عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني
المحقق: د. طلعت صلاح الفرحات / د. محمّد أديب شكور
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ناشرون وموزعون
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
الصفحات: ٨٠٢
سورة المعارج
(١) مكيّة. (٢)
وهي أربع وأربعون (٣) آية في غير عدد أهل الشّام (٤). (٥)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (سَأَلَ سائِلٌ) : دعا داع. (٦) وعن عطاء قال : هو النّضر بن الحارث. (٧)
٣ ـ (ذِي الْمَعارِجِ) : معارج الملائكة والأنبياء وأرواح الشّهداء.
٨ ـ وعن الحسن : أنّ عبد الله بن مسعود رجل أكرمه الله بصحبة محمد عليهالسلام ، وأنّ عمر بن الخطّاب استعمله على بيت المال ، وأنّه عمد إلى عمد فضّة مكسّرة ، فخدّ لها أخدودا ، ثمّ أمر بحطب فحركه ، فأوقده عليها حتى أماعت وتزبدت ، وعادت ألوانها ، ثم قال : انظروا من بالباب فادخلوه ، قال : هذه أشبه ما (٨) رأينا في الدنيا بالمهل. (٩)
٩ ـ (كَالْعِهْنِ) : كالصّوف المصبوغ. (١٠)
١١ ـ (يُبَصَّرُونَهُمْ) : يرونهم ويعرّفونهم ، (١١) وذلك بالنّداء على رؤوس الخلائق : ألا إنّ هذا فلان بن فلان كان من عمله كذا وكذا.
١٣ ـ أبو عبيد الهرويّ : الفصيلة أقرب العشيرة ، فعبّاس بن عبد المطّلب فصيلة النّبيّ عليهالسلام ، وأصل الفصيلة قطعة من لحم الفخذ. (١٢)
__________________
(١) سورة المعارج كلها ما خلا العنوان ساقط من أ.
(٢) تفسير غريب القرآن ٤٨٥ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٠٢ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٧٨ ، والدر المنثور ٨ / ٢٥٨ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٣) الأصول المخطوطة : عشرون ، والتصويب من كتب التخريج.
(٤) (في غير عدد أهل الشام) ، ساقط من ع.
(٥) والعدد الشامي أربعون وثلاث آيات. التلخيص ٤٤٥ ، وفنون الأفنان ٣١٦.
(٦) حلية الأولياء ٣ / ٢٩٦ عن مجاهد ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٧١ ، والكشاف ٤ / ٦١١.
(٧) تفسير الثعلبي ٤ / ٣٥١ ، وتفسير العز بن عبد السّلام ١ / ٥٣٤ ، والدر المنثور ٨ / ٥٩.
(٨) الأصل : مال ، وباقي النسخ : قال ، والتصويب من كتب التخريج.
(٩) ينظر : معاني القرآن ٤ / ٢٣٣.
(١٠) إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٣٨ ، ووضح البرهان عن مشكلات القرآن ٢ / ٤٣٦ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ٩١.
(١١) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٨٥ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٢٠ ، وزاد المسير ٨ / ١١٨.
(١٢) الغريبين ٥ / ١٤٥٢.
١٥ ـ (إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى) : لهب (١) النّار. (٢)
١٦ ـ (لِلشَّوى) : واحدتها شواة ، وهي جلدة الرّأس خاصّة. (٣)
١٨ ـ (فَأَوْعى) : المتاع ، كما وعى الكلام. (٤)
١٩ ـ (هَلُوعاً) : يعني : الذي فسّره الله تعالى ، وهو الجزوع (٥) الذي إذا مسّه الشّرّ. (٦)
٢١ ـ و (المنوع إذا مسّه الخير) : فهو الضّجر (٧) البخيل (٨).
(خُلِقَ الْإِنْسانُ) : يعني : الجمع. (٩) (٣١٤ ظ)
٢٢ ـ والاستثناء في (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) متّصل. (١٠)
٢٣ ـ وعن عقبة بن عامر في (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) قال : هم الذين إذا صلّوا لم يلتفتوا خلفهم ، ولا عن أيمانهم ، ولا عن شمائلهم. (١١)
٣٣ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ) قال : الشّهادة بين على (١٢) ما كانت من قريب أو بعيد.
٣٧ ـ (عِزِينَ (١٣)) : جمع عزة ، وهي الحلق. (١٤)
__________________
(١) ع : لهيب.
(٢) ينظر : العين ٨ / ١٦٩ ، والكشاف ٤ / ٦١٣ ، ولسان العرب ١٥ / ٢٤٨ ، والكليات ٥٤٢.
(٣) ينظر : الغريبين ٣ / ١٠٤٣ عن ابن عرفة.
(٤) ينظر : جمهرة اللغة ٢ / ٩٥٧ ، والمفردات في غريب القرآن ٥٢٧.
(٥) أ : الجوع.
(٦) ينظر : الغريبين ٦ / ١٩٣٤ ـ ١٩٣٥.
(٧) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٣٩ عن عكرمة ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٠٦ عن قتادة ، وزاد المسير ٨ / ١٢٠ عن عكرمة وقتادة.
(٨) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٣٩ ، وزاد المسير ٨ / ١٢٠ كلاهما عن الحسن والضحاك ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٠٦ عن الحسن.
(٩) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٥.
(١٠) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٥ ، والكشاف ٤ / ٦١٤ ، وزاد المسير ٨ / ١٢٠.
(١١) الزهد لابن المبارك ٤١٩ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٩١.
(١٢) العبارة في الأصول المخطوطة : (الشهادة بين على ما كانت) ، والأصح والله أعلم : (الشهادة على ما كانت عليه ...) ، كما في تفسير القرطبي ١٨ / ٢٥٣.
(١٣) الأصل وأ : عزون ، وهذه من ك.
(١٤) ينظر : إيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٣٩ ، ووضح البرهان عن مشكلات القرآن ٢ / ٤٣٨.
٣٩ ـ (كَلَّا) : ردّ لأطماعهم الفاسدة ، ونفي لدخولهم الجنّة. (١)
(إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) : كلام غير متعلّق بما تقدمه ، ويجوز أن يكون كالعلّة لما تقدمه من جهة أنّ الجنّة تستحقّ بالطاعة كالمؤمنين ، وبالخلقة أخرى كحور العين. (٢)
٤٣ ـ (نُصُبٍ) : علم. (٣)
(يُوفِضُونَ) : يسرعون. (٤)
__________________
(١) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٤٧.
(٢) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٤١ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٩٤ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٤٧.
(٣) غريب الحديث لابن قتيبة ٢ / ١٨٧ ، والغريبين ٦ / ١٨٤٥ عن أبي منصور ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٧٤ ،
(٤) العين ٧ / ٦٦ ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٧٠ ، وتأويل مشكل القرآن ٣٣٧ ، وغريب القرآن للسجستاني ٥٣٩.
سورة نوح (عليهالسلام) (١)
مكيّة. (٢)
وهي ثلاثون آية عند أهل الحجاز. (٣)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
٧ ـ (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ) : لتبرّمهم بنوح عليهالسلام ، واستخفافهم به ، فدعاهم جهارا ، ثمّ أعلن لهم الوعد والوعيد ، وأسرّهم إسرارا ، فلم ينجح فيهم كلامه.
١٣ ـ (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) : لا تخشون لله عظمة ، (٤) ما لكم لا ترجون لوعد الله موقّرين إيّاه.
١٤ ـ (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) : أي (٥) : خلقكم من تراب من نطفة ، ثمّ من علقة ، ثمّ من مضغة (٦) مخلّقة وغير مخلّقة. (٧) وقيل : خلق أرواحهم جنودا مجنّدة أوّل مرّة ، وإخراجهم من صلب آدم عليهالسلام كأمثال الذّرّ للميثاق ثانيا ، وتوليدهم من آبائهم وأمّهاتهم أطفالا للقدرة والاختيار ثالثا. وقيل : أراد تنميتهم والزّيادة في أجزائهم كلّ يوم. وقيل : أراد تصرّفهم من حال إلى حال. والطّور : المرّة (٨).
٢٣ ـ (وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) : زيّن الشّيطان لعمرو بن لحيّ حتى اتّخذ أصناما على هذه الأسماء ، وفرّقها في قبائل العرب ، وزعم أنّه استخرجها من الأرض ، وأنّها تلك الأصنام القديمة ، فكانت ودّ لكلب بدومة الجندل ، وسواع لهذيل برهاط ، ويغوث لقبائل من اليمن بجرش ، ويعوق لهمدان (٩) ، وفيه شيطان يكلّمهم إذا تحاكموا إليه ،
__________________
(١) ساقط من أ.
(٢) زاد المسير ٨ / ١٢٢ ، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٩٨ ، والدر المنثور ٨ / ٢٦٩ عن ابن عباس.
(٣) وعدد آيها عند أهل الشام والبصرة تسع وعشرون ، وأهل الكوفة ثمان وعشرون. التلخيص في القراءات الثمان ٤٤٦ ، ونون الأفنان ٣١٦ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٢.
(٤) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٨ ، وتفسير غريب القرآن ٤٨٧ ، وتفسير القشيري ٦ / ٢٠١.
(٥) أ : التي.
(٦) ع : علقة.
(٧) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣١٢ ، والكشاف ٤ / ٦٢٠.
(٨) تفسير القرطبي ١٨ / ٣٠٣.
(٩) ع : الهمدان.
ونسر (١) لذي الكلاع بأرض حمير.
٢٤ ـ ودعوة نوح عليهالسلام : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً) كدعوة موسى عليهالسلام.
(مِمَّا) : (ما (٢)) صلة (٣) كما في قوله : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران : ١٥٩].
٢٦ ـ (ديّار) : فيعال من الدّور. (٤) وقيل : المراد بالدّيّار : صاحب الدّار. (٥)
وعن عبد الرّحمن بن عبد الله ، عن أبيه قال : إذا كان يوم القيامة دعي نوح إلى (٦) الحساب ، فيقول قومه : لا ، والله ما جاءنا ، فيقول نوح : بلى والله قد بلّغت ، فيقال له : من يعلم؟ فيقول : أمّة محمد ، فيجيبون ، ويشهدون له ، ثمّ كذلك ، ثمّ كذلك.
__________________
(١) ع وك : ونسرا.
(٢) ساقطة من ع.
(٣) ع : صلة. ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٨٦ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٤٧.
(٤) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٠ ، والكشاف ٥ / ٦٢٣ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤١.
(٥) تفسير القرطبي ١٨ / ٣١٣.
(٦) الأصول المخطوطة : أتى.
سورة الجن
مكيّة. (١)
وهي ثمان وعشرون آية بلا خلاف. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ) : إنّها عماد ، وهو ضمير الأمر والشّأن.
وهذه السّورة في النّفر السّبعة الذين استمعوا لقراءة رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٣١٥ و) ببطن نخلة ، (٣) وهو راجع من الطّائف ، دون الذين أتوه بالحجون (٤) بعد ذلك.
٢ ـ وقوله : (فَآمَنَّا (٥) بِهِ) يدلّ على أنّهم لم يكونوا مؤمنين قبل ذلك مع معرفتهم موسى عليهالسلام ، كان قد استزلّهم سفيههم بالشّبهات عن خالص التّوحيد (٦) ، كما استزلّ اليهود والنّصارى مع معرفتهم موسى وعيسى عليهماالسلام ، وكما استزلّ [العرب](٧) مع معرفتهم إبراهيم عليهالسلام ، واستعمالهم طائفة من شريعته.
٣ ـ (تَعالى جَدُّ رَبِّنا) : أي : عظمة ربّنا ، (٨) والجدّ في النّاس السّعادة ، وفي صفات الله ما ينفي الشّقاوة.
٤ ـ (سَفِيهُنا) : إبليس الأبالسة ، (٩) فظنّهم الأوّل ، والثّاني : اعتقادهم الفاسد ، وظنّهم الثّالث : حقيقة العلم عند إيمانهم.
٨ ـ (حَرَساً) : جمع حارس ، وهو الرّقيب باللّيل.
__________________
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣ / ٤٠٥ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٤٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١.
(٢) البيان في عد آي القرآن ٢٥٦ ، ويقول الإمام السخاوي رحمهالله في جمال القراء ٢ / ٥٥٢ : «فهي تسع وعشرون في الشامي ، وثمان وعشرون فيما سواه» ، أما الإمام ابن الجوزي فيقول في فنون الأفنان ٣١٧ : «ثمان وعشرون آية في عد الجميع ، إلا في الجملة التي يرويها ابن أبي بزة عن أهل مكة ، ولم يأت مع هذه الجملة تفصيل».
(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٣٣ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٦٣.
(٤) ع : بالجحود.
(٥) الأصول المخطوطة : آمنا.
(٦) ع : الوعيد.
(٧) زيادة يقتضيها السياق.
(٨) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ١٧٧ ، والغريبين ١ / ٣١٦ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٠ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٥١.
(٩) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٠١) ، وتفسير السمعاني ٦ / ٦٥ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٩ عن مجاهد وابن جريج وغيرهما.
١١ ـ (قدد (١)) : جمع قدّة ، وهي الرّهط والفرقة. (٢)
١٣ ـ (رَهَقاً) : عيبا وخطأ.
١٤ ـ (تَحَرَّوْا) : طلبوا. (٣)
(وَمِنَّا الْقاسِطُونَ) : الجائرون (٤) الذين يأخذون قسط غيرهم.
عن أنس بن مالك قال : الجنّ لا يثابون ليس لمحسنهم ثواب ، ولا لمسيئهم عقاب. وعن ابن عبّاس : مثله. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص : لمحسنهم الثّواب ، وعلى مسيئهم العقاب.
١٦ ـ (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) : على الكفر (٥) من معنى قوله : (نُمْلِي (٦) لَهُمْ) [آل عمران : ١٧٨] ، وقوله : (لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ)(٧) [الزخرف : ٣٣] ، وقال القيتبيّ : هي استقامتهم على طريقة الإسلام (٨) في معنى قوله : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٩) وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ ...) الآية [المائدة : ٦٦]. وقيل : هي الطريقة الواحدة (١٠) من خير أو شرّ ، لا يعنيها في معنى قوله : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) [هود : ١١٨ ـ ١١٩].
(ماءً غَدَقاً) : كثيرا واسعا ، وهو عبارة عن المال وحسن الحال. (١١)
١٧ ـ (عَذاباً صَعَداً) : شاقا (١٢) أخذ من الصّعود ، وهي العقبة. (١٣)
__________________
(١) في قوله تعالى : (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً).
(٢) ينظر : العين ٥ / ١٧ ، ولسان العرب ٣ / ٣٤٤ ، والقاموس المحيط ١ / ٣٩٤.
(٣) تفسير السمعاني ٦ / ٦٩ ، والمحرر الوجيز ١٥ / ١٤٢.
(٤) غريب القرآن للسجستاني ٣٧٩ ، وتفسير الثعلبي ١٠ / ٥٢ ، ولسان العرب ٧ / ٢٧٨ ،
(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٣ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٢٥ عن محمد بن كعب وأبي مجلز وغيرهما ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤٣.
(٦) أ : خلي.
(٧) ع : زيادة : (وَمَعارِجَ).
(٨) تأويل مشكل القرآن ٣٣٤ ، وتفسير غريب القرآن ٤٩٠ عن غير الفراء.
(٩) غير موجودة في ع.
(١٠) مكررة في ع.
(١١) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٣ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٢٦ ، وتأويلات أهل السنة ٥ / ٢٨٢.
(١٢) تفسير غريب القرآن ٤٩١ ، ووضح البرهان ٢ / ٤٤٥ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤٤.
(١٣) ينظر : لسان العرب ٣ / ٢٥١ و ٢٥٢.
١٨ ـ (الْمَساجِدَ) : بيوت الله. (١) وقيل : أعضاء السّجود. (٢)
١٩ ـ و (لِبَداً) : متلبّدين ، وذلك من اجتماعهم وازدحامهم. (٣)
٢٤ ـ (حَتَّى) : غاية للغيبة إن شاء الله. (٤)
٢٦ ـ (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) : لا يطلع على حقيقة غيبته باليقين أحدا ؛ لأنّ الكهنة يزيدون وينقصون ، وأصحاب الفراسة يخطئون ويصيبون. (٥)
٢٧ ـ (إِلَّا مَنِ ارْتَضى) : إلا أحدا ارتضاه لرسالته ، فإنّه تعالى يسلكه. (٦)
(رَصَداً) : من الملائكة (٧) يرصدون الشياطين من بين يديه ومن خلفه ؛ كيلا يلبّسوا الأمر عليه ، (٨) وهذا بعد ما ينسخ الله ما يلقي الشّيطان ، ويحكم (٩) الله آياته ليعلم الرّسول أن قد أبلغت الرّسل كلّهم رسالات الله بإذنه من غير زيادة ولا نقصان ، وأنّ ربّهم تعالى قد أحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا.
__________________
(١) تفسير الماوردي ٤ / ٣٢٧ عن ابن عباس ، والكشاف ٤ / ٦٣١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٤.
(٢) تفسير الماوردي ٤ / ٣٢٧ عن الربيع ، والكشاف ٤ / ٦٣١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٤.
(٣) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٢٨ ، وإيجاز البيان عن معاني القرآن ٢ / ٨٤٢ ، ووضح البرهان في مشكلات القرآن ٢ / ٤٤٥ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٥٣.
(٤) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٣٤ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٥٤ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٥.
(٥) ينظر : تفسير أبي السعود ٩ / ٤٧.
(٦) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٤٧.
(٧) رَصَداً من الملائكة ، ساقط من أ.
(٨) ينظر : معاني الفراء ٣ / ١٩٦ ، وتفسير غريب القرآن ٤٩٢.
(٩) ع : ثم يحكم.
سورة المزمل
مكيّة. (١) وعن ابن عبّاس وعطاء : إلا آية (٢) : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ) [المزمل : ٢٠]. (٣) والمعدل وقتادة : إلا آيتين : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) الآيتان [المزمل : ١٠ ـ ١١]. (٤)
وهي عشرون آية في عدد أهل مكّة والمدنيّ الأوّل والكوفة والشّام. (٥) (٣١٥ ظ)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
٢٠ ـ عن ابن عبّاس قال : كان بين أوّل المزمّل وآخرها سنة. (٦) قال في قوله : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) : كانوا يقومون كنحو قيام شهر رمضان حتى نزل : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ). (٧) وعن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس قال : فرض الله القيام في أوّل هذه السّورة ، فقام النّبيّ عليهالسلام وأناس من أصحابه سنين حتى انتفخت أقدامهم ، فأنزل الله اليسر والتّخفيف في هذه السّورة : (فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) فنسخ قيام اللّيل ، ثمّ أحسن عليهم الثّناء في قيامهم سنين ، فقال : (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) [الذاريات : ١٧] : ما ينامون.
١ ـ (الْمُزَّمِّلُ) : المتزمّل في ثيابه ، وكلّ شيء لفّ في شيء فقد زمّل. (٨)
٣ ـ (نِصْفَهُ) : بدل من اللّيل ، (٩) والأمر بالزّيادة والنّقصان لنفي الحرج.
٤ ـ (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) : قال ابن عبّاس : بيّنه تبيينا. (١٠) وعن ابن مسعود : لا
__________________
(١) زاد المسير ٨ / ١٣٧ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٤٩ ، والدر المنثور ٨ / ٢٨٨ عن ابن عباس.
(٢) أ : الآية.
(٣) البيان في عد آي القرآن ٢٥٧ عنهما.
(٤) تفسير الماوردي ٤ / ٣٣١ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٣١ عن ابن عباس وقتادة ، والناسخ والمنسوخ للنحاس ٧٥١ عن ابن عباس.
(٥) وعدد آيها عند أهل البصرة تسع عشرة آية ، وفي المدني الأخير ثماني عشرة آية. البيان في عد آي القرآن ٢٥٧ ، والتلخيص في القراءات الثمان ٤٥٠ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٢.
(٦) تفسير الطبري ١٢ / ٢٧٩ ، وزاد المسير ٨ / ١٣٤ و ١٣٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٣٧.
(٧) ينظر : تفسير الطبري ، والدر المنثور.
(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٤٩٣ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٨٦ ، والكشاف ٤ / ٦٣٦.
(٩) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٣٩ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٢٥ ، والكشاف ٤ / ٦٣٨.
(١٠) مصنف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٥٥ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٢٨١ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠١٦) ، والمطالب العالية ١٥ / ٤١٠.
تهذّوا القرآن هذّا كهذا الشّعر ، ولا تنثروه كنثرة الدّقل. (١) وشعر رتل : مستوى النّبات. (٢)
٥ ـ (قَوْلاً ثَقِيلاً) : كلاما راجحا (٣) مخالفا لشهوات النّفس. (٤)
٦ ـ وعن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عبّاس وابن الزّبير (٥) عن (ناشِئَةَ اللَّيْلِ)(٦) ، فقالا : إذا قمت فهو ناشئة ، أيّ اللّيل أنشأته فهو ناشئة. (٧)
٧ ـ (سَبْحاً) : قال ابن الأعرابيّ : إضطرابا (٨) وتصرّفا للمعاش. (٩)
٨ ـ (وَتَبَتَّلْ) : انقطع إلى الله عزوجل. (١٠)
١١ ـ (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) : أي : اكتف (١١) بي كافيا (١٢) لأمرهم. (١٣)
(أُولِي النَّعْمَةِ) : التّنعّم. (١٤)
١٢ ـ (أَنْكالاً) : جمع نكل ، بكسر النّون وسكون الكاف ، وهو قيد الدّابّة (١٥) ، أو حديد اللّجام. (١٦)
١٣ ـ (ذا غُصَّةٍ) : شجا. (١٧)
١٤ ـ (كَثِيباً مَهِيلاً) : الكثبة المصبوبة من الرّمل. (١٨)
__________________
(١) مصنف ابن أبي شيبة ٢ / ٢٥٦ و ٦ / ١٤١.
(٢) ينظر : أساس البلاغة ١ / ٢٢٠ ، ولسان العرب ١١ / ٢٥٦ ، والمصباح المنير ١ / ٢١٨.
(٣) ك : راهجا ، وكلمة كلاما ، ساقطة منها.
(٤) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ٣٨ ، ولسان العرب ١١ / ٨٦.
(٥) ع : سألت ابن أبي مليكة وابن عباس.
(٦) الأصل وع وأ : زيادة قوله : قال إذا قمت فهو ناشئة الليل.
(٧) تفسير الطبري ١٢ / ٢٨٢.
(٨) الأصول المخطوطة : اضرابا. والتصويب من كتب التخريج.
(٩) ينظر : الغريبين ٣ / ٨٥٥ ، ولسان العرب ٢ / ٤٧١.
(١٠) العين ٨ / ١٢٤ ، وأحكام القرآن للجصاص ٥ / ٣٦٧ ، والكشاف ٤ / ٦٤٠.
(١١) أ : اكتفت.
(١٢) أ : كتافيا.
(١٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤١.
(١٤) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٣ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٨٠ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٥١.
(١٥) أ : الدرابة.
(١٦) غريب القرآن للسجستاني ٨٥ ، ولسان العرب ١١ / ٦٧٨ ـ ٦٧٩.
(١٧) تفسير القرطبي ١٩ / ٤٧ ، ولسان العرب ٧ / ٦٠ ، والقاموس المحيط ١ / ٨٠٧. الشجا : ما ينشب في الحلق من عظم وغيره. ينظر : معجم البلدان ٣ / ٣٢٦.
(١٨) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٢ ، والقرطبي ١٩ / ٤٧.
١٦ ـ (وَبِيلاً) : ثقيلا (١). يقال : ماء وبيل ، وطعام وبيل. (٢)
١٧ ـ عن أبي سعيد الخدريّ ، عنه عليهالسلام : «يقول الله لآدم عليهالسلام يوم القيامة :
قم وابعث بعث النّار ، فيقول : يا ربّ ، وما بعث النّار؟ قال : من كلّ ألف تسع مئة وتسع (٣) وتسعون ، فعند ذلك يشيب الصّغير ...» ، وذكر باقي الحديث. (٤)
١٨ ـ (مُنْفَطِرٌ) : لأنّ السّماء تذكّر وتؤنّث. (٥)
(بِهِ) : بأمر الله ، (٦) أو باليوم الذي يجعل الولدان شيبا ، (٧) وهو من أمر الله تعالى.
٢٠ ـ (ثُلُثَهُ) : واحد من الثلاثة.
(وَنِصْفَهُ) : جزء من جزأين.
وفي الآية دليل على جواز الصّلاة بقراءة ما تيسّر من القرآن من غير تخصيص فاتحة أو غيرها. وعن ابن مسعود قال : من اقترى منكم بالثّلاث الآيات التي في سورة البقرة فقد أكثر وأطاب. (٨) وعن ابن عمر ، عنه عليهالسلام : «لا يقبل الله الإيمان والصّلاة إلا بالزّكاة» (٩).
وعن علقمة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلدان المسلمين بسعر يومه إلا كان منزلته عند الله منزلة الشّهداء» ، (٣١٦ و) ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ). (١٠)
__________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ١٢٩ ، والغريبين ٦ / ١٩٦٦ ، ووضح البرهان ٢ / ٨٤٦.
(٢) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ٤٧٩.
(٣) ساقطة من ك.
(٤) أخرجه عبد بن حميد في مسنده ٢٨٧.
(٥) معاني القرآن للفراء ٣ / ١٩٩ ، والطبري ١٢ / ٢٩٢ ، والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٣٩٥.
(٦) ينظر : تفسير البغوي ٨ / ٢٥٦ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٥١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٥٨.
(٧) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٣٠ ـ ١٣١ ، والكشاف ٤ / ٦٤٣ ، وزاد المسير ٨ / ١٤٢.
(٨) مجمع الزوائد ٢ / ٢٧٠ ، و ٦ / ٣١٢.
(٩) جزء من حديث أخرجه أبو محمد الرازي في علل الحديث ٢ / ١٥٦ ، وأبو نعيم في الحلية ٥ / ٢٠١
(١٠) تفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٠ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٥٥ ـ ٥٦.
سورة المدثر
مكيّة. (١)
وهي ست وخمسون آية في غير عدد أهل الشّام [وأهل مكّة] والمدنيّ الأخير. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ عن أبي سلمة قال : سألت جابرا : أيّ القرآن أنزل أوّلا؟ قال : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)، ثمّ أيّة آية؟ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق : ١] ، ثمّ قال : ألا أخبرك بما حدّثنا به رسول الله عليهالسلام؟ قال : «كنت في حراء ، فلمّا هبطت نوديت ، فنظرت أمامي وخلفي ، وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئا ...» إلى أن قال : «فأتيت خديجة فقلت (٣) : دثّروني وصبّوا عليّ (٤) ماء باردا ، فأنزل : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)» (٥).
و (التّدثير) : استغشاء الدّثار ، والدّثار من الثّياب ما فوق الشّعار. (٦)
٤ ـ وسئل (٧) ابن عبّاس عن قوله : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ)؟ قال : لا تلبسها على غدرة ولا فجور؟ (٨) وقيل : هو أمر بقطع القلب عن العلائق. (٩) وقيل : أمر بتنقية النّفس. (١٠) وقيل : أمر بتطهير الكسوة من النّجاسات الشّرعية. (١١) وقيل : أمر بتهذيب الأخلاق. (١٢)
ويجوز أن يكون أمرا بهذه المعاني كلّها ، تقديره : كلّ ما يعبّر عنه بلفظ الثّياب ؛ لأنّ كلّ
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٥ ، وزاد المسير ٨ / ١٤٥ ، والدر المنثور ٨ / ٣٠٠ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب التخريج ، وعدد آيها عند الشاميين وأهل مكة والمدني الأخير خمس وخمسون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٥٨ ، والتلخيص ٤٥١ ، وفنون الأفنان ٣١٨ ، وإتحاف فضلاء البشر ٥٦٢ ..
(٣) مكررة في أ.
(٤) أ : فوق.
(٥) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٣٩٢ ، والبخاري في الصحيح (٤٩٢٢) ، وابن حبان في صحيحه (٣٤).
(٦) ينظر : غريب الحديث لابن سلام ١ / ٣١١ ، وأساس البلاغة ١ / ١٨٣ ، ولسان العرب ٤ / ٢٧٦ ، والمصباح المنير ١ / ١٨٩.
(٧) الأصل وك وأ : زيادة عن.
(٨) تفسير الطبري ١٢ / ٢٩٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٣٠) ، والدر المنثور ٨ / ٣٠٢.
(٩) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤١ عن ابن عباس وقتادة ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٩١ ،
(١٠) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(١١) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤٢ عن ابن سيرين وابن زيد والفقهاء ، الكشاف ٤ / ٦٤٧ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٠.
(١٢) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٥٩ ، ولسان العرب ٤ / ٥٠٦.
واحدة من هذه العبادات حقيقة في موضعها (١) كالأخ.
٥ ـ (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) : على اجتناب أعيان النّجاسة بحكم الشّريعة ، وعلى اجتناب الأصنام والآثام بحكم (٢) الحقيقية.
٦ ـ (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) : لا تعط عطيّة وهي كثيرة في عينك معجبة إيّاك. (٣) وقيل : لا تعط عطيّة تبتغي عليها كثرة الجزاء. (٤)
٧ ـ وعن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس : (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) يقول : اصبر نفسك في طاعة ربّك.
٨ ـ (فَإِذا نُقِرَ) : قال أحمد بن فارس : النّقران تصوب بلسانك حتى تلصقه بحنكك. وقال : صاحب الدّيوان : نقر به إذا صفّر.
و (النَّاقُورِ) : الصّور (٥) ينفخ فيه الملك بأمر الله عزوجل.
وعن عون بن ذكوان : صلّى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصّبح وقرأ : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) [المدثر : ١] ، فلمّا بلغ (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) خرّ ميّتا. (٦)
١١ ـ وعن عكرمة قال : قال الوليد بن المغيرة لقريش : إنّي قد سمعت الشّعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا (٧) مثل هذا القرآن ، وإنّ له لقرعا ، وإنّ عليه لطلاوة ، فقال بعضهم : هو سحر ، قال الوليد بن المغيرة : ولكنّي سأنظر ، قال : فنظر وفكّر ، ثمّ قال : هو سحر ، فنزل القرآن : (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) إلى قوله : (سِحْرٌ يُؤْثَرُ) [المدثر : ٢٤]. (٨)
١٧ ـ وعن أبي سعيد في قوله : (سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً) قال : هو صخر في جهنم ، إذا وضع أحدهم عليها يده ذابت ، وإذا رفعها (٩) عادت اقتحامها (فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي
__________________
(١) أ : موضع.
(٢) أ : بحكم الحكم.
(٣) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٤٨ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٥٥.
(٤) ينظر : تفسير الصنعاني ٣ / ٣٢٨ عن قتادة وابن طاوس ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٢ ، وتفسير السمعاني ٤ / ٢١٦.
(٥) تفسير الطبري ١٢ / ٣٠٤ عن ابن عباس وعكرمة وغيرهما ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٦ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٦٦.
(٦) الزهد لابن حنبل ٢٤٧ ، والمستدرك ٢ / ٥٥٠ ، وحلية الأولياء ٢ / ٢٥٨ ،
(٧) (سمعت الشعر رجزه وهزجه وقريظه ومحمسه ما سمعت شيئا) ، ساقط من أ ، وما بعدها : من مثل.
(٨) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٥٥٠ مطولا ، عن عكرمة عن ابن عباس ، ولباب النقول ٢٢٣ ـ ٢٢٤.
(٩) ك وع وأ : وأدار معها. وما أثبت الصواب.
مَسْغَبَةٍ) [البلد : ١٣ ـ ١٤]. (١)
١١ ـ (وَحِيداً) : نصب على الحال ، أي : منفردا. (٢)
١٢ ـ (مالاً مَمْدُوداً) : ضيعة معروفة بالطّائف. (٣) وعن الضّحّاك : أنّه أربعة آلاف دينار كانت موضوعة عنده. (٤) (٣١٦ ظ)
١٣ ـ (وَبَنِينَ شُهُوداً) : سبعة ذكور كانوا حاضرين عنده. (٥)
٢٤ ـ (يُؤْثَرُ) : ينقل عن (٦) المتقدّمين. (٧)
٢٢ ـ (عَبَسَ وَبَسَرَ) : أي : كلح. (٨)
٣٠ ـ وعن الشّعبيّ قال : قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النّبيّ (٩) عليهالسلام :
هل يعلم نبيّكم عدد خزنة جهنّم؟ قالوا : لا ندري حتى نسأله ، فجاء رجل إلى النّبيّ عليهالسلام فقال : يا محمد ، أغلب (١٠) أصحابك ، قال : «فلما غلبوا». قال : سألهم يهود هل يعلم نبيّكم خزنة جهنّم؟ قال : «فما قالوا؟» قالوا : لا ندري حتى نسأل نبيّنا ، قال : «أفغلب قوم سئلوا عمّا لا يعلمون؟ قالوا : لا نعلم حتى نسأل نبيّنا؟ لكنّهم قد سألوا (١١) نبيّهم فقالوا : أرنا الله جهرة ، عليّ بأعداء (١٢) الله ، إنّي سائلهم عن تربة الجنّة ، وهي الدّرمك (١٣)» ، فلمّا جاؤوا قالوا : يا أبا القاسم ، كم عدد خزنة جهنم؟ قال : «هكذا وهكذا» ، في مرّة : عشرة وفي مرّة : تسع ، قال لهم النّبيّ عليهالسلام : «ما تربة الجنّة؟» فسكتوا هنيهة ، ثمّ قالوا : أخبزة (١٤) يا أبا القاسم؟ فقال عليهالسلام :
__________________
(١) الزهد لابن سري ١ / ١٨٤ موقوفا ، وقد روي مرفوعا ، والموقوف أصح ، ينظر : تخريج الأحاديث والآثار ٤ / ١٢٠.
(٢) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٤٦ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٣٩.
(٣) ينظر : تفسير السمعاني ٦ / ٩١ ، وزاد المسير ٨ / ١٤٩ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٦٦ عن مقاتل.
(٤) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤٤ ، وتفسير السمعاني ٦ / ٩١ عن سفيان الثوري ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٧١ عن سفيان الثوري وقتادة. ولم أجده عن الضحاك.
(٥) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٧٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٢ ، والكشاف ٤ / ٦٤٩ ، عن مقاتل.
(٦) الأصول المخطوطة : يقص على.
(٧) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦١. وينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٤٨ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦١ ، تفسير أبي السعود ٩ / ٥٨.
(٨) العين ١ / ٣٤٣ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٠٨ ، وغريب القرآن للسجستاني ٣٤٠.
(٩) ع : رسول الله.
(١٠) هذا في الأصول المخطوطة ، وفي كتب التخريج : غلب.
(١١) ك : تحالوا. والصواب ما أثبت.
(١٢) الأصول المخطوطة : يا أعداء. والتصويب من كتب التخريج.
(١٣) الدرمك : الدقيق الحواري. العين ٥ / ٤٢٩ ، ولسان العرب ١٠ / ٤٢٣.
(١٤) أ : أخبز.
«الجنّة (١) من الدّرمك» (٢).
٣١ ـ (وَما هِيَ) : أي : الآيات المنزّلة من القرآن. (٣)
٣٤ ـ (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) : تبيّن. (٤)
٣٥ ـ (الْكُبَرِ) : جمع كبرى. (٥)
٣٦ ـ (نَذِيراً) : إنذارا (٦) ، ويجوز إطلاق الاسم بمعنى المصدر ، كقوله : (عَذابِي وَنُذُرِ (٧)) [القمر : ١٦].
٣٩ ـ أي عن المنهال علي (٨) في قوله : (إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) : قال : هم الولدان. (٩)
٥١ ـ وعن ابن عبّاس في قوله : (فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) قال : هو ركز النّاس. (١٠) قال سفيان : يعني : حسّهم وأصواتهم. (١١) وعن أبي هريرة قال : الأسد. (١٢) وقال ابن عبّاس : الرّماة. (١٣)
٥٦ ـ وعن أنس ، عنه عليهالسلام في قوله : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) قال : «قال الله تعالى : أنا أهل أن أتّقى ، فمن اتّقى ولم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له» (١٤).
__________________
(١) جاء في سنن الترمذي (٣٣٢٧) ، ومسند أحمد ٣ / ٣٦١ : «الخبزة من الدرمك».
(٢) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٢٧) عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(٣) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٤٣.
(٤) تفسير السمعاني ٦ / ٩٧ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٧٢.
(٥) تفسير الثعلبي ١٠ / ٧٦ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٧٢ ، والقرطبي ١٩ / ٨٥.
(٦) تفسير السمعاني ٦ / ٩٧ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٢ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦١.
(٧) ك : «ونذري».
(٨) هكذا الجملة في الأصول ، ولعلها أبي المنهال عن علي.
(٩) ينظر : الطبري ١٢ / ٣١٨ ، وفيه : عن زاذان عن علي رضي الله عنه.
(١٠) صحيح البخاري ٨ / ٦٧٦ (الفتح) ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٢٢ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٤ ، والدر المنثور ٨ / ٣١٣.
(١١) تغليق التعليق ٤ / ٣٥٢ ، وعمدة القاري ١٩ / ٢٦٥.
(١٢) صحيح البخاري ٨ / ٦٧٦ (الفتح) ، ومجمع الزوائد ٧ / ١٣١ ، وتغليق التعليق ٤ / ٣٥٢.
(١٣) تفسير الصنعاني ٣ / ٣٣٢ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٢١ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٤.
(١٤) أخرجه الترمذي في السنن (٣٣٢٨) ، وابن ماجه في السنن (٤٢٩٩) ، والنسائي في الكبرى (١١٦٣٠) ، وقال الترمذي : حديث غريب ، وسهيل ليس بالقوي في الحديث ، قد تفرد بهذا الحديث عن ثابت.
سورة القيامة
مكية. (١)
وهي تسع وثلاثون آية في غير عدد أهل الكوفة. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ و ٢ ـ عن موسى بن يسار : أن النبي علي السّلام قرأ هاتين الآيتين (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (١) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) قال : «ليس يوم القيامة أحد إلا يلوم نفسه ، إن كان محسنا ألا يكون ازداد ، وإن كان مسيئا فهو ألوم».
٣ ـ (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) : عديّ بن ربيعة. (٣)
٤ ـ (قادِرِينَ) : نصب على الحال. (٤)
(نُسَوِّيَ بَنانَهُ) : نسوّي مفاصله عن نظامها الطبيعي. (٥) وقيل : نصيّر الكفّ مثل خفّ الإبل. (٦)
٥ ـ عن ابن عباس (لِيَفْجُرَ أَمامَهُ) قال : قول الإنسان سوف أتوب. (٧) فأمام الشيء : ما يستقبله. (٨)
٨ ـ (وَخَسَفَ الْقَمَرُ) : الخسوف : النقصان ، والخسف : التذليل. (٩)
١١ ـ (كَلَّا لا وَزَرَ) : حصن ملجأ. (١٠) وعن السدي ، عن أبي سعيد ، عن ابن مسعود :
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥١ ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٥٥ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٦ ، والدر المنثور ٨ / ٣١٥ عن ابن عباس وابن الزبير.
(٢) وعدد آيها عند أهل الكوفة أربعون آية. البيان في عد آي القرآن ٢٥٩ ، والتلخيص في القراءات الثمان ٤٥٣ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٣.
(٣) تفسير الثعلبي ١٠ / ٨٢ ، وزاد المسير ٨ / ١٥٧ عن مقاتل ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٠.
(٤) مجمع البيان ١٠ / ١٥١ ، والكشاف ٤ / ٦٦٠ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٩٣.
(٥) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٤٩٨ ، والكشاف ٤ / ٦٦١ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٤.
(٦) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٣٢٨ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٥٦) ، وزاد المسير ٨ / ١٥٧ ، والدر المنثور ٨ / ٣١٦ عن ابن عباس وغيره.
(٧) صحيح البخاري ٨ / ٦٨١ (الفتح) ، والمستدرك ٢ / ٥٥٣ ، وتغليق التعليق ٤ / ٣٥٤.
(٨) ينظر : المصباح المنير ١ / ٢٤.
(٩) ينظر : النهاية في غريب الحديث ٢ / ٣١ ، ولسان العرب ٩ / ٦٨.
(١٠) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٨٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٢.
لا حصن. (١) وعند السدي عن أبي مالك ، عن ابن عباس : لا نجاة. (٢)
١٢ ـ (إِلى رَبِّكَ) : إلى حكم ربّك. (٣)
١٤ ـ (بَصِيرَةٌ) : الهاء للمبالغة ، (٤) مجازه : شاهد على نفسه ، عارف بما فعل ، وإن جحد وتناكر.
١٥ ـ (مَعاذِيرَهُ) : (٣١٧ و) جمع معذرة. (٥)
١٦ ـ عن ابن عباس قال : كان النبي عليهالسلام إذا نزل عليه القرآن تعجل ليحفظه ، فأنزل الله : (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ). (٦) التحريك ضدّ التسكين.
١٨ ـ والقرآن مصدر كالقراءة. (٧)
١٩ ـ (بَيانَهُ) : تفسير المجملات. (٨)
٢٢ ـ (ناضِرَةٌ) : النّضرة : البهجة والطراوة. (٩)
٢٣ ـ وفي تعدية النظر ب (إِلى) دليل على أن المراد به النظر بالعين. (١٠)
٢٥ ـ (فاقِرَةٌ) : داهية تكسر فاقرة الظهر. (١١)
٢٦ ـ (إِذا بَلَغَتِ) : أي : النفس المنزوعة. (١٢)
(التَّراقِيَ) : جمع ترقوة. (١٣)
٢٨ ـ (وَظَنَّ) : تيقن بالموت (١٤) دون أصحابه على رأسه.
__________________
(١) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٥٨) ، وتفسير الماوردي ٤ / ٣٥٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ٩٨.
(٢) تفسير ابن كثير ٤ / ٥٧٨.
(٣) المحرر الوجيز ١٥ / ٢١٢ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٦ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦٦.
(٤) إعراب القرآن للنحاس ٥ / ٨٢ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٠ ، وتفسير السمعاني ٦ / ١٠٥.
(٥) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١٠١ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٦.
(٦) أخرجه البخاري في الصحيح () ، ومسلم في الصحيح (٤٤٨) ، والنسائي في الصغرى ٢ / ١٤٩.
(٧) ينظر : تفسير القرطبي ٢ / ٢٩٨ ، ولسان العرب ١ / ١٢٩ ، والإتقان في علوم القرآن ١ / ١٤٤ ، والكليات ٧٢٠.
(٨) ينظر : تفسير الماوردي ٤ / ٣٦١ ، وتفسير الطبري ١٢ / ٣٤١ ، وزاد المسير ٨ / ١٦٠ عن قتادة.
(٩) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٨٧ ، والدر المنثور ٨ / ٣٢٢ عن أبي صالح.
(١٠) ينظر : التسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٥.
(١١) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٧ ، ولسان العرب ٥ / ٦٢ ، والكليات ٦٩٩.
(١٢) ينظر : تفسير السمرقندي ٣ / ٥٠١ ، والكشاف ٤ / ٦٤٤ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦٨.
(١٣) تفسير السمعاني ٦ / ١٠٨ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١١١ ، ولسان العرب ١٠ / ٣٢ ، والإتقان في علوم القرآن ١ / ٥٦٧.
(١٤) ينظر : تفسير الطبري ١٢ / ٣٤٦ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٤ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠١.
(الْفِراقُ)(١) : الموت ، قال عليّ (٢) :
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة |
|
وكلّ الذي دون الفراق قليل |
٢٩ ـ (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) : من الوهي وزوال التّماسك والفزع. وقيل : انضمام شدّة إلى شدّة. (٣)
٣١ ـ (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) : نزلت الآيات في أبي جهل. (٤)
٣٣ ـ (يَتَمَطَّى) : يتمدد على سبيل التبختر أو الكسل. (٥)
٣٦ ـ (سُدىً) : إهمالا وتخلية. (٦)
__________________
(١) أ : القرآن.
(٢) المستدرك ٣ / ١٧٨ ، وتفسير الثعلبي ١ / ٢٥٩ ، وتاريخ مدينة دمشق ٢٧ / ٣٩٥.
(٣) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٤ ، وزاد المسير ٨ / ١٦٢ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٦.
(٤) تفسير الطبري ١٢ / ٣٥١ عن مجاهد وابن زيد ، ومعاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٤ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٨٦.
(٥) ينظر : تفسير الثعلبي ١٠ / ٩٠ ، والكشاف ٤ / ٦٦٤ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١١٤.
(٦) ينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١١٦ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٦٩.
سورة الإنسان
مكيّة. (١) وقيل : مدنيّة. (٢) وعن الحسن : آية مدنية : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ) [الإنسان : ٨]. (٣) وقيل : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا) [الإنسان : ٢٣] إلى آخر السّورة مكيّ. (٤) وعن الكلبيّ : أنّ قوله : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) [الإنسان : ٢٤] مكيّ في الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة. (٥)
وهي إحدى وثلاثون آية بلا خلاف. (٦)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (هَلْ) : بمعنى قد. (٧)
٢ ـ (أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ) : عن ابن عبّاس قال : ماء الرّجل وماء المرأة حين يختلطان. (٨) وعنه : ماء الرّحم والفرج.
٥ ـ (كافُوراً) : الله أعلم بكافور الجنّة ، ما هو؟ وكيف هو؟ فأمّا كافور الدّنيا فطيب ، هو صمغ شجرة يصعد بالنّار حبل (٩) ، وهو بارد جامد مجمّد ، وفي أدنى حرارة من جهة المرارة ، وماء الكافور في غاية الحرارة ، وهو من جملة الطّيب أيضا.
٧ ـ (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) : عنه عليهالسلام : «النّذر ما ابتغي به وجه الله» (١٠). وعنه عليهالسلام : «لا نذر في غضب ، وكفّارته كفارة يمين» (١١).
٨ ـ وعن مجاهد وأبي صالح : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله مع أبي بكر
__________________
(١) معاني القرآن وإعرابه ٥ / ٢٥٧ ، وتفسير الماوردي عن ابن عباس ومقاتل والكلبي وابن سلام ، وزاد المسير ٨ / ١٦٥ عن ابن عباس ومقاتل وابن يسار ، تفسير البغوي ٨ / ٢٩١ عن عطاء.
(٢) زاد المسير ٨ / ١٦٥ ، وتفسير البغوي ٨ / ٢٩١ عن مجاهد وقتادة.
(٣)؟؟؟
(٤) تفسير الماوردي ٤ / ٣٦٥ ، ومجمع البيان ١٠ / ١٦١ ، وزاد المسير ٨ / ١٦٥.
(٥) ينظر : مجمع البيان ١٠ / ١٦١.
(٦) البيان في عد آي القرآن ٢٦٠ ، والتلخيص في القراءات الثمان ٤٥٤ ، وفنون الأفنان ٣١٩ ، وجمال القراء ٢ / ٥٥٣.
(٧) معاني القرآن للفراء ٣ / ٢١٣ ، وياقوتة الصراط ٥٤٧٧ ، والكشاف ٤ / ٦٦٦ ، وتفسير البيضاوي ٥ / ٢٦٩.
(٨) تفسير الطبري ١٢ / ٣٥٤ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٩٠٧٧) ، والدر المنثور ٨ / ٣٣٩.
(٩) هكذا في الأصول المخطوطة ، ولعلها : ريحه ، أو عطره ، أو ما شابه.
(١٠) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار ١٠ / ٣٥٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٦٧ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(١١) أخرجه أبو حنيفة في مسنده ٤٩ ، وأحمد بن حنبل في المسند ٤ / ٤٣٣ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٧٠ عن عمران بن حصين.
وعمر ، قال : عمر : يا عليّ لو نذرت في ابنيك ، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام ، فأنزل الله. وقيل : إنّ عليا لم يجد بعد صوم ثلاثة أيّام إلا ثلاثة أرغفة ، فجاء مسكين ويتيم وأسير يسألونه ، فتصدّق بها عليهم ولم يفطر ، فأنزل الله. وقيل : مرضا فنذر فاطمة وعليّ والجارية صوم ثلاثة أيّام متتابعات ، فاشترى عليّ ثلاثة أصوع من شعير من يهوديّ على غزل جزّة صوف اليهوديّ (١) ، فلمّا كان وقت الإفطار جاءهم مسكين فأطعموه ، وباتوا جياعا لم يفطروا إلا على الماء ، وفي اليوم الثّاني جاءهم يتيم فأطعموه كذلك ، وفي اليوم الثالث جاءهم أسير فأطعموه كذلك ، فأنزل الله : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ). (٢) وعن ابن الحنفيّة قال : كان الأسير يومئذ من أهل الشّرك.
١٠ ـ (قَمْطَرِيراً) : مقبضا بين عينيه من العبوس. (٣)
١٤ ـ (وَذُلِّلَتْ) : سخّرت تسخيرا للنّيل (٤) منها. (٥) (٣١٧ ظ)
وعن عليّ رضي الله عنه قال : ينطلق بهم حتى يأتوا بابا من أبواب الجنّة ، فإذا عند شجرة يخرج من تحت ساقها عينان ، فيتوضّؤون من أحدهما ، فيجري بنضرة النعيم ، فلا يتغيّر إنسان بعدها أبدا ، ولا تشعث أشعارهم بعدها أبدا ، ويشربون من الأخرى ، فيخرج ما في بطونهم من أذّى ، ثم يأتون خزنة الجنّة فيقولون : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ) [الزمر : ٧٣] ، ويتلقاهم الولدان حتى يأتي بعضهم أزواج الرّجل فيبشرهنّ ، ويقول : جاء فلان ،
__________________
(١) (على غزل جزة صوف اليهودي) ، ساقط من أ.
(٢) ذكر في سبب نزول هذه الآية كلام كثير ، قريبا من الكلام الوارد هنا ، وفي بعض الروايات قصص طويلة ، ينظر في ذلك مثلا : تفسير مقاتل ٣ / ٤٢٨ ، تفسير الثعلبي ١٠ / ٩٩ ، وتفسير القرطبي ١٩ / ١٣٠ ، والتسهيل لعلوم التنزيل ٤ / ١٦٧ ، وقد ذكر هذا الحديث بالرواية الطويلة صاحب تنزيه الشريعة ١ / ٣٦٣ ، وصاحب اللآلئ المصنوعة ١ / ٣٣٩ ، وقال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ١ / ٢٤٦ : «هذا حديث مزوق ، وقد تطرف صاحبه حتى يشبه على المستمعين ، والجاهل يعض على شفتيه تلهفا ألا يكون بهذه الصفة ، ولا يدري صاحب هذا الفعل مذموم ، قال الله تعالى في تنزيله الكريم : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [البقرة : ٢١٩] ، وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى» ، ... ، أفيحسب عاقل أن عليا رضي الله عنه جهل هذا الأمر حتى أجهد صبيانه صغارا من أبناء خمس أو ست على جوع ثلاثة أيام ولياليها حتى تضرروا من الجوع ، وغارت العيون فيهم لخلاء أجوافهم حتى أبكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما يروج هذا إلا على حمقى جهال أبي الله لقلوب منتبهة أن تظن بعلي رضي الله عنه مثل هذا» ، وينظر : تفسير القرطبي ١٩ / ١٣٠.
(٣) ينظر : تفسير غريب القرآن ٥٠٢ ، وغريب القرآن للسجستاني ٣٤٠ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ٥٠٤ ، والمحكم والمحيط الأعظم ٦ / ٦٢٥.
(٤) أ : لليل.
(٥) ينظر : تفسير البيضاوي ٥ / ٢٧١ ، وتفسير أبي السعود ٩ / ٧٣.