درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

سورة المعارج

(١) مكيّة. (٢)

وهي أربع وأربعون (٣) آية في غير عدد أهل الشّام (٤). (٥)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (سَأَلَ سائِلٌ) : دعا داع. (٦) وعن عطاء قال : هو النّضر بن الحارث. (٧)

٣ ـ (ذِي الْمَعارِجِ) : معارج الملائكة والأنبياء وأرواح الشّهداء.

٨ ـ وعن الحسن : أنّ عبد الله بن مسعود رجل أكرمه الله بصحبة محمد عليه‌السلام ، وأنّ عمر بن الخطّاب استعمله على بيت المال ، وأنّه عمد إلى عمد فضّة مكسّرة ، فخدّ لها أخدودا ، ثمّ أمر بحطب فحركه ، فأوقده عليها حتى أماعت وتزبدت ، وعادت ألوانها ، ثم قال : انظروا من بالباب فادخلوه ، قال : هذه أشبه ما (٨) رأينا في الدنيا بالمهل. (٩)

٩ ـ (كَالْعِهْنِ) : كالصّوف المصبوغ. (١٠)

١١ ـ (يُبَصَّرُونَهُمْ) : يرونهم ويعرّفونهم ، (١١) وذلك بالنّداء على رؤوس الخلائق : ألا إنّ هذا فلان بن فلان كان من عمله كذا وكذا.

١٣ ـ أبو عبيد الهرويّ : الفصيلة أقرب العشيرة ، فعبّاس بن عبد المطّلب فصيلة النّبيّ عليه‌السلام ، وأصل الفصيلة قطعة من لحم الفخذ. (١٢)

__________________

(١) سورة المعارج كلها ما خلا العنوان ساقط من أ.

(٢) تفسير غريب القرآن ٤٨٥ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٠٢ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٧٨ ، والدر المنثور ٨ / ٢٥٨ عن ابن عباس وابن الزبير.

(٣) الأصول المخطوطة : عشرون ، والتصويب من كتب التخريج.

(٤) (في غير عدد أهل الشام) ، ساقط من ع.

(٥) والعدد الشامي أربعون وثلاث آيات. التلخيص ٤٤٥ ، وفنون الأفنان ٣١٦.

(٦) حلية الأولياء ٣ / ٢٩٦ عن مجاهد ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٧١ ، والكشاف ٤ / ٦١١.

(٧) تفسير الثعلبي ٤ / ٣٥١ ، وتفسير العز بن عبد السّلام ١ / ٥٣٤ ، والدر المنثور ٨ / ٥٩.

(٨) الأصل : مال ، وباقي النسخ : قال ، والتصويب من كتب التخريج.

(٩) ينظر : معاني القرآن ٤ / ٢٣٣.

(١٠) إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٣٨ ، ووضح البرهان عن مشكلات القرآن ٢ / ٤٣٦ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٩١.

(١١) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٨٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٢٠ ، وزاد المسير ٨ / ١١٨.

(١٢) الغريبين ٥ / ١٤٥٢.

٦٦١

١٥ ـ (إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى) : لهب (١) النّار. (٢)

١٦ ـ (لِلشَّوى) : واحدتها شواة ، وهي جلدة الرّأس خاصّة. (٣)

١٨ ـ (فَأَوْعى) : المتاع ، كما وعى الكلام. (٤)

١٩ ـ (هَلُوعاً) : يعني : الذي فسّره الله تعالى ، وهو الجزوع (٥) الذي إذا مسّه الشّرّ. (٦)

٢١ ـ و (المنوع إذا مسّه الخير) : فهو الضّجر (٧) البخيل (٨).

(خُلِقَ الْإِنْسانُ) : يعني : الجمع. (٩) (٣١٤ ظ)

٢٢ ـ والاستثناء في (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) متّصل. (١٠)

٢٣ ـ وعن عقبة بن عامر في (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) قال : هم الذين إذا صلّوا لم يلتفتوا خلفهم ، ولا عن أيمانهم ، ولا عن شمائلهم. (١١)

٣٣ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) قال : الشّهادة بين على (١٢) ما كانت من قريب أو بعيد.

٣٧ ـ (عِزِينَ (١٣)) : جمع عزة ، وهي الحلق. (١٤)

__________________

(١) ع : لهيب.

(٢) ينظر : العين ٨ / ١٦٩ ، والكشاف ٤ / ٦١٣ ، ولسان العرب ١٥ / ٢٤٨ ، والكليات ٥٤٢.

(٣) ينظر : الغريبين ٣ / ١٠٤٣ عن ابن عرفة.

(٤) ينظر : جمهرة اللغة ٢ / ٩٥٧ ، والمفردات في غريب القرآن ٥٢٧.

(٥) أ : الجوع.

(٦) ينظر : الغريبين ٦ / ١٩٣٤ ـ ١٩٣٥.

(٧) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٣٩ عن عكرمة ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٠٦ عن قتادة ، وزاد المسير ٨ / ١٢٠ عن عكرمة وقتادة.

(٨) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٣٩ ، وزاد المسير ٨ / ١٢٠ كلاهما عن الحسن والضحاك ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٠٦ عن الحسن.

(٩) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٥.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٥ ، والكشاف ٤ / ٦١٤ ، وزاد المسير ٨ / ١٢٠.

(١١) الزهد لابن المبارك ٤١٩ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٩١.

(١٢) العبارة في الأصول المخطوطة : (الشهادة بين على ما كانت) ، والأصح والله أعلم : (الشهادة على ما كانت عليه ...) ، كما في تفسير القرطبي ١٨ / ٢٥٣.

(١٣) الأصل وأ : عزون ، وهذه من ك.

(١٤) ينظر : إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٣٩ ، ووضح البرهان عن مشكلات القرآن ٢ / ٤٣٨.

٦٦٢

٣٩ ـ (كَلَّا) : ردّ لأطماعهم الفاسدة ، ونفي لدخولهم الجنّة. (١)

(إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) : كلام غير متعلّق بما تقدمه ، ويجوز أن يكون كالعلّة لما تقدمه من جهة أنّ الجنّة تستحقّ بالطاعة كالمؤمنين ، وبالخلقة أخرى كحور العين. (٢)

٤٣ ـ (نُصُبٍ) : علم. (٣)

(يُوفِضُونَ) : يسرعون. (٤)

__________________

(١) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٤٧.

(٢) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٤١ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٩٤ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٤٧.

(٣) غريب الحديث لابن قتيبة ٢ / ١٨٧ ، والغريبين ٦ / ١٨٤٥ عن أبي منصور ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٧٤ ،

(٤) العين ٧ / ٦٦ ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٧٠ ، وتأويل مشكل القرآن ٣٣٧ ، وغريب القرآن للسجستاني ٥٣٩.

٦٦٣

سورة نوح (عليه‌السلام) (١)

مكيّة. (٢)

وهي ثلاثون آية عند أهل الحجاز. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٧ ـ (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) : لتبرّمهم بنوح عليه‌السلام ، واستخفافهم به ، فدعاهم جهارا ، ثمّ أعلن لهم الوعد والوعيد ، وأسرّهم إسرارا ، فلم ينجح فيهم كلامه.

١٣ ـ (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) : لا تخشون لله عظمة ، (٤) ما لكم لا ترجون لوعد الله موقّرين إيّاه.

١٤ ـ (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) : أي (٥) : خلقكم من تراب من نطفة ، ثمّ من علقة ، ثمّ من مضغة (٦) مخلّقة وغير مخلّقة. (٧) وقيل : خلق أرواحهم جنودا مجنّدة أوّل مرّة ، وإخراجهم من صلب آدم عليه‌السلام كأمثال الذّرّ للميثاق ثانيا ، وتوليدهم من آبائهم وأمّهاتهم أطفالا للقدرة والاختيار ثالثا. وقيل : أراد تنميتهم والزّيادة في أجزائهم كلّ يوم. وقيل : أراد تصرّفهم من حال إلى حال. والطّور : المرّة (٨).

٢٣ ـ (وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) : زيّن الشّيطان لعمرو بن لحيّ حتى اتّخذ أصناما على هذه الأسماء ، وفرّقها في قبائل العرب ، وزعم أنّه استخرجها من الأرض ، وأنّها تلك الأصنام القديمة ، فكانت ودّ لكلب بدومة الجندل ، وسواع لهذيل برهاط ، ويغوث لقبائل من اليمن بجرش ، ويعوق لهمدان (٩) ، وفيه شيطان يكلّمهم إذا تحاكموا إليه ،

__________________

(١) ساقط من أ.

(٢) زاد المسير ٨ / ١٢٢ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٩٨ ، والدر المنثور ٨ / ٢٦٩ عن ابن عباس.

(٣) وعدد آيها عند أهل الشام والبصرة تسع وعشرون ، وأهل الكوفة ثمان وعشرون. التلخيص في القراءات الثمان ٤٤٦ ، ونون الأفنان ٣١٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٢.

(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٨ ، وتفسير غريب القرآن ٤٨٧ ، وتفسير القشيري ٦ / ٢٠١.

(٥) أ : التي.

(٦) ع : علقة.

(٧) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣١٢ ، والكشاف ٤ / ٦٢٠.

(٨) تفسير القرطبي ١٨ / ٣٠٣.

(٩) ع : الهمدان.

٦٦٤

ونسر (١) لذي الكلاع بأرض حمير.

٢٤ ـ ودعوة نوح عليه‌السلام : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً) كدعوة موسى عليه‌السلام.

(مِمَّا) : (ما (٢)) صلة (٣) كما في قوله : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران : ١٥٩].

٢٦ ـ (ديّار) : فيعال من الدّور. (٤) وقيل : المراد بالدّيّار : صاحب الدّار. (٥)

وعن عبد الرّحمن بن عبد الله ، عن أبيه قال : إذا كان يوم القيامة دعي نوح إلى (٦) الحساب ، فيقول قومه : لا ، والله ما جاءنا ، فيقول نوح : بلى والله قد بلّغت ، فيقال له : من يعلم؟ فيقول : أمّة محمد ، فيجيبون ، ويشهدون له ، ثمّ كذلك ، ثمّ كذلك.

__________________

(١) ع وك : ونسرا.

(٢) ساقطة من ع.

(٣) ع : صلة. ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٦ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٤٧.

(٤) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٠ ، والكشاف ٥ / ٦٢٣ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤١.

(٥) تفسير القرطبي ١٨ / ٣١٣.

(٦) الأصول المخطوطة : أتى.

٦٦٥

سورة الجن

مكيّة. (١)

وهي ثمان وعشرون آية بلا خلاف. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ) : إنّها عماد ، وهو ضمير الأمر والشّأن.

وهذه السّورة في النّفر السّبعة الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣١٥ و) ببطن نخلة ، (٣) وهو راجع من الطّائف ، دون الذين أتوه بالحجون (٤) بعد ذلك.

٢ ـ وقوله : (فَآمَنَّا (٥) بِهِ) يدلّ على أنّهم لم يكونوا مؤمنين قبل ذلك مع معرفتهم موسى عليه‌السلام ، كان قد استزلّهم سفيههم بالشّبهات عن خالص التّوحيد (٦) ، كما استزلّ اليهود والنّصارى مع معرفتهم موسى وعيسى عليهما‌السلام ، وكما استزلّ [العرب](٧) مع معرفتهم إبراهيم عليه‌السلام ، واستعمالهم طائفة من شريعته.

٣ ـ (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) : أي : عظمة ربّنا ، (٨) والجدّ في النّاس السّعادة ، وفي صفات الله ما ينفي الشّقاوة.

٤ ـ (سَفِيهُنا) : إبليس الأبالسة ، (٩) فظنّهم الأوّل ، والثّاني : اعتقادهم الفاسد ، وظنّهم الثّالث : حقيقة العلم عند إيمانهم.

٨ ـ (حَرَساً) : جمع حارس ، وهو الرّقيب باللّيل.

__________________

(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٠٥ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٤٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١.

(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٥٦ ، ويقول الإمام السخاوي رحمه‌الله في جمال القراء ٢ / ٥٥٢ : «فهي تسع وعشرون في الشامي ، وثمان وعشرون فيما سواه» ، أما الإمام ابن الجوزي فيقول في فنون الأفنان ٣١٧ : «ثمان وعشرون آية في عد الجميع ، إلا في الجملة التي يرويها ابن أبي بزة عن أهل مكة ، ولم يأت مع هذه الجملة تفصيل».

(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٣٣ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٦٣.

(٤) ع : بالجحود.

(٥) الأصول المخطوطة : آمنا.

(٦) ع : الوعيد.

(٧) زيادة يقتضيها السياق.

(٨) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ١٧٧ ، والغريبين ١ / ٣١٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٠ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٥١.

(٩) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٠١) ، وتفسير السمعاني ٦ / ٦٥ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٩ عن مجاهد وابن جريج وغيرهما.

٦٦٦

١١ ـ (قدد (١)) : جمع قدّة ، وهي الرّهط والفرقة. (٢)

١٣ ـ (رَهَقاً) : عيبا وخطأ.

١٤ ـ (تَحَرَّوْا) : طلبوا. (٣)

(وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) : الجائرون (٤) الذين يأخذون قسط غيرهم.

عن أنس بن مالك قال : الجنّ لا يثابون ليس لمحسنهم ثواب ، ولا لمسيئهم عقاب. وعن ابن عبّاس : مثله. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص : لمحسنهم الثّواب ، وعلى مسيئهم العقاب.

١٦ ـ (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) : على الكفر (٥) من معنى قوله : (نُمْلِي (٦) لَهُمْ) [آل عمران : ١٧٨] ، وقوله : (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ)(٧) [الزخرف : ٣٣] ، وقال القيتبيّ : هي استقامتهم على طريقة الإسلام (٨) في معنى قوله : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٩) وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ ...) الآية [المائدة : ٦٦]. وقيل : هي الطريقة الواحدة (١٠) من خير أو شرّ ، لا يعنيها في معنى قوله : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) [هود : ١١٨ ـ ١١٩].

(ماءً غَدَقاً) : كثيرا واسعا ، وهو عبارة عن المال وحسن الحال. (١١)

١٧ ـ (عَذاباً صَعَداً) : شاقا (١٢) أخذ من الصّعود ، وهي العقبة. (١٣)

__________________

(١) في قوله تعالى : (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً).

(٢) ينظر : العين ٥ / ١٧ ، ولسان العرب ٣ / ٣٤٤ ، والقاموس المحيط ١ / ٣٩٤.

(٣) تفسير السمعاني ٦ / ٦٩ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ١٤٢.

(٤) غريب القرآن للسجستاني ٣٧٩ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٥٢ ، ولسان العرب ٧ / ٢٧٨ ،

(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٣ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٢٥ عن محمد بن كعب وأبي مجلز وغيرهما ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤٣.

(٦) أ : خلي.

(٧) ع : زيادة : (وَمَعارِجَ).

(٨) تأويل مشكل القرآن ٣٣٤ ، وتفسير غريب القرآن ٤٩٠ عن غير الفراء.

(٩) غير موجودة في ع.

(١٠) مكررة في ع.

(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٣ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٢٦ ، وتأويلات أهل السنة ٥ / ٢٨٢.

(١٢) تفسير غريب القرآن ٤٩١ ، ووضح البرهان ٢ / ٤٤٥ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤٤.

(١٣) ينظر : لسان العرب ٣ / ٢٥١ و ٢٥٢.

٦٦٧

١٨ ـ (الْمَساجِدَ) : بيوت الله. (١) وقيل : أعضاء السّجود. (٢)

١٩ ـ و (لِبَداً) : متلبّدين ، وذلك من اجتماعهم وازدحامهم. (٣)

٢٤ ـ (حَتَّى) : غاية للغيبة إن شاء الله. (٤)

٢٦ ـ (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) : لا يطلع على حقيقة غيبته باليقين أحدا ؛ لأنّ الكهنة يزيدون وينقصون ، وأصحاب الفراسة يخطئون ويصيبون. (٥)

٢٧ ـ (إِلَّا مَنِ ارْتَضى) : إلا أحدا ارتضاه لرسالته ، فإنّه تعالى يسلكه. (٦)

(رَصَداً) : من الملائكة (٧) يرصدون الشياطين من بين يديه ومن خلفه ؛ كيلا يلبّسوا الأمر عليه ، (٨) وهذا بعد ما ينسخ الله ما يلقي الشّيطان ، ويحكم (٩) الله آياته ليعلم الرّسول أن قد أبلغت الرّسل كلّهم رسالات الله بإذنه من غير زيادة ولا نقصان ، وأنّ ربّهم تعالى قد أحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا.

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٣٢٧ عن ابن عباس ، والكشاف ٤ / ٦٣١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٤.

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٣٢٧ عن الربيع ، والكشاف ٤ / ٦٣١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٤.

(٣) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٢٨ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤٢ ، ووضح البرهان في مشكلات القرآن ٢ / ٤٤٥ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٥٣.

(٤) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٣٤ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٥٤ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٥.

(٥) ينظر : تفسير أبي السعود ٩ / ٤٧.

(٦) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٤٧.

(٧) رَصَداً من الملائكة ، ساقط من أ.

(٨) ينظر : معاني الفراء ٣ / ١٩٦ ، وتفسير غريب القرآن ٤٩٢.

(٩) ع : ثم يحكم.

٦٦٨

سورة المزمل

مكيّة. (١) وعن ابن عبّاس وعطاء : إلا آية (٢) : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ) [المزمل : ٢٠]. (٣) والمعدل وقتادة : إلا آيتين : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) الآيتان [المزمل : ١٠ ـ ١١]. (٤)

وهي عشرون آية في عدد أهل مكّة والمدنيّ الأوّل والكوفة والشّام. (٥) (٣١٥ ظ)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٢٠ ـ عن ابن عبّاس قال : كان بين أوّل المزمّل وآخرها سنة. (٦) قال في قوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) : كانوا يقومون كنحو قيام شهر رمضان حتى نزل : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ). (٧) وعن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : فرض الله القيام في أوّل هذه السّورة ، فقام النّبيّ عليه‌السلام وأناس من أصحابه سنين حتى انتفخت أقدامهم ، فأنزل الله اليسر والتّخفيف في هذه السّورة : (فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) فنسخ قيام اللّيل ، ثمّ أحسن عليهم الثّناء في قيامهم سنين ، فقال : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) [الذاريات : ١٧] : ما ينامون.

١ ـ (الْمُزَّمِّلُ) : المتزمّل في ثيابه ، وكلّ شيء لفّ في شيء فقد زمّل. (٨)

٣ ـ (نِصْفَهُ) : بدل من اللّيل ، (٩) والأمر بالزّيادة والنّقصان لنفي الحرج.

٤ ـ (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) : قال ابن عبّاس : بيّنه تبيينا. (١٠) وعن ابن مسعود : لا

__________________

(١) زاد المسير ٨ / ١٣٧ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٤٩ ، والدر المنثور ٨ / ٢٨٨ عن ابن عباس.

(٢) أ : الآية.

(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٥٧ عنهما.

(٤) تفسير الماوردي ٤ / ٣٣١ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٣١ عن ابن عباس وقتادة ، والناسخ والمنسوخ للنحاس ٧٥١ عن ابن عباس.

(٥) وعدد آيها عند أهل البصرة تسع عشرة آية ، وفي المدني الأخير ثماني عشرة آية. البيان في عد آي القرآن ٢٥٧ ، والتلخيص في القراءات الثمان ٤٥٠ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٢.

(٦) تفسير الطبري ١٢ / ٢٧٩ ، وزاد المسير ٨ / ١٣٤ و ١٣٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٣٧.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ، والدر المنثور.

(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٩٣ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٦ ، والكشاف ٤ / ٦٣٦.

(٩) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٣٩ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٢٥ ، والكشاف ٤ / ٦٣٨.

(١٠) مصنف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٥٥ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٢٨١ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠١٦) ، والمطالب العالية ١٥ / ٤١٠.

٦٦٩

تهذّوا القرآن هذّا كهذا الشّعر ، ولا تنثروه كنثرة الدّقل. (١) وشعر رتل : مستوى النّبات. (٢)

٥ ـ (قَوْلاً ثَقِيلاً) : كلاما راجحا (٣) مخالفا لشهوات النّفس. (٤)

٦ ـ وعن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عبّاس وابن الزّبير (٥) عن (ناشِئَةَ اللَّيْلِ)(٦) ، فقالا : إذا قمت فهو ناشئة ، أيّ اللّيل أنشأته فهو ناشئة. (٧)

٧ ـ (سَبْحاً) : قال ابن الأعرابيّ : إضطرابا (٨) وتصرّفا للمعاش. (٩)

٨ ـ (وَتَبَتَّلْ) : انقطع إلى الله عزوجل. (١٠)

١١ ـ (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) : أي : اكتف (١١) بي كافيا (١٢) لأمرهم. (١٣)

(أُولِي النَّعْمَةِ) : التّنعّم. (١٤)

١٢ ـ (أَنْكالاً) : جمع نكل ، بكسر النّون وسكون الكاف ، وهو قيد الدّابّة (١٥) ، أو حديد اللّجام. (١٦)

١٣ ـ (ذا غُصَّةٍ) : شجا. (١٧)

١٤ ـ (كَثِيباً مَهِيلاً) : الكثبة المصبوبة من الرّمل. (١٨)

__________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٥٦ و ٦ / ١٤١.

(٢) ينظر : أساس البلاغة ١ / ٢٢٠ ، ولسان العرب ١١ / ٢٥٦ ، والمصباح المنير ١ / ٢١٨.

(٣) ك : راهجا ، وكلمة كلاما ، ساقطة منها.

(٤) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ٣٨ ، ولسان العرب ١١ / ٨٦.

(٥) ع : سألت ابن أبي مليكة وابن عباس.

(٦) الأصل وع وأ : زيادة قوله : قال إذا قمت فهو ناشئة الليل.

(٧) تفسير الطبري ١٢ / ٢٨٢.

(٨) الأصول المخطوطة : اضرابا. والتصويب من كتب التخريج.

(٩) ينظر : الغريبين ٣ / ٨٥٥ ، ولسان العرب ٢ / ٤٧١.

(١٠) العين ٨ / ١٢٤ ، وأحكام القرآن للجصاص ٥ / ٣٦٧ ، والكشاف ٤ / ٦٤٠.

(١١) أ : اكتفت.

(١٢) أ : كتافيا.

(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤١.

(١٤) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٣ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٨٠ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٥١.

(١٥) أ : الدرابة.

(١٦) غريب القرآن للسجستاني ٨٥ ، ولسان العرب ١١ / ٦٧٨ ـ ٦٧٩.

(١٧) تفسير القرطبي ١٩ / ٤٧ ، ولسان العرب ٧ / ٦٠ ، والقاموس المحيط ١ / ٨٠٧. الشجا : ما ينشب في الحلق من عظم وغيره. ينظر : معجم البلدان ٣ / ٣٢٦.

(١٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٢ ، والقرطبي ١٩ / ٤٧.

٦٧٠

١٦ ـ (وَبِيلاً) : ثقيلا (١). يقال : ماء وبيل ، وطعام وبيل. (٢)

١٧ ـ عن أبي سعيد الخدريّ ، عنه عليه‌السلام : «يقول الله لآدم عليه‌السلام يوم القيامة :

قم وابعث بعث النّار ، فيقول : يا ربّ ، وما بعث النّار؟ قال : من كلّ ألف تسع مئة وتسع (٣) وتسعون ، فعند ذلك يشيب الصّغير ...» ، وذكر باقي الحديث. (٤)

١٨ ـ (مُنْفَطِرٌ) : لأنّ السّماء تذكّر وتؤنّث. (٥)

(بِهِ) : بأمر الله ، (٦) أو باليوم الذي يجعل الولدان شيبا ، (٧) وهو من أمر الله تعالى.

٢٠ ـ (ثُلُثَهُ) : واحد من الثلاثة.

(وَنِصْفَهُ) : جزء من جزأين.

وفي الآية دليل على جواز الصّلاة بقراءة ما تيسّر من القرآن من غير تخصيص فاتحة أو غيرها. وعن ابن مسعود قال : من اقترى منكم بالثّلاث الآيات التي في سورة البقرة فقد أكثر وأطاب. (٨) وعن ابن عمر ، عنه عليه‌السلام : «لا يقبل الله الإيمان والصّلاة إلا بالزّكاة» (٩).

وعن علقمة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلدان المسلمين بسعر يومه إلا كان منزلته عند الله منزلة الشّهداء» ، (٣١٦ و) ثمّ قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). (١٠)

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ١٢٩ ، والغريبين ٦ / ١٩٦٦ ، ووضح البرهان ٢ / ٨٤٦.

(٢) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ٤٧٩.

(٣) ساقطة من ك.

(٤) أخرجه عبد بن حميد في مسنده ٢٨٧.

(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٩ ، والطبري ١٢ / ٢٩٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٩٥.

(٦) ينظر : تفسير البغوي ٨ / ٢٥٦ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٥١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٨.

(٧) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، والكشاف ٤ / ٦٤٣ ، وزاد المسير ٨ / ١٤٢.

(٨) مجمع الزوائد ٢ / ٢٧٠ ، و ٦ / ٣١٢.

(٩) جزء من حديث أخرجه أبو محمد الرازي في علل الحديث ٢ / ١٥٦ ، وأبو نعيم في الحلية ٥ / ٢٠١

(١٠) تفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٠ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٥٥ ـ ٥٦.

٦٧١

سورة المدثر

مكيّة. (١)

وهي ست وخمسون آية في غير عدد أهل الشّام [وأهل مكّة] والمدنيّ الأخير. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ عن أبي سلمة قال : سألت جابرا : أيّ القرآن أنزل أوّلا؟ قال : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)، ثمّ أيّة آية؟ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق : ١] ، ثمّ قال : ألا أخبرك بما حدّثنا به رسول الله عليه‌السلام؟ قال : «كنت في حراء ، فلمّا هبطت نوديت ، فنظرت أمامي وخلفي ، وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئا ...» إلى أن قال : «فأتيت خديجة فقلت (٣) : دثّروني وصبّوا عليّ (٤) ماء باردا ، فأنزل : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)» (٥).

و (التّدثير) : استغشاء الدّثار ، والدّثار من الثّياب ما فوق الشّعار. (٦)

٤ ـ وسئل (٧) ابن عبّاس عن قوله : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ)؟ قال : لا تلبسها على غدرة ولا فجور؟ (٨) وقيل : هو أمر بقطع القلب عن العلائق. (٩) وقيل : أمر بتنقية النّفس. (١٠) وقيل : أمر بتطهير الكسوة من النّجاسات الشّرعية. (١١) وقيل : أمر بتهذيب الأخلاق. (١٢)

ويجوز أن يكون أمرا بهذه المعاني كلّها ، تقديره : كلّ ما يعبّر عنه بلفظ الثّياب ؛ لأنّ كلّ

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٥ ، وزاد المسير ٨ / ١٤٥ ، والدر المنثور ٨ / ٣٠٠ عن ابن عباس وابن الزبير.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب التخريج ، وعدد آيها عند الشاميين وأهل مكة والمدني الأخير خمس وخمسون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٥٨ ، والتلخيص ٤٥١ ، وفنون الأفنان ٣١٨ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٦٢ ..

(٣) مكررة في أ.

(٤) أ : فوق.

(٥) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٩٢ ، والبخاري في الصحيح (٤٩٢٢) ، وابن حبان في صحيحه (٣٤).

(٦) ينظر : غريب الحديث لابن سلام ١ / ٣١١ ، وأساس البلاغة ١ / ١٨٣ ، ولسان العرب ٤ / ٢٧٦ ، والمصباح المنير ١ / ١٨٩.

(٧) الأصل وك وأ : زيادة عن.

(٨) تفسير الطبري ١٢ / ٢٩٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٣٠) ، والدر المنثور ٨ / ٣٠٢.

(٩) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤١ عن ابن عباس وقتادة ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٩١ ،

(١٠) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.

(١١) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤٢ عن ابن سيرين وابن زيد والفقهاء ، الكشاف ٤ / ٦٤٧ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٠.

(١٢) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٥٩ ، ولسان العرب ٤ / ٥٠٦.

٦٧٢

واحدة من هذه العبادات حقيقة في موضعها (١) كالأخ.

٥ ـ (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) : على اجتناب أعيان النّجاسة بحكم الشّريعة ، وعلى اجتناب الأصنام والآثام بحكم (٢) الحقيقية.

٦ ـ (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) : لا تعط عطيّة وهي كثيرة في عينك معجبة إيّاك. (٣) وقيل : لا تعط عطيّة تبتغي عليها كثرة الجزاء. (٤)

٧ ـ وعن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) يقول : اصبر نفسك في طاعة ربّك.

٨ ـ (فَإِذا نُقِرَ) : قال أحمد بن فارس : النّقران تصوب بلسانك حتى تلصقه بحنكك. وقال : صاحب الدّيوان : نقر به إذا صفّر.

و (النَّاقُورِ) : الصّور (٥) ينفخ فيه الملك بأمر الله عزوجل.

وعن عون بن ذكوان : صلّى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصّبح وقرأ : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) [المدثر : ١] ، فلمّا بلغ (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) خرّ ميّتا. (٦)

١١ ـ وعن عكرمة قال : قال الوليد بن المغيرة لقريش : إنّي قد سمعت الشّعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا (٧) مثل هذا القرآن ، وإنّ له لقرعا ، وإنّ عليه لطلاوة ، فقال بعضهم : هو سحر ، قال الوليد بن المغيرة : ولكنّي سأنظر ، قال : فنظر وفكّر ، ثمّ قال : هو سحر ، فنزل القرآن : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) إلى قوله : (سِحْرٌ يُؤْثَرُ) [المدثر : ٢٤]. (٨)

١٧ ـ وعن أبي سعيد في قوله : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) قال : هو صخر في جهنم ، إذا وضع أحدهم عليها يده ذابت ، وإذا رفعها (٩) عادت اقتحامها (فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي

__________________

(١) أ : موضع.

(٢) أ : بحكم الحكم.

(٣) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٤٨ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٥٥.

(٤) ينظر : تفسير الصنعاني ٣ / ٣٢٨ عن قتادة وابن طاوس ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٢ ، وتفسير السمعاني ٤ / ٢١٦.

(٥) تفسير الطبري ١٢ / ٣٠٤ عن ابن عباس وعكرمة وغيرهما ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٦ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٦٦.

(٦) الزهد لابن حنبل ٢٤٧ ، والمستدرك ٢ / ٥٥٠ ، وحلية الأولياء ٢ / ٢٥٨ ،

(٧) (سمعت الشعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا) ، ساقط من أ ، وما بعدها : من مثل.

(٨) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٥٥٠ مطولا ، عن عكرمة عن ابن عباس ، ولباب النقول ٢٢٣ ـ ٢٢٤.

(٩) ك وع وأ : وأدار معها. وما أثبت الصواب.

٦٧٣

مَسْغَبَةٍ) [البلد : ١٣ ـ ١٤]. (١)

١١ ـ (وَحِيداً) : نصب على الحال ، أي : منفردا. (٢)

١٢ ـ (مالاً مَمْدُوداً) : ضيعة معروفة بالطّائف. (٣) وعن الضّحّاك : أنّه أربعة آلاف دينار كانت موضوعة عنده. (٤) (٣١٦ ظ)

١٣ ـ (وَبَنِينَ شُهُوداً) : سبعة ذكور كانوا حاضرين عنده. (٥)

٢٤ ـ (يُؤْثَرُ) : ينقل عن (٦) المتقدّمين. (٧)

٢٢ ـ (عَبَسَ وَبَسَرَ) : أي : كلح. (٨)

٣٠ ـ وعن الشّعبيّ قال : قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النّبيّ (٩) عليه‌السلام :

هل يعلم نبيّكم عدد خزنة جهنّم؟ قالوا : لا ندري حتى نسأله ، فجاء رجل إلى النّبيّ عليه‌السلام فقال : يا محمد ، أغلب (١٠) أصحابك ، قال : «فلما غلبوا». قال : سألهم يهود هل يعلم نبيّكم خزنة جهنّم؟ قال : «فما قالوا؟» قالوا : لا ندري حتى نسأل نبيّنا ، قال : «أفغلب قوم سئلوا عمّا لا يعلمون؟ قالوا : لا نعلم حتى نسأل نبيّنا؟ لكنّهم قد سألوا (١١) نبيّهم فقالوا : أرنا الله جهرة ، عليّ بأعداء (١٢) الله ، إنّي سائلهم عن تربة الجنّة ، وهي الدّرمك (١٣)» ، فلمّا جاؤوا قالوا : يا أبا القاسم ، كم عدد خزنة جهنم؟ قال : «هكذا وهكذا» ، في مرّة : عشرة وفي مرّة : تسع ، قال لهم النّبيّ عليه‌السلام : «ما تربة الجنّة؟» فسكتوا هنيهة ، ثمّ قالوا : أخبزة (١٤) يا أبا القاسم؟ فقال عليه‌السلام :

__________________

(١) الزهد لابن سري ١ / ١٨٤ موقوفا ، وقد روي مرفوعا ، والموقوف أصح ، ينظر : تخريج الأحاديث والآثار ٤ / ١٢٠.

(٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٦ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٣٩.

(٣) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٩١ ، وزاد المسير ٨ / ١٤٩ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٦٦ عن مقاتل.

(٤) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤٤ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٩١ عن سفيان الثوري ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٧١ عن سفيان الثوري وقتادة. ولم أجده عن الضحاك.

(٥) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٧٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٢ ، والكشاف ٤ / ٦٤٩ ، عن مقاتل.

(٦) الأصول المخطوطة : يقص على.

(٧) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦١. وينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤٨ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦١ ، تفسير أبي السعود ٩ / ٥٨.

(٨) العين ١ / ٣٤٣ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٠٨ ، وغريب القرآن للسجستاني ٣٤٠.

(٩) ع : رسول الله.

(١٠) هذا في الأصول المخطوطة ، وفي كتب التخريج : غلب.

(١١) ك : تحالوا. والصواب ما أثبت.

(١٢) الأصول المخطوطة : يا أعداء. والتصويب من كتب التخريج.

(١٣) الدرمك : الدقيق الحواري. العين ٥ / ٤٢٩ ، ولسان العرب ١٠ / ٤٢٣.

(١٤) أ : أخبز.

٦٧٤

«الجنّة (١) من الدّرمك» (٢).

٣١ ـ (وَما هِيَ) : أي : الآيات المنزّلة من القرآن. (٣)

٣٤ ـ (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) : تبيّن. (٤)

٣٥ ـ (الْكُبَرِ) : جمع كبرى. (٥)

٣٦ ـ (نَذِيراً) : إنذارا (٦) ، ويجوز إطلاق الاسم بمعنى المصدر ، كقوله : (عَذابِي وَنُذُرِ (٧)) [القمر : ١٦].

٣٩ ـ أي عن المنهال علي (٨) في قوله : (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) : قال : هم الولدان. (٩)

٥١ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) قال : هو ركز النّاس. (١٠) قال سفيان : يعني : حسّهم وأصواتهم. (١١) وعن أبي هريرة قال : الأسد. (١٢) وقال ابن عبّاس : الرّماة. (١٣)

٥٦ ـ وعن أنس ، عنه عليه‌السلام في قوله : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) قال : «قال الله تعالى : أنا أهل أن أتّقى ، فمن اتّقى ولم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له» (١٤).

__________________

(١) جاء في سنن الترمذي (٣٣٢٧) ، ومسند أحمد ٣ / ٣٦١ : «الخبزة من الدرمك».

(٢) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٢٧) عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

(٣) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٤٣.

(٤) تفسير السمعاني ٦ / ٩٧ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٧٢.

(٥) تفسير الثعلبي ١٠ / ٧٦ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٧٢ ، والقرطبي ١٩ / ٨٥.

(٦) تفسير السمعاني ٦ / ٩٧ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٢ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦١.

(٧) ك : «ونذري».

(٨) هكذا الجملة في الأصول ، ولعلها أبي المنهال عن علي.

(٩) ينظر : الطبري ١٢ / ٣١٨ ، وفيه : عن زاذان عن علي رضي الله عنه.

(١٠) صحيح البخاري ٨ / ٦٧٦ (الفتح) ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٢٢ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٤ ، والدر المنثور ٨ / ٣١٣.

(١١) تغليق التعليق ٤ / ٣٥٢ ، وعمدة القاري ١٩ / ٢٦٥.

(١٢) صحيح البخاري ٨ / ٦٧٦ (الفتح) ، ومجمع الزوائد ٧ / ١٣١ ، وتغليق التعليق ٤ / ٣٥٢.

(١٣) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٣٢ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٢١ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٤.

(١٤) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٢٨) ، وابن ماجه في السنن (٤٢٩٩) ، والنسائي في الكبرى (١١٦٣٠) ، وقال الترمذي : حديث غريب ، وسهيل ليس بالقوي في الحديث ، قد تفرد بهذا الحديث عن ثابت.

٦٧٥

سورة القيامة

مكية. (١)

وهي تسع وثلاثون آية في غير عدد أهل الكوفة. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ و ٢ ـ عن موسى بن يسار : أن النبي علي السّلام قرأ هاتين الآيتين (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) قال : «ليس يوم القيامة أحد إلا يلوم نفسه ، إن كان محسنا ألا يكون ازداد ، وإن كان مسيئا فهو ألوم».

٣ ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) : عديّ بن ربيعة. (٣)

٤ ـ (قادِرِينَ) : نصب على الحال. (٤)

(نُسَوِّيَ بَنانَهُ) : نسوّي مفاصله عن نظامها الطبيعي. (٥) وقيل : نصيّر الكفّ مثل خفّ الإبل. (٦)

٥ ـ عن ابن عباس (لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) قال : قول الإنسان سوف أتوب. (٧) فأمام الشيء : ما يستقبله. (٨)

٨ ـ (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) : الخسوف : النقصان ، والخسف : التذليل. (٩)

١١ ـ (كَلَّا لا وَزَرَ) : حصن ملجأ. (١٠) وعن السدي ، عن أبي سعيد ، عن ابن مسعود :

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥١ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٥٥ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٦ ، والدر المنثور ٨ / ٣١٥ عن ابن عباس وابن الزبير.

(٢) وعدد آيها عند أهل الكوفة أربعون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٥٩ ، والتلخيص في القراءات الثمان ٤٥٣ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٣.

(٣) تفسير الثعلبي ١٠ / ٨٢ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٧ عن مقاتل ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٠.

(٤) مجمع البيان ١٠ / ١٥١ ، والكشاف ٤ / ٦٦٠ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٩٣.

(٥) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٨ ، والكشاف ٤ / ٦٦١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٤.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٣٢٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٥٦) ، وزاد المسير ٨ / ١٥٧ ، والدر المنثور ٨ / ٣١٦ عن ابن عباس وغيره.

(٧) صحيح البخاري ٨ / ٦٨١ (الفتح) ، والمستدرك ٢ / ٥٥٣ ، وتغليق التعليق ٤ / ٣٥٤.

(٨) ينظر : المصباح المنير ١ / ٢٤.

(٩) ينظر : النهاية في غريب الحديث ٢ / ٣١ ، ولسان العرب ٩ / ٦٨.

(١٠) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٨٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٢.

٦٧٦

لا حصن. (١) وعند السدي عن أبي مالك ، عن ابن عباس : لا نجاة. (٢)

١٢ ـ (إِلى رَبِّكَ) : إلى حكم ربّك. (٣)

١٤ ـ (بَصِيرَةٌ) : الهاء للمبالغة ، (٤) مجازه : شاهد على نفسه ، عارف بما فعل ، وإن جحد وتناكر.

١٥ ـ (مَعاذِيرَهُ) : (٣١٧ و) جمع معذرة. (٥)

١٦ ـ عن ابن عباس قال : كان النبي عليه‌السلام إذا نزل عليه القرآن تعجل ليحفظه ، فأنزل الله : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ). (٦) التحريك ضدّ التسكين.

١٨ ـ والقرآن مصدر كالقراءة. (٧)

١٩ ـ (بَيانَهُ) : تفسير المجملات. (٨)

٢٢ ـ (ناضِرَةٌ) : النّضرة : البهجة والطراوة. (٩)

٢٣ ـ وفي تعدية النظر ب (إِلى) دليل على أن المراد به النظر بالعين. (١٠)

٢٥ ـ (فاقِرَةٌ) : داهية تكسر فاقرة الظهر. (١١)

٢٦ ـ (إِذا بَلَغَتِ) : أي : النفس المنزوعة. (١٢)

(التَّراقِيَ) : جمع ترقوة. (١٣)

٢٨ ـ (وَظَنَّ) : تيقن بالموت (١٤) دون أصحابه على رأسه.

__________________

(١) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٥٨) ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٥٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٩٨.

(٢) تفسير ابن كثير ٤ / ٥٧٨.

(٣) المحرر الوجيز ١٥ / ٢١٢ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٦ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦٦.

(٤) إعراب القرآن للنحاس ٥ / ٨٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٠ ، وتفسير السمعاني ٦ / ١٠٥.

(٥) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١٠١ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٦.

(٦) أخرجه البخاري في الصحيح () ، ومسلم في الصحيح (٤٤٨) ، والنسائي في الصغرى ٢ / ١٤٩.

(٧) ينظر : تفسير القرطبي ٢ / ٢٩٨ ، ولسان العرب ١ / ١٢٩ ، والإتقان في علوم القرآن ١ / ١٤٤ ، والكليات ٧٢٠.

(٨) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٦١ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٤١ ، وزاد المسير ٨ / ١٦٠ عن قتادة.

(٩) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٨٧ ، والدر المنثور ٨ / ٣٢٢ عن أبي صالح.

(١٠) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٥.

(١١) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٧ ، ولسان العرب ٥ / ٦٢ ، والكليات ٦٩٩.

(١٢) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٠١ ، والكشاف ٤ / ٦٤٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦٨.

(١٣) تفسير السمعاني ٦ / ١٠٨ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١١١ ، ولسان العرب ١٠ / ٣٢ ، والإتقان في علوم القرآن ١ / ٥٦٧.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٣٤٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٤ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠١.

٦٧٧

(الْفِراقُ)(١) : الموت ، قال عليّ (٢) :

لكلّ اجتماع من خليلين فرقة

وكلّ الذي دون الفراق قليل

٢٩ ـ (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) : من الوهي وزوال التّماسك والفزع. وقيل : انضمام شدّة إلى شدّة. (٣)

٣١ ـ (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) : نزلت الآيات في أبي جهل. (٤)

٣٣ ـ (يَتَمَطَّى) : يتمدد على سبيل التبختر أو الكسل. (٥)

٣٦ ـ (سُدىً) : إهمالا وتخلية. (٦)

__________________

(١) أ : القرآن.

(٢) المستدرك ٣ / ١٧٨ ، وتفسير الثعلبي ١ / ٢٥٩ ، وتاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ٣٩٥.

(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٤ ، وزاد المسير ٨ / ١٦٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٦.

(٤) تفسير الطبري ١٢ / ٣٥١ عن مجاهد وابن زيد ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٦.

(٥) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٩٠ ، والكشاف ٤ / ٦٦٤ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١١٤.

(٦) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١١٦ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦٩.

٦٧٨

سورة الإنسان

مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢) وعن الحسن : آية مدنية : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) [الإنسان : ٨]. (٣) وقيل : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا) [الإنسان : ٢٣] إلى آخر السّورة مكيّ. (٤) وعن الكلبيّ : أنّ قوله : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [الإنسان : ٢٤] مكيّ في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة. (٥)

وهي إحدى وثلاثون آية بلا خلاف. (٦)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (هَلْ) : بمعنى قد. (٧)

٢ ـ (أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ) : عن ابن عبّاس قال : ماء الرّجل وماء المرأة حين يختلطان. (٨) وعنه : ماء الرّحم والفرج.

٥ ـ (كافُوراً) : الله أعلم بكافور الجنّة ، ما هو؟ وكيف هو؟ فأمّا كافور الدّنيا فطيب ، هو صمغ شجرة يصعد بالنّار حبل (٩) ، وهو بارد جامد مجمّد ، وفي أدنى حرارة من جهة المرارة ، وماء الكافور في غاية الحرارة ، وهو من جملة الطّيب أيضا.

٧ ـ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) : عنه عليه‌السلام : «النّذر ما ابتغي به وجه الله» (١٠). وعنه عليه‌السلام : «لا نذر في غضب ، وكفّارته كفارة يمين» (١١).

٨ ـ وعن مجاهد وأبي صالح : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله مع أبي بكر

__________________

(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٧ ، وتفسير الماوردي عن ابن عباس ومقاتل والكلبي وابن سلام ، وزاد المسير ٨ / ١٦٥ عن ابن عباس ومقاتل وابن يسار ، تفسير البغوي ٨ / ٢٩١ عن عطاء.

(٢) زاد المسير ٨ / ١٦٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٩١ عن مجاهد وقتادة.

(٣)؟؟؟

(٤) تفسير الماوردي ٤ / ٣٦٥ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٦١ ، وزاد المسير ٨ / ١٦٥.

(٥) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٦١.

(٦) البيان في عد آي القرآن ٢٦٠ ، والتلخيص في القراءات الثمان ٤٥٤ ، وفنون الأفنان ٣١٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٣.

(٧) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢١٣ ، وياقوتة الصراط ٥٤٧٧ ، والكشاف ٤ / ٦٦٦ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٩.

(٨) تفسير الطبري ١٢ / ٣٥٤ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٧٧) ، والدر المنثور ٨ / ٣٣٩.

(٩) هكذا في الأصول المخطوطة ، ولعلها : ريحه ، أو عطره ، أو ما شابه.

(١٠) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ١٠ / ٣٥٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٦٧ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

(١١) أخرجه أبو حنيفة في مسنده ٤٩ ، وأحمد بن حنبل في المسند ٤ / ٤٣٣ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٧٠ عن عمران بن حصين.

٦٧٩

وعمر ، قال : عمر : يا عليّ لو نذرت في ابنيك ، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام ، فأنزل الله. وقيل : إنّ عليا لم يجد بعد صوم ثلاثة أيّام إلا ثلاثة أرغفة ، فجاء مسكين ويتيم وأسير يسألونه ، فتصدّق بها عليهم ولم يفطر ، فأنزل الله. وقيل : مرضا فنذر فاطمة وعليّ والجارية صوم ثلاثة أيّام متتابعات ، فاشترى عليّ ثلاثة أصوع من شعير من يهوديّ على غزل جزّة صوف اليهوديّ (١) ، فلمّا كان وقت الإفطار جاءهم مسكين فأطعموه ، وباتوا جياعا لم يفطروا إلا على الماء ، وفي اليوم الثّاني جاءهم يتيم فأطعموه كذلك ، وفي اليوم الثالث جاءهم أسير فأطعموه كذلك ، فأنزل الله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ). (٢) وعن ابن الحنفيّة قال : كان الأسير يومئذ من أهل الشّرك.

١٠ ـ (قَمْطَرِيراً) : مقبضا بين عينيه من العبوس. (٣)

١٤ ـ (وَذُلِّلَتْ) : سخّرت تسخيرا للنّيل (٤) منها. (٥) (٣١٧ ظ)

وعن عليّ رضي الله عنه قال : ينطلق بهم حتى يأتوا بابا من أبواب الجنّة ، فإذا عند شجرة يخرج من تحت ساقها عينان ، فيتوضّؤون من أحدهما ، فيجري بنضرة النعيم ، فلا يتغيّر إنسان بعدها أبدا ، ولا تشعث أشعارهم بعدها أبدا ، ويشربون من الأخرى ، فيخرج ما في بطونهم من أذّى ، ثم يأتون خزنة الجنّة فيقولون : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر : ٧٣] ، ويتلقاهم الولدان حتى يأتي بعضهم أزواج الرّجل فيبشرهنّ ، ويقول : جاء فلان ،

__________________

(١) (على غزل جزة صوف اليهودي) ، ساقط من أ.

(٢) ذكر في سبب نزول هذه الآية كلام كثير ، قريبا من الكلام الوارد هنا ، وفي بعض الروايات قصص طويلة ، ينظر في ذلك مثلا : تفسير مقاتل ٣ / ٤٢٨ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ٩٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٣٠ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٧ ، وقد ذكر هذا الحديث بالرواية الطويلة صاحب تنزيه الشريعة ١ / ٣٦٣ ، وصاحب اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٣٩ ، وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١ / ٢٤٦ : «هذا حديث مزوق ، وقد تطرف صاحبه حتى يشبه على المستمعين ، والجاهل يعض على شفتيه تلهفا ألا يكون بهذه الصفة ، ولا يدري صاحب هذا الفعل مذموم ، قال الله تعالى في تنزيله الكريم : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة : ٢١٩] ، وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى» ، ... ، أفيحسب عاقل أن عليا رضي الله عنه جهل هذا الأمر حتى أجهد صبيانه صغارا من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليها حتى تضرروا من الجوع ، وغارت العيون فيهم لخلاء أجوافهم حتى أبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما يروج هذا إلا على حمقى جهال أبي الله لقلوب منتبهة أن تظن بعلي رضي الله عنه مثل هذا» ، وينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١٣٠.

(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥٠٢ ، وغريب القرآن للسجستاني ٣٤٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٤ ، والمحكم والمحيط الأعظم ٦ / ٦٢٥.

(٤) أ : لليل.

(٥) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٧١ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٧٣.

٦٨٠