درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني

درج الدّرر في تفسير القرآن ّالعظيم - ج ٢

المؤلف:

عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني


المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
9957-07-514-9

الصفحات: ٨٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

يؤمر» ، فقال أبو هريرة : فقلت : يا رسول الله ، وما الصّور؟ قال : «قرن» ، قلت : وكيف هو؟ قال : «عظيم ، والذي نفسي بيده ، إنّ عظم دارة [فيه](١) كعرض السّماء والأرض ، فينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصّعق ، والثّالثة : نفخة القيام لربّ العالمين ، يأمر الله تعالى إسرافيل بالنفخة الأولى ، فيقول : انفخ نفخة الفزع ، فيفزع أهل السماء والأرض إلا من شاء الله ، ويأمره فيمدها ويديمها ويطوّلها ، يقول الله عزوجل : (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) [ص : ١٥] ، فيسيّر الله الجبال ، فتمر مر السحاب ، ثم تكون سرابا (٢) ، ثم يرجّ الأرض بأهلها رجّا ، وهي التي يقول الله عزوجل : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (٨)) [النازعات : ٦ ـ ٨] ، فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج ، فيميد الناس على ظهرها ، وتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ما في بطونها (٣) ، وتشيب الولدان ، وتطير (٤) الشياطين هاربة حتى تأتي الأقطار ، فتتلقاها الملائكة تضرب وجوهها ، فترجع ، [ويولي](٥) الناس مدبرين ينادي بعضهم ، وهي التي يقول الله عزوجل : (يَوْمَ التَّنادِ (٣٢) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ (٦) ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣)) [غافر : ٣٢ ـ ٣٣] ، فبينا (٧) هم على ذلك إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر ، فرأوا أمرا عظيما ، فيأخذهم من ذلك الكرب ما الله به عليم ، ثم ينظرون (٨) إلى السماء ، فإذا هي كالمهل ، ثم انشقت ، وانخسفت شمسها وقمرها ، وانتثرت نجومها ، ثم كشطت السماء عنهم ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فالموتى لا يعلمون بشيء من ذلك ، وإنما يصل الفزع إلى الأحياء ، قال : قلت : يا رسول الله ، فمن استثنى الله حيث يقول : (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) [النمل : ٨٧]؟ ، قال : أولئك الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، ويقيهم (٩) الله شر ذلك اليوم ، ويؤمّنهم منه ، وهو عذاب يلقيه الله شرار خلقه ، وهو الذي يقول تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (١) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) إلى

__________________

(١) زيادة من مصادر التخريج.

(٢) ع : سحابا.

(٣) ع : بطنها.

(٤) الأصول المخطوطة : وتطاير ، والتصويب من كتب التخريج.

(٥) زيادة من كتب التخريج.

(٦) (ينادي بعضهم ، ... يوم تولّون مدبرين) ساقط من ك.

(٧) ع : فبينما.

(٨) مصدر التخريج : تطوى. وهو الأولى لأنها موافقة للآية.

(٩) ع : ووقاهم ، وأ : لعنهم.

٥٠١

قوله : (عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ (٢)) [الحج : ١ ـ ٢] ، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ، الآية بطول ، ثم يأمر الله إسرافيل بنفخة الصعقة ، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله (٢٧٦ ظ) فإذا هم خمود ، فيجيء ملك الموت إلى الجبار عزوجل ، فيقول : قد مات أهل السماء وأهل الأرض ، فيقول الله ، وهو أعلم : فمن بقي؟ فيقول : بقيت أنت الحيّ الذي لا يموت ، وبقي حملة عرشك ، وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل وأنا ، قال : وليمت جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فيتكلّم العرش ، فيقول : أي ربّ ، أيموت جبريل وميكائيل وإسرافيل (١) ، فيقول له : اسكت ، فإنّي كتبت على من تحت عرشي الموت ، فيموتون ، ويأتي ملك الموت إلى الجبّار عزوجل ، فيقول : أي ربّ ، مات جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فيقول الله ، وهو أعلم : فمن بقي؟ فيقول : أي ربّ ، بقيت أنت الحيّ الذي لا يموت ، وحملة عرشك ، وبقيت أنا ، فيقول : وليمت حملة عرشي ، فيموتون ، ثمّ يأتي ملك الموت إلى الجبّار ، فيقول : أي ربّ ، قد مات حملة عرشك ، فيقول ، وهو أعلم : فمن بقي؟ فيقول : قد بقيت أنت الحيّ الذي لا يموت ، وبقيت أنا ، فيقول : أنت خلق من خلقي ، خلقتك لما قد رأيت ، فمت ، ثمّ لا يحيى فيموت ، فإذا لم يبق أحد إلا الله عزوجل ، ليس بوالد ولا ولد ، كان آخرا كما كان أوّلا ، يقول : لي (٢) لا موت على أهل الجنّة ، ولا موت على أهل النّار ، فتطوى السّماء كطيّ السّجلّ للكتاب ، ثمّ دحاهما ، ثمّ يتلقّفهما ، ثمّ يقول : أنا الجبّار ، أنا الجبّار ، أنا الجبّار ، ثمّ يهتف بصوته : لمن الملك اليوم ، لمن الملك اليوم ، لمن الملك اليوم ، ثمّ يقول : لله الواحد القهّار ، ثمّ ينادي : ألا من كان لي (٣) شريكا فليأت ، ألا من كان شريكا فليأت ، فلا يأتي أحد ، ثمّ تبدّل السّماء (٤) والأرض غير الأرض ، ويبسطها ، ويسطّحها ، ويبطحها ، ويمدّها مدّ الأديم العكاظيّ ، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ، ثمّ يزجر الله الخلق زجرة واحدة ، فإذا هم في هذه المبدّلة في مثل مواضعهم من الأولى في بطنها وعلى ظهرها ، ومن كان في بطنها كان في بطنها ، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ، ثمّ ينزل الله عليهم من تحت العرش ماء ، يقال له : الحيوان ، فتمطر السّماء عليكم أربعين سنة حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر ذراعا ، ثمّ يأمر الله الأجساد ، فتنبت كنبات الطّراثيث ، وكنبات البقل ، حتى إذا تكاملت أجسادكم ، فكانت كما كانت ، يقول الله جلّ ثناؤه : ليحيى حملة عرشي ، فيحيون ، ثمّ يقول : ليحيى جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فيحيون ، فيأمر الله إسرافيل ، فيأخذ الصّور ، ثمّ يدعو

__________________

(١) ليس في مصدر التخريج : إسرافيل.

(٢) ساقطة من ع.

(٣) ساقطة من ع.

(٤) ساقطة من ع.

٥٠٢

الله الأرواح ، فيؤتى بها ، فتوهّج أرواح المسلمين نورا ، والأخرى مظلمة (١) ، فيأخذها ، فيلقيها (٢٧٧ و) في الصّور ، ثمّ يقول لإسرافيل : انفخ نفخة البعث ، فينفخ ، فتخرج الأرواح كأمثال النّحل قد ملأت ما بين السماء والأرض ، فيقول الله عزوجل : وعزّتي وجلالي ، لترجعنّ كلّ روح إلى جسده ، فتدخل الأرواح إلى الأجساد ، فيدخل في الخياشيم ، فتمشي في الأجساد مشي السّمّ في اللّديغ ، ثمّ تنشقّ الأرض عنكم ، وأنا أوّل من تنشقّ الأرض عنه ، فتخرجون منها شبابا كلّكم أبناء ثلاث وثلاثين (٢) ، واللّسان يومئذ بالسّريانيّة ، سراعا (٣) إلى ربّهم ينسلون ، (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ (٤) يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ)، (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)، (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) فتوقفون في موقف حفاة عراة غرلا مقدار سبعين سنة ، لا ينظر الله إليكم ، ولا يقضي بينكم ، فتبكي الخلائق حتى تنقطع الدّموع ، ثمّ تدمع دماء ، ويعرقون حتى يبلغ منهم الأذقان ، أو يلجمهم ، فتضجّون ، فتقولون : من يشفع لنا إلى ربّنا ؛ ليقضي بيننا؟ فيقولون : من أحقّ بذلك من أبيكم آدم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلّمه قبلا؟ فيؤتى آدم يطلب ذلك إليه ، فيأبى ، ثمّ يستقرون (٥) الأنبياء نبيّا نبيّا ، كلمّا جاءوا نبيّا أبى ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حتى يأتوني ، فإذا جاؤوني ، انطلقت حتى آتي الفحص ، فأخرّ قدّام العرش لربّي ساجدا حتى يبعث الله إليّ ملكا ، فيأخذ بعضدي ، فيرفعني ، فقال أبو هريرة : فقلت : يا رسول الله ، وما الفحص؟ قال : قدّام العرش ، فإذا رفعني الملك ، [فيقول لي : يا محمد ، فأقول : لبّيك يا ربّ ، فيقول الله عزوجل](٦) ما شأنك يا محمد؟ وهو أعلم ، فأقول : يا ربّ ، وعدتني الشّفاعة ، فشفّعني في خلقك ، فاقض بينهم ، فيقول الله عزوجل : قد شفّعتك ، أنا آتيكم ، وأقضي بينكم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فأرجع وأقف مع النّاس ، فبينا نحن وقوف إذ سمعنا حسّا شديدا من السماء ، فهالنا ، ونزل أهل السّماء الدّنيا بمثلي (٧) من فيها من الإنس والجنّ حتى إذا دنوا من الأرض ، وأخذوا مصافّهم ، قلنا : أفيكم ربّنا؟ فيقولون : لا ، وهو آت ، ثمّ ينزلون على قدر ذلك من التّضعيف حتى ينزل الجبّار جلّ جلاله في ظلل من الغمام ، يحمل عرشه يومئذ ثمانية ، وهم اليوم أربعة ، أقدامهم في تخوم الأرض السّفلى والأرضون والسّماوات إلى حجرهم (٨) ، والعرش على منكبهم ، لهم زجل

__________________

(١) الأصل وك وأ : مطلمته.

(٢) ع : ثلاث وثلاثين سنة.

(٣) ساقطة من ع.

(٤) الأصل وك وأ : الداعي.

(٥) مصدر التخريج : فيستنصرون.

(٦) زيادة من كتب التخريج.

(٧) ع : بمثله.

(٨) ع وأ : مجرهم.

٥٠٣

بالتّسبيح ، وتسبيحهم : سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان ذي العزّة والجبروت ، سبحان الحيّ الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ، سبّوح قدّوس ، ربّ الملائكة والرّوح (٢٧٧ ظ) قدّوس قدّوس ، سبحان ربّنا الأعلى ، سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة سبحانه أبد الأبد ، ثمّ يضع عرشه حيث شاء (١) من الأرض ، ثمّ يقول : وعزّتي وجلالي (٢) ، لا يؤتى اليوم أحد يظلم ، ثمّ ينادي نداء يسمع الخلائق : يا معشر الجنّ والإنس ، إنّي قد أنصتّ لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا ، أبصر أعمالكم ، وأسمع أقوالكم ، فأنصتوا لي (٣) ، فإنّما هي صحفكم وأعمالكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ، ثمّ يأمر الله جهنّم ، فيخرج منها عنق ساطع ، ثم يقول : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩) * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)) [يس : ٥٩ ـ ٦٣] ، ثمّ يقضي الله بين خلقه كلّهم إلا الثّقلين : الجنّ والإنس ، ويقيد بعضهم حتى إنّهم ليقيد الجلحاء من القرناء حتى إذا لم يبق تبعة لواحد عند آخر ، قال الله : كوني ترابا ، فعند ذلك يقول الكافر : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً) [النبأ : ٤٠] ، ثمّ يقضي الله بين الثّقلين ، فيكون أوّل من (٤) يقضي فيه الله الدّماء ، فيؤتى بالذي كان يقاتل في سبيل الله بأمر الله وكتابه ، ويأتيه من قتل كلّهم ، يحتمل رأسه تشخب أوداجه دما يقولون : ربّنا ، قتلنا هذا ، فيقول الله عزوجل ، وهو أعلم : لم قتلتهم؟ فيقول : أي ربّ ، قتلتهم لتكون العزّة لك ، فيقول الله : صدقت ، فيجعل الله لوجهه مثل نور الشّمس ، ثمّ تشيّعه الملائكة إلى الجنّة ، ويؤتى بالذي كان يقاتل في الدّنيا على غير طاعة الله ، وعلى غير أمر الله تعزّزا في الدّنيا ، ويأتي من قتل كلّهم ، يحمل رأسه تشخب أوداجه دما ، يقولون : ربّنا قتلنا هذا ، فيقول ، وهو أعلم : لم قتلتهم؟ فيقول : أي ربّ ، قتلتهم ؛ لتكون العزّة لي ، فيقول الله : تعست ، ويسودّ وجهه ، وتزرقّ عيناه ، ثمّ لا تبقى نفس قتلها إلا قتل بها ، ثمّ يقضي الله بين خلقه ، حتى إنّه ليكلّف الشائب اللّبن بالماء بخلص الماء من اللّبن ، حتى إذا لم يبق لأحد عند أحد تبعة نادى مناد ، فأسمع الخلائق كلّهم : ليلحق كلّ قوم بآلهتهم ، وما كانوا يعبدون من دون الله ، فلا يبقى أحد عبد من دون الله شيئا إلا مثلت لهم آلهتهم بين أيديهم ، ويجعل ملك يومئذ من الملائكة على

__________________

(١) الأصل وك وأ : عرشا.

(٢) ساقطة من ع.

(٣) ك : إليّ.

(٤) مصدر التخريج : ما. وهو الصواب.

٥٠٤

صورة عيسى ، فتتبعه النّصارى ، ثمّ تقودهم آلهتهم إلى [النّار](١) وهي التي يقول الله تعالى : (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩)) [الأنبياء : ٩٩] ، حتى إذا لم يبق (٢٧٨ و) إلا المؤمنون وفيهم المنافقون ، جاءهم الله سبحانه فيما شاء من هيئة ، فيقول : أيّها النّاس ، الحقوا بآلهتكم ، فيقولون : ما لنا من (٢) إله إلا الله ، وما كنّا نعبد غيره ، ويتجلّى لهم من عظمته ما يعرفون أنّه ربّهم ، فيخرّون له سجّدا ، فيسجدون ما شاء الله ، ويجعل الله أصلاب المنافقين كصياصيّ البقر ، فيخرون (٣) على أقفيتهم ، ثمّ يأذن الله ، فيرفعون رؤوسهم ، ثمّ يضرب بالصّراط في كنفي جهنّم ، كقدّ الشّعر ، وكحدّ السّيف ، عليه كلاليب وخطاطيف ، وحسك كحسك السّعدان ، دونه جسر دحض مزلّة ، فيمرون كخطوف العين ، وكلمح البرق ، وكمرّ الرّيح ، وكأجاود الخيل ، وكأجاود الركاب ، وكأجاود الرّجال ، [فناج](٤) سالم (٥) ، وناج مخدوش مكدوش في جهنّم ، فيقع خلق من خلق الله ، أوقعتهم أعمالهم ، فمنهم (٦) تأخذ النّار قدميه لا تجاوز ذلك ، ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه (٧) ، ومنهم من تأخذ كلّ جسده إلا صورهم يحرّمها الله تعالى على النّار ، فإذا أفضى أهل الجنّة إلى الجنّة ، وأهل النّار إلى النّار ، قالوا : من يشفع لنا إلى ربّنا ؛ ليدخلنا (٨) الجنّة؟ فيقولون : من أحقّ بذلك من أبيكم آدم (٩) ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلا؟ فيؤتى آدم ، فيطلب ، فيذكر ذنبا فعله ، فيقول : عليكم بنوح ، فإنّه أوّل رسل الله ، فيؤتى نوح ، فيطلب منه ، فيذكر ذنبا ، فيقول : عليكم بإبراهيم ، فإنّ الله عزوجل اتخذه خليلا ، فيؤتى إبراهيم ، فيطلب ، فيقول : عليكم بموسى ، فإنّ الله تعالى قرّبه نجيّا ، وأنزل عليه التوراة ، فيؤتى موسى ، فيطلب إليه ، فيقول : عليكم بروح الله وكلمته عيسى بن مريم ، فيؤتى عيسى ، فيطلب إليه (١٠) ، فيقول : سأدلّكم على صاحب ذلك ، ويقول : عليكم بمحمد ، صلّى الله عليه وعلى جميع الأنبياء (١١) ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : فيأتوني ، ولي

__________________

(١) زيادة من ع ، وكذا في مصدر التخريج.

(٢) أ : الناس.

(٣) ع : ويخرون.

(٤) زيادة من كتب التخريج.

(٥) الأصول المخطوطة : مسلم ، والتصويب من كتب التخريج.

(٦) ساقطة من ك.

(٧) أ : حقوه.

(٨) أ : ليدخلن.

(٩) ساقطة من الأصل وك وأ.

(١٠) الأصول المخطوطة : عليه ، والتصويب من كتب التخريج.

(١١) ع : صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلى شفيع الأنبياء.

٥٠٥

عند الله ثلاث شفاعات وعدتهنّ ، ثمّ ذكرنا في الحديث ، وفيه طول. (١)

وعن عائشة قالت : إذا خرج أوّل الآيات طرحت الأقلام ، وحبست الحفظة ، وشهدت الأجساد على الأعمال. (٢)

٥١ ـ (مِنَ الْأَجْداثِ) : جمع جدث ، وهو القبر. (٣)

٥٢ ـ (مِنْ مَرْقَدِنا) : يجوز أن يكون تمام الكلام ، فيحسن الوقف عليه. (٤)

ويجوز أن يكون (هذا) إشارة إلى المرقد على سبيل التّأكيد. (٥)

٥٥ ـ وعن ابن عباس في قوله : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) قال : في افتضاض الأبكار. (٦) عن زيد بن الأرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الرجل ليعطى قوّة مئة رجل في الأكل والشّرب والجّماع» ، فقال رجل من أهل الكتاب : (٢٧٨ ظ) إنّ الذي يأكل ويشرب يكون له حاجة! فقال رسول الله عليه‌السلام : «يغيض من جسد أحدهم عرق مثل المسك ، فيضمر لذلك بطنه». (٧) وعن أبي أمامة قال : سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أينكح أهل الجنّة؟ قال : «نعم ، دحما دحما (٨) ، ولا منيّ ولا منيّة». (٩) وعن أبي هريرة : هل يقرب أهل الجنّة نساءهم؟ قال : «نعم ، بذكر (١٠) لا يملّ ، وفرج لا يحفى ، وشهوة لا تنقطع» (١١). وعن أبي سعيد الخدري ، قلنا : يا رسول الله ، إنّ الولد من القرّة العين ، وتمام السّرور ، فهل يولد لأهل الجنّة؟ فقال : «والذي نفسي بيده ، إنّ العبد أو الرجل ليشتهي أو ليتمنّى ، فيكون حمله ووضعه وسنّه الذي ينتهي إليها في ساعة واحدة». (١٢) وقال ابن عباس : إن اشتهوا ولد لهم. و (الفكاهة) (١٣) :

__________________

(١) أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال ٢٦٦ ـ ٢٧٥ ، وقال المحقق : سياق هذا الحديث غريب جدا ... ويقال : إنه جمعه من أحاديث كثيرة وجعله سياقا واحدا.

(٢) أخرجه الصنعاني في التفسير ٢ / ٢٢٢ ، وأبو عبد الله المروزي في الفتن ٢ / ٦٤٢.

(٣) ينظر : الغريبين ١ / ٣١٨ ، والنهاية في غريب الحديث ١ / ٢٤٣ ، ولسان العرب ٢ / ١٢٨.

(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٠ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٢٤١.

(٥) معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٠ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٤٩.

(٦) تفسير الثوري ٢٥٠ ـ ٢٥١ ، وتفسير السمعاني ٤ / ٣٨٣ ، والكشاف ٤ / ٢٤.

(٧) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣٧١ ، والدارمي في السنن ٢ / ٤٣١ ، والطبراني في الكبير (٥٠٠٦).

(٨) الدحم : النكاح والوطء بدفع وإزعاج ، والتكرير للتأكيد. النهاية في غريب الحديث ٢ / ١٠٦ ، ولسان العرب ١٢ / ١٩٦.

(٩) أخرجه الطبراني في الكبير (٧٤٧٩) ، ومسند الشاميين (١٦١٩) عن أبي أمامة رضي الله عنه.

(١٠) الأصول المخطوطة : بذلك ، والتصويب من كتب التخريج.

(١١) أخرجه إسحاق بن راهويه ١ / ٣٤٨ ، وهناد في الزهد ١ / ٨٦ ، وابن عساكر في ٤٣ / ٣١٢.

(١٢) أخرجه الدارمي في المسند ٢ / ٤٣٤ ، وابن ماجه في السنن (٤٣٣٨) ، والترمذي في السنن (٢٥٦٣) ، وقال الترمذي : حسن غريب.

(١٣) ع : الفاكهة.

٥٠٦

غاية السّرور والبشاشة.

٥٨ ـ (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) : قال الفرّاء (١) وغيره (٢) : المراد بالسّلام المسلّم ، أي : دعوته مسلّمة لا منازعة فيها.

وقوله : (قَوْلاً) أي : وعدناهم هذه الأشياء وعدا. (٣) وقيل (٤) : التقدير : ولهم ما يدّعونه (٥) قولا مسلّما من ربّ رحيم.

٦٦ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) : هذه الآية في تهديد قريش أن يصيبهم الله ببلاء في الدّنيا. (٦)

٦٨ ـ (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ) : كأنّهم استنكروا الطّمس والمسخ ، فذكرهم الله عزوجل بنكس الشباب العاقل المستوي إذا صار شيخا ضعيفا هرما على سبيل الاستدلال. (٧)

٧٢ ـ (فَمِنْها رَكُوبُهُمْ) : الرّكوب : ما يركب ، (٨) كالقعود : ما يقعد عليه ، والطّهور : ما يطهّر به.

٧٥ ـ (مُحْضَرُونَ) : مأخوذون مأسورون غير ممتنعين ولا منتصرين.

٧٦ ـ (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) : غير مفسّر هاهنا.

(إِنَّا نَعْلَمُ) : كلام مبتدأ من جهة الله.

٧٧ ـ عن الكلبيّ ، عن مجاهد قال : أتى أبيّ بن خلف الجمحيّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم بال (٩) ففتّه بيده ، ثمّ قال : يا محمد ، أتعدنا إذا متنا وكنّا مثل هذا بعثنا؟ فأنزل الله (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ) الآية. (١٠)

عن أبيّ بن كعب ، عنه عليه‌السلام قال : «إنّ لكلّ شيء قلبا ، وقلب القرآن يس ، ومن قرأ

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٠.

(٢) ينظر : البحر المحيط ٩ / ٧٦ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٢٤٧.

(٣) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٥٦٣ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٢٤٨.

(٤) ساقطة من ع.

(٥) ع : يدعون.

(٦) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٣ / ١٦٦.

(٧) ينظر : الكشاف ٤ / ٢٨ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٣ / ١٦٦ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٢٥٨.

(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٦٨ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٩٥ ، وزاد المسير ٦ / ٢٩٢.

(٩) الأصول المخطوطة : بالي.

(١٠) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٢٩٥ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ١٢٥ ، وزاد المسير ٦ / ٢٩٤ ، والدر المنثور ٧ / ٦٧.

٥٠٧

يس يريد الله بها (١) غفر له ، وأعطي من الأجر كأنّما قرأ القرآن ثنتي عشرة مرّة ، وأيّما مسلم قرئ (٢) عنده ، إذا نزل به ملك الموت ، كان له بعدد كلّ حرف في سورة يس عشرة (٣) أملاك يقومون بين يديه صفوفا يصلّون عليه ، ويشهدون دفنه ، وأيّما مسلم قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت ، أو من قرئت عليه لم يقبض ملك الموت روحه إلا وهو ريّان ، فيمكث في قبره (٤) ريّان ، ويبعث يوم القيامة وهو ريّان ، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنّة وهو ريّان (٥)» (٦). وعن عليّ ، عنه عليه‌السلام : «من كتب يس ، ثمّ شربها دخل جوفه ألف نور ، وألف رحمة ، وألف بركة ، وألف دواء (٢٧٩ و) وأخرج (٧) منه ألف داء (٨)». (٩)

__________________

(١) الأصول المخطوطة : به. والتصويب من كتب التخريج.

(٢) ع : قرئت.

(٣) أ : عشر.

(٤) ع : قلبه.

(٥) (ولا يحتاج إلى ... وهو ريان) ، ساقط من ك.

(٦) حديث موضوع ، أخرجه الثعلبي في تفسيره ٨ / ١١٩ ، الواحدي في الوسيط ٣ / ٥٠٩ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ١٢٦ ، فيه هارون بن كثير وهو متروك ، وعنه يوسف بن عطية متروك أيضا.

(٧) سواد في الأصل ، وبياض في أ ، وهي في ك وع.

(٨) (منه ألف داء) مكررة في الأصل وأ.

(٩) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٧ / ١٣٦ ، وميزان الاعتدال ١ / ٤١٦ ، ولسان الميزان ١ / ٤٤١ : فيه إسماعيل بن يحيى التيمي ، وهو مجمع على تركه ، وقال بعضهم : من أركان الكذب. وقال الذهبي : حديث باطل.

٥٠٨

سورة الصافّات

مكيّة. (١)

وهي مئة واثنتان وثمانون آية في غير عدد أهل البصرة. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ـ (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) : للعرب طريقة في القسم بالأشياء الكريمة عندهم ، العزيزة عليهم من غير ضرورة ، يريدون بذلك تأكيد أخبارهم ، وأن يبلغ كلامهم من المخاطبين كلّ مبلغ ، فأقسم الله لتأكيد الأمر وتفخيمه بأنفس صافّات ، وأنفس زاجرات ، وأنفس تاليات من خلقه ، فذهب أكثر المفسّرين إلى أنّها الملائكة (٣) ، فإن كان كذلك فال (تا) للمبالغة ، كما في علّامة ونسّابة ، والصّافّات من الملائكة هم الذين في صفوف الصّلاة (٤).

٢ ـ (فَالزَّاجِراتِ) : هم الذين يزجرون السّحاب بإذن الله ، (٥) والزّجر كالنّهي والرّدّ ، والازدجار افتعال منه (٦).

٣ ـ و (التاليات) : هم الذين يتلون رسالات الله على أنبيائه عليهم‌السلام. (٧) [ ...](٨)

٥ ـ (وَرَبُّ الْمَشارِقِ) : مشارق النّجوم ، ومشارق الشّمس على حدتها ، فإنّها تطلع كلّ يوم من مشرق آخر. (٩)

٨ ـ (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) : قال الفرّاء : معنى (لا) يجمعناها (١٠) في قوله : (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ) [الحجر : ١٢ ـ ١٣] ، ولو كان في موضع (لا) (١١) (أن)

__________________

(١) تفسير غريب القرآن ٣٦٩ ، وزاد المسير ٦ / ٢٩٦ ، وإتحاف فضلاء البشر ٤٧١.

(٢) وعدد آياتها عند أهل البصرة مئة وثمانون آية. ينظر : جمال القراء ٢ / ٥٣٩ ، وإتحاف فضلاء البشر ٤٧١.

(٣) ينظر : تفسير الصنعاني ٣ / ١٤٧ عن قتادة ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨١٢٧) عن ابن مسعود ، وتفسير الماوردي ٣ / ٤٠٤ عنهما وغيرهما.

(٤) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ٣٠١ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ١٢٨.

(٥) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٤٦٧ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٤٠٤ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٣٥١ ، والتبيان في أقسام القرآن ٢٧١.

(٦) ينظر : لسان العرب ٤ / ٣١٨ ، والكليات ٩٠٣.

(٧) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨١٢٩) عن أبي صالح ، وزاد المسير ٦ / ٢٩٧ ، عن ابن مسعود والجمهور ، والدر المنثور ٧ / ٧٠.

(٨) جاء في حاشية الأصل : ((فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣)) : هم الصبيان يتلون في الكتاب من الغدو والعشية).

(٩) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٤٦٩ عن السدي وقتادة ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨٩٩٢) عن ابن عباس و (١٨١٣١) عن السدي ، والدر المنثور ٧ / ٧٠ عن ابن عباس.

(١٠) هكذا في الأصول المخطوطة ، وعند الفراء : كقوله.

(١١) ساقطة من ع.

٥٠٩

يصلح ذلك ، كما في قوله : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) [النساء : ١٧٦]. (١) يريد الفرّاء كون الفعل المتأخّر المنتفي معلولا بالفعل المتقدّم المثبت مرتفعا ، بحذف النّاصبة معنى ، قال الحجّاج في ابن عبّاس : إن كان لمثقبا ، يريد : ثاقب العلم. (٢) والفضل ما شهدت به الأعداء.

١١ ـ (أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا) : تقرير ضعفهم ، وتقريب إعادتهم من أفهامهم على ما يتصوّر في أوهامهم (٣) ، كقوله : (أَأَنْتُمْ (٤) أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها) [النازعات : ٢٧].

(طِينٍ لازِبٍ) : [ ...](٥)

٢٢ ـ وعن النّعمان بن بشير (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) قال : أمثالهم. (٦)

٢٣ ـ (فَاهْدُوهُمْ) : أمر بالسّوق. (٧)

٢٤ ـ (وَقِفُوهُمْ) : أمر بالوقف بعد الأمر بالسّوق ، (٨) إنّما هو ، إن شاء الله ، لتكرار الأمر بالسّوق ، وتضعيف الخوف والهول عليهم.

٢٨ ـ (عَنِ الْيَمِينِ) : اقتصار على أحد طرفي الكلام ، ومعناه عن اليمين أو الشّمال. وقيل : المراد باليمين جهة الدّين والحقّ ، (٩) أي : كنتم تأتوننا من قبل الحقّ ، فتلبّسونه علينا ، والعرب تنسب الحقّ والخير إلى اليمين.

٢٩ ـ (لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) : باختياركم. (١٠)

٣٢ ـ (فَأَغْوَيْناكُمْ) : دعوناكم إلى الغواية من غير (١١) إكراه. (١٢)

__________________

(١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٣.

(٢) غريب الحديث لابن الجوزي ١ / ١٢٥ ، والنهاية في غريب الحديث ١ / ٢١٦ ، ولسان العرب ١ / ٢٤٠.

(٣) ع : وهامهم.

(٤) أ : أهم.

(٥) هنا سقط في الأصول المخطوطة ، وذكر المفسرون أن (اللازب) : اللاصق. ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨١٤٥) عن ابن عباس ، وتفسير السمعاني ٤ / ٣٩٣ ، ولسان العرب ١ / ٧٣٨ ، والكليات ٨٠١.

(٦) ينظر : تفسير الصنعاني ٣ / ١٤٨ ، وزاد المسير ٦ / ٣٠١ ، وفي المستدرك على الصحيحين ٢ / ٤٦٧ والدر المنثور ٧ / ٧٤ عن النعمان عن عمر.

(٧) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨١٦١) عن ابن عباس ، والدر المنثور ٧ / ٧٤ عنه.

(٨) ينظر : تفسير الماوردي ٣ / ٤٠٩.

(٩) ينظر : صحيح البخاري ٨ / ٥٤٢ (الفتح) ، وتأويل مشكل القرآن ٢٧١ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٤١١ عن مجاهد والكلبي ، وتفسير القرطبي ١٥ / ٧٥.

(١٠) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٠٧.

(١١) ساقطة من ع.

(١٢) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٠٣ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٣ / ١٧٠.

٥١٠

٣٨ ـ (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ (١)) : خطاب يتوجّه إلى كفار قريش. (٢)

٤٥ ـ (بِكَأْسٍ) : بقدح ممتلئ بالشّراب. (٣)

٤٦ ـ (بَيْضاءَ) : صفة للكأس. (٤)

(لَذَّةٍ) : أي : ذات لذّة. (٥)

٤٧ ـ (لا فِيها غَوْلٌ) : غليله (٦). قال أبو الهيثم : يقال : غالب الخمر بفلان إذا ذهب بعقله (٢٧٩ ظ) أو صحة بدنه. (٧)

٤٨ ـ (قاصِراتُ الطَّرْفِ) : غاضّات البصر. (٨)

(عِينٌ) : جمع عيناء ، وهي الواسعة العين. (٩)

٤٩ ـ (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) : جمع بيضة ، وهي التي فيها فرخ (١٠) الطائر ، (١١) و (المكنون) : الذي في رحم الأنثى بعد ، وإنّما شبّه بالبيض ، إن شاء الله ، لبياض لونه ، وملابسته ، وكونه غير مثقوب ، وطيب مذاقه ، وقرّبه من طباع الحيوان ، وبالمكنون لرقّة قشره ولطافته. وقال الكلبيّ : المراد بالمكنون المصون عن الحرّ والبرد ؛ لئلا يفسد ، ولا يتغيّر. وعن ابن مسعود : أنّ المرأة من نساء أهل الجنّة من الحور العين لتكون عليها سبعون حلّة ، وإنّه ليرى مخ ساقها من فوق عظمها ولحمها وثيابها ، كما يبدو الشّراب الأحمر من الزّجاجة البيضاء. (١٢)

٥٢ ـ (إِنِّي (١٣) كانَ لِي قَرِينٌ) : مثل يهودا أو قرينه ، مثل قطروس على ما بيّنّا في سورة الكهف.

__________________

(١) ك : زيادة (الأليم).

(٢) ينظر : تنوير المقباس ٣٧٥.

(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٣ ، ومعجم مفردات ألفاظ القرآن ٤٦٩ ، وزاد المسير ٦ / ٣٠٤.

(٤) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٠٤ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٠٠.

(٥) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٣ ، وزاد المسير ٦ / ٣٠٤.

(٦) هكذا في الأصول المخطوطة ، وفي كتب التخريج (غيلة) أي : تغتال عقولهم ، ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٣ ، وزاد المسير ٦ / ٣٠٥.

(٧) ينظر : لسان العرب ١١ / ٥٠٩.

(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٧١ تفسير الطبري ١٠ / ٤٨٧ عن ابن عباس وغيره ، وزاد المسير ٦ / ٣٠٥.

(٩) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٧١ ، وإعراب القرآن للنحاس ٣ / ٤٢٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ١٣٤.

(١٠) أ : مرح.

(١١) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٠٦ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤.

(١٢) جزء من حديث مرفوع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ابن مسعود ، أخرجه البزار في المسند ٥ / ٢٤٣ ، والطبراني في الكبير (١٠٣٢١).

(١٣) الأصول المخطوطة : إن.

٥١١

٥٤ ـ (هَلْ (١) أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ) : أمر في غاية الرّفق.

٥٨ ـ (أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ) : سؤال منه لأصحابه الذين معه [في](٢) الجنّة أو للملائكة على سبيل التّقدير (٣) يريد به تقريع قرينة الكافر. (٤)

٥٩ ـ (إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى) : تأكيد للكلام (٥) من حيث قطع توهّم السّامع أن يكون الكلام عامّا في اللّفظ خاصّا في المعنى مطلقا على نيّة الاستثناء ، كقولك لغريمك : ما لي عليك حقّ إلا الذي أخذته منك ، وقريب منه قوله : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) [النساء : ٢٢].

٦٢ ـ (الزَّقُّومِ) : حمل شجرة عقباويّة ليست في الدّنيا ، (٦) كما أنّ طوى شجرة جنّويّة.

٦٣ ـ (فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) : من وجهين : أحدهما : كون عينها عذابا لأهل النّار ، (٧) والثاني : كون اسمها سببا لضلالة الكفّار ؛ لأنّه موافق لاسم الزّبد مع التّمر (٨) على لغة حمير أو الحبشة.

٦٥ ـ (كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) : لرؤية المخاطبين الغيلان والسعالي (٩) في أسفارهم في الفلوات ، أو لقبح تصوّر الشياطين في الأوهام (١٠). وقيل : أراد بالشياطين الحيّات ؛ فإنّ العرب تسمّي الحيّة شيطانا ، (١١) قال الراجز :

عنجرد سليطة وثابة

كمثل شيطان الحماط أعرف (١٢)

٦٧ ـ (لَشَوْباً) : مزجا وخلطا. (١٣)

__________________

(١) ع : فهل.

(٢) زيادة من كتب التخريج.

(٣) الأصل وك وأ : المقد.

(٤) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٠٨.

(٥) أ : لتأكيد الكلام.

(٦) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣١٤.

(٧) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٧٢.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٤٩٤ ، وزاد المسير ٦ / ٣٠٩ عن السدي.

(٩) أ : والنغالي.

(١٠) ينظر : مشارق الأنوار ١ / ٢٧٦ ، ولسان العرب ١٣ / ٢٣٨.

(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٧ ، وياقوتة الصراط ٤٢٨ ـ ٤٢٩ ، ولسان العرب ١٣ / ٢٣٨.

(١٢) هكذا في الأصول المخطوطة ، أما في كتب اللغة والتفسير فالبيت على الشكل الآتي :

عنجرد تحلف حين أحلف

كمثل شيطان الحماط أعرف

والعنجرد المرأة السيئة الخلق. ينظر : الزاهر ١ / ١٧٠ ، وتفسير الثعلبي ٨ / ١٤٦ ، ولسان العرب ١٣ / ٢٣٨.

(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٧ ، والغريبين ٣ / ١٠٣٩.

٥١٢

٦٨ ـ (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) : كأنّهم يخرجون عند أكل الزّقوم. ومن الجحيم في سواء ، أي : في ضحضاح الجحيم أو (١) النّار ، ثمّ يرجعون إلى سواء الجحيم ، ويحتمل : أنّ الضمير في قوله : (مَرْجِعَهُمْ) عائد إلى الأحياء من كفّار قريش وأمثالهم دون الأموات الذين دخلوا النّار.

٧٨ ـ (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) : من قولهم : (سَلامٌ) [الصافات : ٧٩] ، أو تركنا عليه الصّيت والذّكر في الآخرين ، (٢) أو تركنا عليه (٣) البركة في أعقابه ؛ ليكون قوله : (سَلامٌ) [الصافات : ٧٩] ابتداء من جهة الله تعالى.

١٠١ ـ الظاهر من كتاب الله (٢٨٠ و) أنّ الغلام الحليم هو إسماعيل عليه‌السلام ، وأنّ البشارة بإسحاق ، وهو الغلام العليم ، غير البشارة الأولى ، وإذا كان كذلك (٤) فقضيّة الظاهر أنّ الذي بلغ معه السّعي ، وكان من أمره ما كان هو إسماعيل عليه‌السلام ، وكذلك قوله عليه (٥) السّلام : «أنا ابن الذّبيحين» (٦). وعن عطاء (٧) بن يسار قال (٨) : سألت خوّات بن جبير (٩) عن ذبيح الله أيّهما كان؟ فقال : إسماعيل لّما (١٠) بلغ معه السّعي رأى إبراهيم في منزله بالشّام أن يذبح إسماعيل بمكة ، فركب إبراهيم إليه على البراق حتى جاءه فوجده (١١) عند أمّه ، فأخذ بيده ، ومضى به لما أمر به ، وجاء الشّيطان في صورة رجل يعرفه ، فقال : يا إبراهيم ، أين تريد؟ قال إبراهيم عليه‌السلام : في حاجتي ، قال : تريد أن تذبح إسماعيل؟ قال إبراهيم عليه‌السلام : وهل رأيت والدا يذبح ولده؟ قال : نعم ، أنت ، قال إبراهيم عليه‌السلام : ولم؟ قال : تزعم أنّ الله أمرك بذلك ، قال إبراهيم عليه‌السلام : فإن كان الله أمرني (١٢) بذلك ، فقد أطعت الله ، وأحسنت ، فانصرف عنه ، وجاء إبليس إلى هاجر ، فقال : أين يذهب إبراهيم بابنك؟ قالت : ذهب في حاجته ، قال : فإنّه يريد أن يذبحه ، قالت : وهل رأيت والدا يذبح ولده؟ قال : نعم هو ،

__________________

(١) ع وأ : أي.

(٢) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٧٢ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٠٨ ، وياقوتة الصراط ٤٣٠.

(٣) (الصيت والذكر في الآخرين ، أو تركنا عليه) ، ساقط من ع.

(٤) أ : لذلك.

(٥) (السّلام ، وكذلك قوله عليه) ، ساقط من أ.

(٦) ينظر : البيان والتعريف ١ / ٢٩٣ ، وكشف الخفاء ١ / ٢٣٠ ، والفتح السماوي ٣ / ٩٥٥ ، وتخريج الأحاديث والآثار ٣ / ١٧٧.

(٧) ك : ابن عطاء.

(٨) أ : بشار حال.

(٩) ينظر : المستدرك للحاكم ٢ / ٦٠٥

(١٠) ك : فلما.

(١١) الأصل وك وع : فيجد ، وأ : فيجده. ينظر : مصدر التخريج.

(١٢) ع : أمر.

٥١٣

قالت : ولم؟ قال : يزعم أنّ الله أمره بذلك ، قالت : فقد أحسن حين أطاع ربّه ، ثمّ أدرك إسماعيل عليه‌السلام ، قال يا إسماعيل : أين يذهب بك أبوك؟ قال : لحاجته ، قال : فإنّه يذهب بك ليذبحك ، قال : وهل رأيت والدا يذبح ولده؟ قال : نعم ، هو ، قال : ولم؟ قال : يزعم أنّ الله أمره بذلك ، قال : فقد أحسن حين أطاع ربّه ، قال : فخرج به حتى انتهى إلى منى ، إلى حيث أمر ، ثمّ انتهى إلى منحر البدن اليوم ، فقال : يا بنيّ ، إنّ الله قد أمرني أن أذبحك ، قال إسماعيل عليه‌السلام : فأطع ربّك ، فإنّ في طاعة ربّك كلّ خير ، ثمّ قال إسماعيل عليه‌السلام : هل أعلمت أمّي بذلك؟ قال : لا ، قال : أصبت إنّي أخاف أن تحزن ، ولكن إذا قرّبت السّكين ، فأعرض عنّي ، فإنّه أحرى أن تصبر ، ولا تراني ، ففعل إبراهيم عليه‌السلام ، فذهب يحزّ في حلقه ، فإذا هو يحزّ في نحاس ، ما تحتكّ الشّفرة ، فيشحذها مرتين أو ثلاثا بالحجر ، كلّ (١) ذلك لا يستطيع أن يحتكّ (٢) ، قال إبراهيم عليه‌السلام : هذا الأمر لله ، فرفع رأسه ، فإذا هو بوعل واقف بين يديه ، فقال إبراهيم عليه‌السلام : قم يا بنيّ ، قد نزّل فداؤك ، فذبحه هناك. (٣)

وعن سعيد بن المسيّب : أنّ الذّبيح إسحاق ، (٤) قال : فلمّا بلغ معه السّعي كان إسحاق معه وإسماعيل لم يكن معه ، ولكنّه كان بمكة. وعن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن النّبيّ عليه‌السلام قال : «الذّبيح هو إسحاق». (٥) وعن الأحنف بن قيس ، عن النّبيّ عليه‌السلام. (٦) وعن الأحنف ، عن العبّاس بن عبد المطّلب (٧). وعن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس. (٨) وعن عطاء بن دينار ، عن عمر بن الخطّاب. (٩) وعن كثير بن كليب الجهنيّ ، عن عثمان بن عفان. (١٠) وعن بسر بن سعيد الحضرميّ ، عن أبيّ بن كعب. (١١) وعن القاسم ، عن أبي الدّرداء. وعن قتادة ، عن ابن مسعود (١٢) وابن عمر (١٣). وعن الزّهريّ ، عن أبي هريرة : مثله. (١٤) وعن سعيد بن جبير ، عن

__________________

(١) (بالحجر كل) ، مكرر في ك ، وفي ع : زيادة كلمة (بالحجر) بعد كل.

(٢) مصدر التخريج : يحز.

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٦٠٥.

(٤) ينظر : أخبار مكة ٥ / ١٢٧.

(٥) أخرجه الدارقطني في العلل ٨ / ٢٥٠.

(٦) قال البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٩٢٩ : «وقال حماد عن علي بن زيد عن الحسن أراه عن الأحنف عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم».

(٧) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٢٩٢ مرفوعا ، والبزار في المسند ٤ / ١٣٤ مرفوعا وموقوفا.

(٨) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٦٠٨.

(٩) ينظر : تفسير القرطبي ١٥ / ١٠٠.

(١٠) المستدرك ٢ / ٦٠٩.

(١١) المستدرك ٢ / ٦٠٩.

(١٢) المستدرك ٢ / ٦٠٩.

(١٣) المستدرك ٢ / ٦٠٩.

(١٤) هذه الآثار تنظر في المستدرك ٢ / ٦٠٩.

٥١٤

ابن عباس قال : إنّ الصّخرة التي في أصل ثبير هي التي ذبح عليها إبراهيم عليه‌السلام. (١) وعن عبد الله بن سلام قال : أراد أن يذبحه في جبل بيت المقدس. إلا أنّ قبول الأخبار بذبح إسماعيل وكون المذبح بمنى أسرع إلى قبول غيرها.

وسبب الاختلاف ما روي عن عبد الله بن سلام قال : كنّا نتعلم في كتاب يهوذا الذي لم يبدّل هو إسماعيل عليه‌السلام. (٢) ففي هذا الحديث ما يدلّ على أنّ سبب الاختلاف هو (٣) تحريف اليهود وتبديلهم ، فإن كان النبي عليه‌السلام ذكر أنّه إسحاق فإنّما يكون ذكر ذلك على زعم اليهود من غير توقيف إلهيّ حتى أخبره الله بعد ذلك ، أو أخبره عبد الله بن سلام بحقيقة الأمر ، كما أخبره بقصّة الرّجم.

ثمّ نجمع بين الأحاديث فنقول : يجوز أنّ ذبح إسماعيل في بعض الأحوال والمحالّ ، وفداه الله إيّاه ، وذبح أخيه في بعض الأحوال والمحالّ ، وفداه الله إيّاه ، وإخبار الله تعالى عن ذبح إبراهيم أحد ابنيه لا يدلّ على نفي الآخر.

٨٨ ـ ونظر إبراهيم في النّجوم : قيل : رمى ببصره إلى السّماء ليتذكّر حيلة. وقيل : أطرق ورمى ببصره إلى نجوم الأرض متفكرا. (٤) وقيل : نظر في نجوم رأيه ، وهي خواطره التي تنجم له. (٥) وقيل : كان قومه يتعاظمون علم النجوم ، فتشبّه بهم ؛ ليعذروه في قوله : (سَقِيمٌ) [الصافات : ٨٩] ، أي : سأسقم. (٦)

٩١ ـ (فَراغَ) : انصرف خفية على سبيل الاستراق ، ومنه روغان الثّعلب. (٧)

٩٣ ـ (بِالْيَمِينِ) : وهي اليد اليمنى. (٨) وقيل : القوّة. (٩) وقيل : الجلد ، وهو قوله : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) [الأنبياء : ٥٧]. (١٠)

١٠٣ ـ (وَتَلَّهُ) : صرعه وأناخه. (١١)

__________________

(١) ينظر : الدر المنثور ٧ / ١١٣ ، أخرجه عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والمستدرك ٢ / ٦٠٩.

(٢) ينظر : أخبار مكة ٥ / ١٢٧.

(٣) ك : وهو.

(٤) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨٢١٦) ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٣ / ١٧٣.

(٥) ينظر : تفسير القرطبي ١٥ / ٩٢.

(٦) ينظر : تأويل مشكل القرآن ٢٦٠ ، وزاد المسير ٦ / ٣١١ ، واللباب ١٦ / ٣٢٣.

(٧) ينظر : الغريبين ٣ / ٧٩٣ ، ولسان العرب ٨ / ٤٣١.

(٨) معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٩ ، وزاد المسير ٦ / ٣١٢ عن الضحاك.

(٩) تأويل مشكل القرآن ١٨٨ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٨٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣٠٩.

(١٠) ينظر : لسان العرب ١٣ / ٤٦٢.

(١١) ينظر : وتفسير غريب القرآن ٣٧٣ ، وغريب الحديث لأبي عبيد ١ / ٣٨٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨٢٤١) عن ابن عباس ، والنهاية في غريب الحديث ١ / ١٩٥.

٥١٥

(لِلْجَبِينِ) : وهو أحد جانبي الجبهة. (١)

١٠٧ ـ (بِذِبْحٍ) : وهو ما أعدّ للذّبح. (٢)

١٤٣ ـ عن ابن عبّاس (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) قال : من المصلّين. (٣)

١٤٧ ـ وعن أبيّ بن كعب قال : سألت رسول الله عن قوله : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) قال : «عشرون ألفا». (٤)

١٤٠ ـ (أَبَقَ) : على سبيل المعصية ، وكان يونس قد فرق من الملك على ما سبق.

١٤٢ ـ (مُلِيمٌ) : الذي يأتي لما يلام عليه. (٥)

١٤٥ ـ (بِالْعَراءِ) : الفضاء والهواء.

١٥٨ ـ (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) : إن كان المراد بالجنّة (٦) الملائكة (٧) فعلمهم أنّهم محضرون ، علمهم أنّهم ميّتون بحكم الله تعالى ، ثمّ مبعوثون بإذنه ليوم الجمع لا ريب فيه ، أو علمهم أنّ المشركين (٢٨١ و) محضرون في النّار ، (٨) وإن كان المراد بالجنّة الشّياطين (٩) فعلمهم بأنّهم محضرون علمهم ، بأنّهم يدخلون النّار ؛ لكونهم آيسين من رحمة الله.

١٦٠ ـ (إِلَّا عِبادَ اللهِ) : استثناء من المحضرين. (١٠) وقيل : من الواصفين. (١١)

١٦٢ ـ (ما أَنْتُمْ) : الضمير (١٢) عائد إلى (ما تَعْبُدُونَ) [الصافات : ١٦١].

١٦٣ ـ وعن إبراهيم قال في قوله : (إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) : إنّ (١٣) الأمر قدّر عليه

__________________

(١) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣١٦ عن ابن قتيبة ، ولسان العرب ١٣ / ٨٥.

(٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٠ ، والغريبين ٢ / ٦٧٠ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣١١.

(٣) تفسير الثوري ١ / ٢٥٤ ، وتفسير الصنعاني ٢ / ١٥٥ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨٢٨٧).

(٤) أخرجه الترمذي في السنن (٣٢٢٩) ، وزاد المسير ٦ / ٣٢٤ ، والدر المنثور ٧ / ١١٥ ، وقال الترمذي : حديث غريب.

(٥) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٢٢ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٤٤.

(٦) أ : بالجد.

(٧) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣١٥ ، وزاد المسير ٦ / ٣٢٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٥٢ عن ابن عباس.

(٨) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣١٥.

(٩) ينظر : زاد المسير ٦ / ٣٢٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٥٢.

(١٠) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٠ ، وتفسير أبي السعود ٧ / ٢٠٤ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٥٢.

(١١) أي : من الفاعل من قوله تعالى : (عَمَّا يَصِفُونَ) [الصافات : ١٥٩] ، ينظر : زاد المسير ٣٢٥ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٠ ، وتفسير أبي السعود ٧ / ٢٠٩.

(١٢) ساقطة من ك.

(١٣) ع : لأن.

٥١٦

أن يصلى الجحيم. (١) وقيل : إنّكم لا تفتنون بآلهتكم إلا من سبق عليه القول (٢) منّي أنّه يصلى الجحيم. (٣)

١٧١ ـ وفي قوله : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا ...) الآيات ، دلالة على أنّ الله تعالى أعلى كلمة جميع عباده المرسلين ، وأهلك أعداءهم.

١٧٧ ـ (الْمُنْذَرِينَ) : بمرأى من عين أوليائهم.

١٧٧ ـ (بِساحَتِهِمْ) : بفناء دارهم. (٤) روي : أنّ النّبيّ عليه‌السلام لّما حاصر خيبر قال : «الله أكبر ، الله أكبر ، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم ساء صباح المنذرين» (٥).

١٨٠ ـ عن موسى بن طلحة قال : سئل رسول الله عن سبحان الله؟ قال : «تنزيه الله عن الشّرّ» (٦). وسأل ابن الكوّا [عليّا رضي الله عنه عن سبحان الله](٧) ، قال : رضيها الله لنفسه. (٨)

وعن أبيّ بن كعب ، عن النّبيّ عليه‌السلام قال : «من قرأ سورة الصّافّات أعطي عشر حسنات بعدد كلّ جنّيّ وشيطان ، وتباعدت عنه مردة الشّياطين ، وشهد له حافظاه أنّه مؤمن بالمرسلين» (٩). والله أعلم.

__________________

(١) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٧ ، والدر المنثور ٧ / ١١٧ عن إبراهيم التيمي.

(٢) ساقطة من ك.

(٣) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٥٣٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٣١٥.

(٤) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٥٤٢ ، وزاد المسير ٦ / ٣٢٧.

(٥) أخرجه البخاري في الصحيح (٤١٩٧) ، ومسلم في الصحيح (١٣٦٥) ، والنسائي في الصغرى ١ / ٢٧١ عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

(٦) أخرجه الطبراني في الدعاء (١٧٥١) ، وينظر : تفسير الثعلبي ٥ / ١٢١ ، وتفسير السمرقندي ٢ / ٢٩٩.

(٧) الأصول المخطوطة هذه الجملة على الشكل الآتي : سئل ابن الكوا عن علي ، وما أثبت من كتب التخريج ، وهو الصواب.

(٨) أخرجه البرتي في جزء الحميري ١٩ ، والطبراني في الدعاء (١٧٦١).

(٩) ينظر : الوسيط ٣ / ٥٢١ ، ومجمع البيان ٨ / ٢٥٥ ، والكشاف ٤ / ٧١.

٥١٧

سورة ص

مكيّة. (١)

وهي ست وثمانون آية في عدد أهل الحجاز والشّام. (٢)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : اشتكى أبو طالب فعاده أبو جهل في نفر من قريش ، فشكوا إليه النّبيّ عليه‌السلام ، فأرسل إلى النّبيّ عليه‌السلام ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وبجنب أبي طالب مجلس رجل ، فلمّا رآه أبو جهل قام فجلس في ذلك المجلس ، فجلس رسول الله على عتبة الباب ، وقال أبو طالب : إنّ بني عمّك يشكونك ، قال : أريد منهم أن يتكلّموا بكلمة تدين لهم (٣) العرب ، وتعطي العجم بها جزية ، قال : وما هي؟ قال : لا إله إلا الله ، قال : فقاموا منه عزين ، ونزلت : (ص وَالْقُرْآنِ). (٤)

١ ـ (ذِي الذِّكْرِ) : أي : ذي الشّرف. (٥)

٢ ـ (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) : والتّقدير : في الصّاد على قضيّة هذا الحديث أنّها إشارة إلى جواب القسم ، فكأنّه قيل : صدقت والقرآن ذي الذّكر. وقيل : جواب القسم مضمر ، (٦) تقديره : والقرآن ذي الذّكر إنّك لناصح. وقيل : (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) جواب القسم ، (٧) كقولك لخصمك : والله أنّك مبطل. وقيل : جواب القسم (٢٨١ ظ) (كَمْ أَهْلَكْنا) [ص : ٣] ، (٨) كقولك لأخيك (٩) : أقسم عليك بالله هل رأيت فلانا. وقيل : جواب القسم (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ)، ولا يحتمل هذا إلا أن يخرج الكلام من الحكاية ، ويجعله كلاما مبتدأ من

__________________

(١) تفسير غريب القرآن ٣٧٦ ، وزاد المسير ٧ / ٣ ، والدر المنثور ٧ / ١٢٤ عن ابن عباس.

(٢) أما العدد البصري لآياتها هو خمس وثمانون آية ، والكوفي ثمان وثمانون آية. ينظر : جمال القراء ٢ / ٥٤٠ ، وإتحاف ٤٧٦.

(٣) في ع : بها.

(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٣٣٢ ، والترمذي في السنن (٣٢٣٢) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٤٦٩ وقال الترمذي : حديث حسن.

(٥) تفسير غريب القرآن ٣٧٦ ، وتفسير الطبري ١٠ / ٥٤٥ ، وتأويلات أهل السنة ٤ / ٢٥٨ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٠٥.

(٦) ينظر : تفسير السمعاني ٤ / ٤٢٤ ، والكشاف ٤ / ٧٢ ، والتبيان في أقسام القرآن ٥.

(٧) ينظر : تفسير الثعلبي ٨ / ١٧٦ ، والبيان في غريب القرآن ٢ / ٢٦٠.

(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٣٧٦ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٠٥ ، وتأويلات تأهل السنة ٤ / ٢٥٨.

(٩) مكررة في أ.

٥١٨

جهة الله تعالى. وقيل : جواب القسم (١)(إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ) [ص : ٦] ، على احتمال كلام المبتدأ. وقيل : جواب القسم (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) [ص : ١١]. وقيل : جواب القسم (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (٢)) [ص : ٦٤]. (٣) وامتنع الفرّاء عن إجازة هذا القول. (٤)

٣ ـ (وَلاتَ) : التّاء زائدة في لا النّفي كما زيدت في (٥) ثّمّ وربّ (٦) ، وقال سيبويه (٧) : هي مشبّهة بليس. (٨) وقال الفرّاء : معناها : ليس. (٩) ولو كان كذلك (١٠) [لكان](١١) الاسم مرتفعا. وقيل : التّاء زائدة في حين ، وأنشد (١٢) [من الكامل] :

العاطفون تحين ما (١٣) من عاطف

والمطعمون تحين ما من مطعم

(مَناصٍ) : والنّوص (١٤) بالنون ، والبوص بالباء العرض (١٥). [ ...](١٦)

٦ ـ (أَنِ امْشُوا) : ترجمة للانطلاق. (١٧) وقيل : ترجمة للمضمر ، تقديره : وانطلقوا قائلين :

__________________

(١) ساقطة من أ.

(٢) الأصل وع وأ : الكتاب ، وهذا من ك.

(٣) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ١٥٠ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٦١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٦٤.

(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٧.

(٥) ساقطة من ك وأ.

(٦) كررت هنا تّمّ مرة أخرى.

(٧) بياض في أ.

(٨) ينظر : كتاب سيبويه ١ / ٥٧.

(٩) معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٧.

(١٠) ع : لذلك.

(١١) زيادة يقتضيها السياق.

(١٢) القائل الشاعر الأموي أبو وجزة السعدي ، وفيه بدلا من تحين الثانية : زمان. حروف المعاني ٧٠ ، وغريب الحديث للهروي ٤ / ٢٥٠ ، ولسان العرب ١٣ / ٤٣.

(١٣) ساقطة من ع.

(١٤) أ : والنص.

(١٥) هكذا في الأصول المخطوطة ، وفي كتب اللغة : البوص : العجز ، ينظر : العين ٧ / ١٦٩ ، وغريب الحديث لابن قتيبة ٢ / ٤٤٦ ، وغريب الحديث للحربي ٢ / ٤٤٥.

(١٦) جاء في حاشية الأصل : «المناص : المفرّ والملجأ ، والنوص بالنون التأخر ، والبوص بالباء التقدم ، [كلمة غير واضحة] على ضده ، وهو من الأضداد ، والمناص مفعل من النوص كالمنام من النوم ، فيكون معناه : واستغاثوا ونادوا التأخير حين لا متاح».

(١٧) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٩ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٦١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٦ / ٣٧٧.

٥١٩

أن امشوا ، (١) ترجمة ككبار (٢).

٥ ـ (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) : إن كان جواب القسم فالإشارة واقعة إلى شقاق المشركين ، وإن كان (٣) قول المشركين فالإشارة إلى أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٦ ـ (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ) : إن كان جواب [القسم](٤) فالإشارة واقعة إلى ما وعدهم النّبيّ عليه‌السلام على كلمة الإخلاص من طاعة العرب ، واستسلام العجم ، وإن كان من قول المشركين ، فالإشارة واقعة إلى الضّمير على الآلهة (٥) ، أي : هو شيء يرضاه الله ، ويجوز أن تكون الإشارة على قوله واقعة إلى خلاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أي : هو شيء يتمناه كلّ أحد ليذكر ، وليتشرّف به على غيره.

٧ ـ (فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ) : قال مجاهد : النّصرانية. (٦) وقال الحكم بن عتيبة : ملّة محدثة في أيّام الفترة. وقال (٧) الكلبيّ : اليهوديّة والنصرانيّة. (٨) وقيل : ملّة قريش (٩) التي أحدثها (١٠) لهم عمرو بن لحي.

١١ ـ (جُنْدٌ ما هُنالِكَ) : (ما) للنّفي على لغة تميم ، وتقديره : جند هنالك ما هو مهزوم من الأحزاب ، أو جند ما هو هنالك بمهزوم ، أو (١١) جند ما هو بمهزوم (١٢) هنالك ، فإن صح هذا المعنى فالمراد بالجند (١٣) الملائكة ، و (هنالك) إشارة إلى الأسباب ، و (من) للتسبيب كما في قوله : ما زيد بمنهزم من عمرو. والثاني : أن تكون (ما) صلة (١٤) ، دخولها كخروجها ، وتقديره : جند هنالك مهزوم من الأحزاب ، أو هم جند مهزوم هنالك. (١٥) والثالث : أن تكون (ما) التي

__________________

(١) ينظر : معان القرآن وإعرابه ٤ / ٣٢١ ، واللباب في علوم الكتاب ١٩ / ٣٧٧.

(٢) ع : لكبار. قال الفراء في معانيه ٢ / ٣٩٨ : «والمعنى واحد ، مثله قول الله تعالى : (وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (٢٢)) [نوح : ٢٢] ، كبيرا فشدد».

(٣) الأصول المخطوطة : كانوا.

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

(٥) أ : الآية.

(٦) معاني القرآن الكريم ٦ / ٨٠ ، وتفسير القرطبي ١٥ / ١٥٢ ، والدر المنثور ،

(٧) في ع : وقيل.

(٨) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٩ من غير نسبة ، وزاد المسير ٧ / ٨.

(٩) تفسير مجاهد ٥٤٧ ، وتفسير الطبري ١٠ / ٥٥٢ ، وزاد المسير ٧ / ٨ عن مجاهد وقتادة.

(١٠) الأصول المخطوطة : أحدثتها. والتصويب من كتب التخريج.

(١١) ك : أو هو.

(١٢) (بمهزوم أو جند ما هنالك) ، ساقط من ع.

(١٣) ك : الجنة.

(١٤) تفسير الثعلبي ٣ / ١٩٠ ، وتفسير السمعاني ٤ / ٤٢٧ ، وو تفسير القرطبي ١٥ / ١٥٣.

(١٥) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩٩ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٦٢ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٧٠٦.

٥٢٠