ابن عباس وغيره.

(٣) وعدد آيها عند أهل الشام وأهل مكة ست آيات. البيان في عد آي القرآن ٢٨١ ، وفنون الأفنان ٣٢٤ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٨.

(٤) الأصول المخطوطة : متلاحيان.

(٥) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٣١٣ ، والبخاري في الصحيح () ، والنسائي في الكبرى (٣٣٩٥) ، وابن خزيمة في صحيحه (٢١٩٨) ، جميعهم عن أنس عن عبادة بن الصامت رضي الله عنهما.

(٦) أخرجه مسلم في صحيحه (٧٦٢) ، وابن خزيمة في صحيحه (٢١٩٣) ، وأبو داود (١٣٧٨) بأطول من هذا النص.

(٧) مشكل إعراب القرآن ٧٨٦ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٧٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٤٧.

(٨) هكذا في الأصول المخطوطة ، وأظنها : الليلة ، فهي أوفق بالسياق ، والله أعلم.

(٩) ينظر : مشارق الأنوار ٢ / ١٧٣ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٣٠.

(١٠) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٧٧ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٤٧ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٣٠.

(١١) تفسير ابن زمنين.

(١٢) زيادة من كتب التخريج.

(١٣) تفسير مجاهد ٧٧٣ ، تفسير ابن أبي حاتم (١٩٤٢٤) ، وسنن البيهقي الكبرى ٤ / ٣٠٦. جميعهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.

٧٢٥

(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) : وفيهم الرّوح من أمر الله.

(مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) : ف (من) لتبيين الجنس ، أي : من كل أمر قضي في تلك السّنة. وقد قيل : غير هذا. (١)

٥ ـ (هِيَ) : إشارة إلى ليلة القدر.

(سَلامٌ) : ذات سلامة (٢) وأمن وراحة ويمن ، وكونها وقت تسليم الملائكة على (٣) المؤمنين بإذن الله (٤).

__________________

(١) قال الآلوسي في روح المعاني ١٥ / ٤١٩ : «فمن بمعنى اللام التعليلية متعلقة بتنزل» وقال في البحر : «من للسبب ، أي : تتنزل من أجل كل إمر قضاه الله لتلك السنة».

(٢) إعراب القرآن للنحاس ٥ / ٢٦٨ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٣٤.

(٣) الأصول المخطوطة : عن ، وهذا أوفق بالسياق ، والله أعلم.

(٤) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢٦٢ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٣٤ عن الشعبي ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢١١.

٧٢٦

سورة لم يكن (البينة)

مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢)

وهي ثمان آيات في غير عدد أهل البصرة. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (مُنْفَكِّينَ) : متفرّقين (٤) ، يقول (٥) : لم يكونوا متفرّقين (٦) في انتظار نبيّ آخر الزّمان ، أو في مللهم ، فإنّ أهل كلّ ملّة كانوا لازمين طريقة واحدة وجدوا آباءهم عليها حتى أتاهم رسول الله فمنهم من آمن ، ومنهم من كفر.

٢ ـ (رَسُولٌ مِنَ (٧) اللهِ) : مرتفع على البدل من (الْبَيِّنَةُ) [البينة : ١] ، (٨) أو البيان (٩) ل (الْبَيِّنَةُ)(١٠).

٣ ـ (الكتب القيّمة) : هي سور القرآن. (١١)

٤ ـ (وَما تَفَرَّقَ) : أي : ما انفكّ بعض اليهود من بعض ، وبعض النّصارى من بعض في وصف رسول الله ونعته (١٢) ، والإيمان به والشّهادة له إلا بعد (١٣) ظهوره عليه‌السلام ، ولزوم حجّته إيّاهم. (١٤)

٥ ـ (دِينُ الْقَيِّمَةِ)(١٥) : دين الأمّة ، (١٦) (٣٢٥ ظ)

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٤٩ وصححه ، وزاد المسير ٨ / ٣٠١ عن ابن عباس ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٣٣ عن يحيى بن سلام ، والدر المنثور ٨ / ٥٣٥ عن عائشة.

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٤٩٣ عن الجمهور وصوبه ، وزاد المسير ٨ / ٣٠١ عن الجمهور ، وتفسير البغوي ٨ / ٤٩٥ ، والدر المنثور ٨ / ٥٣٥ عن ابن عباس.

(٣) وعدد آيها عند البصريين تسع آيات. جمال القراء ٢ / ٥٥٨.

(٤) إعراب القرآن للنحاس ٥ / ٢٧٢ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٥٢٧.

(٥) ك : يقولوا.

(٦) (يقول : لم يكونوا متفرقين) ، ساقط من أ.

(٧) غير موجودة في الأصول المخطوطة.

(٨) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٤٩ ، ومشكل إعراب القرآن ٧٨٩ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٧١.

(٩) أزيادة : بين ، وهي مشطوبة في الأصل ، وبعدها البينة بدلا من للبينة.

(١٠) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٤٩.

(١١) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٣٩.

(١٢) أ : زيادة كلمة مرتفع ، وبدلا من نعته : وبعت.

(١٣) الأصل : بعده ، وهذا في ك.

(١٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٠.

(١٥) الأصل وك وع : دين القيامة.

(١٦) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢٦٤ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٤٤.

٧٢٧

(الْقَيِّمَةِ) :(١) المستقيمة (٢) على (٣) الإسلام.

٧ ـ عن أنس قال : قال رجل للنّبيّ عليه‌السلام : يا خير البريّة ، قال : «ذاك إبراهيم» (٤).

٨ ـ وعن مجاهد قال : قرأ عمر بن الخطّاب على المنبر (جَنَّاتُ عَدْنٍ) قال : يا أيّها النّاس ، أتدرون ما جنّات عدن؟ قصر في الجنّة له عشرة (٥) آلاف باب ، على كلّ باب خمس وعشرون ألفا من الحور العين لا يدخله إلا نبيّ ، وهنيئا يا صاحب القبر ، وأشار إلى قبر رسول الله ، وهنيئا لأبي بكر ، أو شهيد ، وأنّى لعمر الشّهادة ، وإنّ الذي أخرجني من منزلي بالجثمة قادر على أن يسوقها إليّ ، قال يزيد بن هارون : فساقها الله إليه. (٦)

__________________

(١) الأصول المخطوطة : القيامة.

(٢) العين ٥ / ٢٣٣ ، وتفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٥٠٥ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٦١.

(٣) ك : عن.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٧٨ ، وأبو داود في السنن (٤٦٧٢) ، والترمذي في السنن (٣٣٥٢) ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

(٥) كتب التخريج : خمسة آلاف بدلا من عشرة.

(٦) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٣٩ ، وينظر : المعجم الأوسط للطبراني ٩ / ١٦٤ ، والقائل عنده : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وليس يزيد بن هارون.

٧٢٨

سورة إذا زلزت

مدنيّة. (١) وقيل : مكيّة. (٢)

وهي ثمان آيات في عدد المدنيّ الأوّل وأهل الكوفة. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٥ ـ (أَوْحى لَها) : إليها. (٤)

٣ و ٤ ـ وعن سعيد بن جبير قال عبد الله بن عبّاس (٥) : زلزلت الأرض على عهد رسول الله فقال لها : «ما لك؟ أما لو أنّها لو تكلّمت لقامت» ، يعني : القيامة (٦) ، ثمّ قرأ : (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها). (٧)

عن أبي هريرة قال : قرأ رسول الله هذه الآية قال : «أتدرون ما أخبارها؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «فإنّ أخبارها أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمل على ظهرها ، تقول : عمل يوم كذا وكذا ، فهذه أخبارها» (٨).

٧ ـ وعن ابن عبّاس قال : إذا وضعت راحتك على الأرض ، ثمّ رفعتها فكلّ شيء أخذت بها ، فكلّ واحد من ذلك مثقال ذرّة. (٩)

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥١ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٤٩٦ عن ابن عباس وقتادة وجابر ، وزاد المسير ٨ / ٣٠٤ عن الجمهور ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٤٤ عن ابن عباس وقتادة.

(٢) زاد المسير ٨ / ٣٠٤ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٥٣٣ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٤٤ عن ابن عباس وغيره.

(٣) وعدد آيها في المدني الأول وأهل الكوفة تسع آيات. البيان في عد آي القرآن ٢٨٣ ، وفنون الأفنان ٣٢٤ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٨.

(٤) معاني القرآن ٤ / ٤٧٠ ، وتفسير السمعاني ٢ / ٤٢٢ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٧٣ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٤٩.

(٥) (عبد الله بن عباس) ، ساقط من أ.

(٦) (فقال لها : ما لك؟ ... يعني : القيامة) ، ساقط من أ.

(٧) جاء في تفسير الطبري ١٢ / ٦٥٩ هذا النص لكنه موقوف على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وليس مرفوعا من طريق ابن عباس ، بطريق سعيد بن جبير رحمه‌الله.

(٨) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٧٤ ، والترمذي في السنن (٣٣٥٣) ، والنسائي في الكبرى (١١٦٩٣) ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

(٩) التفسير الكبير ١١ / ٢٥٦.

٧٢٩

سورة العاديات

مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢)

وهي إحدى عشرة آية بلا خلاف. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ عن عبد الله بن مسعود في قوله : (وَالْعادِياتِ) قال : هي الإبل. (٤) وقال ابن عبّاس : هي الخيل ، فبلغ قول ابن عبّاس عليّا ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم ، إنّما هي الإبل ، فقال ابن عبّاس : إنّما كان ذلك في سريّة بعثت. (٥)

(ضَبْحاً) : صوت أنفاسها. (٦) وقيل (٧) : صوت أجوافها. (٨) وقيل : هو عدوها على التّقريب.

٢ ـ (قَدْحاً) : استخراج من المقدح.

٤ ـ والضّمير في (بِهِ) عائد إلى القدح ، أو إلى فناء العدو. (٩)

(نَقْعاً) : غبارا. (١٠)

٥ ـ (فَوَسَطْنَ بِهِ) : بالمكان. (١١)

(جَمْعاً) : مجتمعات. وقيل : وسطن بالضّبح أو الإيراء أو القدح جمعا من جموع الأعداء.

٦ ـ (لَكَنُودٌ) : كفور. (١٢)

٨ ـ والمراد ب (الْخَيْرِ) خير الدّنيا.

__________________

(١) زاد المسير ٨ / ٣٠٧ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٥٣ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠٤٥٤ عن ابن مسعود وجابر وغيرهما.

(٢) الكشاف ٤ / ٧٩٣ ، وزاد المسير ٨ / ٣٠٧ عن بابن عباس وقتادة ومقاتل ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٥٤٥ عن ابن عباس وأنس بن مالك وقتادة.

(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٨٤ ، وفنون الأفنان ٣٢٥ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٨.

(٤) تفسير الطبري ١٢ / ٦٦٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٨٣ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢٧٠ ،

(٥) تفسير ابن كثير ٤ / ٧١٤ ، والدر المنثور ٨ / ٥٤٨.

(٦) تفسير السمعاني ٦ / ٢٧٠ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٢٦٨ ، والكشاف ٤ / ٧٩٣ ، والكليات ٥٨٠.

(٧) ساقطة من أ.

(٨) تفسير السمعاني ٦ / ٢٧٠.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٨٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٣.

(١٠) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٨٤ ، وتفسير غريب القرآن ٥٣٦ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٨٨.

(١١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٣ ، والكشاف ٤ / ٧٩٤ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢١٤.

(١٢) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٩١ ، تفسير ابن أبي حاتم (١٩٤٤٦) عن الحسن ، ولسان العرب ٣ / ٣٨١.

٧٣٠

١٠ ـ (حُصِّلَ) : الحصول : خلوص الشّيء للهجوم عليه ، كخلوص الذّهب من المعدن المحصلة. (١) وبالله التوفيق.

__________________

(١) ينظر : مفردات ألفاظ القرآن ١٣٥.

٧٣١

سورة القارعة (١)

مكيّة. (٢)

وهي عشر آيات في عدد أهل الحجاز. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (الْقارِعَةُ) : ما يقرع النّاس من هول يوم القيامة. (٤)

٤ ـ (يَوْمَ) : ظرف للقارعة. (٥)

(كَالْفَراشِ) : الهمج التي تتهافت في النّار. (٦)

٥ ـ (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) : كالقطن المندوف. (٧) (٣٢٦ و)

٩ ـ (فَأُمُّهُ) : قراره. (٨)

(هاوِيَةٌ) : مهواه ، وتفسيرها في كتاب الله تعالى : (نارٌ حامِيَةٌ) [القارعة : ١١].

__________________

(١) أ : سورة القدر ، كما في حاشية الأصل.

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٥٠٠ ، زاد المسير ٨ / ٣١١ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٥٥٢ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٦٩.

(٣) وعدد آيها عند البصريين والشاميين ثماني آيات ، وعند الكوفيين إحدى عشرة آية. البيان في عد آي القرآن ٢٨٥ ، وفنون الأفنان ٣٢٥ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٩.

(٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٥ ، والكشاف ٤ / ٦٠٢ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٦٤.

(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٣٥٥ ، والكشاف ٤ / ٧٩٦ ، وزاد المسير ٨ / ٣١١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢١٥.

(٦) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٥٠٤ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٦٥.

(٧) ينظر : تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٥١٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٨٦ ، وزاد المسير ٨ / ٣١٢.

(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٨٧ ، وزاد المسير ٨ / ٣١٢ ، والكليات ١٨٩.

٧٣٢

سورة الهاكم

مكيّة. (١)

وهي ثمان آيات بلا خلاف (٢). (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (أَلْهاكُمُ) : شغلكم. (٤) قال الكلبيّ : تفاخر حيان من بني عبد مناف وبني سهم بكثرة الرّجال ، فكثّرهم [بنو](٥) عبد مناف ، فقال بنو سهم : إنّما قلّلنا البغي (٦) ، فرجعوا إلى عدّ المقابر ، فأنزل الله. (٧)

٢ ـ (زُرْتُمُ) : جدّدتم العهد بلقاء.

٥ ـ (كَلَّا) : جواب (٨) لو مضمر ، (٩) تقديره (١٠) لّما ألهاكم التكاثر.

٦ ـ (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ) : جواب قسم مضمر. (١١)

٥ و ٧ ـ والفرق بين (عِلْمَ الْيَقِينِ) و (عَيْنَ الْيَقِينِ) : أنّ (عِلْمَ الْيَقِينِ) يؤثّر في القلب لا في النّفس (١٢) ، (عَيْنَ الْيَقِينِ) يؤثّر فيهما جميعا على ما سبق في قصّة إبراهيم حيث قال : (وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) [البقرة : ٢٦٠] ، وفي قوله : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) [طه : ٦٧].

٨ ـ أبو هريرة ، عنه عليه‌السلام : «أوّل ما يسأل عنه يوم القيامة (عَنِ النَّعِيمِ)، أن يقال : ألم نصحّ لك جسمك ، ونروك من الماء البارد» (١٣).

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٧ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٦٨ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٧٥ ، والدر المنثور ٨ / ٥٥٥ عن ابن عباس.

(٢) (وهي ثمان آيات بلا خلاف) ، ساقط من أ.

(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٨٦ ، وفنون الأفنان ٣٢٥ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٩.

(٤) غريب القرآن للسجستاني ٨٧ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٥٧ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٨٨ ، وتفسير البغوي ٨ / ٥١٧.

(٥) زيادة من كتب التخريج.

(٦) الأصول المخطوطة : البقى ، والتصويب من كتب التخريج.

(٧) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٨٧ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٨٨ ، وزاد المسير ٨ / ٣١٣ ، وتفسير البغوي ٨ / ٥١٧.

(٨) الأصول المخطوطة : لوجوب.

(٩) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٧٦ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٦٩ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٧٩.

(١٠) ساقطة من ك.

(١١) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٩٩ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٣٣٤ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٢ / ٢١٦.

(١٢) أ : اليقين.

(١٣) أخرجه أحمد في الزهد ٣١ ، والترمذي في السنن (٣٣٥٨) ، وقال الترمذي : حديث غريب.

٧٣٣

سورة العصر

مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢)

وهي ثلاث آيات بالإجماع. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ ذكر الكلبيّ والفرّاء (٤) والعزيزيّ : أنّ العصر المحلوف به هو الدّهر. ويحتمل : صلاة العصر ، (٥) أو وقت صلاة العصر من كلّ يوم.

٢ ـ (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) : لأنّه إن زهد في الآخرة ورغب عنها لم ينج رأسا برأس لا له ولا عليه.

٣ ـ وقيل : (التّواصي بالحقّ) : هو طلب العلم.

قال أبو حنيفة النّعمان بن ثابت رضي الله عنه : قدمت مكة مع أبي فرأيت النّاس متقصّفين على رجل ، فقلت : من هذا؟ فقالوا : عبد الله بن الحارث صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسمعته يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تفقّه لله كفاه الله ما أهمّه من أمر دينه ودنياه» (٦).

__________________

(١) زاد المسير ٨ / ٣١٦ عن ابن عباس وابن الزبير والجمهور ، والدر المنثور ٨ / ٥٦٧ عن ابن عباس ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٧٨.

(٢) زاد المسير ٨ / ٥١٩ عن مجاهد وقتادة ومقاتل ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٧٨ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٨٣ عن ابن عباس وقتادة.

(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٨٧ ، وفنون الأفنان ٣٢٥ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٩.

(٤) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٨٩.

(٥) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٩٠ عن ابن عباس ، والكشاف ٤ / ٨٠٠ ، والتبيان في أقسام القرآن ٥٣.

(٦) أخرجه أبو حنيفة في المسند ٢٥ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٣٢ بألفاظ متقاربة.

٧٣٤

سورة الهمزة

مكيّة. (١)

وهي تسع آيات بلا خلاف. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ) : قال الكلبيّ : نزلت في الأخنس بن شريق. (٣) وعن مقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة. (٤)

٢ ـ (وَعَدَّدَهُ) : يجوز أن يكون من إعداد ، ويجوز أن يكون من عدد المعدود.

٤ ـ (الْحُطَمَةِ) : اسم من أسماء جهنّم ، (٥) فكأنّها مشتقّة من الحطم وهو الكسر ، وراعي حطمة وحطم ، أي : عنيف يثني الرّعية. (٦)

٩ ـ (فِي عَمَدٍ) : سرادق النّار.

(مُمَدَّدَةٍ)(٧) : مدّها بالسّرادق ، إن شاء الله ، ويحتمل : أنّ (العمد) عمدا.

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٥١٢ ، وزاد المسير ٨ / ٣١٨ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٨١ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٤٨٨.

(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٨٨ ، وفنون الأفنان ٣٢٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٩.

(٣) زاد المسير ٨ / ٢١٨ ، وتفسير البغوي ٨ / ٥٢٩.

(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٥١٧.

(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٩٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٦٢ ، وزاد المسير ٨ / ٣٢٠.

(٦) ينظر : الغريبين ٢ / ٤٦٠ ، وغريب الحديث للخطابي ٢ / ٤٢٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ٢٨٥.

(٧) الأصل وأ : ممدودة ، وك : ممدة.

٧٣٥

سورة الفيل

مكيّة. (١)

وهي خمس آيات بلا خلاف. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

لم تزل (٣) مكّة محروسة ممنوعة منذ نزلتها قريش ، لم يظفر بها أحد ، وقد قصدها تبّع في الزّمان الأوّل ، فحذرته اليهود ، فرجع عن رأيه ، وكسا البيت الأنطاع (٤) ، وآمن برسول الله عليه‌السلام في أصلاب الآباء ، (٥) ولكنّ الله تعالى جعل بأصحاب الفيل (٣٢٦ ظ) ما صاروا به عبرة (٦) للعالمين ليكون ذلك من مقدّمات إعجاز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل خمود النّيران ، وسقوط الإيوان ، ورؤيا الموبذان ، وهذه سنّة الله في أنبيائه ؛ لأنّ الله لّما أراد أن يظهر عيسى عليه‌السلام أظهر آياته في مريم عليها‌السلام ، فولد رسول الله سنة الفيل بعد الوقعة بخمسين ليلة ، (٧) ولم تزل قريش وأهل الحجاز قاطبة من يومئذ يؤرّخون كتبهم من عام الفيل (٨) حتى كانت سنة الفجار الأول ، فمنهم من أرّخ كتبهم منها ، ومنهم من أرّخ كتبهم سنة الفيل ، ثمّ أرّخت كتبها من سنة بناء الكعبة ، حتى أرّخ المسلمون من سنة الهجرة (٩).

١ ـ و (أصحاب الفيل) : هم الحبشة الذين كانوا قد ملكوا بلاد اليمن ، وطردوا منها ذا يزن. والفيل : دابّة عظيمة يعتلف بخرطومه ، وناباه قرناه ، وتسمّى أنثاه العثيوم. (١٠)

٢ ـ (فِي تَضْلِيلٍ) : ضلال ، وهو الهلاك. (١١)

٣ ـ (أَبابِيلَ) : جماعات في تفرقة (١٢) لا واحد لها (١٣). وقيل : واحدها إبّيل قياسا (١٤) لا

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٥١٥ ، زاد المسير ٨ / ٣٢١ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٨٧ ، والدر المنثور ٨ / ٥٦٨ عن ابن عباس.

(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٨٩.

(٣) ك : (أَلَمْ تَرَ).

(٤) الأنطاع : جمع نطع ، والنطع : بساط من أديم. القاموس المحيط ١ / ٩٩١.

(٥) جاء في الكشاف ٤ / ١٢ ، وتفسير القرطبي ١٥ / ١٥ : أنه تبع الأكبر هو الذي آمن برسول الله ، أما في المعارف لابن قتيبة ٦٣١ فهو تبع الأوسط.

(٦) أ : أصابه غيره.

(٧) ينظر : البدء والتاريخ ٤ / ١٣١ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٩٤.

(٨) تاريخ خليفة بن خياط ٥٠ ، وتاريخ الطبري ، والكامل في التاريخ ١ / ١٣.

(٩) والذي أرخ بهذا التاريخ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، ينظر : الكامل في التاريخ ١ / ١٣.

(١٠) ينظر : الحيوان ٧ / ١١٨ و ٧ / ١٦٩ ، ٧ / ٢٣٤.

(١١) ينظر : لسان العرب ١١ / ٣٩٣.

(١٢) غريب القرآن للسجستاني ٨٧ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٢٨٥ عن أبي عبيدة.

(١٣) تفسير الماوردي ٤ / ٥١٥ ، زاد المسير ٨ / ٣٢١ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ١٨٧ ، والدر المنثور ٨ / ٥٦٨ عن ابن عباس.

(١٤) البيان في عد آي القرآن ٢٨٩.

٧٣٦

سماعا. (١) وقيل : إبّول مثل عجّول وعجاجيل ، (٢) وكانت مع كلّ طائر ثلاثة أحجار : واحدة في منقاره ، واثنتان في رجليه ، وهي أمثال الحمّص والعدس ، لم يصب شيء منها إلا أهلكته ، (٣) فتولّوا مدبرين ، وفي الحادثة أشعار وأخبار (٤).

__________________

(١) الغريبين ١ / ٣٩.

(٢) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٩٢ ، والغريبين ١ / ٣٩.

(٣) الطبقات الكبرى ١ / ٩٢ ، ومصنف ابن أبي شيبة ٧ / ٣٢٦ عن عبيد بن عمير ، وتفسير الصنعاني ٣ / ٣٩٦ عن قتادة.

(٤) ساقطة من أ.

٧٣٧

سورة لإيلاف (١)

مكيّة. (٢)

وهي خمس آيات في عدد أهل الحجاز. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ اللّام في (لِإِيلافِ) لمقدّر ، قال الفرّاء (٤) وابن الأنباريّ تقديره : اعجب لإيلاف قريش.

وإنّما سمّيت قريش لغلبتهم في الحجاز. و (قريش) : حيوان في البحر يغلب على سائر الحيوان فيه. (٥) وقيل : سمّيت لتقرّشهم ، أي : تجمّعهم بمكة بعد ما كانوا تفرّقوا. (٦)

٣ ـ (الشِّتاءِ) : أيام كون الشّمس في الدّلو والجدي والحوت.

(وَالصَّيْفِ) : القيظ. (٧) وقيل : الرّبيع. (٨)

٤ ـ (مِنْ جُوعٍ) : (مِنْ) لنقلهم إلى حالة الشّبع من حالة الجوع. وقيل : (مِنْ) هاهنا مكان بعد. (٩)

__________________

(١) ك : لإيلا.

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٥٢٣ عن الأكثرين ، وزاد المسير ٨ / ٣٢٩ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢٠٠ عن الجمهور.

(٣) وعدد آيها عند الكوفيين والبصريين والشاميين أربع آيات. البيان في عد آي القرآن ٢٩٠ ، وفنون الأفنان ٣٢٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٩.

(٤) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٩٣.

(٥) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٢٨٧ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٣٠١ عن ابن عباس ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢٠٣ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٥٠٧ عن ابن عباس.

(٦) ينظر : تفسير القرطبي ٢٠ / ٢٠٣ ، والقاموس المحيط ١ / ٧٧٦ ـ ٧٧٧.

(٧) القاموس المحيط ١ / ١٠٧٢.

(٨) لسان العرب ٨ / ١٠٢ ، والمصباح المنير ١ / ٢٥٦ ، والمحكم والمحيط الأعظم ٢ / ١٣٧.

(٩) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٩٩ ، وتفسير القرطبي ٢٠ / ٢٠٩.

٧٣٨

سورة الماعون

مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢) وقيل : بعضها مكيّ في العاص بن وائل السهميّ ، وبعضها مدنيّ في المنافقين. (٣)

وهي ستّ آيات في عدّة أهل الحجاز والشّام. (٤)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٥ ـ (ساهُونَ) : غافلون (٥) ، والسّهو في الصّلاة عين السّهو عن الصّلاة (٦).

٧ ـ (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) : قال عليّ : الزّكاة (٧) المفروضة. (٨) ومثله عن ابن عمر. (٩) وعن ابن عبّاس : عارية المتاع. (١٠) وعن ابن مسعود : الفأس والدّلو والقدر. (١١) ومثله عن سفيان. وعن أبي عبيد البغداديّ : (الْماعُونَ) في الجاهليّة : العطاء والمنفعة ، وفي الإسلام : الزّكاة والطّاعة. (١٢) وقيل : (الْماعُونَ) : الماء. (١٣) والله أعلم.

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٥٢٨ عن عطاء وجابر ، وزاد المسير ٨ / ٣٢٨ عن الجمهور ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٥١١ عن عطاء وجابر.

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٥٢٨ ، وزاد المسير ٨ / ٣٢٨ ، واللباب ٢٠ / ٥١١ عن ابن عباس وقتادة.

(٣) زاد المسير ٨ / ٣٢٨ عن هبة الله المفسر ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ٢١٩ عن أبي زيد السهبلي.

(٤) وعند الكوفيين والبصريين سبع آيات. البيان في عد آي القرآن ٢٩١ ، وفنون الأفنان ٣٢٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٩.

(٥) تفسير الطبري ١٢ / ٧٠٧ عن مجاهد وقتادة ، والكشاف ٤ / ٤٠٠ ، والكليات ٥٢١.

(٦) (عين السهو عن الصلاة) ، ساقط من أ.

(٧) أ : أكره.

(٨) تفسير الطبري ١٢ / ٧٠٩ و ٧١٠ ، وزاد المسير ٨ / ٣٣٠.

(٩) تفسير الطبري ١٢ / ٧١٠.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٧١٣.

(١١) تفسير الطبري ١٢ / ٧١٢ و ٧١٣ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٦٠٠.

(١٢) الغريبين ٦ / ١٧٦٢ ، وينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٦٨.

(١٣) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٩٤ ، وزاد المسير ٨ / ٣٣٠ عن بعض العرب ، والغريبين ٦ / ١٧٦٢.

٧٣٩

سورة الكوثر

مكية. (١) وقيل : مدنية. (٢)

وهي ثلاث آيات (٣) بلا خلاف. (٤)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (الْكَوْثَرَ) : قال صاحب من الرجال (٥) : الرجل الكثير الخير ، ومن الغبار الكثير. (٦) وعن ابن عمر ، عنه عليه‌السلام : قال : «الكوثر نهر في الجنة حافتاه (٧) من الذهب ، يجري على الدرّ والياقوت ، تربته أطيب من ريح المسك ، وماؤه أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل» (٨). وعن عائشة قالت : (الكوثر) نهر في الجنة على (٩) شاطئيه در مجوّف. (١٠) وعن ابن عباس : (الكوثر) : الخير الكثير. (١١)

٢ ـ (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) : فالظاهر أنه صلاة العيد ، ونحر الجزور. (١٢) وعن عائشة قالت (١٣) : ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله عزوجل من إهراق الدم. (١٤)

وقال علي : الأمر بالنحر أمر بوضع اليمين على الشمال في الصلاة. (١٥) وقال ابن عباس :

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٣٦٥ عن ابن عباس والكلبي ، وزاد المسير ٨ / ٣٣١ عن ابن عباس والجمهور ، والدر المنثور ٨ / ٥٨٩ عن ابن عباس وابن الزبير وعائشة.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٣٦٥ عن عكرمة والضحاك ، وزاد المسير ٨ / ٣٣١ عن الحسن وعكرمة وقتادة ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٥١١ عن الحسن وعكرمة ومجاهد وقتادة.

(٣) أ : أيا.

(٤) البيان في عد آي القرآن ٢٩٢ ، وفنون الأفنان ٣٢٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٦٠.

(٥) (من الرجال) ، ساقط من أ.

(٦) ينظر : المحكم والمحيط الأعظم ٦ / ٧٩٣ ، ولسان العرب ٥ / ١٣٣.

(٧) أ : حافاته.

(٨) أخرجه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٥ ، وابن ماجه في السنن (٤٣٣٤) ، والترمذي في السنن (٣٣٦١) ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

(٩) الأصول المخطوطة : عليه ، والتصويب من كتب التخريج.

(١٠) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٤٥.

(١١) مسند أحمد ٢ / ١١٢ ، وصحيح البخاري () ، وتفسير الطبري ١٢ / ٧١٧ ، والمستدرك ٢ / ٥٨٦.

(١٢) ينظر : تفسير الطبري عن قتادة ، وأحكام القرآن للجصاص ٥ / ٨٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٦٠١.

(١٣) ك : قال.

(١٤) أخرجه الترمذي السنن (١٤٩٣) ، والبيهقي في الكبرى ٩ / ٢٦١ ، مرفوعا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من طريق عائشة رضي الله عنها. وقال الترمذي : حديث حسن غريب.

(١٥) أخرجه مرفوعا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من طريق عائشة رضي الله عنها الترمذي في السنن (١٤٩٣) ، والبيهقي في الكبرى ٩ / ٢٦١ ، وقال الترمذي : حديث حسن غريب.

٧٤٠