عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني
المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٠٢
٣١ ـ (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ): كدعوى الذين يدّعون الكيمياء.
(وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) : كدعوى الكهنة والقائفين.
(وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) : كدعوى الأرواح الخبيثة الملابسة من السّحرة.
(وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً): كدعوى المصدقين للطّواغيت طمعا في برّهم وخيرهم.
فتبرّأ نوح عليهالسلام من هذه الدعاوى كلّها ؛ لأنّ دعواه كانت نبوته بقوة إلهيّة ، كان نوح عليهالسلام يدعوهم إلى توحيد الله تعالى وخلع الأنداد.
٣٢ ـ (قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا ...) الآية : وعدهم الطوفان.
٣٤ ـ (إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) : النّصيحة : مرضيّة حميدة مأمور بها ، بخلاف الإغراء ، والنّفع مفتقر إلى وجود النصيحة ، وهي لا توجد إلا بإرادتها. (١)
٣٥ ـ (قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ) : خطاب موجه (٢) لنبيّنا عليهالسلام ، وهو عارض في أثناء القصة ، والمراد به تحقيق القصة وتوكيدها ، وقطع أوهام المستمعين ، ودعاويهم.
(مِمَّا تُجْرِمُونَ) : أي : من إجرامكم ، وهو تهمتهم ، وتكذيبهم وإنكارهم. (٣)
٣٦ ـ (إِلى نُوحٍ) عليهالسلام (أَنَّهُ) : الهاء ضمير الأمر والشأن.
(فَلا تَبْتَئِسْ) : تفتعل من البؤس ، والمراد : الحزن والجزع ، (٤) وكان دعوة نوح عليهالسلام (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ ...) الآية [نوح : ٢٦] ، بعد ما أوحى الله تعالى بهذه الآية.
٣٧ ـ (بِأَعْيُنِنا) : أي : بنظر خاصّ منّا إلى ما تصنع يفيد الكلاءة.
(وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) : لا تدع عليهم بعد ، فإنّا قد استجبنا لك ، أو لا تتشفع لهم عند معاينة الأهوال من الرّقّة ، وقلّة الاحتمال ، أو أنّه نهي عمّا علم الله أنّه سيكون ، وهو ذكر ابنه «يام».
٣٨ ـ (سَخِرُوا مِنْهُ): استهزؤوا ، وإنّما فعلوا ؛ لأنّهم رأوه يصلح سفينة لا على ساحل
__________________
(١) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٣.
(٢) ساقطة من ك.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٣.
(٤) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٦٩ ، والبحر المحيط ٦ / ١٤٩.
بحر ، ولا على شط نهر. (١)
(فَإِنَّا (٢) نَسْخَرُ مِنْكُمْ): سنجهّلكم ونسفّهكم. (٣)
٣٩ ـ (مَنْ) : بمعنى : الذين : في محل النّصب. (٤) وقيل : بمعنى : أي ، في محل الأمر بالابتداء (٥).
٤٠ ـ (حَتَّى): غاية ؛ لامتداد حاله وحالهم إلى مجيء الأمر.
(وَفارَ) : الفور : الغليان ، والخروج على السرعة.
(التَّنُّورُ) : تنّور الخابزة. (٦) وقيل : عين ماء معروفة (٧). وعن عليّ : أنّه وجه الأرض (٨).
(إِلَّا): استثناء منقطع ، (٩) والذي سبق عليه القول من جملة الأهل ، امرأته و «يام».
٤١ ـ (مَجْراها وَمُرْساها): في محل الرّفع ، الباء في (بِسْمِ اللهِ)، [متعلق بما قبله ، والتقدير : بسم الله إجراؤها وإرساؤها](١٠) ويحتمل : أنّ قوله : (بِسْمِ اللهِ) متصل بما قبله ، أي : اركبوا بسم الله ، وأنّ مجراها ، ومرساها (١١) ، أي : حال إجرائها ، وإرسائها ، أي : إثباتها ، والمنع عن جريانها.
وذكر المغفرة والرحمة ؛ لترغيب التائبين الذين ركبوا في السّفينة.
٤٢ ـ (فِي مَعْزِلٍ): موضع عزله عن أبيه وإخوته ، يقال : إنّا بمعزل من كذا.
٤٣ ـ (لا عاصِمَ الْيَوْمَ): لا معصوم ، (١٢) كقوله : (مِنْ ماءٍ دافِقٍ) [الطارق : ٦] ، و (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) [الحاقة : ٢١] ، وتقدير : لا عاصم اليوم من أمر الله إلا لمن رحم. (١٣) وقيل : الاستثناء
__________________
(١) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٣٥.
(٢) الأصول المخطوطة : إنا.
(٣) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٧١ ، ومجمع البيان ٥ / ٢٠٣ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٤٨٤.
(٤) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٤٨٤.
(٥) ينظر : الفريد في إعراب القرآن المجيد ٢ / ٦٢٤ ، والبحر المحيط ٥ / ٢٢٢ ، وإعراب القرآن وبيانه ٤ / ٣٥٢.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٤٠ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٤٨٥ عن ابن عباس وغيره.
(٧) ينظر : الدر المنثور ٤ / ٤٢٢ ، وأبو السعود ٤ / ٢٠٨ ، وفتح القدير ٢ / ٤٨٩.
(٨) ينظر : أدب الكاتب ٣٨٤ ، وزاد المسير ٤ / ٨١.
(٩) ينظر : الوسيط ٢ / ٥٧٤ ، ومجمع البيان ٥ / ٢٠٨.
(١٠) ما بين المعقوفتين زيادة من مشكل إعراب القرآن ٣٤٤ ، وهي زيادة يقتضيها السياق. وينظر : البيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ١٠.
(١١) (في محل الرفع ... ومرساها) ليس في ع.
(١٢) ينظر : مجمع البيان ٥ / ٢٠٨ عن ابن كيسان ، والبحر المحيط ٦ / ١٥٩.
(١٣) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٣٨ ، والبحر المحيط ٦ / ١٥٩.
منقطع ، لا عاصم اليوم البتة من أمر الله لكن من رحمهالله. (١)
٤٤ ـ (ابْلَعِي): البلع : الاستراط في المتصل ، يقال : (١٥٩ ظ) بلعت ريقي ، وأبلعته ، وابتلعت ما في فمي ، ولا يقال : ابتلعت ما في القصعة والكأس.
(أَقْلِعِي): أمسكي. يقال : أقلع فلان من المعاصي ، أي : تاب وأمسك عنها.
(وَغِيضَ الْماءُ) أي : غاضت الأرض الماء ، ونشّفته الرّيح والحرارة ، فنقص ، (٢) وربما كان الغيض لازما.
٤٥ ـ (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ) : يحتمل أنّه كان قد خوطب في الأهل بعموم ، وظنّ كذلك ، فلذلك تعرض للوعد. (٣) ويحتمل أنّه ظنّ أنّ المستثنى من أهله امرأته وحدها دون ابنه «يام». (٤) ويحتمل أنّ ابنه كان يظهر الإيمان ، والموافقة على سبيل النّفاق ، فخاطب بظاهره.
(وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ): يعني : النجاة.
٤٦ ـ (لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ): الموعود لهم ، (٥) أو من أهلك الذين أسباب الموالاة متصل بينك وبينهم.
٤٧ ـ (أَنْ أَسْئَلَكَ): من أن أسألك : أطلبك.
٤٨ ـ (بِسَلامٍ مِنَّا): بتحية لك من عندنا ، أو بتقدير السّلامة لك من عندنا. (٦)
(وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ) : وببركات ، (٧) والبركة : النماء وزيادة (٨) الخير.
(عَلى أُمَمٍ): أهل السّعادة من ذرّيتهم ، (٩) كآل هود وصالح وأمثالهم.
(وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ): أهل الشّقاوة ، كسائر عاد وثمود ، وأمثالهم.
٤٩ ـ (تِلْكَ): القصة ، أو تلك الأنباء. (١٠)
(مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ): لأنّه لا يعلم كيفيّتها إلا آحاد النّاس ، وفي كتب مندرسة لا تقوم
__________________
(١) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٣٤٨ ، ولسان العرب ١٢ / ٤٠٤ ، وزاد المسير ٤ / ٨٥ ، وروح المعاني ٦ / ٢٥٨.
(٢) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٤.
(٣) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٧٥.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٤٩ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٠٠.
(٥) ينظر : تفسير ابن عباس (صحيفة علي) ٢٨٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٠٠.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٥ ، والوسيط ٢ / ٥٧٦ ، والبحر المحيط ٦ / ١٦٤.
(٧) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٥.
(٨) ع : الزيادة.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٥.
(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٥٦ ، وإعراب القرآن للنحاس ٢ / ٩٥ ، والبحر المحيط ٦ / ١٦٥.
الحجة بمثلها.
(ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ) : لأنّهم لم يكونوا سمعوا بها أصلا ، والثاني : أنّ علمهم لم يقع بها ؛ لأنّ العلم بالخبر لا يقع إلا عند الإعجاز والتّواتر ، ولم يحصل إلا بالقرآن.
٥١ ـ (لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) : لّما اتّهموه أنّه يدّعي النّبوة ليزاحمهم ، حسم أوهامهم بذلك.
(عَلَيْهِ) : أي : على الدعاء والإنذار.
٥٢ ـ (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ) : إنّما وعد درّ السماء على شريطة التّوبة والاستغفار ؛ لاحتياجهم إلى ذلك ، وقد ذهب وفدهم للاستقساء (١) على ما قدمنا.
٥٣ ـ (بِبَيِّنَةٍ) : معجزة ، التي توجب العلم ضرورة على سبيل الإلجاء ، طالبوه بها جهلا منهم.
(عَنْ قَوْلِكَ) : بقولك. وضع (عن) مكان (الباء) ، كما وضع (الباء) مكان (عن) في قوله : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان : ٥٩] ، و (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) [المعارج : ١]. وقيل : معناه : (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا) صادرين عن رأيك ، وقولك. (٢)
٥٤ ـ (اعْتَراكَ) : مسّك ، وعرض لك ، تقول (٣) : عروته ، واعتريته ، وعورته ، واعتورته : إذا أتيته بطلب حاجة ، (٤) ومحلّه النّصب بالاستثناء.
(بِسُوءٍ) : بخبال (٥) وجنون ، وإنّما قالوا ذلك ؛ لاعتقادهم أنّ النّفع والضّر من عندها. (٦)
(قالَ) : هود عليهالسلام. (٧)
(إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ) : أنّي بريء من آلهتكم.
(وَاشْهَدُوا) : أنتم عليّ أنّي بريء من آلهتكم التي اتّخذتموها من دون الله.
٥٥ ـ (فَكِيدُونِي) : أنتم وآلهتكم أجمعون ، ولا تمهلوني ، وإنّما قال ذلك ليعرّفهم عجزهم وعجزها ، وينبّئهم على بطلان دعاويهم.
__________________
(١) الأصول المخطوطة : الاستقصاء.
(٢) ينظر : الكشاف ٢ / ٣٨١ ، والبحر المحيط ٦ / ١٦٧.
(٣) ك : يقال.
(٤) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٤ ، ياقوتة الصراط ٢٦٤ ، والغريبين ٤ / ١٢٦٥.
(٥) ك : بخبل.
(٦) ينظر : تفسير كتاب الله العزيز ٢ / ٢٣١ ، ونظم الدرر ٣ / ٥٤٣ ، وروح المعاني ١٢ / ٣٨٩.
(٧) ينظر : مجمع البيان ٥ / ٢١٩.
٥٦ ـ (آخِذٌ بِناصِيَتِها) : عبارة عن ملك الأمر والاستيلاء ، والقدرة على وجوه التّصاريف ، (١) والنّاصية : هي العرف. قال عليهالسلام : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» (٢). وأنّ النّبيّ عليهالسلام حسر عمامته ، ومسح على ناصيته (٣). (٤)
(إِنَّ رَبِّي عَلى (١٦٠ و) صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : أي : فعله وقوله على قضيّة علمه وحكمته. (٥)
٥٧ ـ (فَإِنْ تَوَلَّوْا) : تتولّوا وتعرضوا. (٦)
(فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ) : جواب للشّرط (٧) ، وكأنّه (٨) قال : إن تعرضوا فلا عليّ ، فإنّي قد قضيت ما عليّ.
(وَيَسْتَخْلِفُ) : يجوز أن يكون معطوفا على جواب الشّرط بالفاء ، (٩) ويجوز أن يكون مستأنفا. (١٠) والاستخلاف : اتخاذ الخليفة (١١) ، كالاستيزار (١٢) والاستقضاء.
(شَيْئاً) : في شيء. وقيل : لا تنقصونه (١٣) شيئا. (١٤)
(مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) : إن أراد به الريح ، (١٥) فهي جسم ؛ لأنّها تشاهد إذا تلوّنت بالغبار ، فغلظها تراكم أجزائها ، وشدّة ائتلافها بخلاف الرّيح الطّيبة. وإن أراد به ما حصل من التّعذيب ، فغلظه عظمته وشدّته وفخامته.
__________________
(١) ينظر : غرائب القرآن ورغائب الفرقان ٤ / ٣٢ ، ونظم الدرر ٣ / ٥٤٤ ، وروح المعاني ١٢ / ٣٨٩.
(٢) أخرجه : فراس بن يحيى المكتب في مسانيده ١٣٢ ، والبخاري في صحيحه (٢٦٩٣) ، ومسلم في صحيحه (٩٨٧) ، وعبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري في المنتقى ١ / ٢٦٥.
(٣) ك : ناصيتها.
(٤) لم أجد الحديث بهذا النص ، ولكن مسح الناصية قد ورد في أحاديث ، منها حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه والذي أخرجه : مسلم في صحيحه (٢٧٤) ، الترمذي في السنن (١٠٠) ، والروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني (٣٦٩).
(٥) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٧٨.
(٦) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٥٨ ، والوسيط ٢ / ٥٧٨ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٤٠ ، واللباب في علوم الكتاب ١٢ / ٣٩١.
(٧) ك : الشرط.
(٨) ع : فكأنه.
(٩) ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ / ٩٦ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٤٠ ، اللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٠٩.
(١٠) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٠٩ وقال : وهو قول العامة ، وروح المعاني ١٢ / ٣٩٢.
(١١) الأصل وع : للخليفة.
(١٢) ك : كالاستيزاره.
(١٣) ع : ينقصونه.
(١٤) ينظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ٣٥٩ ، وروح المعاني ١٢ / ٧٥.
(١٥) ينظر : نظم الدرر ٣ / ٥٤٥ ، وروح المعاني ١٢ / ٣٩٣.
٥٩ ـ (وَتِلْكَ) : مبتدأ (١). (عادٌ) : خبرها ، (٢) والتقدير : تلك الأمة عاد. وقيل (٣) : (وَتِلْكَ) : مبتدأ ، و (عادٌ) : كالبدل عنه ، والخبر : (جَحَدُوا) أي : أنكروا. (٤)
(وَعَصَوْا رُسُلَهُ) : نوح وهود ، ومن قبلهما ، أو هود والملائكة ، أو هود وحده ، جمع على سبيل التّشريف. ويحتمل أنّ هودا عليهالسلام كان معه رسل كما أن هارون مع موسى ، وبعض الحواريّين مع عيسى عليهالسلام ومثل هذا لا يثبت إلا بالسماع.
(العنيد) : العاند ، والعنود : الذي لا يطيع.
٦٠ ـ (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) : أي : وأتبعوا لعنة يوم القيامة.
وقوله : (أَلا إِنَّ عاداً) : خبر مستأنف. ويحتمل أنّ يوم القيامة (٥) متصل به ، وتقديره : ويوم القيامة ألا إنّ عادا كفروا ربّهم ، أي : بربهم.
٦١ ـ (وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها) : أي : جعلكم عمّارها. (٦) ابن عرفة (٧) : أطال الله عمركم فيها. (٨) ويحتمل من قوله : أعمرته الدار ، أي : جعلتها له مدة عمره ، وهي العمرى. (٩)
٦٢ ـ (كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا) : نتفرّس فيك الخير. (١٠)
(قَبْلَ هذا) : قبل (١١) دعوتك إيانا إلى التوحيد والرشد ، وأمّا اليوم فقد أيسنا من خيرك.
٦٣ ـ (فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) : يجوز أن يكون استفهاما ، وأن يكون نهيا.
(تَخْسِيرٍ) : تضليل ، ونسبته إلى الخسران ، وقيل : بخس ونقص ومضرّة (١٢) ، من قولهم : صديق مخسر عدوّ مبين.
__________________
(١) ك : مبتداة.
(٢) ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ / ٩٧.
(٣) ك : قيل ، والواو ساقطة.
(٤) ينظر : إعراب القرآن وبيانه ٤ / ٣٨١.
(٥) (أي واتبعوا ... القيامة) : ساقطة من ع.
(٦) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٧٩ ، والبحر المحيط ٦ / ١٧٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥١٢.
(٧) أبو عبد الله ، إبراهيم بن محمد بن عرفة أبو عبد الله الواسطي نفطويه النحوي ، توفي ببغداد سنة (٣٢٣ ه). ينظر : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ١ / ٢٧٣ ، وبغية الوعاة ١ / ٤٢٨.
(٨) ينظر : الغريبين ٤ / ١٣٢٦.
(٩) ينظر : الغريبين ٤ / ١٣٢٦ ، والمارودي ٢ / ٤٧٩ عن مجاهد.
(١٠) ينظر : الكشاف ، والبحر المحيط ٦ / ١٧٥ ، ونظم الدرر ٣ / ٥٤٨.
(١١) ساقطة من ع.
(١٢) الصحاح ٢ / ٦٤٥ ، ولسان العرب ٤ / ٢٣٩ ، والتبيان في تفسير القرآن ٢٥٣.
٦٤ ـ (لَكُمْ آيَةً) : نصب على القطع أو الحال ، (١) وقوله : (لَكُمْ) متّصل بما بعده ، لا بما قبله.
٦٥ ـ (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) : إخبار عن انتهاء تمتّعهم ، (٢) كقوله : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ) [التوبة : ٢].
(مَكْذُوبٍ) : مصروف عن جهة الصدق.
٦٦ ـ (بِرَحْمَةٍ مِنَّا) : يجوز أن يكون (مِنَّا) متّصلا (٣) برحمة ، أي : برحمة من عندنا ، ويجوز أن يكون متّصلا ب (نَجَّيْنا)، أي : نجّيناهم من أمرنا. وإن أراد الأول ، فالخزي : معطوف على مضمر ، تقديره : منه ، ومن خزي يومئذ. وإن أراد الثاني فهما ظاهران.
وقيل : الواو في قوله : (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) مقحمة (٤) ، كما في قوله : (جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) [الزمر : ٧١].
٦٩ ـ (قالُوا سَلاماً) : نصب بوقوع القول عليه ، (٥) كما تقول لمن قال : لا إله إلا الله : قلت صوابا ، أو حقّا وحتما.
(قالَ سَلامٌ) : رفع على الحكاية ، تقديره : سلام عليكم. (٦)
(أَنْ جاءَ) : نصب بنزع الخافض (٧) ، تقديره : فما لبث عن مجيئه ، وقيل : [رفع](٨) ،
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٦٠ ، ومشكل إعراب القرآن ٢٤٩ ، والبيان في إعراب القرآن ٢ / ١٤ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٤٥.
(٢) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٦٣ ، والوسيط ٢ / ٥٧٩ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٠٠.
(٣) ك : متأصلا.
(٤) ينظر : البيان في إعراب القرآن ١ / ٥٤٢ ، والبحر المحيط ٦ / ١٧٨ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٤٤ ، ومغني اللبيب ١ / ٤٧٣. والواو المقحمة : هي الواو العاطفة الزائدة لغير معنى التي اختلف فيها بين الكوفيين والبصريين ، فالكوفيون يجوّزون زيادتها ، محتجين بقول الله تعالى : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥)) [الأنعام : ٧٥] ، وغيرها ، وأما البصريون فذهبوا إلى أنها ليست زائدة في شيء من ذلك ، ولا تجوز زيادتها لأن الحروف وضعت للمعاني ، فذكرها بدون معناها يقتضي مخالفة الوضع ويورث اللبس .... ينظر : الخصائص ٢ / ٤٦٢ ، والفصول المفيدة ١٤٦ ، ومغني اللبيب ١ / ٤٧٣.
(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٦٠ ، والبيان في إعراب القرآن ٢ / ١٦ ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٤٢ ، والبحر المحيط ٦ / ١٧٩.
(٦) ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ / ١٠٠ ، والبحر المحيط ٦ / ١٧٩ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٤٧ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٢٠.
(٧) نزع الخافض : هو حذف حرف الجر الذي لو وجد لكان الاسم مجرورا به ، كالباء هنا ، أو (عن) أو (في). ينظر : التبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٤٢ ، والفتوحات الإلهية ٢ / ٤٠٩.
(٨) زيادة من ك.
تقديره : فما لبث مجيئه ، أي : ما أبطأ. (١)
(حَنِيذٍ) : ما شوي في الحفائر بالرّضف. (٢) وقيل : منضّج. (٣)
٧٠ ـ (رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ) : أي : رآهم ممسكين عن الطعام. (٤)
(نَكِرَهُمْ) : استنكرهم ، وأنكرهم. (٥) (١٦٠ ظ) وقيل : ظنّ أنّهم لصوص لا يتحرّمون بطعامه ؛ لئلّا يدخل في نعتهم. (٦)
و (الإيجاس) : شيء من الإحساس ، وما خاف حقيقة ، ولكن ثمّ (٧) مكروه لعل الله يوصله إليه من جهتهم.
٧١ ـ (فَضَحِكَتْ) : بالسّرور من جهتهم ، حيث قالوا : (لا تَخَفْ) [هود : ٧٠]. (٨) وقيل : ضحكت سرورا بنصرتهم لوطا عليهالسلام وفرحا بالولد. (٩)
(وَمِنْ وَراءِ) : خلف إسحاق يعقوب. (١٠) وقيل : الوراء : اسم لولد الولد ، فتقديره : ومن جهة إسحاق الوراء. وعن الشّعبيّ (١١) : الوراء : ولد الولد. (١٢)
٧٢ ـ (يا وَيْلَتى) : الدعاء بالويل حقيقة عند شدة الأمر ، وخوف الهلاك ، إلا أنّه كثر استعمالها ، تلفظوا بها عند كل تعجب توسّعا ومجازا. ويحتمل : أنّه توهّمت أنّها تهلك ، ثم تنشأ ثانيا للولادة ؛ فلذلك دعت بالويل.
(بَعْلِي) : زوجي ، وربّ الدار.
(شَيْخاً) : حال (١٣).
__________________
(١) قاله الفراء. ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٢١ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٤٧.
(٢) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٥ ، والغريبين ٢ / ٥٠١ عن ابن عرفة ، وغرائب القرآن ورغائب الفرقان ٤ / ٣٦.
(٣) ينظر : تفسير ابن عباس (صحيفة علي) ٢٨٦ ، وتفسير عبد الرزاق ٢ / ٢٦٧ (١٢٠٧) عن قتادة ، والدر المنثور ٤ / ٣٩٨.
(٤) ينظر : تفسير غريبي القرآن ٢٠٥ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٠٥.
(٥) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٥ ، وغرائب القرآن ورغائب الفرقان ٤ / ٣٦ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٢١.
(٦) معاني القرآن الكريم ٣ / ٣٦٣ ، وتذكرة الأريب في تفسير الغريب ١ / ٢٥١ ، وتفسير أبي السعود ٤ / ٣٠٥ ، والبحر المحيط ٥ / ٢٤٣.
(٧) الأصل : تهم.
(٨) ينظر : الوسيط ٢ / ٥٨١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٢٤ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٠٨.
(٩) ينظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ٣٦٤ ، وتفسير الماوردي ٢ / ٢٢٣ ، والوسيط ٢ / ٥٨١.
(١٠) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٦ ، وتفسير كتاب الله العزيز ٢ / ٢٣٦ ، ومجمع البيان ٥ / ٢٣٣.
(١١) أبو عمرو ، عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الممداني ، ثم الشعبي ، توفي سنة ١٠٤ ه ، وقيل غيرها. ينظر : أخبار القضاة ٢ / ٤١٣ ، وحلية الأولياء ٤ / ٣١٠ ، والنجوم الزاهرة ١ / ٢٥٣.
(١٢) ينظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ٣٦٤ ، وتفسير الطبري ٢ / ٧٤ و ٧٥ ، وزاد المسير ٤ / ١٠١.
(١٣) ساقطة من ك. وينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ / ١٠١ ، ومشكل إعراب القرآن ٣٥٢ ، والمحرر الوجيز ٧ / ٣٤٩ ، والبحر المحيط ٦ / ١٨٤.
٧٣ ـ (قالُوا أَتَعْجَبِينَ) : إنّما أنكروا عليها التّعجب من أمر الله ؛ لأنّه جميل لا يستبعد منه فعل ما يستحق الحمد.
(مَجِيدٌ) : لا نهاية لمجده.
(رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ) : خبر ، أو (١) دعاء. (٢)
(أَهْلَ) : نصب على النّداء ، (٣) ول (أهل) معنيان : أحدهما : من يسكن بيته من عياله ، كقوله : (يا نِساءَ النَّبِيِّ ...) إلى قوله : (أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٢ ـ ٣٣]. والثاني : بنو أبيه ، ومواليه ، قال عليهالسلام : «سلمان منّا أهل البيت» (٤). وإن كان المراد بأهل البيت بيت إبراهيم عليهالسلام [من](٥) الصّنف الأوّل ، فلم تشتمل التّسمية على لوط عليهالسلام وإن كان الثّاني ، فاشتملت.
٧٤ ـ (الرَّوْعُ) : الفزع والخوف. (٦) وفي الحديث : أنّهم خرجوا ذات ليلة إلى صوت ، فإذا رسول الله عليهالسلام يستقبلهم (٧) على فرس يقول : «لن تراعوا ، لن تراعوا» (٨).
(يُجادِلُنا) أي : طفق يجادل رسلنا ، (٩) وهو قوله : (فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) [الحجر : ٥٧] ، وقوله : (إِنَّ فِيها لُوطاً) [العنكبوت : ٣٢] ، وقوله : أتهلكون قرية فيها كذا كذا مؤمنا ، وكل ذلك بإذن الله. (١٠)
٧٥ ـ (لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) : يتحلّم عن قوم لوط وثناؤه عليهم ، منيبا إلى الله في حوائجه
__________________
(١) ك : و.
(٢) وينظر : البحر المحيط ٦ / ١٨٤ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٢٨.
(٣) ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ / ١٠١ ، والبحر المحيط ٦ / ١٨٤ ، ونظم الدرر ٣ / ٥٥٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٢٨.
(٤) أخرجه : الطبراني في الكبير (٦٠٤٠) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٦ / ١٣٠ : وفيه كثير بن عبد الله المزني ، وقد ضعّفه الجمهور ، وحسّن حديثه الترمذي ، وبقية رجاله ثقات. والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٩٨ من حديث عمرو بن عوف المزني ، وقال الذهبي في التلخيص : سنده ضعيف ، وأخرجه : أبو يعلى (٦٧٧٢) من حديث علي ، والبزار (٢٥٢٤) [كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة] من حديث أنس بن مالك ، وقال الهيثمي ٩ / ١١٧ و ١١٨ (١٤٦٨٩ و ١٤٦٨٨) : فيهما النضر بن حميد الكندي ، وهو متروك.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٧٦ ، وتفسير كتاب الله العزيز ٢ / ٢٣٦ ، والغريبين ٣ / ٧٩٢.
(٧) ك : مستقبلهم.
(٨) أخرجه أبو بكر القرشي في مكارم الأخلاق ١١٥ ، والبخاري في صحيحه (٢٨٢٠ و ٢٨٦٦ و ..) ، ومسلم في صحيحه (٢٣٠٧) ، وأبو الحسن الرامهرمزي في أمثال الحديث ١٥٣.
(٩) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٨٧ ، والوسيط ٢ / ٥٨٢ ، وغرائب القرآن وغرائب الفرقان ٤ / ٣٨.
(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٧٧ عن سعيد.
وأموره. والإنابة : الرّجوع.
٧٦ ـ (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) : لمّا سمع هذا تيقّن بهلاك قريات [قوم لوط](١) ، والمراد (٢) في الخطاب غير ملفوظ به واستثناء منقطع معناه : لكن (٣) يخبرنا به ابتداء ، لا على سبيل الحكاية.
٧٧ ـ (سِيءَ بِهِمْ) : سيء بمجيئهم ؛ لما يخاف عليهم من فعل قومه. (٤)
(وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) : أي : ضاق ذرعه بهم. ذرعه : طاقته ، واستطاعته.
(عَصِيبٌ) : شديد. (٥)
٧٨ ـ (يُهْرَعُونَ) : يستحثّون ، ويزعجون على سرعة ، (٦) والمستحثّ : المزعج قضاء الله وقدره.
(يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) : أفعالهم الخبيثة.
(هؤُلاءِ بَناتِي) : إشارة إلى نسائهم ، وإنّما دعاهنّ بنات على سبيل التلطف في الخطاب ، إذ النّبيّ من أمته بمنزلة الأب من أولاده ، ألا ترى أنّ لوطا لم يكن له إلا ابنتان. (٧) ويحتمل أنّه كان له بنات غيرهما ، فعرضهنّ عليهم بالتّزويج ، (٨) وكان ينعقد النّكاح من الكفّار والمسلمين يومئذ (٩). ويحتمل أنّ لوطا عبّر عن ابنتيه بالبنات ، وعرضهما على رئيسين ؛ ليمنعا الباقين.
و (الضيف) : النازل عند الإنسان بزاده.
٧٩ ـ (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ) : ليس لنا في بناتك من حاجة ومراد ، (١٠) ويحتمل :
أنّهم أرادوا نفي عقد النّكاح. (١١)
__________________
(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ك : المراد.
(٣) ع : لكي.
(٤) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٦٦ ، والوسيط ٢ / ٥٨٣ ، ونظم الدرر ٣ / ٥٥٧.
(٥) ينظر : تفسير ابن عباس (صحيفة علي) ٢٨٧ ، وتفسير الطبري ٧ / ٨١ عن ابن عباس وغيره ، وياقوتة الصراط ٢٦٨.
(٦) ينظر : الغريبين ٦ / ١٩٢٨ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٣٢.
(٧) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٨٣ ، والوسيط ٢ / ٥٨٣ ، وتفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ٢ / ٥٨٣.
(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٦ ، وتفسير الطبري ٧ / ٨٣.
(٩) ع : حينئذ. وينظر : تفسير غرائب القرآن وغرائب الفرقان ٤ / ٣٩.
(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٨٥ عن ابن إسحاق ، وتفسير كتاب الله العزيز ٢ / ٢٣٩ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٣٤.
(١١) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٦ ، وتفسير الطبري ٧ / ٨٤ ـ ٨٥ ، والوسيط ٢ / ٥٨٣.
(لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) : كناية عن فعلتهم الخبيثة. (١)
٨٠ ـ (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ) : جواب (لو) مضمر (٢) (١٦١ و) تقديره : شديد لمنعتكم عن هؤلاء الضيف.
أراد ب (الركن الشديد) : ولي يعتضد به ، من جار أو عشيرة.
٨١ ـ (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) : يدل على استعجال لوط عليهالسلام. (٣)
٨٢ ـ (مَنْضُودٍ) : متراكم ، تراكمت أجزاء السّجيل حتى تحجّر.
٨٣ ـ (مُسَوَّمَةً) : نصب على الحال ، (٤) أو القطع ، أي : معلمة بخطوط من الألوان. (٥)
(وَما هِيَ) : أي : العقوبة (٦) أو الحجارة. (٧)
(مِنَ الظَّالِمِينَ) : قوم لوط ، (٨) ويحتمل أهل مكة ، فتلك الحجارة لم تكن ببعيد عنهم (٩) ؛ لأنّهم كانوا يمرّون بها في أسفارهم إلى الشام ، وقد كان وقع بمكة من جنسها عام الفيل. ويحتمل : أنّه على سبيل الوعيد لأهل مكة ، ومن يعمل عمل قوم لوط ، أي : لا يبعد أن يمطر عليهم مثلها ؛ فإنّهم مستحقون لها ، لو لا فضل من الله ورحمته.
وإنّما أسقط التأنيث من (بعيد) لكون التأنيث غير حقيقي ، أو لتقدير : شيء ، أي : وما هي بشيء بعيد ، أو لوفق رؤوس الآي.
٨٤ ـ (أَراكُمْ بِخَيْرٍ) : بحالة حسنة ، ونعمة وافرة غير محتاجين إلى الخيانة. (١٠)
٨٦ ـ (بَقِيَّتُ اللهِ) : ما يحدثه الله من النماء والبركة من غير بخس وتطفيف. (١١)
٨٧ ـ كان شعيب عليهالسلام كثير الصّلاة والعبادة والدّعاء ، وكانوا يستحسنون ذلك منه ، فلمّا دعاهم إلى خلع الأنداد ، وإيثار القسط ، رأوه قبيحة ، فقالوا تعجبا : أصلاتك الحسنة أثمرت ، وأفادت هذه الدعوة؟ وفيها اختصار ، تقديرها : تأمرك ، وتحملك على تكليفنا أن نترك ،
__________________
(١) ينظر : مجمع البيان ٥ / ٢٣٩ ، ونظم الدرر ٣ / ٥٥٩.
(٢) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٨٥.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٨٨ عن حذيفة.
(٤) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٤١.
(٥) ينظر : تفسير ابن عباس ٢٨٧ ، ومعان القرآن وإعرابه ٣ / ٧٢.
(٦) ينظر : تفسير الخازن ٢ / ٤٩٦ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٥٨.
(٧) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ٢ / ٧١١ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٥٩ ، والدر المصون ٦ / ٣٧١.
(٨) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٤١.
(٩) ك : منهم. وينظر : تفسير الطبري ٧ / ٩٤ و ٩٥.
(١٠) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ٩٧ ، وتفسير الرازي (أنموذج) ٢١١ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٣٠.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٠٠ ، وتفسير الماوردي ٢ / ٤٩٦.
وقيل : تقديره : أصلاتك تأمرك ، وإيانا أن نترك ما يعبد آباؤنا ، وتنهاك وإيّانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء. (١)
(الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) : السّفيه الجاهل ، (٢) كقوله : (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) [الدخان : ٤٩]. وقيل : هو على ظاهره ، أي : كنت الحليم الرشيد حتى الآن ، كقول ثمود لصالح : (كُنْتَ فِينا مَرْجُوًّا قَبْلَ هذا) [هود : ٦٢]. (٣)
٨٨ ـ (أَرَأَيْتُمْ) : المستفهم مضمر ، (٤) تقديره : أرأيتم إن كنت بهذه أكنت جاهلا؟ أو أرأيتم إن كنت بهذه الصّفة أكنتم تجيبونني؟ وفائدته : الاستدراك.
٨٩ ـ (لا يَجْرِمَنَّكُمْ) : كقولك : لا تحملنّك مخالفتي على أن تدحرج نفسك من شاهق إلى بئر. (٥)
٩٠ ـ (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) : أتى بالدعوة على سبيل التّرغيب ، بعد الدعوة على سبيل التّرهيب ؛ لتبلغ الدّعوة كلّ مبلغ ، وتلزم (٦) الحجة كلّ اللّزوم.
(وَدُودٌ) : متحبب ، (٧) في الحديث : «إنّ الله تعالى يتحبّب إلى عبده بالنّعم ، والعبد يتمقّت إليه بالمعاصي» (٨).
٩١ ـ لّما انقطعوا في المناظرة والجدال ، أخذوا في السّفاهة (٩) ، عادة الجهّال ، (قالُوا يا شُعَيْبُ).
(ضَعِيفاً)(١٠) : مكفوفا. (١١)
(رَهْطُكَ) : عشيرتك. (١٢) والرّهط : ما دون العشرة من الأنفس. (١٣)
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٥ ، وزاد المسير ٤ / ١١٥ ، والفتوحات الإلهية ٢ / ٤١٧.
(٢) ينظر : تفسير ابن وهب ١ / ٣٦٩ ، تفسير الطبري ٧ / ١٠١ عن ابن زيد وابن جريج ، والوسيط ٢ / ٥٨٦.
(٣) ينظر : تفسير البغوي ٤ / ١٩٥ ، وزاد المسير ٤ / ١١٦ ، والفتوحات الإلهية ٢ / ٤١٧.
(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ٣٩٦ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٦٠.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٠٢.
(٦) الأصل وع : ويلزم.
(٧) ينظر : ياقوتة الصراط ٢٧٠ ، ورورح المعاني ١٢ / ٤٤٠.
(٨) ليس حديثا لكنه من قول المغيرة بن محمد بلفظ قريب ، ينظر : الشكر لله ٨٦ ، وهو من قول محمد بن علي بن الحسين (الباقر) أيضا ، ينظر : الأمالي ٦٤١ ، وبحار الأنوار ٤٦ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ و ٧٣ / ١٨.
(٩) الأصل وع : الشفاعة.
(١٠) ليس في ع.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٠٤ عن شريك وغيره ، وتفسير الماوردي ٢ / ٤٤٩ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٠١.
(١٢) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٩٩ ، ومجمع البيان ٥ / ٢٤٣.
(١٣) ينظر : الصحاح ٣ / ١١٢٨ ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ٢٨٣ ، ولسان العرب ٧ / ٣٠٥.
(لَرَجَمْناكَ)(١) : شتمناك ، وقذفناك. (٢) ويحتمل : الرجم بالحصى. (٣)
(وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) : لا يعزّ (٤) علينا مكروهك ، ولكنه يعزّ علينا مكروه رهطك. (٥)
٩٢ ـ (قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ) : يكذّبهم ، ويقول : ليس (٦) لعشيرتي عندكم ذمام وحرمة ، فإنّكم أعرضتم عن حق الله ، فكيف يرجى منكم رعاية حق العشيرة؟ والثاني : كان يحتجّ عليهم بحفظ ذمام العشيرة ، ويقول : إن كنتم تحفظون ذمام العشيرة ، فلم لا تراعون حقّ الله ، ولم تعرضوا عنه؟ فإنّه أحق وأوجب.
(وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) : اتخذتم (٧) الرهط ملجأ (١٦١ ظ) وعده لكم من ورائكم. وقيل : اتخذتم حقّ الله شيئا لا تلتفتون إليه. (٨)
٩٣ ـ قوم شعيب كانوا يخوّفونه بأن يعتريه بعض آلهتهم بسوء وعذاب ، ويسمّونه كاذبا ، فقال على سبيل التّهديد (٩) : (وَيا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) : على حالتكم التي هي حالة التمكين من الاختيار. (١٠)
(إِنِّي عامِلٌ) : عملي على هذه الحالة.
(سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ) : عند نسخ حالة الاختيار بحالة الإلجاء والاضطرار.
٩٧ ـ (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ) : إيّاهم ، أن استخفّهم فأطاعوه في عبادته وتعبّد بني إسرائيل.
(بِرَشِيدٍ) : مرشد. (١١)
٩٨ ـ (يَقْدُمُ قَوْمَهُ) : يقال : قدم يقدم ، بضم العين فيهما ، إذا صار قديما أو مقدما ،
__________________
(١) ليست في ك.
(٢) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٤٩٩ ، ومجمع البيان ٥ / ٢٤٦ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٤٢.
(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٩.
(٤) ك : لا يعزك.
(٥) ينظر : مجمع البيان ٥ / ٢٤٦ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٠١ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٤٢.
(٦) ع : وليس.
(٧) ك : أخذهم.
(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٦ ، وزاد المسير ٤ / ١١٩ ، ونسبه للفراء.
(٩) ينظر : نظم الدرر ٣ / ٥٧١ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٤٦.
(١٠) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٥٤.
(١١) ينظر : الوسيط ٢ / ٥٨٨ ، ومجمع البيان ٥ / ٢٤٩ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٥٤ ، وتفسير القاسمي ٤ / ٣٣٠.
وقدم يقدم ، بكسر العين في الماضي ، وفتحها في الحاضر (١) ، إذا تلقّى واستقبل ، وقدم يقدم ، بفتح العين في الماضي ، وضمّها في الحاضر ، إذا تقدّم.
(فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) : على سبيل التّسبّب ، دون التّسلط. وقال ابن عرفة : الورود : موافاة المكان قبل دخوله ، وحقيقته : الوصول والبلوغ. (٢)
٩٩ ـ (الرِّفْدُ) : اسم للقوام المستفاد ، (٣) والرّفد : بدل القوم ، فلمّا كان قيام بؤس آل فرعون ، وانتظام وبالهم ، وتتمّة المقدور فيهم باللّعنة بعد اللّعنة ، وقعت العبارة عنها بالرّفد. ويحتمل : أنّهم أطاعوا فرعون طمعا في الرّفد ، فبدّله الله باللّعنة ، فوقعت العبارة عن البدل.
١٠٠ ـ (قائِمٌ) : باق.
(حَصِيدٌ) : فان ، يقال : حصدهم بالسّيف ، (٤) فالباء في مثل : مصر (٥) ، وجنّة شداد ، وأخواتهما ، والفاء في مثل : حجر ، والمؤتفكات ، وأخواتهما.
١٠١ ـ (تَتْبِيبٍ) : تخسير ، والتّباب : الخسار. (٦)
١٠٢ ـ عن أبي موسى (٧) ، عنه عليهالسلام : «أنّ الله تعالى يملي للظّالم ، أو قال : يمهل (٨) ، حتى إذا أخذه لم يفلت» ، ثم قرأ : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ (٩) ...) الآية (١٠).
١٠٤ ـ (نُؤَخِّرُهُ) : الضّمير عائد إلى اليوم الموعود. (١١)
١٠٥ ـ (يَأْتِ) : يشبه التّرخيم (١٢). ويحتمل : أن يكون شرطا ؛ لأنّ (يوما) يشبه الميم
__________________
(١) النسخ المخطوطة : الغابر ، والسياق يقتضي ما أثبت.
(٢) ينظر : الغريبين ٦ / ١٩٨٧.
(٣) ينظر : تفسير الماوردي ٢ / ٥٠٢ عن الأصمعي.
(٤) ينظر : الغريبين ٢ / ٤٥٢.
(٥) في قوله تعالى : (أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً) [يونس : ٨٧].
(٦) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢٠٩ ، والصحاح ١ / ٩٠ ، والغريبين ١ / ٢٤٥ ، ولسان العرب ١ / ٢٢٦.
(٧) عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري التيمي ، صاحب رسول الله عليهالسلام ، الفقيه المقرئ. توفي سنة ٤٤ ه. ينظر : تاريخ ابن معين ٣٢٦ ، والطبقات الكبرى ٤ / ١٠٥ ، ومعرفة القراء الكبار ٣٩.
(٨) الأصول المخطوطة : يمل ، وفي سنن الترمذي : يمهل. ينظر : سنن الترمذي (٣١١٠) ، وفتح الباري بشرح صحيح الإمام البخاري ٧ / ٣٥٥.
(٩) ع زيادة : (إِذا أَخَذَ الْقُرى).
(١٠) أخرجه البخاري في صحيحه (٤٦٨٦) ، ومسلم في صحيحه (٢٥٨٣) ، والترمذي في السنن (٣١١٠) ، والذهبي في الكبائر ١ / ١٠٤.
(١١) ينظر : الوسيط ٢ / ٥٩٠ ، ومجمع البيان ٥ / ٣٥٢ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٦٣.
(١٢) الترخيم : هو حذف الاسم المنادى المبني الزائد على ثلاثة أحرف غير المؤنث. ينظر : اللمع في العربية ١ / ١١٤ ، واللباب في علل البناء والإعراب ١ / ٣٤٥ ، وشرح قطر الندى ٢١٣.
الموصول ، وقد ينقلب حرف شرط. قال [من الكامل](١) :
استغن ما أغناك ربّك بالغنى |
|
وإذا تصبك خصاصة فتجمّل |
والجواب قوله : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)، شقيّ : محروم مكدود ، وسعيد : محظوظ مجدود. عن (٢) عمر بن الخطّاب ، قال : لّما نزلت (٣) هذه الآية ، سألت النّبيّ عليهالسلام فقلت : يا نبيّ الله ، فعلى ما نعمل؟ على شيء قد فرغ منه ، أو على شيء لم يفرغ منه (٤)؟ فقال : «بل على شيء فرع عنه ، وجرت به الأقلام يا عمر ، ولكن كل ميسر لما خلق له». (٥)
١٠٦ ـ (زَفِيرٌ) : صوت الصّدر. (وَشَهِيقٌ) : صوت الحلق ، وكلاهما من أصوات المكروبين. (٦) ويحتمل : أنّ هذا في نهيق الحمار. (٧) ويحتمل : هذا في القبر ، كقوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) [غافر : ٤٦] ، وقوله عليهالسلام : «القبر روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النّيران» (٨).
١٠٧ ـ (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) : يحتمل : كون أنفسهم اللطيفة في النار قبل مجيء القيامة ، وانفطار السّماء ، وتبدّل الأرض ، وبعثرة ما في القبور (٩) ، والاستثناء حالة الرّقدة والصّعقة. ويحتمل : أنّ المراد بالسّماوات : سقوف النّار ودركاتها ، والاستثناء حالة العرض والحساب ، (١٦٢ و) أو حالة عقوبة الاستهزاء. ويحتمل : أن المراد ببقاء السّماوات والأرض : بقاء أجزائهما لا بقاء تآليفهما ، ولا دلالة على فناء الأجزاء المتلاشية بعد الوجود ، والاستثناء حالة الدّنيا. وقيل : جرى مجرى الأمثال (١٠) ، كقولهم : لا آتيك سنّ الحسل (١١) ،
__________________
(١) القائل : عبد قيس بن خفاف البرجمي التميمي. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ١ / ١٢٨ و ١٣١ و ٢ / ٩١٦ ، والمفضليات ٣٨٥ ، والتنبيه والإيضاح عما وقع في الصحاح ١ / ١٣٦ ، وشمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ٢١٨ ، ١١٧٧ ، ١٦٧٣.
(٢) ك : وعن.
(٣) ك : أنزلت.
(٤) الأصول المخطوطة : عنه ، هي والتي قبلها ، والتصحيح من كتب التخريج.
(٥) أخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٢٧٠ ، وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه ، لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن عمرو ، وعبد بن حميد في مسنده ١ / ٣٦ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٩٤ ، وابن حبان في الصحيح ١ / ٣١٢.
(٦) ينظر : الغريبين ٣ / ٨٢٢ ، ولسان العرب ١٠ / ١٩١.
(٧) ينظر : الغريبين ٢ / ٨٢٢ ، ولسان العرب ١٠ / ١٩١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٥٦.
(٨) جزء من حديث طويل ، أخرجه الترمذي في السنن (٢٤٦٠) ، والطبراني في المعجم الأوسط (٨٦١٣) ، والمنذري في الترغيب والترهيب ٤ / ١١٨ و ١١٩ ، وكشف الخفاء ٢ / ١١٨.
(٩) ك : بعثرت القبور ، بدل (بعثرة ما في القبور).
(١٠) تفسير البغوي ٤ / ٢٠٠ ، وزاد المسير ٤ / ١٢٣ ، وفتح الرحمن بكشف ما يلتبس من القرآن ١٩٤.
(١١) مثل يضرب على عدم القدوم مطلقا ، لأن الحسل ابن الضب وهو يعمر طويلا. ينظر : أدب الكاتب ١ / ١٢٨ ، وجمهرة الأمثال ٤١٥ ، والمستقصى في أمثال العرب ٢ / ٢٤٤.
ومعز (١) الفزر. وقيل : مقدار دوام السّماوات والأرض. (٢)
(إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) : من الزيادة ، قاله (٣) الفرّاء (٤). وقيل : (ما شاءَ رَبُّكَ) : من شاء ربك ، وهم طائفة من أهل الإيمان ، جمعوا بين شقوة المعاصي ، وسعادة الإيمان ، فهم مستثنون من الأشقياء ؛ لانقطاع خلودهم ، مستثنون من السّعداء ؛ لتأخّر دخولهم. (٥) والمراد بكونهم في الجنّة : بحياة الشّهداء. ويحتمل : سائر الوجوه المذكورة.
١٠٨ ـ (عَطاءً) : أي : أعطيناهم عطاء.
(غَيْرَ مَجْذُوذٍ) : مقطوع. (٦)
١١٠ ـ والفائدة من ذكر موسى عليهالسلام وكتابه هو التّنبيه على جواز التّمثيل مع وجود الاختلاف كيلا يظنّ ظانّ أنّه معنى اختصّ بالقرآن.
١١٣ ـ (وَلا تَرْكَنُوا) : ولا تميلوا. (٧)
(وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ ...) الآية : كالعارض بين مسّ النّار ، وابتغاء النّصرة.
١١٤ ـ (طَرَفَيِ النَّهارِ) : الفجر والظهر والعصر. (٨)
(وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) : ساعاته المترادفة ، (٩) أراد : صلاة المغرب والعشاء والوتر.
وعن موسى بن طلحة (١٠) ، عن أبي اليسر (١١) ، قال : أتتني امرأة تبتاع تمرا ، فقلت : إنّ في البيت تمرا أطيب منه ، فدخلت معي في البيت ، وأهويت إليها ، فقبّلتها ، فأتيت أبا (١٢) بكر ، رضي
__________________
(١) كذا الأصول المخطوطة ، وفي المصادر : معزى ، وهو مثل يضرب لعدم إمكانية الاجتماع. ينظر : مجمع الأمثال ٢ / ٢١٢ ، والمستقصى ٢ / ٥٧ ، وفصل المقال في شرح كتاب الأمثال ٣٩.
(٢) ينظر : فتح الرحمن ١٩٤.
(٣) ك : قال.
(٤) معاني القرآن للفراء ٢ / ٨.
(٥) نظر : زاد المسير ٤ / ١٢٥ عن ابن عباس والضحاك ، وغيرهم ، والتبيان في إعراب القرآن ١ / ٥٤٨ ، والفتوحات الإلهية ٢ / ٤٢٤ ، وتفسير الحسن البصري ٢ / ٢١.
(٦) ينظر : تفسير ابن عباس ٢٨٩ ، وياقوتة الصراط ٢٧١ ، وتفسير كتاب الله العزيز ٢ / ٢٥٠.
(٧) تفسير الطبري ٧ / ١٢٣ ، والغريبين ٣ / ٧٧٥ ، وغرائب القرآن ورغائب الفرقان ٤ / ٥٥ ـ ٥٦ ، وتفسير الخازن ٢ / ٥٠٦.
(٨) تفسير الطبري ٧ / ١٢٤ عن مجاهد ، وتفسير الخازن ٢ / ٥٠٦.
(٩) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢١٠ ، وتفسير الخازن ٢ / ٥٠٦.
(١٠) أبو عيسى ، موسى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي المدني ، نزيل الكوفة ، توفي سنة ١٠٤ ه ، وقيل : غيرها. ينظر : نسب قريش ٢٨١ ، والتاريخ الكبير ٧ / ٢٨٦ ، والسير ٤ / ٣٦٤.
(١١) كعب بن عمرو الأنصاري المدني المدني البدري ، مشهور بكنيته ، وهو الذي أسر العباس يوم بدر ، توفي بالمدينة سنة ٥٥ ه. ينظر : أسد الغابة ٤ / ٤٨٤ ، والاستيعاب ٣ / ١٣٢٢ ، والإصابة ٣ / ٣٠٠ و ٤ / ٢٢١ ، وشذرات الذهب ١ / ٦١.
(١٢) ك : أبي ، وهو خطأ.
الله عنه ، فذكرت له ذلك ، فقال : استر على نفسك ، وتب. فأتيت عمر ، رضي الله عنه ، فذكرت له ذلك ، فقال : استر على نفسك ، وتب ، ولا تخبر أحدا ، ولم أصبر ، فأتيت (١) النّبيّ صلىاللهعليهوسلم فذكرت له ذلك ، فقال : «أخلفت غازيا في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟» ، حتى تمنّى أنّه لم يكن أسلم تلك إلا السّاعة ، حتى ظنّ أنّه من أهل النّار. وأطرق رسول الله عليهالسلام طويلا (٢) حتى أوحى الله (٣) إليه : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ ...) الآية ، قال أبو اليسر : فأتيت رسول الله ، فقرأها عليّ ، وقال أصحابه : يا رسول الله ، ألهذا خاصّة أم للنّاس عامّة؟ قال : «بل للنّاس عامّة» (٤).
وروى الكلبيّ (٥) ، عن أبي صالح (٦) ، عن ابن عبّاس ، رضي الله عنهما : أنّ الآية نزلت في عمرو بن غزيّة الأنصاريّ (٧) ، وكان يبيع التّمر ، فأتته امرأة تبتاع منه تمرا ، فأعجبته ، وقال : إنّ في البيت تمرا أجود من هذا ، فانطلقي حتى أعطيك منه ، قال : فانطلقت معه المرأة ، فلمّا دخلت المرأة بيته ، فوثب إليها ، فلم يترك شيئا مما يصنع الرّجل بالمرأة إلا وقد فعله ، إلا أنّه حذف ، ولم يجامعها ، (١٦٣ و) وحذف (٨) شهوته ، فلما حذف شهوته ، ندم على ما صنع بالمرأة ، فاغتسل ، ثمّ أتى النّبيّ عليهالسلام يسأله عن ذلك؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما أدري ما أردّ عليك؟ حتى يأتيني فيك شيء من الله». قال : فبينما هم كذلك إذ (٩) حضرت العصر ، فلمّا فرغ من صلاته نزل جبريل عليهالسلام بتوبته ، فقال : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ ...) الآية. فقرأها رسول الله من القرآن ، فقال عمر بن الخطّاب : أخاصّ أم عامّ؟ قال : «لا ، بل عامّ». (١٠)
١١٦ ـ (أُولُوا بَقِيَّةٍ) : أولو بقاء على أنفسهم ؛ لتمسّكهم بالدين. (١١) ويحتمل : بقيّة
__________________
(١) ك : فأتينا.
(٢) ساقطة من ك.
(٣) ساقطة من ك.
(٤) أخرجه : الترمذي في السنن (٣١١٥) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، والطبراني في الكبير ١٩ / (٣٧١) ، وابن كثير في جامع المسانيد ١٤ / ٧٤٩.
(٥) أبو النضر ، محمد بن السائب بن بشر الكلبي ، المفسر العلامة الإخباري ، متروك الحديث ، توفي سنة ١٤٦ ه. ينظر : التاريخ الكبير ١ / ١٠١ ، والجرح والتعديل ٧ / ٢٧٠ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٣٠٩.
(٦) ذكوان بن عبد الله ، مولى أم المؤمنين جويرية الغطفانية ، كان من كبار علماء المدينة ، توفي سنة ١٠١ ه. ينظر : التاريخ الكبير ٣ / ٢٦٠ ، والجرح والتعديل ٣ / ٤٥٠ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ٨٩.
(٧) أبو حبة ، عمرو بن غزيّة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري المازني. ينظر : الاستيعاب ٣ / ١١٩٧ ، وتهذيب الأسماء ٢ / ٢٣ ، والإصابة ٣ / ١٠.
(٨) (ولم يجامعها وحذف) ساقطة من ك.
(٩) الأصل وك : إذا.
(١٠) ينظر : أسد الغابة ٤ / ١٢٥ ، وقال ابن حجر في الإصابة ٣ / ١٠ بعد أن ذكر القصة مختصرة : انفرد الكلبي بتسميته غزية بن عمرو.
(١١) تفسير غريب القرآن ٢١٠.
سنن الصّالحين ، أي : هلّا كان منهم (١) من يتمسّك بالبقيّة من سنن آدم وشيت وإدريس ، عليهمالسلام ، ينهون عن البدع في الأرض.
(قَلِيلاً) : نصب على الاستثناء. (٢)
(الإتراف) : الإنعام فوق المقدار والكفاية.
١١٧ ـ (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) : أي : ما كان ليهلكهم بذنب ؛ وأهلها موحدون. وقيل : ما كان الله ليهلكها ؛ وأهلها متمسّكون بعدل السّيرة. (٣) وقيل : ما كان ليهلكهم بظلم نادر ؛ وأهلها غير مستحقّين للعقاب. (٤) وقيل : ما كان بظالم لو أهلكها ، وإن كان أهلها مصلحين. (٥)
١١٩ ـ (وَلِذلِكَ) : إشارة أن يكونوا أمة واحدة على الإسلام ، وقيل : للاختلاف. (٦) وقيل : للإمساك عن الاختلاف. (٧) وقيل : للاستثناء بالرحمة. (٨)
١٢٠ ـ (فِي هذِهِ) : إشارة إلى السورة. (٩)
__________________
(١) ك : هذا كان فيهم ، بدل (هلا كان منهم).
(٢) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٣٥٧ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٨١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٠ / ٥٩٧.
(٣) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٣٧ ، وروح المعاني ١٢ / ٤٩١.
(٤) ينظر : أحكام القرآن للجصاص ٣ / ٢١٥ ، والتبيان في تفسير القرآن للطوسي ٦ / ٨٢.
(٥) ينظر : تفسير القرطبي ٩ / ١١٤ ،
(٦) ينظر : معاني القرآن الكريم ٣ / ٣٨٩ ، وإيجاز البيان ١ / ٤٢٨ ، وتفسير الطبري ١٢ / ١٤٠.
(٧) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١١٢٩٣) عن طاوس ، ومعتصر المختصر ١ / ٢٦٩ عن مالك.
(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٠ ، وإيجاز البيان ١ / ٤٢٨ ، وتفسير الطبري ١٢ / ١٤٤ ، وتفسير القرطبي ٩ / ١١٥ عن الحسن ومقاتل وغيرهما.
(٩) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢١١ ، وو تفسير الطبري ٧ / ١٤٣ ، وتنوير المقباس ١٤٦ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد ٨٤.
سورة يوسف
مكية. وعن ابن عباس : إلا أربع آيات : ثلاث من أولها ، والرابعة (١) : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [يوسف : ١١١]. (٢)
وهي مئة وإحدى عشرة آية بلا خلاف. (٣)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
٢ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) : الضمير عائد إلى الكتاب. (٤)
(قُرْآناً) : اسم من القراءة ، أو مصدر (٥).
(عَرَبِيًّا) : بلغة العرب. (٦) قال عليهالسلام : «إنّ العربية ليست باب والد ، ولكن كل من تكلم بالعربية فهو عربيّ» (٧).
٣ ـ (أَحْسَنَ (٨) الْقَصَصِ) : ما كان غاية في إفادة الصدق والعجب ، الباعث على مكارم الأخلاق ، الزاجر عن اللوم ، بنظم سهل ممتنع (٩) ، وهو (١٠) القرآن ، لتضمّنه أقاصيص الأنبياء والأولياء ، وذكر عاقبة المتقين ، وقصارى عمل المفسدين. (١١) وقيل : قصة يوسف عليهالسلام ؛ لاشتماله على حسن تعبير يعقوب ، وحسن موعظته يوسف ، وحسن صبره في حزنه ، وحسن تعزّيه في مصيبته ، وحسن رجائه من الله ، وحسن (١٦٣ ظ) معاشرته فيه حيث لم يهاجرهم ، ولم ينابذهم ، ولاشتماله على حسن صورة يوسف ، وحسن رؤياه في صباه ، وحسن إمساكه عن زليخا ، وحسن اختياره السجن ، وحسن تعبيره رؤيا الفتيين (١٢) ، وحسن صبره في السجن ،
__________________
(١) الأصول المخطوطة : الرابع.
(٢) ينظر : تفسير القرطبي ٩ / ١١٨ ، اللباب في علوم الكتاب ١١ / ٣ ، والتفسير الصافي ٣ / ٤.
(٣) ينظر : فنون الأفنان ١٣٧ ، وجمال القرآن ٢ / ١٣٧ ، ومنار الهدى ٣٨٨.
(٤) ينظر : تفسير البغوي ٤ / ٢١١ ، ومجمع البيان ٢٧٣ ، والبحر المديد ٣ / ٢٥٥.
(٥) ينظر : النهاية في غريب الأثر والحديث ٢ / ٣٢٦ ، ولسان العرب ١ / ١٢٩.
(٦) ينظر : تفسير ابن أبي زمنين ١ / ٣٧٩ ، وتفسير الطبري ٧ / ١٤٧ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٦ هو قول الجمهور.
(٧) ينظر : تاريخ دمشق ١٢ / ٤٠٧ ، والتفسير الصافي ٥ / ٥٤ ، وتفسير نور الثقلين ٥ / ٩٦ ، وقال عنه ابن تيمية في" الاقتضاء" : هذا حديث ضعيف ، وكأنه مركب. وقال الألباني : ضعيف جدا ، ينظر : سلسلة الأحاديث الضعيفة ٢ / ٣٢٥.
(٨) غير موجودة في أ.
(٩) الأصول المخطوطة : منتفع.
(١٠) ك : هي.
(١١) ينظر : تفسير القرطبي ٩ / ٨٠ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ٦.
(١٢) ع : الفتيان.
وحسن تدبيره في ادّخاره الميرة ، وحسن كيده في حبس أخيه ، وحسن ردّه على إخوته بضاعتهم ، وحسن عفوه عنهم ، ولاشتماله على حسن اختيار زليخا والنسوة والملك ، وحسن توبة إخوة يوسف ، وحسن اعترافهم واعتذارهم ، وحسن عاقبة الجميع ، وحسن ذكر الله إيّاهم. (١) والقول الأول الأصحّ ؛ لقوله : (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ).
عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، قال : أنزل الله تعالى القرآن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فتلاه عليهم زمانا ، فقيل : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله تعالى : (الر تِلْكَ ...) الآية ، فتلا عليهم زمانا ، قيل : يا رسول الله ، لو حدّثتنا ، فأنزل : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ...) الآية [الزمر : ٢٣]. وروي فقيل : لو خوّفتنا ، فأنزل : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...) الآية [الحديد : ١٦]. (٢)
(وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ) : أي : من قبل الوحي إلا (٣) غافلا عن هذه (٤) الأنباء.
٤ ـ (يا أَبَتِ) : الفراء (٥) : كانت ها وقفة ، واستجازوا تحريكها ، كتحريك هاء الندبة ، ثم قلبوها تاء كهاء التأنيث ، فأدخلوها عليها ، الإضافة بالكسر ، والندبة بالفتح. (٦) وقيل : التاء عوض عن ياء المتكلّم ؛ لأنّها لا تثبت مع الياء. (٧) وإنّما جمع جمع العقلاء (٨) لاعتبار فعل العقلاء ، وهو السّجود ، أو لأنّ تأويله : أبواه وإخوته. (٩)
٥ ـ (لا تَقْصُصْ) : لأنّه علم غيرتهم ومنافستهم في (١٠) طريق المشاهدة ، أو من طريق (١١) القياس على أمر أخيه" عيصو".
__________________
(١) ينظر : تفسير القرطبي ٩ / ١٢٠ ، وقصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس ٩٤ ، وفتح القدير ٣ / ٥ ، وفتح البيان ٦ / ٢٨٥.
(٢) ينظر : مسند أبي يعلى (٧٤٠) ، والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ١٤ / ٩٢ (٦٢٠٩) ، والبزار (٣٢١٨) وفيه زيادة بعد قوله : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ...) : كل ذلك يؤمرون بالقرآن ، وبدلا من (لو خوفتنا): (لو ذكرتنا).
(٣) ساقطة إلا من ع.
(٤) ع : هذا.
(٥) ساقطة من ك وع.
(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢.
(٧) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ٢ / ٧٢١ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٣٦ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ١٠.
(٨) أ : للعقلاء.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٤٩ ، وتفسير البغوي ٣ / ٣٤٦ ، وتفسير الخازن ٢ / ٥١١ ـ ٥١٢ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ١٢.
(١٠) لعلها : من ، لتناسب ما بعدها.
(١١) (المشاهدة أو من طريق) ساقطة من أ.