درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

سورة النحل

مكية. عن ابن عباس (١) ، وعطاء (٢) ، وابن المبارك (٣) ، وجماعة إلا قوله : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ ...) [النحل : ١٢٦] الآية ، فأنزلت في منصرف [النبي ، عليه](٤) السّلام من أحد. وروى همام (٥) ، ومعمر (٦) ، عن قتادة : أنّها مدنية. (٧) وكذا عن أبي. وعن الحسن : أنّ أربعين آية من أوّلها مكية ، والباقي مدنيّ. (٨) وعن ابن عباس ، وقتادة : أنّ من أوّل السورة إلى قوله : (وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [النحل : ٩٤] مكيّ ، ومن قوله : (وَلا تَشْتَرُوا ...) [النحل : ٩٥] إلى قوله : (بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل : ٩٧] مدنيّ. (٩)

وهي مئة وثمان وعشرون (١٠) آية. (١١) والله أعلم.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (أَتى أَمْرُ اللهِ) : ابن عباس قال : لمّا نزلت هذه الآية : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ ...) الآية [الأنبياء : ١] ، ثمّ نزلت : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) [القمر : ١] ، ثم أمهلت ، قالت كفّار قريش : يا محمد ، تزعم أنّه قد اقترب للناس حسابهم ، والله ما نرى ممّا تقول شيئا ، قال : فنزلت (أَتى أَمْرُ اللهِ)، فوثب رسول الله عليه‌السلام لا يشك أنّ العذاب قد أتاهم حتى قال له جبريل عليه‌السلام :

__________________

(١) معاني القرآن للنحاس ٤ / ٥٠ ، والدر المنثور ٥ / ١٠٧ ، إلا أنه قال : سوى ثلاث آيات من آخرها.

(٢) ينظر : تفسير ابن كثير ٢ / ٥٩٣ ، والدر المنثور ٥ / ١٠٧. وعطاء هو أبو محمد عطاء بن أبي رباح ، المكي القرشي مولاهم ، شيخ الإسلام ، ومفتي الحرم ، توفي ١١٤ ه‍. ينظر : معرفة الثقات ٢ / ١٣٥ ، التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٦٣ ، وميزان الاعتدال ٥ / ٩٠.

(٣) شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم ، المروزي ، توفي سنة ١٨١ ه‍. ينظر : تسمية فقهاء الأمصار ١ / ١٢٨ و ١٣٠ ، والفهرست لابن النديم ٢٨٤ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٤٥ ، والأعلام ٤ / ١١٥.

(٤) سواد في الأصل ، وهي من ك.

(٥) هو أبو عبد الله همّام بن يحيى بن دينار العوديّ المحلمي توفي سنة ١٦٣ ه‍. ينظر : السابق واللاحق ٣٦٤ ، والأنساب للسمعاني ٩ / ٨٦ ، والكاشف ٣ / ٢٢٥ ، ومعجم المؤلفين ١٢ / ٣٠٩.

(٦) هو أبو عروة معمر بن راشد الأزديّ الحدّاني مولاهم ، البصري ، الإمام الحافظ ، شيخ الإسلام ، توفي سنة ١٥٤ ه‍. ينظر : الجرح والتعديل ٨ / ٢٥٥ ، والثقات لابن حبان ٧ / ٤٨٤ ، والرواة الثقات المتكلم فيهم ١٦٦ ،

(٧) ينظر : التفسير الكبير ٧ / ١٦٧ ، واللباب في علوم الكتاب ١٢ / ٣ من غير نسبة.

(٨) التبيان في عد آي القرآن ١٢٨ ، والإتقان ١ / ٥٠ عن قتادة ، وفي جواهر القرآن ١ / ١٠٤ هذا القول منسوب لجابر بن زيد ، وكذلك في الإتقان ١ / ٥٠.

(٩) ينظر : تفسير القرطبي ١٠ / ٦٥ ، وحاشية القونوي ١١ / ٢٠٦.

(١٠) الأصول المخطوطة : عشرين وهو خطأ.

(١١) ليس فيها اختلاف ، ينظر : فنون الأفنان ١٣٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٢٨ ، ومنار الهدى ٤٢٨.

١٨١

(فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ)، فجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (١)

٢ ـ (أَنْ أَنْذِرُوا) : المشركين فإنّ إعلامهم توحيد الله هو الموجب للخوف ؛ لما هم فيه من الباطل.

٤ ـ (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ) : عن ابن عباس : أنّ النبيّ عليه‌السلام ذكر لقريش القرون الماضية ، وما ذا أهلكوا به ، وقال : «ثم يعيدهم الله خلقا جديدا بعد الموت يوم القيامة» ، فأخذ أبيّ بن خلف عظما باليا نخرا يتحات ، بلي ، فجعل يفتته بيده ، ويذريّه في الرياح ، ويقول : عجبا لمحمد يزعم : أنّه يعيدنا إذا كنّا عظاما ورفاتا بمنزلة هذا العظم البالي ، وأنّا (٢) نعاد خلقا جديدا إلى الدنيا فينا (٣) الروح ، هذا والله لا يكون أبدا ، فنزل في ذلك : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ ... وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً) [يس : ٧٧ ـ ٧٨] : بالعظم ، (وَنَسِيَ خَلْقَهُ) : الأول. (٤)

٥ ـ (دِفْءٌ) :" نسل كلّ دابة" ، عن ابن عباس. (٥) وقيل : نتاج الإبل وألبانها. (٦) وقيل : سخونة أوبارها ، وأشعارها يستدفئون بها. (٧)

٦ ـ (جَمالٌ) : حسن المنظر.

(حِينَ تُرِيحُونَ) : تردّون الإبل إلى بيوتكم ومنازلكم رواحا.

(وَحِينَ تَسْرَحُونَ) : بالغداة إلى المرعى.

٧ ـ (إِلى بَلَدٍ) : قيل : مكة ، حرسها الله. وفي الحديث : «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، (١٨١ و) و (٨) مسجد رسول الله ، والمسجد الأقصى». (٩) والظاهر أنّه أيّ بلد كان.

٨ ـ (الْبِغالَ)(١٠) : ما يتولّد من الحمار والفرس.

__________________

(١) ينظر : تفسير ابن وهب ، وتفسير الخازن ٣ / ٦٧ ، والتفسير الكبير ٧ / ١٦٨ ولم ينسبه.

(٢) ك : وإنما ، وأ : وأما.

(٣) ك : فبينا.

(٤) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨١٢٢) ، وزاد المسير ٥ / ٢٥٢ ، والدر المنثور ٧ / ٧٥.

(٥) تفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٢٧ ، والدر المنثور ٥ / ٩٧ ، وفتح البيان في مقاصد القرآن ٧ / ٢٠٩.

(٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٦٠ ، والمحرر الوجيز ٨ / ٣٧١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٢ / ١٢.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٦٠ ، والتفسير الكبير ٧ / ١٧٤ ، والجواهر الحسان ٢ / ٢٢١.

(٨) ك وع وأ : أو.

(٩) أخرجه البخاري في الصحيح (١١٨٩) ، ومسلم في الصحيح (١٣٩٧) ، وأبو داود في السنن (٢٠٣٣) ، وابن الجارود في المنتقى ١ / ١٣٥ ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(١٠) ع : (وَالْبِغالَ).

١٨٢

وفي الآية دليل على كراهيّة لحم الفرس.

(وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) : عامّ. وعن قتادة : أنّه السوس في النبات ، والدود في الفواكه. (١)

٩ ـ (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) : أي : إلى الله الهداية إلى سمت.

(وَمِنْها) : ومن السبل.

(جائِرٌ) : زائغ مائل.

١٠ ـ (شَجَرٌ) : كلّه ما ينبت من الأرض.

(تُسِيمُونَ) : ترعون (٢).

١٣ ـ (وَما ذَرَأَ) : في محلّ النصب عطفا على (اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) [النحل : ١٢]. وقيل : في محلّ الخفض عطفا على قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ) [النحل : ١٢]. (٣) وقيل : في محلّ الرفع بالابتداء ، وخبره الجملة. (٤) والذرأ : الخلق.

و (الألوان) : الأجناس مجازا ، والأصباع : حقيقة (٥).

١٤ ـ (طَرِيًّا) : جديدا (٦). وقيل : أراد الطريّ والمالح جميعا ، اقتصر على أحد طرفي الكلام ، كقوله : و (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١]. (٧)

(حِلْيَةً) : يعني : اللؤلؤ والياقوت والمرجان والعنبر.

(مَواخِرَ) : فواعل ، يقال : مخرت السفينة إذا شقت الماء بصدرها.

(وَلِتَبْتَغُوا) : الواو مقحمة. وقيل : للعطف على مضمر ، أي : لتتفكروا ، ولتبتغوا فضله. (٨)

__________________

(١) تفسير الخازن ٣ / ٦٩ ، وينظر : فتح القدير ٢ / ٥٣١ ، وفتح البيان في مقاصد القرآن ٧ / ٣١٣ من غير نسبة.

(٢) الأصول المخطوطة : تزرعون ، وهو خطأ ، والمثبت هو الصواب ، وهو قول عن ابن عباس ينظر : صحيح البخاري (فتح الباري) ٨ / ٣٨٤ ، ولسان العرب ١٢ / ٣١١ ، وتغليق التعليق ٤ / ٢٣٦.

(٣) ينظر : كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في إعراب القرآن وعلل القراءات ٢ / ٢٢ ، ومجمع البيان ٦ / ١٦٤ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٧٦.

(٤) ينظر : الحجة في القراءات السبع ١ / ١٥٦ ، والتبيان في أقسام القرآن ١ / ٨٧ ، وتفسير أبي السعود ٥ / ١٠٢.

(٥) ك وع وأ : حقيق.

(٦) الأصل وك وأ : جديد.

(٧) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٦٨ عن قتادة ، والمحرر الوجيز ٨ / ٣٨٥ ، والتفسير الكبير ٧ / ١٨٨.

(٨) ينظر : المجيد في إعراب القرآن المجيد ٢٥٨ ، والبحر المحيط ٥ / ٤٦٦ ، وروح المعاني ١٤ / ١١٤ عن ابن الأنباري.

١٨٣

١٥ ـ (أَنْ تَمِيدَ) أي : كيلا (١) وكراهة أن تميد : تميل وتتحرك.

(وَأَنْهاراً وَسُبُلاً) : وجعلنا فيها أنهارا وسبلا.

١٦ ـ (بِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) : يعني : أهل البادية والمبحرين للقبلة بضوئها ، وتيامنها وتياسرها في الليالي ، وأصحاب الزروع بطلوعها (٢) وغروبها ، والمحاسبين بطوالعها وغواربها إذا لم يكن معهم آلة يقدرون بهذا ظلّ الشمس بالنهار.

١٧ ـ (كَمَنْ لا يَخْلُقُ) : يعني : الطواغيت كلّها من الجنّ والإنس والأصنام.

٢١ ـ (أَمْواتٌ) : أي : الذين تدعونهم من دون الله ، وهم الشيطان والفراعنة (٣) أموات بقلوبهم ، ليست لهم حياة الإيمان. ويحتمل : أنّ المدعوين قوم درجوا وانقرضوا من هؤلاء الشياطين والفراعنة. ويحتمل : الأصنام على سبيل الحقيقة (٤) عند من يجعل الموت والجمود شيئا واحدا ، وعلى سبيل المجاز عند من يجعل الموت معنى تعقب الموت (٥).

(أَيَّانَ) : أوان.

٢٤ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ) : عن ابن عباس : نزلت في المقتسمين ؛ وذلك أنّ المشركين بعثوا ستة عشر رجلا إلى عقبات (٦) مكة على طريق الناس أيّام الحجّ ، على كلّ عقبة أربعة ؛ ليصدوا الناس عن رسول الله ، وقالوا لهم (٧) : من أتاكم يسألكم عن محمد ، فليقل بعضكم : هو شاعر ، وبعضكم : هو كاهن ، وبعضكم : هو مجنون ، وبعضكم : هو يتلو (٨) علينا أساطير الأولين ، وأن لا تروه ولا يراكم خير لكم ، فإذا انتهوا إلينا صدقناكم ، وبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبعث إلى كلّ أربعة أربعة من المسلمين ؛ ليكذّبوهم ، ويقولوا : هو يهدي إلى الحقّ ، ويأمر (٩) بصلة الرحم ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويدعو إلى الخير ، فكان الناس يسألونهم : ما هذا الخير الذي يدعوا إليه؟ فكانوا يقولون : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) [النحل : ٣٠] ، فكانوا يسألون : ما هذه الحسنة؟

__________________

(١) ك وع وأ : لئلا.

(٢) ع : بطوعها.

(٣) أ : والفرعنة.

(٤) أ : الحقيقي.

(٥) ساقطة من ك.

(٦) ع : عقاب.

(٧) ع : له.

(٨) الأصول المخطوطة : يدعوا.

(٩) أ : وما من.

١٨٤

(١٨١ ظ) فكانوا يقولون : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها ...) الآية [النحل : ٣١]. (١)

٢٦ ـ (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : في التفسير : أنّ نمرود بن كنعان كان بنى صرحا ببابل يمكر به ، ويسخر وينمس. (٢) عن ابن عباس ووهب : كان طوله في السماء خمسة آلاف ذراع. (٣) وعن كعب : كان فرسخين ، فهبّت ريح فألقت رأسه ، وخرّ عليهم الباقي من فوقهم. ويحتمل : أنّ ذكر البنيان وهدمه على وجه التمثيل والاستعارة ، كنقض القول.

٢٧ ـ (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) : هم الراسخون من جملة المؤمنين. يستدلون بهذا الخطاب يوم القيامة : أن الكفار المخصوصون بالزجر والإنكار وإدخال النار.

٣٣ ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ) : استفهام بمعنى اللوم والتقريع.

٣٥ ـ (وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ)(٤) : من دون أمره وإذنه.

(كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : أي : هكذا احتجّ بالتقدير عند التذكير ، ولزوم النكير لرفع التعيير الذين كانوا من قبلهم.

وإنما جاز قوله : (فَإِنَ (٥) اللهَ لا يَهْدِي) جزاء الشرط المذكور ؛ لما فيه من الإعلام ، أي : فاعلم أن الأمر على (٦) هذه الصورة ، وتعز (٧) بهذا العز.

٣٩ ـ (لِيُبَيِّنَ) : أي : ليبعث الموتى ، ليبيّن على طريق المشاهدة.

٤١ ـ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ) : عن ابن عباس : نزلت في ستة نفر من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسرهم أهل مكة : بلال بن رباح المؤذن (٨) ، وعمار بن ياسر (٩) ، وصهيب بن سنان (١٠) ،

__________________

(١) ينظر : مجمع البيان ٦ / ١١٩ ـ ١٢٠.

(٢) ينظر : مجمع البيان ٦ / ١٢٠ ، وفتح القدير ٢ / ٥٣٨ ، وينمس : يخدع ويلبّس. ينظر : لسان العرب ٦ / ٢٤٣.

(٣) ينظر : تفسير القرطبي ٩ / ٣٨١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٢ / ٤٤ من غير نسبة.

(٤) ع زيادة : (مِنْ شَيْءٍ).

(٥) الأصول المخطوطة : إن.

(٦) أ : ملي.

(٧) أ : تعد.

(٨) أبو عبد الله بلال بن رباح ، مؤذن رسول الله عليه‌السلام ، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، توفي ٢٠ ه‍. ينظر : معجم الصحابة ١ / ٧٨ ، والاستيعاب ١ / ١٧٨ ، ورواة الآثار ٤٩.

(٩) أبو اليقظان عمار بن ياسر بن عامر ، مولى بني مخزوم ، أحد السابقين البدريين ، استشهد بصفين سنة ٣٧ ه‍. ينظر : معجم الصحابة ٢ / ٢٤٩ ، تاريخ بغداد ١ / ١٥٠ ، أسد الغابة ٤ / ١٢٩ ، والكاشف ٢ / ٣٠١ ،

(١٠) أبو يحيى صهيب بن سنان بن مالك النمري ، من السابقين للإسلام ، بدري ، توفي سنة ٣٨ ه‍. ينظر : معجم الصحابة ٢ / ١٧ ، وصفة الصفوة ١ / ٤٢٠ ، والمعين في طبقات المحدثين ١ / ٢٢.

١٨٥

وخبّاب بن الأرت (١) ، وعائش وجبر أسروهم ، وعذّبوهم ؛ ليردّوهم عن الإسلام ، فأمّا صهيب فابتاع نفسه بماله ، وفيه نزل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ...) الآية [البقرة : ٢٠٧] ، وأمّا سائر أصحابه فقالوا بعض ما أرادوا ، ثم هاجروا بعد ذلك إلى المدينة. (٢)

٤٢ ـ (الَّذِينَ صَبَرُوا) : أي : كانت قلوبهم مطمئنة بالإيمان.

٤٤ ـ (بِالْبَيِّناتِ) : أي : أرسلنا هؤلاء الرسل بالبيّنات.

(لِتُبَيِّنَ) : ما نزّل إليهم ، يدلّ : أنّ [من](٣) القرآن ما لا يعلم إلا بالتوفيق النبوي.

وقوله : (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) يدلّ : أنّ فيه ما يعلم بالتفكير والتدبر ، فأما ما لا (٤) يعلم تأويله إلا الله ، فذلك جنس ثالث ، وقد بيّن ذلك في أثناء المحكمات على طريق الإجمال دون اليقين ، وما يعلم معناه عند ورود الخطاب من غير توقيف ولا تفكر جنس رابع ، وهو الحجة على جميع العقلاء.

٤٥ ـ (أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ) : خسف الأرض : سؤوخها (٥) بما فيها. ويحتمل : تقليب الأعيان وإفساد الأبنية ، وكأنّ المراد بالخسف : حالة القرار والسكون ؛ ولذلك انعطف عليها حالة التقلّب.

٤٧ ـ (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) : فالمتقدم حالة الأمن ، فانعطف حالة الخوف عليها ، وإن أراد الحالتين (٦) ، فمعناه : بتخوف ، وهو بأن يلقي الرعب في قلوبهم ، فلا يزالون يتخوفون من كلّ شيء لا يطيب لهم.

٤٨ ـ (داخِرُونَ) : صاغرون.

٤٩ ـ عديّ بن أرطأة (٧) قال : ألا أحدثكم بحديث ما بيني وبين رسول الله إلا رجل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لله ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة ترعد

__________________

(١) أبو عبد الله خباب بن الأرت بن جندلة ، سادس ستة في الإسلام ، توفي ، ينظر : معرفة الثقات ١ / ٣٣٤ ، وصفة الصفوة ١ / ٤٢٧ ، وتهذيب الأسماء ١ / ١٧٥ ،

(٢) لم أجد هذه الرواية فيما لديّ من مراجع ، إلا أني وجدت رواية مختصرة معناها قريب من هذا المعنى من غير تحديد أسماء في تفسير الطبري ٧ / ٥٨٥ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٢٥١٦) ، والدر المنثور ٥ / ١١١.

(٣) زيادة يقتضيها السياق.

(٤) ساقطة من ع.

(٥) ساخت بهم الأرض أي : انخسفت وغاصت. ينظر : لسان العرب ٣ / ٢٧.

(٦) الأصول المخطوطة : الحالتان.

(٧) الفزاري ، استعمله عمر بن العزيز على البصرة ، توفي ١٠٢ ه‍. ينظر : الثقات لابن حبان ٥ / ٢٧١ ، وتهذيب الكمال ١٩ / ٥٢٠ ، وتاريخ الإسلام ٤ / ١٥٠.

١٨٦

(١٨٢ و) فرائصهم (١) ، لا تقطر من دموعهم قطرة إلا صارت ملكا قائما ، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم ، فقالوا : سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك» (٢).

٥٠ ـ (مِنْ فَوْقِهِمْ) : قيل : من جهة فوقهم ، فهم يخافون نزول عذاب ربهم من تلك الجهة. وقيل : يخافون ربّهم الذي فوقهم بلا كيفية.

٥١ ـ (اثْنَيْنِ) : للتأكيد ، لا لتعليق الحكم بعدد (٣) محصور ، يدل عليه ما بعده وهو قوله : (إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ).

٥٢ ـ (واصِباً) : قال أبو عبيدة : دائما. وقال ابن عرفة : ثابتا دائما. (٤)

٥٣ ـ (تَجْئَرُونَ) : ترفعون أصواتكم بتلبية واستغاثة ، والمراد به جؤارهم حالة الاضطرار.

٥٦ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً) : كقوله : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً) [الأنعام : ١٣٦].

٥٧ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) : عن ابن عباس : أنّ بني خزاعة وبني كنانة ، كانوا يزعمون أنّ الملائكة إناث ، فإنّهم بنات الله ، تعالى (٥) عما يقولون. (٦)

(وَلَهُمْ) : قيل : الواو للاستئناف. (٧) وقيل : للعطف. (٨)

٥٨ ـ (ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) : لكراهتهم البنات ، فكانت تجمع همومهم في قلوبهم ، وتتزايد أنفاسهم في صدورهم ، فيكظمونها ، ويختنقون (٩) بها ، والمخنوق يسودّ وجهه باجتماع الدم المخنوق الكثير في بشرته.

٥٩ ـ (يَتَوارى) : يختفي بما يواري.

(أَيُمْسِكُهُ) : وترتب (أَمْ) عليها لإثبات إحدى الحالتين : حقيقة ، وضرورة لا

__________________

(١) الفرائص : لحمة عند نغض الكتف ، ترعد وتثور عند الفزعة. الفائق في غريب الحديث ٣ / ١٥.

(٢) ينظر : تعظيم قدر الصلاة ١ / ٢٦٨ ، والعظمة ٣ / ٩٦٤ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٠٦ ، وتاريخ دمشق ٤٠ / ٦١ ، وهو حديث مرسل.

(٣) ك : عد.

(٤) ينظر : الغريبين ٦ / ٢٠٠٣.

(٥) ع : تعالى الله.

(٦) ينظر : البحر المحيط ٦ / ٥٤٧ ، وفتح القدير ٢ / ٢٢٤ ، وحاشية القونوي ١١ / ٣٠٠ من غير نسبة.

(٧) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٧٢ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٢٧٨.

(٨) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٧٢ ، والتفسير الكبير ٧ / ٢٢٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٥٤٧ ، وحاشية القونوي ١١ / ٣٠٠.

(٩) أ : يخسفون.

١٨٧

يعنيها (١) ، ومجازه : إما ليفعلن كذا ، وإما ليفعلن كذا.

(هُونٍ) : هوان (٢).

والهاء (٣) عائدة إلى ما بشّر به. والدّسّ : إدخال الشيء في الشيء.

كانوا يقتلون أولادهم خشية إملاق ، فأنزل : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) [التكوير : ٨].

(أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) : نسبة البنات إلى الله تعالى ، أو وأد البنات.

٦٠ ـ قيل : (السَّوْءِ) وصفهم الباطل والدون (٤).

(وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) : وصفه الصدق والحقّ ، قال تعالى : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ...) الآية [الأحزاب : ٤].

٦٢ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ) : الذين يصفونه بالتعطيل عن الصفات.

٦٣ ـ (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) : صوّر الجهل عقلا ، والأماني براهين ، ووسوس بالملاذّ العاجلة حتى يؤثروها (٥) على المصالح الأدلة.

(فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ) : لانعقاد أسباب الاتحاد (٦) بينه وبينهم ، بعد انحدارهم عن التوفيق إلى الخذلان.

٦٤ ـ (الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ) : هو قيام الساعة ، قال الله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨)) [الذاريات : ٧ ـ ٨] ، وقال : (النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣)) [النبأ : ٢ ـ ٣]. وقيل : هو القرآن. فقيل : إنه سحر وشعر وكهانة. يدلّ عليه قوله : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [النحل : ٤٤] ، ثم ترتب عليه (٧) تفصيل آخر فيه التعرف بصفات الفعل بطوته الوحدان ؛ لاعتبار أن الجمع والجنس قريبان.

٦٦ ـ (فَرْثٍ) : رجيع (٨) في الكرش والأمعاء.

__________________

(١) ك : بعضها.

(٢) ع : هوا هون.

(٣) في قوله تعالى : (أَيُمْسِكُهُ).

(٤) ساقطة من ع.

(٥) الأصول المخطوطة : يؤثرها.

(٦) ساقطة من ع.

(٧) أ : حلية ، وبعدها : يفصل بدلا من تفصيل.

(٨) أ : وجع.

١٨٨

(وَدَمٍ) : في العروق.

(لَبَناً) : هو الحليب الطيب ، لا يشبه المجاورين الخبيثين في طعم ولا لون ولا رائحة ولا طبيعته ، مع لطافته ، وسرعة استحالته ، وأنّه يجري من الطعام والشراب ، ويتخذ منه الحلو (١) والحامض والمالح (١٨٢ ظ) والرقيق والخاثر والمنعقد ، ينفع كلّ واحد لشيء ، ويستلذّ بكل شيء ، وقال عليه‌السلام : «إنّ الله تعالى لم ينزل داء إلا (٢) أنزل معه دواء ، فعليكم بألبان البقر فإنّها ترمّ من كلّ الشجر». (٣)

قال ابن عباس : دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ميمونة (٤) ، فجاءتنا بإناء] من لبن ، فشرب النبيّ عليه‌السلام وأنا على يمينه ، وخالد على شماله ، فقال لي : الشربة لك ، فإن شئت آثرت بها خالدا ، فقلت : ما كنت لأوثر على سؤرك (٥) أحدا ، ثم قال عليه‌السلام : «من أطعمه الله طعاما ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وزدنا منه». (٦) وعن أبي هريرة (٧) ، عنه عليه‌السلام : «نزل ملكان بأربعة أقداح : لبن وعسل وخمر وماء ، فقالا : إن يشرب (٨) الخمر يغو وتغو أمّته ، وإن يشرب العسل يسفه وتسفه أمّته ، وإن يشرب الماء يغرق وتغرق أمّته ، وكنت رجلا أحبّ اللبن ، فأخذت قدح اللبن ، فشربت منه ثلاثة أنفاس ، فصعد الملكان ، وهما يقولان : رشد ورشدت أمته». (٩) الحمد لله الذي هداه للفطرة لشراب إبراهيم عليه‌السلام.

٦٧ ـ (سَكَراً) : خمرا ، وهو نقيع التمر والزبيب إذا اشتدّ قبل الطبخ.

عن ابن مسعود : أنّ رجلا به صفار أتاه ، فسأله عن السّكر ، فنهاه.

(وَرِزْقاً حَسَناً) : هو المطبوخ من نبيذ التمر والزبيب. والثلثي من عصير العنب. وقيل :

__________________

(١) ك وأ : الجلود.

(٢) ساقطة من أ.

(٣) ينظر : مسند أبي حنيفة ٤٣١ ـ ٤٣٢ ، وكتاب الآثار ١ / ٢٣٥ ، وصحيح ابن حبان (٦٠٧٥) ، والسنن الكبرى (٦٨٦٣) و (٧٥٦٦).

(٤) أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية ، زوج النبي عليه‌السلام ، توفيت سنة ٥١ ه‍. ينظر : تسمية من أخرج لهم البخاري ومسلم ٦٠ ، والاستيعاب ٤ / ١٩١٥ ، وشذرات الذهب ١ / ١٢ و ٥٨.

(٥) هنا في الأصل وأ زيادة لفظ الجلالة : الله ، وليس له محل هنا.

(٦) ينظر : مسند الحميدي ١ / ٢٢٥ ، وإسحاق بن راهويه ٤ / ٢٢٨ ، وأبو داود (٣٧٣٠) ، والترمذي (٣٤٥٥).

(٧) عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني ، الحافظ الفقيه ، صاحب رسول الله عليه‌السلام ، توفي سنة ٥٨ ه‍. ينظر : الطبقات الكبرى ٢ / ٣٦٢. ومشاهير علماء الأمصار ١٥ ، وتحفة المحتاج ١ / ١٣٥.

(٨) أ : شربت.

(٩) السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٢٤٣.

١٨٩

نزلت قبل تحريم الخمر. (١)

٦٨ ـ (وَأَوْحى) : ألهم ، كقوله : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) [المائدة : ١١١] ، (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) [القصص : ٧].

(النَّحْلِ) : بين الذباب والزنبور ، يذكّر ويؤنّث.

٦٩ ـ (مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) : قيل : بعضها ، (٢) كقوله : (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) [إبراهيم : ٣٤]. وقيل : الجميع ، (٣) كقوله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران : ١٨٥] ؛ لأنّها لا تجتنب شيئا من الثمرات.

(سُبُلَ رَبِّكِ) : الوصول إلى اتخاذ العسل دون سبل الشريعة.

(ذُلُلاً) : حال للسبل. وقيل : حال للنحل. (٤)

(بُطُونِها) : وهي الأفواه. وقيل : من بطونها حقيقة. (٥)

(فِيهِ) : في العسل (٦). وقيل : في القرآن. (٧)

(شِفاءٌ لِلنَّاسِ) : من كلّ داء. وقيل : هو خاصّ. (٨) والعسل تعجن به الترياقات ، والمسهلات والحوارسات. وقالت عائشة : كانت أحبّ الشراب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحلو البارد (٩). وقال القتيبي : يعني : العسل. وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لعق العسل ثلاث غدوات من كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء أبدا». (١٠)

٧٠ ـ (أَرْذَلِ الْعُمُرِ) : الهرم.

(لِكَيْ لا يَعْلَمَ) : لا يعقل. وقيل : علم الكسبي.

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ١٠٨ ، وتفسير ابن أبي زمنين ١ / ٤٣٩ عن مجاهد ، وتفسير الماوردي ٣ / ١٩٨.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٦ / ٥٥٩ ـ ٥٦٠ ، واللباب في علوم الكتاب ١٢ / ١١٢ ، وحاشية القونوي ١١ / ٣٢٢.

(٣) ينظر : البحر المحيط ٦ / ٥٥٩ ـ ٥٦٠ ، وحاشية القونوي ١١ / ٣٢٢.

(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٧٧ ، والمحرر الوجيز ٨ / ٤٦١ ، المجيد في إعراب القرآن المجيد ٢٨٨.

(٥) ينظر : الجواهر الحسان ٢ / ٣١٦ ، وتفسير أبي السعود ٥ / ١٢٦.

(٦) (وقيل : حال للنحل ... في العسل) ، ساقط من أ.

(٧) ينظر : تفسير الماوردي ٣ / ١٩٩ ، والتفسير الكبير ٧ / ٢٣٨ عن مجاهد ، والبحر المحيط ٦ / ٥٦١ عن ابن عباس والحسن ومجاهد.

(٨) ينظر : البحر المحيط ٦ / ٥٦١.

(٩) ك : البار. والحديث أخرجه : الإمام أحمد في المسند (٢٤١٠٠) ، والترمذي في الشمائل المحمدية ١ / ١٦٩ ، وأبو يعلى (٤٥١٧) ، والمستدرك ٤ / ١٥٣.

(١٠) ينظر : سنن ابن ماجه (٣٤٥١) ، والمعجم الأوسط (٤٠٨) ، وجامع التحصيل ١ / ٢١٩ ، ومصباح الزجاجة (١٢٠٥).

١٩٠

٧١ ـ (وَاللهُ فَضَّلَ) : ابن عباس : نزلت في نصارى نجران ، أنهم استقبحوا إشراك مماليكهم معهم في الأموال ، فكان إشراكهم عيسى عليه‌السلام بالله تعالى أقبح.

٧٢ ـ ابن عباس في قوله : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) : قال : البنون : الصغار ، والحفدة : ما قد أعان والده على عمله. (١) وقال ابن مسعود : البنون : الأولاد ، والحفدة : (١٨٣ و) الأختان. (٢) وقيل : الحفدة : أولاد الأولاد. (٣) وقيل : الخدم. (٤)

٧٣ ـ و (رِزْقاً)(٥) : مصدر نصب بالملك.

(شَيْئاً) : اسم نصب بالرزق.

وإنما وحّد الفعل في أول الآية ، وجمع في آخرها لإبهام (٦)(ما) كالذي.

٧٤ ـ (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ (٧) الْأَمْثالَ) : قالوا : هي منّا بمنزلة الوالد من الولد ، ووصفوه بالكيفية.

٧٥ ـ (لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ) : على إنفاق شيء ، تقديره : من كان عبدا (٨).

٧٦ ـ (كَلٌّ) : ثقل وعيال ، اشتقاقه من الكلال ، وهو العيّ.

٧٧ ـ (كَلَمْحِ) : كلحظ ، وهو أيسر فعل وأسرعه فوقع التشبيه به لتعلموا أنّ ما هو آت آت ، وكأن قد وقع. وقيل : التنبيه على أنّ الساعة متصلة (٩) بأيّام الدنيا ليس بينهما زمان.

٧٨ ـ (لا تَعْلَمُونَ) : أراد نفي العقل ، والعلم الكسبي (١٠).

٧٩ ـ (جَوِّ السَّماءِ) : الهواء. مجملة تفسيرها : (صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ) [الملك : ١٩].

٨٠ ـ (سَكَناً) : موضع سكون وقرار للحاضرة.

(مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً) : وهي القباب ، والقشوع (١١) من الأديم.

__________________

(١) ينظر : الدر المنثور ٥ / ١٣١.

(٢) ينظر : المستدرك ٢ / ٣٨٦ ، والمعجم الكبير (٩٠٨٨) ، والدر المنثور ٥ / ١٣١ ، الجزء الثاني من القول.

(٣) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٢٩١ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٢٠٢ ، والدر المنثور ٥ / ١٣١ عن ابن عباس.

(٤) ينظر : الغريبين ٢ / ٤٦٣ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٢٠٢ عن مجاهد وقتادة وطاوس ، والدر المنثور ٥ / ١٣٢ عن عكرمة.

(٥) أ : وروحا.

(٦) أ : الإبهام.

(٧) أ : يضرب الله.

(٨) ك : عبد.

(٩) ك وع : متصل.

(١٠) ع : الكسب.

(١١) القشع بيت من أدم أو جلد. ينظر : لسان العرب ٨ / ٢٧٣.

١٩١

(ظَعْنِكُمْ) : ارتحالكم.

و (إِقامَتِكُمْ) : لبثكم في المنازل.

(أَصْوافِها) : شعر الغنم.

(وَأَوْبارِها)(١) : شعر الإبل.

(وَأَشْعارِها) : ما لا يتلبّد.

و (الأثاث) : أمتعة البيت حين زمان الخلوقة والبلى.

٨١ ـ (ظِلالاً) : هي ظلال الغيوم ، والأشجار والأخبية ، ونحوها.

(سَرابِيلَ) : قمص ، وهذا مقتصر على أحد طرفي الكلام.

(وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) : وهو الدروع والجواشن (٢) والجباب (٣) المحشوة من القرّ (٤) ، ونحوه.

٨٣ ـ (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ) : بأنّها منه.

(ثُمَّ يُنْكِرُونَها) : ويسندون اتصالها إلى الأصنام.

٨٤ ـ (يَوْمَ) : واذكر يوم.

(شَهِيداً) : الأنبياء والأئمة.

(لا يُؤْذَنُ) : حالة الختم على الأفواه ، كقوله : (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) [يس : ٦٥].

و (الاستعتاب) : طلب العتبى ، وهو الرضى.

٨٧ ـ (إلقاء القول) : صرفه.

(السَّلَمَ) : الاستسلام والخضوع.

٨٨ ـ (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ) : أي : فوق ما هم فيه.

٩٠ ـ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) : شهادة أن لا إله إلا الله.

(وَالْإِحْسانِ) : القيام بالفرائض.

(وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) : صلتهم.

__________________

(١) الأصل وأ : أبوارها.

(٢) جمع جوشن ، وهو الدرع. لسان العرب ١٣ / ٨٨.

(٣) الجباب : جمع جبّة ، وهي اسم من أسماء الدرع. ينظر : لسان العرب ١ / ٢٤٩.

(٤) القرّ : البرد عامة. ينظر : النهاية في غريب الأثر ٤ / ٣٨ ، ولسان العرب ٥ / ٨٢.

١٩٢

(عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) : ما لا يعرف في شريعة ولا سنة. وقيل : ما وعد الله عليه النار.

(وَالْبَغْيِ) : الاستطالة.

٩١ ـ (تَوْكِيدِها) : تشديدها وتوثيقها.

٩٢ ـ (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها) : أي : كامرأة تنقض غزلها ، ومن شرط الأمثال التصوّر دون الوجود. وزعم الكلبي : أنّها امرأة قرشية حمقاء ، كانت في قديم الدهر ، تسمى : ريطة ، وتلقب : جعر ، كانت تغزل بمغزل مثل غلظ الذراع ، والصدارة مثل الإصبع ، وفلكة (١) عظيمة ، فأبرمته ، أمرت جاريتها فنقضته أنكاثا ، فنهى الله هذه (٢) الأمة أن تكون مثلها. (٣)

و (الأنكاث) : جمع نكث.

(دَخَلاً) : دغلا ومكرا وخديعة.

(أَنْ تَكُونَ) : أو بأن تكون ، أو كراهة أن تكون قبيلة أكثر عددا أو عددا من قبيلة. قال ابن عباس : بين كندة وبين مراد قتال حتى كلّ الظهر ، ثم تواعدوا ستة أشهر حتى يصلح الظهر ، وتحمّ (٤) الخيل ، فلما مضت خمسة أشهر أمر قيس بن معدي كرب قومه بالجهات إليهم ، فقالوا : (١٨٣ ظ) قد بقي من الأجل شهر ، فمكث حتى علم أنّه يأتيهم بعد انقضاء الأجل بيومه ، سار إليهم ، فإذا هو يوم انقضاء الأجل ، فقتلوه ، وهزموا قومه. بيّن كيفيّة زلل الأقدام ينقض الأيمان بعد التوثيق والإبرام ، لا أنّها نزلت من الفريقين.

٩٦ ـ (ما عِنْدَكُمْ) : هو ما استفرضنا الله تعالى من العاجل.

(وَما عِنْدَ اللهِ) : هو ما وعدناه من الأجل.

(يَنْفَدُ) :(٥).

(بِأَحْسَنِ) : الذي لم يختلط به ما يفسده ، ويحبط أجره ، وهو الإيمان.

قال ابن عباس : إنّ وفدا من كندة وحضرموت قدموا على رسول الله ، فأسلموا ، ولم يهاجروا ، وأقرّوا بإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ثم إنّ رجلا من حضرموت يقال له : عيدان بن

__________________

(١) الفلكة : المغزل. غريب الحديث ٢ / ١١٢ ، ولسان العرب ١٠ / ٤٧٨.

(٢) ساقطة من أ.

(٣) ينظر : وتفسير ابن أبي حاتم ٧ / ٢٣٠٠ عن مجاهد والسدي ، ومعاني القرآن للنحاس ٤ / ١٠٢ ، وزاد المسير ٤ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ عن مقاتل وابن السائب.

(٤) الحميم : العرق ، ينظر : غريب الحديث ٢ / ٨٢ ، ولسان العرب ١٢ / ١٥٥.

(٥) سقط في الأصول المخطوطة.

١٩٣

أشوع ، قال : يا رسول الله ، إنّ امرأ القيس الكندي جاورني في أرضي ، فاقتطع أرضي ، فذهب بها ، وغلبني عليها ، فأنكر الكندي ، فأنزل : (وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ...) الآيتان [النحل : ٩٥] ، فقرأهما رسول الله على امرئ (١) القيس ، فقال : أمّا ما عندي فينفد ، وأما (٢) صاحبي فيجزى بأحسن ما كان يعمل ، اللهم إنّه صادق فيما قال ، يا رسول الله ، لقد اقتطعت أرضه ، والله ما أدري كم هو ، ولكنه يأخذ من أرضي ما يشاء ومثلها معها ، إنّما أكلت من ثمرها ، فنزل في امرئ القيس : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً ...) [النحل : ٩٧]. (٣)

٩٧ ـ (حَياةً طَيِّبَةً) : في الجنة. قيل : في الدنيا بكسب الحلال. (٤) وقيل : بالقناعة. (٥) وقيل : بأن لا يحوجه إلى (٦) أحد.

٩٨ ـ (فَإِذا قَرَأْتَ) : قصدت قراءة القرآن. اتصالها من حيث إنّ الاستعاذة (٧) من الأعمال الصالحة.

٩٩ ـ (لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ) : واستثناء إنما كان له (٨) عليهم سلطان ؛ لتمكينهم إياه من أنفسهم أول مرة.

١٠١ ـ (بَدَّلْنا آيَةً) : ابن عباس : كان عليه‌السلام إذا نزلت عليه آية فيها شدّة ، أخذ الناس بها ، وعملوا بها ما شاء الله أن يعملوا فيشقّ ذلك عليهم فينسخ (٩) الله هذه الشدة ، ويأتيهم بما هو ألين منها وأهون عليهم ، رحمة من الله لهم ، فيقول كفار قريش : والله ، ما محمد إلا يسخر بأصحابه ، يأمرهم اليوم بأمر ويأتيهم بما هو أهون عليهم منه ، وإنه ليتكد به ، ويأتيهم به (١٠) من عند نفسه ، وما يعلّمه إلا عائش غلام حويطب (١١) بن عبد العزى ، ويسار أبو فكيهة مولى

__________________

(١) الأصول المخطوطة : امرؤ.

(٢) ع هنا زيادة : ما.

(٣) ينظر : زاد المسير ٤ / ٣٧١.

(٤) ينظر : تفسير الماوردي ٣ / ٢١٢ عن ابن عباس ، وزاد المسير ٤ / ٣٧٢ ، والدر المنثور ٥ / ١٤٤.

(٥) ينظر : تفسير الماوردي ٣ / ٢١٢ عن علي وحسن البصري ، وتفسير الخازن ٣ / ٩٧ ، والدر المنثور ٥ / ١٤٤ عن ابن عباس.

(٦) ك وع : لا يحوجالي.

(٧) الأصول المخطوطة : الاستعارة ، وما أثبت الصواب.

(٨) ع : لهم.

(٩) أ : فيفسح.

(١٠) (ويأتيهم به) ، ساقط من أ.

(١١) أ : حن يطب. وحويطب هو أبو محمد حويطب بن عبد العزى العامري القرشي المعمر ، توفي سنة ٥٤ ه‍ ينظر : الثقات لابن حبان ٣ / ٩٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥٤٠ ، والإصابة ١ / ٣٦٤.

١٩٤

ابن الحضرمي (١) ، وكانا قد أسلما ، وكان عليه‌السلام يأتيهما ، ويحدّثهما ، ويعلّمهما ، وكانا يقرآن كتابهما بالعبرانية ؛ فأنزل : (إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ ...) الآية [النحل : ١٠٣]. (٢)

١٠٥ ـ يزيد بن رومان كان بمكة نصراني يقال [له](٣) : جبر ، وكان يجلس عند المروة (٤) ببيعة له ، وكان عليه‌السلام يتحدث عنده ، فتقول قريش : ما يعلّم محمدا ممّا يأتي به إلا جبر النصراني. (٥) وقيل : كان يهوديّا ؛ فأنزل : (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ)(٦). (٧)

١١١ ـ (يَوْمَ) : نصب بالغفران والرحمة.

(تُجادِلُ) : تدافع وتذب عن نفسها.

١١٢ ـ عن ابن عباس في قوله : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً)(٨) ، قال : هي مكة (٩) ، أي : هي مثل مكة ، كقوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً) [العنكبوت : ٦٧] ، وقوله : (فَلْيَعْبُدُوا (١٨٤ و) رَبَّ هذَا الْبَيْتِ) الآية [قريش : ٣] ، وأنّها كانت آمنة مطمئنة ، حين تعرّست (١٠) فيها قريش إلى أن ألحد فيها عمرو بن لحي (١١) ، ثم ابتلوا بالقحوط مرّة بعد مرّة ، وابتلوا بالفجار الأول ، والفجار الثاني ، والفيل ، ويوم بدر ، ويوم الفتح.

(أنعم) : جمع نعم ، وفي الحديث : نادى منادي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّها أيّام طعم ونعم ، فلا تصوموا. (١٢)

(أذاقة اللباس) : كإذاقة العذاب والوبال ، وفي الحديث : «لا ، حتى تذوقي من عسيلته ، ويذوق من عسيلتك» (١٣).

__________________

(١) يسار أبو فكيهة. وابن الحضرمي هو العلاء بن عباد بن عبد الله الحضرمي ، من حلفاء بني أمية ، ومن سادة المهاجرين ، توفي سنة ٢١ ه‍. ينظر : المعارف ٢٨٣ ، وأسد الغابة ٤ / ٧٤ ، والعبر ١ / ٢٥.

(٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ١١٣ ، والمستدرك ٢ / ٣٥٦ ، وزاد المسير ٤ / ٣٧٦.

(٣) زيادة من ك.

(٤) أ : المردة.

(٥) ينظر : الدر المنثور ٥ / ١٤٧.

(٦) الأصول المخطوطة : إنما يفتري على الله الكذب.

(٧) ينظر : تفسير القرطبي ١٠ / ١٧٧ ، السيرة النبوية لابن كثير ٢ / ٨٤.

(٨) ع زيادة : (مُطْمَئِنَّةً).

(٩) أ : مكرية ، وينظر : تفسير الماوردي ٣ / ٢١٧ ، والدر المنثور ٥ / ١٥٢.

(١٠) التعريس : النزول. ينظر : النهاية في غريب الحديث ٣ / ٢٠٦ ،

(١١) عمرو بن لحي بن حارثة بن عمرو الأزدي ، أوّل من غيّر دين الإسلام ، ودعا العرب إلى عبادة الأوثان ، وأوّل من جاء بالأصنام في جزيرة العرب. الإعلام ٥ / ٨٤.

(١٢) ينظر : تخريج الأحاديث والآثار ٢ / ٢٤٨ ، وقال : غريب جدّا.

(١٣) أخرجه البخاري في الصحيح (٥٣١٧) ، ومسلم في الصحيح (١٤٣٣) ، وأبي عروبة في الأحاديث ٣٢ ، والفوائد للرازي ١ / ٥٢.

١٩٥

١١٦ ـ (الْكَذِبَ) : نصب (١) بوصف (٢) المضمر ، أي : تصف ألسنتكم الوصف الكذب.

١٢٠ ـ (قانِتاً) : بدل من الخبر الأول ، ولو كان صفة للخبر لقيل (٣) : قانتة.

١٢٤ ـ (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ) : قال ابن عباس : أمرهم موسى عليه‌السلام بيوم الجمعة ، فقال : تفرّغوا إلى الله في كل سبعة أيّام يوم واحدا ، فاعبدوه في يوم الجمعة ، ولا تعملوا فيه شيئا من صنيعكم ، وستة أيام لصناعتكم ، فأبوا أن يقبلوا ذلك ، وقالوا : لا ينبغي إلا اليوم الذي فرغ فيه من الخلق يوم السبت ، فجعل ذلك عليهم ، وشددّ عليهم ، ثم جاءهم عيسى بن مريم عليه‌السلام بالجمعة بعده ، فقالوا : لا نريد أن يكون عيدهم بعد عيدنا ، يعنون به اليهود ، فاتخذوا اليهود بقول الله : (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ ...). (٤) وقيل : الضمير عائد إلى إبراهيم عليه‌السلام اختلفوا أنّه كان يهوديّا أو نصرانيّا.

١٢٥ ـ (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ) : [قيل :](٥) الآية منسوخة بآية السيف. وليس فيها ما يوجب كونها منسوخة.

١٢٦ ـ (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) : عن أبي بن كعب : لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا ، ومن المهاجرين ستة منهم حمزة (٦) ، فمثلوا بهم ، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم مثل هذا لنريينّ عليهم ، فلما كان يوم فتح مكة ، أنزل الله تعالى : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ ...) فقال رجل : لا (٧) قريش بعد اليوم ، فقال عليه‌السلام : «كفّوا عن القوم إلا أربعة». (٨)

عن الفرّاء : لمّا مثّل المشركون بحمزة يوم أحد قال عليه‌السلام : «لأمثلنّ به سبعين شيخا من قريش» ، فأنزل : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ ...) الآية ، ثم أمره بالصبر ، فقال : (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ...) ثم أمره بما يصبّر عزيمته (٩) ، فقال : (وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ) [النحل : ١٢٧]. (١٠)

__________________

(١) أ : نصبه.

(٢) ك : بنصب.

(٣) الأصل : لعبد.

(٤) ينظر : الدر المنثور ٤ / ٣٨٥.

(٥) زيادة يقتضيها السياق.

(٦) أبو عمارة حمزة بن عبد المطلب بن هشام القرشي الهاشمي البدري ، سيد الشهداء عم رسول الله عليه‌السلام ، وأخوه من الرضاعة ، استشهد في معركة أحد سنة ٣ ه‍. ينظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٨. ، ومعجم الصحابة ١ / ١٨٧ ، ومولد العلماء ووفياتهم ١ / ٧١.

(٧) أ : يا.

(٨) أخرجه أحمد في المسند ، والضياء في الأحاديث المختارة ٣ / ٣٥١ ، والنسائي في الكبرى (١١١٩٦) ، والترمذي في السنن (٣١٢٩) وقال : هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب.

(٩) ع : عنه ، وأ : عن ، مع بياض بجانبها.

(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ١١٥.

١٩٦

سورة بني إسرائيل (١)

مكية إلا ثماني (٢) آيات نزلن بالمدينة في وفد ثقيف ، وهو قوله : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ ...) [الإسراء : ٧٣] إلى [آخر](٣) الآيات الثماني. وعن ابن عباس قوله : (رَبِّ أَدْخِلْنِي ...)[الإسراء : ٨٠] نزلت بين مكة والمدينة. وعن ابن المبارك : قوله : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ ...) [الإسراء : ٧٦] ، وقوله (٤) : (رَبِّ أَدْخِلْنِي ...) نزلت (٥) في اليهود ، حيث قالوا لرسول الله : ليست هذه الدار بدار الأنبياء. (٦) وعن الحسن : أنّ خمس آيات نزلت بالمدينة : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي ...) [الإسراء : ٣٣] ، (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) [الإسراء : ٣٢] ، (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) [الإسراء : ٥٧] ، (أَقِمِ الصَّلاةَ ...) [الإسراء : ٧٨] ، (وَآتِ ذَا الْقُرْبى) [الإسراء : ٢٦].

وهي مئة وعشر آيات في غير عدد أهل الكوفة ، (٧) والله أعلم. (١٨٤ ظ)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ) : عن عمرو بن شعيب (٨) ، عن أبيه ، عن جده ، قال : أسري برسول الله ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأوّل ، وذلك قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا. وقيل : كان الإسراء قبل الهجرة باثني عشر ، أو ثلاثة عشر شهرا ، وأنّ الذي كان قبل

__________________

(١) هذا الاسم الذي ورد في حديث عائشة رضي الله عنها إذ تقول :((كان النبي عليه‌السلام لا ينام على فراشه حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر)) ، وكذلك روي عن ابن مسعود أنه قال : في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء أنهن من العتاق الأول. وهذا الاسم هو المشهور في عهد الصحبة لهذه السورة كما قال ابن عاشور في تفسيره ١٥ / ٥ ، والاسم الأكثر شهرة لهذه السورة هو سورة الإسراء. ينظر : أسماء السور القرآنية ١٣٧.

(٢) ع : ثمان.

(٣) زيادة يقتضيها السياق.

(٤) ع : في قوله.

(٥) (نزلت بين ... نزلت) ، ساقطة من ك ، وبدلا من (نزلت) الثانية : نزل. وفي أ : نزل.

(٦) ينظر : زاد المسير ، وجمال القرّاء ١ / ١٢٦.

(٧) أما عدد آياتها عند أهل الكوفة مئة وإحدى عشرة آية. ينظر : فنون الأفنان ١٣٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٢٩ ، ومرشد الخلان إلى معرفة عد آي القرآن ٢٨.

(٨) هو أبو إبراهيم عمرو بن شعيب بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي ، توفي ١١٨ ه‍. ينظر : الضعفاء الصغير للبخاري ٨٤ ، وبيان الوهم والإيهام ٤ / ٤٤٠ ، وذكر أسماء من تكلم فيه ١٤٥. وقال الدارقطني : لعمرو ثلاثة أجداد : الأدنى منهم محمد ، والأوسط عبد الله ، والأعلى عمرو ، وقد سمع من الأدنى محمد ، وهو لم يدرك النبي عليه‌السلام ، وسمع جده عبد الله ، فإذا بيّنه وكشفه فهو صحيح. ينظر : تهذيب الكمال ٢٢ / ٧٣.

١٩٧

الهجرة بثمانية عشر شهرا ، إنّما هو المعراج لسبع عشرة من رمضان على ما ذكره الواقدي. (١) وسنذكر المعراج في سورة النجم ، إن شاء الله ، تعالى. وقيل : إن ليلة الإسراء وليلة المعراج واحد. (٢) وعن أم هانئ بنت أبي طالب (٣) : أسري بالنبي عليه‌السلام من شعب أبي طالب. (٤) وعن ابن عباس : المسجد الحرام : الحرم كلّه. (٥) وعن أمّ هانئ قالت : ما أسري رسول الله إلا من بيتي. (٦) عن الكلبيّ عن أبي (٧) صالح ، عن أمّ هانئ بنت أبي طالب : أنّها حدثت : أنّ النبيّ عليه‌السلام صلّى في بيتها تلك الليلة العشاء الأخيرة ، قالت : فصلّيت معه ، ثمّ قمت ، وتركته في مصلاه ، فلم أنتبه حتى نبّهني لصلاة الغداة ، ثمّ قال : قومي يا أمّ هانئ ، أحدّثك العجب. قالت : قلت : كلّ حديثك عجب ، وصلّى ، وصليت معه ، قالت : فلما انصرف قال : أتاني جبريل ، وأنا (٨) في مصلاي ، فقال : يا محمد ، اخرج ، فخرجت إلى الباب ، ثم ذكر الحديث بطوله.

وعن محمد بن كعب القرظيّ (٩) ، قال : قال رسول الله : «بينما أنا نائم في الحجر ، إذ أتاني جبريل عليه‌السلام فغمزني برجله ، فقمت ، فلم أر شيئا فقعدت ، فغمزني ، فقمت ، فلم أر شيئا ، فقعدت ، فغمزني الثالثة (١٠) ، فقمت ، فأخذ بعضدي ، فقمت معه (١١) إلى باب المسجد ، فإذا دابّة (١٢) بيضاء بين الحمار والبغل في فخذيها جناحان يحفر بهما رجليها ، فلما دنوت لأركبها شمست ، فوضع جبريل عليه‌السلام يده على معرفتها (١٣) ، ثم قال : ألا تستحين يا براق مما تصنعين ، والله ما ركب عليك عبد الله قبل محمد أكرم على الله منه ، فاستحيت حتى ارفضّت (١٤) عرقا ، ثم

__________________

(١) ينظر : الدر المنثور ٥ / ١٩٦. والواقدي هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم المدني ، القاضي صاحب المغازي ، متروك الحديث. ينظر : التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١٧٨ ، والكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٤١ ، والضعفاء لأبي نعيم ١٤٦.

(٢) ينظر : تفسير ابن كثير ٣ / ٨.

(٣) فاختة ، وقيل : هند ، بنت أبي طالب الهاشمية ، أخت علي ، توفيت في خلافة معاوية ، ينظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٥١ ، والأسامي والكنى ١٢٣ ، وإسعاف المبطأ ٣٦.

(٤) ينظر : السيرة الحلبية ١ / ٥١٦.

(٥) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم ٦ / ١٧٧٧ ، والمحلى ٧ / ١٤٦ ، ومسند الجعد ١ / ٢٦٦.

(٦) ينظر : سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣ ، والطبقات الكبرى ١ / ٢١٤ ، والخصائص الكبرى ١ / ١٧٧ ، والسيرة الحلبية ١ / ٥١٦.

(٧) الأصول المخطوطة : ابن. ينظر : ابن كثير ٣ / ٣٣.

(٨) ساقطة من ع.

(٩) أبو حمزة محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني ، وكان أبوه من سبي قريظة ، توفي ١١٧ ه‍. ينظر : تهذيب الكمال ٢٦ / ٣٤٠ ، وغاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٢٣٣ ، ونيل السائرين في طبقات المفسرين ٣٣.

(١٠) أ : الثالث.

(١١) (فلم أر شيئا ... فقمت) ، ساقط من ك.

(١٢) ع : بدابة.

(١٣) منبت عرفها من رقبتها. النهاية في غريب الحديث والأثر ٣ / ٢١٨ ، ولسان العرب ٩ / ٢٤١.

(١٤) الأصول المخطوطة : انقضت ، والتصحيح من مصادر التخريج.

١٩٨

أمرت (١) حتى ركبتها ، فحملني عليها ، ثم خرج معي جبريل لا يفوتني ، ولا أفوته ، كان منتهى وقع حافرها طرفها ، قالوا : وكانت طويلة الظهر طويلة الأذنين ، قالوا : قال رسول الله : فإذا مناد (٢) ينادي عن يميني : أربع (٣) أستخبرك ، فلم أعرّج عليه ، وإذا مناد ينادي عن شمالي يقول : يا محمد ، أربع أستخبرك ، فلم أعرّج عليه (٤). قال : ثم (٥) استقبلتني امرأة عليها من كلّ ما زيّن الله به نساء أهل الدنيا ، قد ولّى من سنّها ، فقالت : يا محمد ، على رسلك أستخبرك ، فلم أعرّج عليها ، فكادت (٦) تغشاني ، فأخبرت جبريل عليه‌السلام بما رأيت ، فقال : الذي على يمينك داعية اليهود لو ربعت حتى يكلّمك تهودت أمّتك ، وأما الذي على يسارك : فداعية النصارى ، ولو ربعت عليه حتى يكلّمك تنصّرت أمتك ، وأمّا (١٨٥ و) المرأة التي استقبلتك : فهي الدنيا ، ولو ربعت عليها حتى تكلّمك اخترت الدنيا على الآخرة». (٧)

وعن عكرمة قال : قالت أمّ الفضل (٨) : أتى آت فقال : إنّ محمدا ليس في بيته ، فما نراه إلا وقد قتل ، قالت : فأيقظت العباس (٩) ، وكان نائما ، فقال : ما لك؟ فقلت : هذا ابن أخيك لا يدرى أين هو؟ فخرج العباس في بني عبد المطلب.

وعن أبي رافع (١٠) قال : لما كانت تلك الليلة ، فقد رسول الله ، وتفرقت بنو عبد المطلب ليلتمسوه ، فخرج العباس حتى بلغ ذا طوى ، فجعل يصيح : يا محمد ، فأجابه رسول الله : «لبّيك» ، فقال : يا ابن أخي عنّيت قومك منذ الليلة ، فأين كنت؟ قال : «أتيت من بيت المقدس» ، قال : أفي ليلتك؟! قال : «نعم» ، قال : فهل أصابك إلا خير؟ فقال عليه‌السلام : «ما أصابني إلا خير» ، وذكر القصة بطولها (١١). (١٢)

__________________

(١) ك وع وأ : أقرت.

(٢) الأصول المخطوطة : منادي.

(٣) توقف وانتظر. ينظر : النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ١٨٧ ، ولسان العرب ٨ / ١١٠.

(٤) (وإذا مناد ... فلم أعرج إليه) ، ساقطة من أ.

(٥) أ : ثم قال.

(٦) ع وأ : وكادت.

(٧) ينظر : تفسير الصنعاني ٢ / ٣١٤ ، تهذيب الآثار للطبري ٢ / ٦٦ (١٢١٩) ، والدر المنثور ٥ / ١٧.

(٨) لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية ، زوجة العباس عم النبي عليه‌السلام ، أخت أم المؤمنين ميمونة ، توفيت في خلافة عثمان. ينظر : الكنى للبخاري ٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣١٤ ، والإصابة ٤ / ٤٨٣.

(٩) أبو الفضل العباس بن عبد المطلب بن هشام الهاشمي ، عم النبي عليه‌السلام ، توفي سنة ٢٣ ه‍. ينظر : الكنى والأسماء لمسلم ١ / ٦٧٣ ، وتاريخ أنساب الأشراف ٣ / ١ ، والتعديل والتجريح ٣ / ١٠٠٧ ، وصفة الصفوة ١ / ٥٠٦.

(١٠) أسلم ، وقيل : إبراهيم ، مولى رسول الله عليه‌السلام ، من قبط مصر ، توفي في خلافة علي رضي الله عنهم. ينظر : معجم الصحابة ١ / ٤٣ ، والثقات لابن حبان ٣ / ١٦ ، والاستيعاب ١ / ٨٢.

(١١) الأصول المخطوطة : بطوله.

(١٢) ينظر : الطبقات الكبرى ١ / ٢١٤ ، والسيرة الحلبية ١ / ٥١٥ ، والدر المنثور ٥ / ١٨٣.

١٩٩

٢ ـ (وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) : اتصالها من حيث ذكر المسجد الأقصى ، الذي هو قبلة بني إسرائيل ، ومن حيث قوله : (لِنُرِيَهُ (١) مِنْ آياتِنا) [الإسراء : ١] الكبرى ، فإنّ (٢) رؤية موسى وأنبياء بني إسرائيل عليهم‌السلام ليلتئذ من الآيات.

٣ ـ (ذُرِّيَّةَ) : لنريه ذريّة (مَنْ حَمَلْنا ،) وهم الأنبياء الذين أراه الله إيّاهم ليلتئذ. والثاني : أنّه بدل من موسى ، أو كالصفة له ، فإنّه كان من ذريّة نوح عليه‌السلام ، فعلى هذا الضمير في قوله : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) عائد إلى موسى عليه‌السلام. والثالث : أنّ الاتخاذ يقتضي مفعولين مكان (٣) الذرية (مِنْ دُونِي) [الإسراء : ٢] أن لا يتوكّلوا على من يجانسهم في الخلقة والحاجة. والرابع : اسم مضاف ، فانتصب حرف النداء.

وعن عمران بن سليم (٤) : إنّما سمّي نوح عبدا شكورا ؛ لأنّه كان إذا أكل طعاما قال : الحمد لله الذي أطعمني ، ولو شاء أجاعني ، وإذا شرب شرابا قال : الحمد لله الذي سقاني ، ولو شاء أظمأني ، وإذا اكتسى قال : الحمد لله الذي كساني ، ولو شاء أعراني ، وإذا احتذى (٥) قال : الحمد لله الذي حذاني ، ولو شاء أحفاني ، (٦) وإذا قضى حاجة قال : الحمد لله الذي أخرج عني أذاه ، (٧) ولو شاء حبسه. (٨)

٤ ـ (وَقَضَيْنا) : أوحينا وأعلمنا ، كقوله : (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ) [الحجر : ٦٦].

(لَتَعْلُنَ (٩) عُلُوًّا كَبِيراً) : أي : لتعتنّ عتوّا كبيرا ، ومنه قوله : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَ) [النمل : ٣١] وقوله : (لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ) [القصص : ٨٣].

٥ ـ (وَعْدُ أُولاهُما) : وعيد أولى المرتين.

(فَجاسُوا) : تخللوا ، فقتلوا (١٠).

__________________

(١) ك : لنريك.

(٢) ع : قال.

(٣) أ : وكان.

(٤) عمران بن سليم الكلاعي ، قاضي حمص. ينظر : التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤١٢ ، والجرح والتعديل ٦ / ٢٩٩ ، والثقات لابن حبان ٥ / ٢١٩.

(٥) احتذى يحتذي إذ لبس نعليه. النهاية في غريب الأثر ١ / ٣٤٤ ، ولسان العرب ١٤ / ١٦٩.

(٦) سقطت من ع كلمة : حذاني ، وبدلا من أحفاني : حفاني.

(٧) ع وأ : أذاه في عفاه.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ٨ / ١٩ ، وتاريخ دمشق ٦٢ / ٢٧٤ ، وتفسير القرطبي ١٠ / ١٤٠ ، وعمدة القارئ ١٩ / ٢٦.

(٩) أ : ليعلن ، وبعدها ليعتن.

(١٠) الأصول المخطوطة : فعطوا ، وما أثبت من تفسير الطبري ٨ / ٢٦ وقال : «وجائز أن يكون معناه : فجاسوا خلال الديار ، فقتلوهم ذاهبين جائين».

٢٠٠