درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

باسمه ، فيقلن : أنت رأيته؟ فيقول : نعم ، فيستخفّها الفرح حتى (١) تقوم إلى باب بيتها ، فيدخل بيتا بني أسفله من جندل اللّؤلؤ ، وحيطانه من كلّ لون ، ثمّ ينظر إلى سقفه فلو لا أنّه شيء قدّر الله له أن يذهب لم يبصره ، فإذا هو بسرر مرفوعة ، وأكواب موضوعة ، ونمارق مصفوفة متّكئين عليها ، ثمّ يقول : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا)(٢) الآية [الأعراف : ٤٣]. (٣)

١٥ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (كانَتْ قَوارِيرَا) قال : لو أنّك أخذت من فضّة الدّنيا فصنعتها حتى تكون مثل جناح الذّباب ما رأيت الماء من ورائها ، ولكن قوراير الجنّة في بياض الفضّة في صفاء القوارير. (٤)

١٦ ـ (قَدَّرُوها) : أي : الخدم قدّروا الأواني والكؤوس. (٥)

(تَقْدِيراً) : على مقدار ريّ المسقيّ لا نقص ولا عجز. (٦) ويحتمل : أنّ أهل الجنّة يقدّرون القوارير من فضّة فيتوهّمونها كذلك لصفائها وبياضها توهّما حقّا.

١٧ ـ و (الزّنجبيل) : في الدّنيا يزكّى بالعسل كالشقاقل ، وهو غاية الحرارة والحدّة ، والله أعلم بزنجبيل الجنّة.

١٨ ـ (سَلْسَبِيلاً) : عذبا سلسالا. (٧)

٢٠ ـ (ثَمَّ) : إشارة إلى المكان كهناك. (٨)

٢٤ ـ (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) : في عرض قريش الأموال والبنات ، وعقد اللّواء على رسول الله على أن يكفّ عن آلهتهم. (٩)

٢٨ ـ (أَسْرَهُمْ) : فقدهم وحبسهم ، والمراد به الخلقة هاهنا. (١٠)

__________________

(١) ك : حين.

(٢) أزيادة : (وَما كُنَّا) [الأعراف : ٤٣].

(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد ٥٠٨ ـ ٥٠٩ ، ٤ وابن الجعد في مسنده ٣٧٤ ، والثعلبي في تفسيره ٨ / ٢٥٨.

(٤) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٣٨ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٠٣ ، والتبصرة ١ / ٤٥٠ ،

(٥) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٦ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٤١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٩.

(٦) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ١١٨ ، والكشاف ٤ / ٦٧٢ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٤١ ،

(٧) ينظر : النهاية في غريب الحديث ٢ / ٣٩٢ ، ولسان العرب ١١ / ٣٤٤.

(٨) ينظر : حروف المعاني ٩ ، ومغني اللبيب ١ / ١٦٢ ، ولسان العرب ١٢ / ٨١.

(٩) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٧ ، وتفسير السمعاني ٦ / ١٢٢ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٤٩.

(١٠) ينظر : تفسير الصنعاني ٣ / ٣٣٩ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٧ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٥١ عن ابن عباس وغيره.

٦٨١

سورة المرسلات

مكيّة. (١) وعن ابن عبّاس : إلا آية نزلت في ثقيف حين قالوا : لا ننحني ، وهو قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا) الآية [المرسلات : ٤٨]. (٢)

وهي خمسون آية من غير خلاف. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ و ٢ و ٣ و ٤ ـ عن الأسود ، عن عبد الله قال : كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غار ، فأنزل عليه : (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) فنحن نأخذ من فيه رطبة (٤) ، إذا خرجت حيّة ، فقال : «اقتلوها» ، فسبقت ، فقال : «وقاها الله شرّكم ، كما وقاكم الله شرّها» (٥).

وسئل (٦) عبد الله بن مسعود عن (المرسلات) ، قال : الرّيح ، (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) : قال : الرّيح ، (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) : قال : الرّيح ، (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) : قال : حسبك (٧). (٨) يعني : هبوب السّهلة. وقيل : الملائكة المرسلة. (٩)

و (الفارقات) : الآيات التي تفرق بين الحقّ والباطل. (١٠)

و (الملقيات) : الملائكة. (١١)

٦ ـ (عُذْراً أَوْ نُذْراً) : كالبدل من الذّكر. (١٢)

٧ ـ (إِنَّما تُوعَدُونَ) : يعني : القيامة. (١٣)

__________________

(١) تفسير مجاهد ٧١٥ ، وزاد المسير ٨ / ١٧٥ ، والقرطبي ١٩ / ١٥٣ عن الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، والدر المنثور ٨ / ٣٥ عن ابن عباس.

(٢) زاد المسير ٨ / ١٧٥ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٥٣.

(٣) التلخيص في القراءات الثمان ٤٥٦ ، وفنون الأفنان ٣١٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٣ ، ومنار الهدى ٨٢٣.

(٤) أ : بطنه ، وك وع رسمها قريب من : بطنه. وما أثبت الصواب.

(٥) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٤٢٨ ، والبخاري في الصحيح ، ومسلم في الصحيح (٢٢٣٤).

(٦) الأصول المخطوطة : سئل عن.

(٧) (قال : الريح ، (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) ... قال : حسبك) ، ساقط من ك.

(٨) تفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٨٨) ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٩ ، والدر المنثور ٨ / ٣٥٠.

(٩) ينظر : المحرر الوجيز ١٥ / ٢٥٧ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٧٤.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٣٨١ ، وزاد المسير ٨ / ١٧٧ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٧٦٦.

(١١) تفسير البغوي ٨ / ٣٠٤ ، والدر المنثور ٨ / ٣٥٢ عن مسروق ومجاهد.

(١٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٦٦ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٤٠٧ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٤٤.

(١٣) تفسير الطبري ١٢ / ٣٨٢ ، وزاد المسير ٨ / ١٧٨ ، والتفسير الكبير ١٠ / ٧٦٨.

٦٨٢

٢٥ و ٢٦ ـ عن أبي هريرة في قوله : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً) قال : ظهرها للأحياء وبطنها للأموات. (٣١٨ و) وأخذ ابن مسعود قملة في الصّلاة فدفنها ثم قال : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً). (١) ذات كفت وهو الجمع والضمّ. (٢)

٢٧ ـ (شامِخاتٍ) : عاليات. (٣)

٣٠ ـ (شُعَبٍ) : جمع شعبة.

٣٢ ـ (بِشَرَرٍ) : وهو ما ينتفض من النّار ، واحدتها شرارة. (٤)

(كَالْقَصْرِ) : شبّهة ؛ لاشتباكه كاشتباك بروج القصر وشرفه. وقيل : القصر اسم جنس ، والمراد به القصور المتلاصقة.

(كَأَنَّهُ) : أي : كأنّ القصر من قصور مياه العرب ، (٥) وشبّه القصر أو (٦) القصور بالجمالات الصّفر ؛ لأنّ تخيّل الأبنية في الأقضية كالسّائمة للمتأمّل من بعيد ، لا سيّما في القيظ عند تلألؤ الرّمال ، وتغيّر الظّلال. وقيل : التّشبيهين جميعا يتشردون القصر على سبيل إبدال أحد التّشبيهين من الآخر.

٣٦ ـ (فَيَعْتَذِرُونَ) : عطف على (لا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)(٧) في النّطق والاعتذار.

٥٠ ـ عن إسماعيل بن أميّة : أنّ النّبيّ عليه‌السلام كان إذا قرأ (٨) : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) قال : «آمنت بالله وبما أنزل» (٩). والله أعلم.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٢ / ٣٨٥ ، وسنن البيهقي ٢ / ٢٩٤ ، والدر المنثور ٨ / ٣٥٤.

(٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٦٧ ، ومفردات ألفاظ القرآن ٤٨٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٠٥.

(٣) غريب القرآن للسجستاني ٢٩٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥١١.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٣٩٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٠٦.

(٥) ينظر : لسان العرب ٥ / ١٠١ عن الفراء.

(٦) أ : و.

(٧) البيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٤٠٨ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٠٧.

(٨) (في النطق والاعتذار. عن ... : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)) ، ساقط من أ.

(٩) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٢ / ٤٥٢.

٦٨٣

سورة التساؤل (النبأ)

مكيّة. (١)

وهي أربعون آية في عدد [غير] أهل مكة والبصرة. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ ١٢ ـ نزلت في قريش ، كانوا يتساءلون عن القرآن وما فيه : خبر القيامة؟ أهو شعر أم سحر أم كهانة؟ والقيامة كائنة أم غير كائنة؟ فكان يقع تساؤلهم في الحقيقة عن شيء واحد ، فافتتح (٣) الله هذه السّورة بالسّؤال على سبيل الإنكار والتّعجب ، فتقدير الكلام (٤) : عن ما ذا يتساءلون ، أعني النّبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ، كلا سيعلمونه علما ضروريا ، ثمّ كلا سيعلمون (٥) أنّ يوم الفصل كان ميقاتا ، وما بين الفصلين كالعارض من الكلام.

١٣ ـ (وَهَّاجاً) : متوهّجا متوقّدا. (٦)

١٤ ـ (مِنَ الْمُعْصِراتِ) : الرّياح. (٧)

(ماءً ثَجَّاجاً) : سيّالا. (٨)

١٦ ـ (أَلْفافاً) : ملتفّة. (٩)

٢٣ ـ (أَحْقاباً) : عن عليّ : أنّه سأل الهجري ، وكان صاحب كتب ، كم تجدون الحقب؟ قال : سبعين. (١٠) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص : الحقب ثمانون سنة ، السّنة ثلاث مئة

__________________

(١) زاد المسير ٨ / ١٨٢ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٢٧٥ ، والدر المنثور ٨ / ٣٥٨ عن ابن عباس وابن الزبير.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة لا بد منها ؛ لأنّ عدد أهل مكة والبصرة كما يقول ابن الجوزي في فنون الأفنان ٣١٩ : إحدى وأربعون آية ، وفي عد الشامي والكوفي والمدنيين أربعون آية. أما جمال القراء ٢ / ٥٥٣ ، ومنار الهدى ٨٢٥ : إحدى وأربعون آية في البصري وأربعون آية في عد غيرهم.

(٣) في أ : ما فتح.

(٤) ساقطة من ك.

(٥) الأصل وك ع : سيعلمونه.

(٦) تفسير غريب القرآن ٥٠٨ ، غريب القرآن للسجستاني ٤٨٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٧٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥١٥.

(٧) تفسير مجاهد ٧١٩ ، وزاد المسير ٨ / ١٨٥ عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد.

(٨) تفسير غريب القرآن ٥٠٨ ، وغريب القرآن للسجستاني ١٧٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥١٥.

(٩) تفسير مجاهد ٧٢٠ ، وتفسير غريب القرآن ٥٠٩ ، والطبري ١٢ / ٤٠١ عن سفيان وابن زيد.

(١٠) الزهد لابن السري ١ / ١٦٠ ، والزهد لابن المبارك ٢ / ٩٠ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٤٠٤ ، وعندهم جميعا : ثمانون عاما ، وليس سبعين عاما.

٦٨٤

وستون يوما (١) ، اليوم كألف سنة ممّا تعدّون. (٢)

٢٤ ـ (بَرْداً) : برد العفو والعافية. وقيل : نوما. (٣)

٢٨ ـ (كِذَّاباً) : لغة يمانية فصيحة مصدر (٤) التّكذيب. (٥)

٣٣ ـ (وَكَواعِبَ) : جمع كاعب ، وهي الجارية التي نهد ثديها (٦) كالرّمّانة. (٧)

٣٤ ـ (٨) وعن الكلبيّ ، عن أبي صالح : أنّ العبّاس بن عبد المطّلب يقول : كنّا في جاهليتنا نقول : اسقنا دهاقا (٩). يقول فلان : متتابعات. (١٠) وعن ابن عبّاس : مملوءة سائغة. (١١) وعن أبي هريرة : دمدما. (١٢)

٣٧ ـ (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ) : من دونه ومن غير إذنه (خِطاباً).

٣٨ ـ (وَقالَ صَواباً) : لا إله إلا الله محمد رسول الله. (١٣)

٤٠ ـ (وَيَقُولُ الْكافِرُ) : كلّ كافر يتمنّى أن يصير ترابا ، أي : هباء منثورا مثل سائر الحيوان. (١٤) وقيل : الكافر إبليس يودّ لو كان ترابا ، مخلوقا من تراب (٣١٨ ظ) مثل آدم عليه‌السلام. (١٥)

__________________

(١) (وستون يوما) ، ساقط من ك.

(٢) أخرج هذا النص ابن السري في الزهد ١ / ١٥٩ ، وابن أبي حاتم في التفسير (١٩٠٩٨) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(٣) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٢٨ ، وتفسير غريب القرآن ٥٠٩ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٦٠.

(٤) أ : حيدر.

(٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٢٩ ، وتهذيب اللغة ٤ / ٣١١٦.

(٦) ك : ثدي نهدها.

(٧) ينظر : تهذيب اللغة ٤ / ٣١٥٢.

(٨) في قوله تعالى : (وَكَأْساً دِهاقاً).

(٩) (اسقنا دهاقا) ، ساقطة من أ. وينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩١٠٥) ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٢٩٢.

(١٠) ينظر : النهاية في غريب الحديث ٢ / ١٤٥ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٨٣ عن ابن عباس وقتادة وغيرهما.

(١١) ينظر : غريب الحديث للخطابي ٢ / ٢٤٥ عن ابن جبير ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٨٧ عن عكرمة ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٨٣ عن ابن عباس وابن جبير وغيرهما.

(١٢) تفسير الطبري ١٢ / ٤١٢ ، والدر المنثور ٨ / ٣٦٦. وفيهما : دمادم ، بدلا من دمدما.

(١٣) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٤١٧ عن ابن عباس وأبي صالح وعكرمة ، وياقوتة الصراط ٥٥٢ ، والدر المنثور ٨ / ٣٦٨ عن ابن عباس.

(١٤) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٤١٩ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٩٦ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣١٨.

(١٥) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٩٦ ، وزاد المسير ٨ / ١٩٠.

٦٨٥

سورة النازعات

مكيّة. (١)

وهي خمس وأربعون آية في غير عدد أهل الكوفة. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) : هم الملائكة (٣) الذين ينزعون الأرواح من الأشباح بإذن الله مدّا شديدا كإغراق النشّاب في القوس ، (٤) وإغراقا للنّفس في ريقها عند ما يغرغر الإنسان.

٢ ـ (وَالنَّاشِطاتِ) : هم الملائكة يعقدون على أطراف من حضره الموت مثل العقد على الذّبيحة لئلا تضطرب ، تقول : نشطت : إذا عقدت ، وأنشطت : إذا حللت. (٥) والذين يقشرون الرّوح قشرا ، تقول : نشطت الشّيء إذا قشرته (٦).

٣ ـ (وَالسَّابِحاتِ) : هم الملائكة كانوا يسبحون في الهواء إلى السّماء بروح الميّت ، والأنفس تسبح في الأشباح إلى أن تنزع.

٤ ـ و (السّابقات) : هي الأنفس (٧) ، أو الملائكة (٨).

٥ ـ و (المدبّرات) : هي الأنفس المدبّرة بغير ما قدّر الله عليها ، والملائكة الذين يدبّرون بأمر الله (٩).

وقيل : (النّازعات) : الرّماة (١٠) الغزاة (١١) نزعوا القسيّ ، فاغرقوا النّشّاب فيها نشاطهم ، أو نشاط خيلهم ، و (السّابحات) : هي الخيل التي كأنّها تسبح عند الرّكض ، (١٢) و (السّابقات) : في

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٣٩٠ ، وزاد المسير ٨ / ١٩١ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٩٠ ، والدر المنثور ٨ / ٣٧٠ عن ابن عباس ،

(٢) وعدد آيها عند أهل الكوفة ست أربعون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٦٣ ، وفنون الأفنان ٣١٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٤ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٧٠.

(٣) تفسير الطبري ١٢ / ٤٢٠ عن ابن عباس ومسروق ، وزاد المسير ٨ / ١٩١ عن علي وابن مسعود ، والدر المنثور ٨ / ٣٧٠ عن علي.

(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٠ ، وتفسير غريب القرآن ٥١٢ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٩٩.

(٥) ينظر : لسان العرب ٧ / ٤١٤ ، والقاموس المحيط ١ / ٨٩٠.

(٦) ينظر : لسان العرب ٧ / ٤١٥.

(٧) زاد المسير ٨ / ١٩٣ عن ابن مسعود.

(٨) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٠ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٤٢٤ عن مجاهد ، وزاد المسير ٨ / ١٩٣ عن علي ومسروق.

(٩) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٤٢٤ ، ومجمع البيان ١٠ / ٢٠٠.

(١٠) الأصل وك وع : رماة ، وأ : النازعا رباه ، والتصويب من كتب التخريج.

(١١) تفسير الثعلبي ١٠ / ١٢٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٢٣ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٩١.

(١٢) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ١٤٦ ، ولسان العرب ٢ / ٤٧١.

٦٨٦

جياد الخيل ، (١) و (المدّبرات) : أمراء السّرايا.

وجواب القسم مضمر عند الفرّاء ، تقديره : لأنتم مردودون في الحافرة مبعوثون للحساب. (٢) وقيل : جواب القسم (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) [النازعات : ٨] ، تقديره : لقلوب ، أو أوجفت (٣) القلوب. ويحتمل : أنّ جواب القسم : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى) [النازعات : ٢٦]. (٤)

٦ ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ) : تزلزل (٥).

(الرَّاجِفَةُ) : الأرض. (٦)

٧ ـ (تَتْبَعُهَا) أي : تتبع الرّجفة أو النفخة التي هي سبب الرجفة رادفة النّفخة الثّانية إن شاء الله. وقيل : هما رجفتان الأولى : لموت الحيوان ، والثّانية : لتدكدك الجبال ، وانقلاب الأرض ظهرا عن بطن.

٨ ـ (واجِفَةٌ) : مضطربة من الهول. (٧)

١٠ ـ (يَقُولُونَ)(٨) : كلام مبتدأ على سبيل الحكاية على الكفّار في الدّنيا.

(لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) : يعني : الرّجعة إلى الشباب وعنفوان الأمر ، يقال : رجع الأمر إلى حافرته ، وهي حافرته. وقيل : (الْحافِرَةِ) : الحفرة المحفورة ، وهي القبر. (٩)

١٢ ـ (تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ) : أي : رجعة خاسرة ، أي : رجعة ذات خسر. (١٠)

١٣ ـ (فَإِنَّما (١١) هِيَ) : يعني : الكرّة. (١٢)

(زَجْرَةٌ) : صوتة ، والزّجر بالسّائمة ، والصّيد هو الصّوت بها.

__________________

(١) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ١٤٦ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٩٣.

(٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣١.

(٣) ك وأ : لوجفت.

(٤) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٧٤٩ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٤١٢ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٤٩.

(٥) أ : تزلزلت. ينظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٣٧١ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٢٤ ، ولسان العرب ٩ / ١١٢ ـ ١١٣.

(٦) تفسير غريب القرآن ٥١٢.

(٧) ينظر : تهذيب اللغة ٤ / ٤٨٤٠ ، وزاد المسير ٨ / ١٩٤ ، وزاد المسير ٨ / ١٩٤.

(٨) الأصول المخطوطة : يقول.

(٩) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٢ ، وزاد المسير ٨ / ١٩٤.

(١٠) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ١٤٨.

(١١) الأصول المخطوطة : إنما.

(١٢) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٩٥.

٦٨٧

١٤ ـ (بِالسَّاهِرَةِ) : بالأرض. (١)

١٨ ـ (هَلْ لَكَ) : هل فيك من رغبة وميل إلى أن تزكى؟ (٢)

٢٥ ـ (نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) : أما نكاله في الآخرة فحين يقدم قومه إلى النّار ، وأما نكاله في الدّنيا فعندما قذفه البحر إلى نجوة من الأرض.

٢٨ ـ (سَمْكَها) : علوّها الدّاخل في المساحة. (٣)

٢٩ ـ (وَأَغْطَشَ) : أظلم الله اللّيل ، والأغطش : الذي في عينيه شبه العمش. (٤)

٣٠ ـ (دَحاها) : بسطها ووسّعها. (٥) عن عبد الله بن عمرو قال : أوّل ما وضع الله الكعبة دحى الأرض من تحتها ، ثمّ بنى السّماء بعدها بألف عام ، ثمّ قال الله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ) دحئها. وعن ابن عبّاس : خلق الله (٣١٩ و) الأرض قبل أن يخلق السّماء ، ودحى الأرض بعد ما خلق السّماء. (٦)

٣٤ ـ (الطَّامَّةُ) : الخصلة العالية الغالبة القاهرة ، يقال : طمّ الأمر إذا غلب وعلا وهي من أسماء القيامة. (٧)

٤٣ و ٤٤ ـ عن عروة بن الزّبير قال : لم يزل النّبيّ عليه‌السلام يسأل عن السّاعة حتى نزلت : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) فانتهى ولم يسأل عنها. (٨) وعن عروة ، عن عائشة قالت : لم يزل النّبيّ عليه‌السلام يسأل عن السّاعة حتى نزل (٩) عليه : (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) فانتهى. (١٠)

__________________

(١) تفسير الطبري ١٢ / ٤٢٩ عن ابن عباس وعكرمة ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٦٣ ، والدر المنثور ٨ / ٣٧٤ عن الشعبي وابن جبير.

(٢) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٨٣.

(٣) ينظر : التفسير الكبير ١١ / ٤٥.

(٤) ينظر : مفردات ألفاظ القرآن ٤٠٤ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٠٤ ، ولسان العرب ٦ / ٣٢٤.

(٥) تفسير غريب القرآن ٥١٣ ، والغريبين ٢ / ٦٢٣ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٦٣.

(٦) الدر المنثور ٨ / ٣٧٧.

(٧) ينظر : تهذيب اللغة ٣ / ٢٢١٩.

(٨) أخرجه الشافعي في مسنده ٢٤١ والبيهقي في معرفة السنن والآثار ٧ / ٥٧٠. ابن راهويه في المسند ٢ / ٢٧٠ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٤٦ كلاهما متصلا عن عروة عن عائشة.

(٩) ك : نزلت.

(١٠) أخرجه ابن راهويه في المسند ٢ / ٢٧٠ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٤٦.

٦٨٨

سورة عبس

مكيّة. (١)

وهي اثنتان وأربعون آية في عدد أهل الحجاز والكوفة. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : أنزلت (عَبَسَ وَتَوَلَّى) في ابن أمّ مكتوم الأعمى ، أتى رسول الله فجعل يقول : يا رسول الله ، أرشدني ، وعند رسول الله من عظماء المشركين ، فجعل رسول الله يعرض [عنه](٣) ، ويقبل على (٤) الآخرين ، ويقول : أترى بما أقول بأسا؟ فيقول : لا ، ففي هذا أنزل. (٥)

٥ و ٦ ـ وعن عروة بن الزّبير قال : جاء ابن أمّ مكتوم إلى النّبيّ ، وهو أعمى ، فقال : يا رسول الله ، علّمني ممّا علمك الله ، وجاءه أميّة بن خلف وابن أمّ مكتوم يكلّمه ، فأقبل رسول الله على أميّة ، وأعرض عن ابن أمّ مكتوم ، وعبس في وجهه ، فأنزل. (٦)

٥ و ٦ ـ (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى) : يعني : أميّة بن خلف. (٧)

٧ ـ (أَلَّا يَزَّكَّى) : يقول : يهتدي. (٨)

١٥ و ١٦ ـ (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرامٍ بَرَرَةٍ (١٦)) يعني : الملائكة. (٩)

١٩ ـ (فَقَدَّرَهُ) : في الرّحم.

قال الأمير : التّصدّي للشّيء استشرافه والنّظر إليه ، والتلهّي عن الشّيء التّشاغل عنه.

__________________

(١) تفسير مقاتل ٣ / ٤٥١ ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٠ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢١١ ، والدر المنثور ٨ / ٣٨٠ عن ابن عباس وابن الزبير.

(٢) وعدد آيها عند أهل الشام أربعون آية ، وعند أبي جعفر وأهل البصرة إحدى وأربعون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٦٤ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٤ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٧٢.

(٣) زيادة يقتضيها السياق.

(٤) الأصول المخطوطة : عن.

(٥) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٣١) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥٥٨ ، وابن حبان في صحيحه (٥٣٥) ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب.

(٦) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٣١) ، والتمهيد لابن عبد البر ٢٢ / ٣٢٤ ، وجميعهم لم يذكروا أمية بن خلف وإنما قالوا : من عظماء قريش.

(٧) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٥١ ، والإتقان ٢ / ٣٩٤.

(٨) أ : معتدي. ينظر : تفسير البغوي ٨ / ٣٣٦ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢١٥.

(٩) تفسير غريب القرآن ٥١٤ ، والطبري ١٢ / ٤٤٦ عن ابن عباس ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٨٤ ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٢ عن الجمهور.

٦٨٩

١٧ ـ قال الكلبيّ : (الْإِنْسانُ) هاهنا عتبة بن أبي لهب. (١)

(ما أَكْفَرَهُ) : كفر بالنّجم إذا هوى.

٢٠ ـ (ثُمَّ السَّبِيلَ) : سبيل الولادة (٢) ، أو سبيل التنفس ، أو سبيل الطّعام والشّراب ، أو سبيل الخير والشرّ (٣).

٢١ ـ (فَأَقْبَرَهُ) : أي : جعل له قبرا يواري سوأته. (٤)

٢٣ ـ (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) : يجوز أن يتناول كلّ (٥) إنسان ، على معنى قوله : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) [النساء : ١٢٩]. (٦)

٢٨ ـ (قَضْباً) : رطبة ، وكلّ ما يقضب من النّبات رطبا. (٧)

٣٠ ـ (غُلْباً) : غلاظا (٨) طوالا (٩).

٣١ ـ (وَأَبًّا) : مرعى. (١٠)

٣٣ ـ و (الصَّاخَّةُ) : الصّيحة التي تصخّ الأسماع وتصمّها ، وهي صيحة يوم القيامة. (١١)

٣٧ ـ عن ابن عبّاس ، عنه عليه‌السلام : «يحشر الناس حفاة عراة غرلا» ، فقالت امرأة : يبصر ويرى بعضنا عورة بعض؟ قال : «يا فلانة ، (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)(١٢).

٤٠ ـ (القترة) : صفة من الغبار. (١٣)

__________________

(١) ينظر : زاد المسير ٨ / ٢٠٣ ، وتفسير البغوي ٨ / ٣٣٨ عن مقاتل ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢١٧ عن ابن عباس.

(٢) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٤٤٧ عن ابن عباس والسدي وقتادة ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٤ عن السدي ومقاتل ، والتفسير الكبير ١١ / ٥٨.

(٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٧ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٤٤٧ ، والدر المصورن ٦ / ٤٨٠.

(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٧ ، وتفسير غريب القرآن ٥١٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٨٥.

(٥) الأصول المخطوطة : لكل.

(٦) ينظر : تفسير مجاهد ٧٣١ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٤٤٨ عن مجاهد ، والتفسير الكبير ١١ / ٥٨.

(٧) ينظر : جمهرة اللغة ١ / ٣٥٥ ، والغريبين ٥ / ١٥٥٤ ، ومفردات ألفاظ القرآن ٤٥٣ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٦٥.

(٨) معاني الفراء ٣ / ٢٣٨ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ١٣٣ ، والكشاف ٤ / ٧٠٤.

(٩) تفسير ابن أبي حاتم (١٩١٣٣) عن ابن عباس ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٢٦ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٣٣.

(١٠) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥١٥ ، ومفردات ألفاظ القرآن ١٢ ، وياقوتة الصراط ٥٥٧ ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٥ عن ابن عباس وعكرمة واللغويين.

(١١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٨٧ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٦٦ ، والدر المصون ٦ / ٤٨٢.

(١٢) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٣٢) ، والنسائي في الكبرى (١١٦٤٧) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٢٧٦ ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

(١٣) ينظر : تهذيب اللغة ٣ / ٢٨٨٣ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٣٥ ، والدر المصون ٦ / ٤٨٣.

٦٩٠

سورة التكوير

مكيّة. (١)

وهي ثمان وعشرون آية في عدد المدنيّ الأوّل. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

عن ابن عمر قال : قال رسول الله عليه‌السلام : «من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة رأي عين فليقرأ : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) و (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ)» (٣).

١ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) قال : يكوّر الله الشمس والقمر يوم القيامة ، ثمّ يبعث عليها ريح الدّبور (٤) (٣١٩ ظ) فيصرفها ، فتصير نارا ، فذلك (٥) قوله : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) [التكوير : ٦]. (٦) وفي قوله : (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ) [التكوير : ٥] ليحشرنّ كلّ شيء حتى الذّباب. وقال أيضا : حشرها موتها. (٧)

٧ ـ وعن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه في قوله : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) قال : هما الرّجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنّة. (٨) وعنه قال : الفاجر مع الفاجر ، والصالح مع الصالح. (٩)

٤ ـ (الْعِشارُ) : جمع عشراء ، وهي النّاقة التي قربت ولادتها. (١٠)

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٠٦ ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٧ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٣٣٠ ، والدر المنثور ٨ / ٣٨٠ عن ابن عباس وابن الزبير.

(٢) قال أبو عمرو الداني في البيان ٢٦٥ ، وابن الجوزي في الفنون ٣٢٠ : عشرون وتسع آيات في جميع العدد إلا في عد أبي جعفر فإنها وثمان. وينظر : إتحاف فضلاء البشر ٥٧٣.

(٣) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٣٣) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٥٦٠ ، وأخرج أحمد في المسند ٢ / ٢٧ ، والترمذي في السنن (٣٣٣٣) ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٦٢٠ ، وفيه زيادة : «(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) و (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)». وقال الترمذي : حديث حسن غريب.

(٤) في الأصل وك : دبو ، وفي أ : دبر.

(٥) في أ : بذلك.

(٦) الزهد لابن سري ١ / ٢٠٣ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩١٤٢) ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٣٠. عند الجميع : « .. والقمر والنجوم ..».

(٧) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٩ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٤٥٩ ، والدر المنثور ٨ / ٣٩٢.

(٨) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٥٠ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩١٦٢) ، والمستدرك ٢ / ٥٦٠. وفيه زيادة : « .. أو النار».

(٩) المستدرك ٢ / ٥٦٠ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٣٨ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٢٩.

(١٠) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥١٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٨٩ ، والدر المصون ٦ / ٤٨٤.

٦٩١

(عُطِّلَتْ) : تركت وأهملت. (١)

٥ ـ و (الْوُحُوشُ) : جمع وحش ، وهو ما توحّش من الصّيد.

٨ ـ (الْمَوْؤُدَةُ) : المدفونة قبل الموت. (٢) قيل : وأد البنات من المكرمات. (٣)

(سُئِلَتْ) : كسؤال عيسى عليه‌السلام. (٤)

١١ ـ (كُشِطَتْ) : نحيّت عنها. (٥)

١٦ ـ عن عمرو بن شرحبيل : (الْجَوارِ الْكُنَّسِ) : الظّباء تكنس بالنّهار من الحرّ في الكنّ تسكن. وقال الفرّاء (٦) وغيره (٧) : وهي النّجوم الخمسة في الكنّاس ، وهو بيت الظّباء.

١٧ ـ (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) : أقبل. (٨) وقيل : أدبر. (٩) من الأضداد ، (١٠) وعسعست السّحابة إذا دنت من الأرض باللّيل. (١١)

١٨ ـ (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) : انفلق ، من قولهم : تنفّست القوس إذا انشقّت. (١٢)

__________________

(١) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٠٨ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٨٩ ، والكليات ٦٦٠.

(٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٠ ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٨.

(٣) يروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات ، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة ٢ / ٣٦٤ ، والكتاني في تنزيه الشريعة ٢ / ٣٧٢ «دفن البنات من المكرمات».

(٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٠ ، والكشاف ٤ / ٧٠٩ ، وزاد المسير ٨ / ٢٠٩.

(٥) مفردات ألفاظ القرآن ٤٨٢ ، والمصباح المنير ٢ / ٥٣٤.

(٦) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٤٢.

(٧) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥١٧ ،

(٨) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٥٢ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٢٤٣٤ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٤١ عن الحسن ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٣ عن الزجاج.

(٩) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٤٣ ، وإعراب القرآن للنحاس ٥ / ١٦١ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٢٤٣٤ عن الفراء. وقال الفراء : اجتمع المفسرون على هذا المعنى. قال النحاس : وهذا غلط.

(١٠) غريب القرآن للسجستاني ٣٤٠ ، وغريب الحديث للخطابي ٢ / ١٨٤ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٢٤٣٤ عن أبي حاتم وقطرب ، والنهاية في غريب الحديث ٣ / ٢٣٦.

(١١) ينظر : العين ١ / ٧٤ ، ولسان العرب ٦ / ١٤٠.

(١٢) ينظر : تهذيب اللغة ٤ / ٣٦٣٠ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٤٠.

٦٩٢

سورة الانفطار

مكيّة. (١)

وهي تسع عشرة آية بلا خلاف. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٤ ـ (بُعْثِرَتْ) : بحثرت ، فتّشت ، وقلبت. (٣)

٥ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) : يقول : ما علمت من خير أو شرّ ، فإن كان شرّا كان عليه مثل (٤) أوزار من عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ، وإن كان خيرا كان له مثل أجر من يعمل به من غير أن ينتقص من أجورهم شيء. (٥)

٨ ـ (رَكَّبَكَ) : ألّفك (٦).

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤١٤ ، وتفسير وزاد المسير ٨ / ٢١٤ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٣٤٥ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٤٤.

(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٦٦ ، وفنون الأفنان ٣٢٠ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٥ ، ومنار الهدى ٨٣٦.

(٣) تفسير السمعاني ٦ / ١٧٢ ، وتهذيب اللغة ١ / ٣٥٤ ـ ٣٥٥ ، والدر المصون ٦ / ٤٨٨.

(٤) ساقطة من أ.

(٥) تفسير ابن أبي حاتم (١٩١٧٣).

(٦) أ : الفكر.

٦٩٣

سورة التطفيف

مكيّة. (١) وعن ابن عبّاس وقتادة : مدنيّة إلا ثمان آيات من قوله : (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) [المطففين : ٢٩]. (٢)

وهي ست وثلاثون آية بلا خلاف. (٣)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ عن ابن عبّاس قال : لّما (٤) خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة نزل عليه جبريل بالمدينة بقوله : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) واقترأها رسول الله عليهم ، فأحسنوا كيلهم ووزنهم بعد. (٥)

٢ ـ قوله : (يَسْتَوْفُونَ) : يعني : على غيرهم يستوفون الكيل والوزن ، والاكتيال والاتزان. (٦)

٣ ـ (وَإِذا كالُوهُمْ) : لغيرهم.

(أَوْ وَزَنُوهُمْ) : لغيرهم. (٧)

(يُخْسِرُونَ) : ينقصون (٨) ، وضمير الجمع متّصل كقوله : كلتك طعاما ، ووزنتك مئة ، فهو عائد إلى النّاس ، ولهذا لم تكتب الألف بعد الواو كقوله (٩) : (تَبْغُونَها عِوَجاً) [آل عمران : ٩٩] ، (يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ) [التوبة : ٤٧]. (١٠)

٤ ـ يقول الله عزوجل : (أَلا يَظُنُّ) : ألا يعلم. (١١)

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤١٨ عن ابن مسعود والضحاك وابن سلام ، وزاد المسير ٨ / ٢١٨ عنهم ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٥٠ عن ابن مسعود والضحاك ومقاتل.

(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٤١٨ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٥٠ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٢٠٥.

(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٦٧ ، وفنون الأفنان ٣٢٠ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٥ ، ومنار الهدى ٨٣٧.

(٤) أ : لهما.

(٥) أخرجه بلفظ مقارب ابن ماجه في السنن (٢٢٢٣) ، والنسائي في الكبرى ٦ / ٥٠٨ ، والبيهقي في الكبرى ٦ / ٣٢.

(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٧ ، وزاد المسير ٨ / ٢١٩.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٧.

(٨) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٦٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٤ ، والكشاف ٤ / ٧٢١ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٢٥.

(٩) الأصول المخطوطة : لقوله.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٤٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٩٨ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٤١٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٥٤.

(١١) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٤ ، والتفسير الكبير ١١ / ٨٤.

٦٩٤

٤ و ٥ ـ (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) : وهو يوم القيامة (١) ، فيسألون عن كيلهم ووزنهم.

٦ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) : وهو يوم (٢) القيامة للحساب ، فيقومون بين يدي ربّ العالمين مقدار ثلاث مئة سنة ، ويهوّن على المؤمنين كقدر انصرافهم من الصّلاة. (٣) وعن أبيّ بن كعب : يقومون ثلاث مئة عام لا يؤذن لهم فيقعدوا ، فيهوّن (٣٢٠ و) عليهم كما تهوّن عليهم المكتوبة. (٤) وعن سلمان قال : الصّلاة مكيال ، فمن أوفى (٥) أوفى الله له ، وقد سمعتم ما قال الله في الكيل : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) [المطففين : ١]. (٦) وعن ابن عمر ، عنه عليه‌السلام : «يقوم أحدهم في الرّشح إلى أنصاف أذنيه» (٧).

١٤ ـ وعن أبي هريرة ، عنه عليه‌السلام : «إذا أذنب العبد نكت (٨) في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب صقل منها ، وإن عاد ازداد حتى يعظم في قلبه ، فذلك الرّان الذي قال الله تعالى : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)» (٩).

١٥ ـ وفحوى قوله : (إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) : أن يكون أهل الجنّة غير محجوبين. (١٠)

٢٠ ـ (مَرْقُومٌ) : مكتوب. (١١)

١٨ ـ (عِلِّيِّينَ) : من العلوّ. عن أسامة بن زيد ، عن أبيه قال : السّماء السّابعة. (١٢)

٧ ـ (سِجِّينٍ) : من السّجن (١٣). عن سعيد قال : تحت حدّ إبليس. (١٤)

__________________

(١) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٤ ، وتفسير السمعاني ٦ / ١٧٨ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٥٤.

(٢) ساقطة من ك.

(٣) تفسير القرطبي ١٩ / ٢٥٥.

(٤) تفسير السمرقندي ٢ / ٢٣٦ ، والدر المنثور ٨ / ٤٠٥.

(٥) ساقطة من ك وأ.

(٦) مصنف عبد الرزاق ٢ / ٣٧٣ ، ومصنف ابن أبي شيبة ١ / ٢٥٩ ، والتهجد وقيام الليل ٤٨٠ ، وشعب الإيمان للبيهقي ٣ / ١٤٧.

(٧) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ١٣ ، والبخاري في الصحيح () ، ومسلم في الصحيح (٢٨٦٢) ، والترمذي (٢٤٢٢).

(٨) ك : نكتت.

(٩) أخرجه الطبري في التفسير ١٢ / ٤٩١ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٤٥ ، والبيهقي في الشعب ٥ / ٤٤٠.

(١٠) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٤٩٢ ، وزاد المسير ٨ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ عن ابن عباس ومالك بن أنس وغيرهما.

(١١) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٥٦ عن قتادة ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٥٣ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٥.

(١٢) زاد المسير ٨ / ٢٢٣.

(١٣) أ : الشجر.

(١٤) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٤ ، وتفسير السمعاني ٦ / ١٧٨ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٥٤.

٦٩٥

٢٥ و ٢٦ و ٢٧ ـ عن مسروق ، عن عبد الله : (رَحِيقٍ) : خمر ، (مَخْتُومٍ) : ممزوج ، (خِتامُهُ مِسْكٌ) : طعمه وريحه ، (تَسْنِيمٍ) قال : عين في الجنة (يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ) صرفا ، وتمزج لأصحاب اليمين. (١)

٢٦ ـ قال الأمير : خاتم الشّيء وختامه آخره ، أي : آخر طعم الشّراب.

(فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) : فليتفاضل في الرّغبة والإيثار.

٢٧ ـ (تَسْنِيمٍ) : شراب متسنّم إلى الغرف.

٣٣ ـ (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ) : أي : ما جعل الله الكفّار رقباء على المؤمنين. (٢)

٣٠ ـ (يَتَغامَزُونَ) : يتلامزون.

__________________

(١) تفسير الطبري ١٢ / ٤٨٨ ، وإعراب القرآن للنحاس ٥ / ١٧٦ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٥٢.

(١) مصنف ابن أبي شيبة ٧ / ٤٤.

(٢) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ١٨٤ ، والكشاف ٤ / ٧٢٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٣٠.

٦٩٦

سورة الانشقاق

مكيّة. (١)

وهي خمس وعشرون آية في عدد أهل الحجاز والكوفة. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) : بالغمام. (٣)

٢ ـ (وَأَذِنَتْ) : يعني : الأرض ، إذنها : سمعها وطاعتها في الانفعال.

٣ ـ (مُدَّتْ) : سوّيت قاعا صفصفا. (٤)

٤ ـ (وَأَلْقَتْ ما فِيها) : أخرجت ما فيها من الكنوز والموتى من بطنها إلى ظهرها ، وذلك تخلّيها. (٥)

٥ ـ (وَحُقَّتْ) : أي : حق لها أن تسمع وتطيع. (٦)

٦ ـ (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) : كلّ واحد من النّاس. (٧) وذكر الكلبيّ : أنّه أبيّ بن خلف. (٨) وذكر مقاتل : أنّه الأسود بن (٩) عبد الأسود. (١٠)

عن ابن عمر ، عنه عليه‌السلام : «أنا أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة ، فأجلس جالسا في قبري ، ثمّ يفتح لي باب إلى السّماء بحيال رأسي حتى أنظر إلى عرش ربّي ، ثمّ يفتح لي باب إلى الأرض السّفلى حتى أنظر إلى الثّور والثّرى ، ثمّ يفتح لي باب عن يميني حتى أنظر إلى الجنّة ، وإلى منازل أصحابي ، وإنّ الأرض تحرّكت تحتي فقلت : ما لك أيّتها الأرض؟ قالت : إنّ ربّي أمرني أن ألقي ما في جوفي وأن أتخلى فأكون كما كنت إذ لا شيء فيّ ، وذلك قوله

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٢٤ ، وزاد المسير ٨ / ٢٢٦ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٦٩.

(٢) وعدد آيها عند أهل البصرة والشام ثلاث وعشرون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٦٨ ، وفنون الأفنان ٣٢١ ، جمال القراء ٢ / ٥٥٥.

(٣) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٤٩ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٠٣ ، والكشاف ٤ / ٧٢٦ ، والتسهيل في علوم التنزيل ٤ / ١٨٦.

(٤) ينظر : إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٧١ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٧٠ ، ولسان العرب ٣ / ٣٩٧.

(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٣٠٣ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ١٥٨ ، وزاد المسير ٨ / ٢٢٧.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٥٠٥ عن قتادة والضحاك ، وزاد المسير ٨ / ٢٢٧ ، واللباب في علوم الكتاب ٢٠ / ٢٢٩ عن الضحاك.

(٧) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ٢٧١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٨٧.

(٨) تفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٨ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٧١ من غير نسبة.

(٩) أ : من.

(١٠) تفسير مقاتل ٣ / ٤٦٤.

٦٩٧

تعالى : (وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) : أي : سمعت وأطاعت وحقّ لها أن تسمع وتطيع (١)» (٢).

(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا ذلك الإنسان». قال الأمير : رواته مجهولون.

(كادِحٌ) : ساع. (٣)

٩ ـ (مَسْرُوراً) : فرحا. (٤)

١٤ ـ (لَنْ يَحُورَ) : يرجع (٥) ويهلك.

وعن عائشة قالت : من حوسب دخل الجنّة ، يقول الله (٣٢٠ ظ) : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩)) [الانشقاق : ٧ ـ ٩] ، ويقول للآخرين (٦) ، يعني : الكفّار : (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) [الرحمن : ٣٩]. وعن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من نوقش الحساب لم يغفر له» ، قلت : يا رسول الله ، فأين قوله : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً)؟ قال : «ذلك العرض». (٧) وعن أنس بن مالك قال : من حوسب عذّب. (٨)

١٦ ـ (الشّفق) : هو اسم لشعاع الشّمس بعد غروبها ، ومأخذه من الشّفقة ، وهي رقّة القلب ، والشّفق من كلّ شيء أرذله ، ويقال : فلان في شفق من حياة إذا كان في النّزع. (٩)

١٨ ـ (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) : اجتمع ليلة البدر. (١٠)

__________________

(١) ساقطة من ك.

(٢) الجواهر الحسان ٣ / ٤٥٨ ، وقال : «وخرج الختلي أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم في كتاب الديباج له بسنده ...».

(٣) معاني القرآن ٥ / ٣٠٣ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٣٨ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٧١ ، وزاد المسير ٨ / ٢٢٧.

(٤) تفسير السمعاني ٦ / ١٨٩.

(٥) تفسير ابن أبي حاتم (١٩١٩٣) عن ابن عباس ، وغريب القرآن للسجستاني ٥٢٧ ، والكشاف ٤ / ٧٢٥ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ١٣٣.

(٦) أ : الآخرين.

(٧) أخرجه البخاري في الصحيح (٤٩٣٩) ، ومسلم في الصحيح (٢٨٧٦) ، والطبراني في الدعاء (١٩٦٤).

(٨) أخرجه مرفوعا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الترمذي في السنن (٣٣٣٨) ، وابن عدي في الكامل ٥ / ١٨٢ ، والمقدسي في الأحاديث المختارة ٧ / ٢٧ ، وقال الترمذي : حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا من هذا الوجه.

(٩) ينظر : لسان العرب ١٠ / ١٨٠.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥١ ، وتفسير غريب القرآن ٥٢١ ، والغريبين ٦ / ٢٠٠٠.

٦٩٨

٢١ ـ عن الأسود قال : رأيت عمر بن الخطّاب وعبد الله بن مسعود يسجدان في (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ). (١) وعن أبي رافع قال : صلّيت خلف أبي هريرة بالمدينة فقرأ : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فسجد فيها ، فلمّا فرغ من صلاته لقيته فقلت : أتسجد فيها؟ فقال : رأيت رسول الله عليه‌السلام يسجد فيها ، فلن أدع ذلك. (٢)

٢٣ ـ (يُوعُونَ) : يجمعون في صدورهم ويضمرونه ، من العداوة والمكر. (٣)

__________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة ١ / ٣٦٩ ، وشرح معاني الآثار ٩ / ٢٥٨.

(٢) أخرجه البخاري في الصحيح (٧٦٨) ، ومسلم في الصحيح (٥٧٨) ، وأبو داود في السنن (١٤٠٨).

(٣) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥٢ ، وتفسير غريب القرآن ٥٢١ ، والغريبين ٦ / ٢٠١٨ ، والكشاف ٤ / ٧٢٩.

٦٩٩

سورة البروج

مكيّة. (١)

وهي اثنتان وعشرون آية بلا خلاف. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) : جواب القسم مضمر (٣) عند البصريين ، وعند الكوفيين جوابها : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) [البروج : ٤](٤) على سبيل التّقديم والتّأخير ، أي : قتل هؤلاء والسّماء ذات البروج ، كقولك لخصمك : خصمتك والله.

٣ ـ عن ابن عبّاس قال : المشهود يوم القيامة ، يقول الله تعالى : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) [هود : ١٠٣] ، والشاهد [محمد](٥) لقوله تعالى : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء : ٤١]. (٦) وقيل : الشاهد جبريل ، والمشهود محمد عليه‌السلام لقوله تعالى : (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى) إلى قوله : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) [النجم : ٨ ـ ١١]. وقيل : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة. (٧)

٤ ـ (الْأُخْدُودِ) : شقّ في الأرض. (٨)

(أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) : الذين أحرقوا المؤمنين من الصّابئين ، كانوا على حقيقة دين عيسى عليه‌السلام ، كلّمت النّصارى قيصر الرّوم حتى كتب إلى صاحب اليمن بأمره بإحراقهم ، وهذا فيما رواه أبو جعفر الإنجيليّ.

وعن ابن عبّاس قال : إنّ الله خلق لوحا (٩) محفوظا (١٠) من درّة بيضاء ، دفتاه ياقوتة حمراء ،

__________________

(١) تفسير الماوردي ٤ / ٤٢٩ ، وزاد المسير ٨ / ٢٣٢ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٣٨٣ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٢٨٣.

(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٦٩ ، وفنون الأفنان ٣٢١ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٥ ، ومنار الهدى ٨٤٢.

(٣) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٧٦٣ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ٤٥٧.

(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٥٣ ، ومشكل إعراب القرآن ٧٦٣ ، والدر المصون ٦ / ٥٠٢.

(٥) زيادة من كتب التخريج.

(٦) ينظر : سنن النسائي الكبرى (١١٦٦٣) ، وتفسير الطبري ١٢ / ٥٢١.

(٧) تفسير الطبري ١٢ / ٥٢٠ عن علي وابن زيد وقتادة وسواهم ، وزاد المسير ٨ / ٢٣٣ ، وقد روي هذا القول عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ينظر : الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ٧٢ ، تاريخ دمشق ١٣ / ٣٠٧ عن جبير بن مطعم.

(٨) تفسير السمعاني ٦ / ١٩٥ ، ومشارق الأنوار ١ / ٢٣٠ ، والنهاية في غريب الحديث ٢ / ١٣ ، والكليات ٦٥.

(٩) أ : لوح.

(١٠) الأصول المخطوطة : محفوظ. والتصويب من كتب التخريج.

٧٠٠